دراسة في علم البلاغة

ما هو الكلام الفصيح

الكلام الفصيح هو الكلام السهل النطق والسلس الفهم ضمن تسلسل منطقي للمعاني بشرط أن يجري الكلام على قواعد النحو المشهورة...

والكلام الفصيح هو الكلام الذي يخلو من العيوب التالية:

1. ضعف التأليف.

2. تنافر الكلمات .

3. التعقيد .

4. تكرار الكلمات .

ولنوجز النقطة الأولى المتمثلة بضعف التأليف الذي يكون على خلاف ما أشتهر من قوانين

النحو مع فصاحة المفردات فإذا جر الفاعل ورفع المفعول به يصبح التأليف فاسدا..

أما عن تنافر الكلمات فهذا يكون باستعمال كلمات مجتمعة ثقيلة على السمع ويتعثر

النطق بها كما في قول الشاعر:

.....وقبر حرب بمكان قفر     وليس قرب قبر حرب قبر

وهنا نلاحظ بأننا لا نستطيع تكرار هذا البيت ثلاث مرات متواليات..

النقطة الثالثة .. التعقيد ..

والتعقيد هو الكلام الغير واضح للدلالة على المعنى المطلوب وينقسم التعقيد إلى قسمين

أ .. التعقيد اللفظي .. والمتلخص بأن يكون الكلام غير واضح الدلالة على المعنى المراد وفق التسلسل المنطقي :

كقول الفرزدق:

إلى ملك ما أمّة من محارب     أبوه ولا كانت كليب تصاهره

يريد : إلى ملك أبوه ليست أمه من محارب.

ب .. التعقيد المعنوي وهو أن يكون المعنى المراد غير واضح الدلالة للمعنى الأصلي.

كقول العباس بن الأحنف :

سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا

فجمود العين أي خلوها من البكاء عند إرادة الشخص لا يكون كناية عن السرور .. وإنما

هو كناية عن الحزن الشديد . وهذا المعنى مخالف لمعنى الشطر الأول ..

أما عن النقطة الرابعة المتمثلة في تكرار الكلام والتي تفسر بإعادة الكلمات الواحدة .. في الجمل الواحدة بغير فائدة كقول المتنبي:

وتسعدني في غمرة بعد غمرة....سبوح لها منها عليها شواهد.

والشاهد هنا كثرة الضمائر وتكرارها..

البلاغة

قال عنها صمّار العبدي: هي أن تجيب فلا تبطيء وتصيب فلا تخطيء

وقيل عنها أيضا بإنها: إيجاد الفصيح من الكلام

وقيل عنها الكثير لكني هنا بصدد إيصال الفائدة بلا تعقيد

ويتضمن علم البلاغة ما يلي :

1. علم البديع .

2. علم البيان .

3. علم المعاني.

فما هو علم البديع إذن؟؟؟

علم البديع هو: العلم الذي يتضمن وجوه تحسين الكلام.

ولعلم البديع نوعان :

1. البديع اللفظي : وهو ما تعرف به وجوه تحسين اللفظ..

2. البديع المعنوي : وهو ما تعرف به وجوه تحسين المعنى.

وأنواع البديع اللفظي كثيرة. أهمها :

أ . الجناس .

ب. السجع

أما عن أنواع البديع المعنوي فهي كثيرة أيضا وأشهرها :

1.الطباق .

2.المقابلة

3. التّورية.

4. الاقتباس.

5. التصريع.

6. الترصيع.

7. التضمين .

8. رد العجز على الصدر.

9. تأكيد المدح بما يشبه الذم.

10. تأكيد الذم بما يشبه المدح.

11. أسلوب الحكيم .

12. حسن التعليل .

13. الاستخدام.

14. المساواة .

15. الإطناب .

16. الإيجاز.

ومن البديع اللفظي أولا جاء الجناس

والجناس : هو كلمتان متشابهتان في اللفظ .. متباعدتان في المعنى .

أمثلة:

1. لك يا منازل في القلوب منازل

فالجناس في كلمة(( منازل ))

الأولى تعني البيوت

والثانية تعني المكانات

2. قال تعالى :

 ( يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة )

والجناس هنا في كلمة (( ساعة ))

الأولى تعني يوم القيامة

الثانية تعني الساعة الزمنية .

وللجناس نوعان

1. جناس تام

2. جناس غير تام

الجناس التام كلمتان متشابهتان في اللفظ متباعدتان في المعنى

كما تقدم في الأمثلة السابقة.

الجناس الغير تام أن تختلف كلمتان متشابهتان في اللفظ .. متباعدتان في المعنى في أمرين:

أ. اختلاف حرف من حروف الكلمتين .

مثال : قال تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)

فالجناس غير التام بين كلمتي(( ناضرة و(( ناظرة)) لإختلافهما في الحرفين الضاد والظاء...

ومن البديع اللفظي :

السجع

والسجع هو: توافق أواخر الجمل بكلمات متشابهة في اللفظ .. ولا يكون ذلك إلا في النثر ..

وأمثلته في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ولدى أكثر الكتاب القدماء وبعض المحدثين..

مثال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ (3) ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4))

النوع الثاني من علم البديع وهو البديع المعنوي

الطباق

والطباق كلمة: ضد كلمة في المعنى

أمثلة :

طويل _ قصير

بخيل _ كريم

أبيض _ أسود

شبعان _ جوعان

وللطباق أنوع :

1.. الطباق الايجابي

2. الطباق السلبي .

3. الطباق الضمني

والطباق الايجابي هو كلمة ضد كلمة في المعنى

كالأمثلة السابقة :

طويل_ قصير

أبيض _ أسود

قال تعالي :(( وتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وهُمْ رُقُودٌ)) الكهف : 18

فهذه الآية فيها طباق ايجابي في كلمتي : أيقاظ و رقود

أما الطباق السلبي فهو كلمة واحدة مرة مثبتة .. وأخرى منفية .

أمثلة :

جاء أحمد و ما جاء عمر

ففي كلمتي (جاء ) و( ما جاء ) طباق سلبي .

قال تعالى :

((يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ ولا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ)) النساء 108

الطباق هنا في كلمتي (يستخفون ) ولا (يستخفون ) لأن الكلمة الواحدة جاءت مرة مثبتة

وأخرى منفية .

ونهاية الطباق هو الطباق الضمنيّ

والطباق الضمني ليس كلمة ضد كلمة في المعنى وإنما معناها يؤدي إلى التضّاد حسب

موقعهما في الكلام .

مثال :

قال ابن زيدون :

لا يكن عهدك وردا      إن عهدي لك آس

ورد .. يدل على سرعة الزوال

آس .. يدل على طول البقاء..

ومن البديع المعنوي :

2.المقابلة ..

والمقابلة لغة : المواجهة ...

وهي مجموعة كلمات ضد مجموعة كلمات في المعنى على التوالي .

مثال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :

( إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلّون عند الطمع )

والمواجهة هنا بين كلمتي (تكثرون والفزع ) و( تقلون والطمع )

مازلنا في البديع المعنوي ومنه :

3 . التوّرية

والتوّرية .. لغة ستر الشيء وإظهار غيره.

أما التوّرية اصطلاحا فهي أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان :

الأول : قريب ظاهر غير مقصود .

الثاني : بعيد خفي مقصود .

وفي شرح التوّرية علينا الأخذ بمعناها البعيد .

مثال :

قال بدر الدين الذهبي :

رفقا بخلّ ناصح

أبليته صدا وهجرا

وافاك سائل دمعه

فرددته في الحال نهرا

فالتورية في كلمة ( نهرا ) المعنى القريب للنهر :

الزجر والتوبيخ بدليل التمهيد له بكلمة ( رددته )

والمعنى البعيد للنهر مجرى الماء العذب .

ومن البديع المعنوي:

4. الاقتباس

وهو لغة الاستفادة من النور أو النار.

واصطلاحا : أن يأتي الأديب أو الشاعر بآية من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف

ويضمّنه كلامه من غير أن يقول إن هذا الكلام منهما .

مثال :

قال عبد المؤمن الأصفهاني :

لا تغرنك من الظلمة كثرة الجيوش والأنصار ((إنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42)  )) ابراهيم : 42

فقد اقتبس المتكلم آية من القرآن الكريم ووضعها في مكانها المناسب

للمعنى المراد .. ليبرهن على قوة ما ذهب إليه .

5 . التصريع

هو من أنواع البديع المعنوي

والتصريع: توافق نهايتي الشطرين في بيت الشعر الواحد ( المصرعين ) بكلمات متشابهة ..

وغالبا ما يكون ذلك في مطالع القصائد .

مثال :

قال المتنبي :

عيد بأية حال عدت ياعيد       بما مضى أم لأمر فيك تجديد

6. الترصيع

وهو لغة وضع الجواهر والأحجار الكريمة في الذهب .

أمّا الترصيع اصطلاحا فهو سجع في بيت الشعر .

مثال :

قالت الخنساء :

حمّال ألوية هبّاط أودية         شهّاد أندية للجيش جرار

فالنهايات التي تنتهي بها كل فقرة تسمى ( ترصيعا ) وهي هنا في :

ألوية وأودية وأندية

7.التضمين

التضمين لغة : وضع شيْ ضمن شيء آخر .

أما اصطلاحا : فالتضمين أن يضمّن الشاعر كلامه شيئا من شعر غيره.

مثال :

قال الطغرائي :

فيم الإقامة بالزوراء.. لا سكني          بها ( ولا ناقتي فيها ولا جملي )

لقد ضمن الطغرائي شعره مثلا يضرب من الأمثال العربية السائرة على الألسن ليلبس شعره

رداء من الجمال والمثل هو ( لا ناقة له ولا جمل )

ومن البديع المعنوي أيضا :

8. رد العجز على الصدر

وهو بأن تكرر لفظة واحدة , مرة في الشطر الأول وأخرى في الشطر الثاني.

قال الشاعر :

سريع إلي ابن العم يلطم وجهه  وليس إلى داعي الندى بسريع

(فرد العجز على الصدر) في هذا البيت كلمة (سريع)

9. تأكيد المدح بما يشبه الذم

مثال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم

( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش )

أنظر إلى هذا الحديث تجد فيه أن الرسول الكريم وصف نفسه بصفة حميدة وهي أنه أفصح العرب , ولكنه أتى بعدها بأداة استثناء , فدهش السامع وظن أن النبي صلى الله عليه وسلّم , سيذكر بعدها صفة غير حميدة, وسرعان ما هدأت نفسه حين وجد صفة أخرى في المدح جاءت بعد أداة الاستثناء , وهو أنه من قريش وقريش معروفة بفصاحتها .. فكان ذلك توكيدا للمدح الأول الذي جاء في أسلوب ألف الناس سماعه في الذم .

10 . تأكيد الذم بما يشبه المدح

وهو أن يهجو الشاعر المهجو بصفة ذمّ . وقد جاءت هذه الصفة بشكل مدح , ولكنها في الحقيقة أكثر ما يعاب عليها .

مثال :

لا جمال في كلامه إلا أنه طويل ممل

لقد أوهم القارئ أنه يمدح , وهو في الحقيقة يذم في أول الكلام .

ويزيد من هذا الذمّ بعد أداة الاستثناء ( إلا ) .

11. أسلوب الحكيم

وهو أيضا من أنواع البديع المعنوي .

وأسلوب الحكيم هو أن يتلقى المخاطب جوابا غير متوقع أو جوابا عن سؤال لم يسأله .

قال تعالى :

((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ)) البقرة 189

إن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلّم _ سألوه عن الأهلة وهذه المسألة من علم الفلك

تحتاج إلى دراسة دقيقة فصرفهم القرآن الكريم عن هذا ببيان أن الأهلة وسائل للتوقيت في

المعاملات والعبادات , إشارة منه إلى أن الأولى بهم أن يسألوه عن هذا .

12.حسن التعليل .

وهو أن ينكر الأديب صراحة أو ضمنا علة الشيء المعروفة, ويأتي بعلة أدبية

طريفة تناسب المعنى الذي ذهب إليه الشاعر .

مثال :

قال الشاعر :

لا يطلع البدر إلا من تشوقه     إليك حتى يوافي وجهك النظر

ينكر الشاعر السبب المعروف لطلوع القمر , ويدعي أنه إنما يطلع شوقا إلى الممدوح . ورغبة في رؤية وجهه الصبوح .

13. الاستخدام .

وهو لفظ مشترك بين معنيين, يراد به أحدهما , ثم يتصل بالكلام ضمير يدل على المعنى الآخر .

مثال :

قال تعالى :

((فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)) البقرة 185

أريد بالشهر ( الهلال ) ثم جاء في الكلام ضمير عائد على الشهر ولكنّه بمعنى (أيام الشهر )

في كلمة ( فليصمه ).

14. المساواة

وهي أن تكون المعاني بقدر الألفاظ , والألفاظ بقدر المعاني

لا يزيد بعضها على بعض..

قال تعالى :

((ومَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً))

وهنا جاءت الألفاظ فيها بقدر المعاني ( تأملوا فقط )

15. الإطناب ( بكسر الهمزة )

وهو زيادة اللفظ على المعنى لفوائد منها :

1. ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص

قال تعالى :

((تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ والرُّوحُ فِيهَا)) القدر 4

إذا تأملنا هذه الآية نجد لفظ ( الروح) فيه زائدا لأن معناه داخل في عموم اللفظ المذكور قبله وهو الملائكة .

2. التكرار : كما في قول عنترة:

يدعون عنتر والرماح كأنها     أشطان بئر في لبان الأدهم

يدعون عنتر والسيوف كأنها    لمع البوارق في سحاب مظلم

فطريقة عنترة في هذين البيتين هي التكرار لتقرير المعنى في نفس السامع وتثبيته ,

ويظهر هذا الغرض في الخطابة وفي مواطن الفخر والمدح .

16 الإيجاز..

وهو جمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل للإفصاح .. وهو نوعان:

1. أيجاز قصر.

2. إيجاز حذف .

وإيجاز القصر

مثاله قال النبي صلى الله عليه وسلم : الضعيف أمير الركب .

هذا المثال آية في البلاغة والحسن حيث جمع من آداب السفر والعطف على الضعيف

ما لا يسهل على البليغ أن يعبّر عنه إلا بالقول الطويل .

ومثال إيجاز الحذف

قال تعالى :

(() وجَاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ صَفاً صَفاً))

في هذا المثال نجد أنه قد حذف منه كلمة , وتقدير الكلام :

وجاء أمر ربك والملك صفا صفا ..

علم البيان

البيان لغة : هو اسم لكل شيء كشف له بيان المعنى , وهتك لك الحجب كائنا ما كان

ذلك البيان , ومن أي جنس كان ذلك الدليل  والمعتبر في علم البيان دقة المعاني المعتبرة فيها من الاستعارات والكنايات

مع وضوح الألفاظ الدالة عليها .

فالبيان هو المنطق الفصيح المعرب عمّا في الضمير .

وإذا كان معنى البيان هو ( الإيضاح ) كان متعديا, واإن كان بمعنى (الظهور) كان لازما .

يقال : بيّنت الشيء كأظهرته

بان الشيء : ظهر

أما البيان اصطلاحا فهو قواعد وأصول يعرف بها إرادة المعنى الواحد بطرق  يختلف بعضها عن بعض في وضوح الدلالة العقلية على نفس ذلك المعنى .

والهدف من علم البيان هو الوقوف على أسرار كلام العرب.. نثره وشعره ومعرفة ما فيه من فنون الفصاحة..

ويتضمن علم البيان ما يلي :

1. التشبيه

2. الاستعارة

3. المجاز.

4. الكناية

ولنتناول أولا من علم البيان :

التشبيه :

والتشبيه لغة : التمثيل والمحاكاة يقال : شبهت هذا بذاك, أي : ماثلته به .

أما التشبيه اصطلاحا فهو الدليل على مشاركة أمر لأمر في صفة مشتركة بينهما ,

لكن هذه الصفة في أحد هذين الأمرين أقوى منها أو أضعف في الأمر الآخر,

وذلك بواسطة أداة من أدوات التشبيه .

مثال :

خالد كالأسد في الشجاعة ..

فقد شبه ( خالد) بالأسد بوساطة أداة التشبيه (الكاف) ليدل على وجه الشبه بينهما

وهو ( الشجاعة ) إلا أن الأسد أقوى من خالد .

ويتألف التشبيه من أربعة أركان هي :

1. المشبّه.

2. المشبّه به .

3. أداة التشبيه .

4. وجه التشبيه .

ولنوجز أولا المشبّه وهو الأمر الذي يراد معرفته وتوضيحه عن طريق المشبه به .

2. المشبّه به وهو الأمر الذي يوضح المشبه .

3. أداة التشبيه : هي الوساطة التي تربط بين المشبه والمشبه به .

4. وجه الشبه : هو الصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به .

ملاحظة هامة : علينا أن نعلم أن المشبه والمشبه به هما الركنان الأساسيان

في كل تشبيه , فلا تشبيه إذا فقد أحدهما .

أنواع التشبيه

هناك نوعان للتشبيه هما :

أ. تشبيه بالنسبة لعدد أركانه

ب. تشبيه بالنسبة لمعناه

أما أنواع التشبيه بالنسبة لعدد أركانه فهي أربعة :

1. التشبيه التام ( مرسل مفصّل )

2. التشبيه المجمل .

3. التشبيه المؤكد .

4. التشبيه البليغ .

لكن ما هو التشبيه التام !

التشبيه التام أو المفصّل هو التشبيه الذي ذكر فيه أركانه الأربعة

المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه .

مثال :

حاتم كالبحر في العطاء

فالتشبيه هنا تام الأركان ..

2. التشبيه المجمل : هو التشبيه الذي ذكر فيه المشبه والمشبه به والأداة وحذف منه وجه الشبه .

مثال : الفتاة كالقمر .

التشبيه مجمل هنا , لأنه ذكر فيه المشبه وهو الفتاة وأداة التشبيه وهي الكاف

والمشبه به وهو القمر وحذف منه وجه الشبه وهو الجمال .

3.التشبيه المؤكد . هو التشبيه الذي ذكر فيه المشبه والمشبه به ووجه الشبه

وحذفت منه أداة التشبيه .

مثال :

خالد ....أسد في الشجاعة .

حذفت الكاف.

4. التشبيه البليغ وهو تشبيه ذكر فيه المشبه والمشبه به وهما الركنان الأساسيان

في كل تشبيه , وحذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه .

مثال :

حاتم ........... بحر ......

أنواع التشبيه بالنسبة لمعناه أربعة :

1. قريب مبتذل . وهذا لا يحتاج إلى عناء في إدراكه , ومثاله : القطن كالثلج .

2. بعيد غريب وهذا يحتاج إلى عناء كبير لفهمه وإدراكه

مثال : المرأة كالعمر.

فطبيعي أن المرأة ليست كالعمر , ولكن كلما عشت مع المرأة شاهدت منها أشياء

جديدة , كذلك كلما طال عمرك شاهدت أشياء جديدة .

3. تشبيه تمثيلي: هو تشبيه صورة بصورة , أي تشبيه شيئين فأكثر بشيئين فأكثر .

مثال :

أنقض جنودنا على الأعداء كانقضاض النسر على الفريسة .

فقد شبه الجنود بالنسر وشبه الأعداء بالفريسة .

4. تشبيه ضمني .هو التشبيه الذي لا نرى فيه المشبه والمشبه به في صورة

من صور التشبيه المعروفة في بقية التشبيهات بل نلمح ذلك في سياق الكلام

ويؤتى بهذا النوع من التشبيه ليفيد أن الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن الحصول .

قال أبو فراس الحمداني :

سيذكرني قومي إذا جد جدهم    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

هنا لم يشبه الشاعر حاجة قومه إليه أيّام الأزمات كحاجة الناس إلى ضياء البدر

لكنه ألمح إلى هذا المعنى .

معلومة

أدوات التشبيه ألفاظ تدل على المشابهة أو المماثلة , وتوجد العلاقة بين المشبه والمشبه به والكاف هي الأصل في أدوات التشبيه .

وما يتضمنه علم البيان ثانيا الاستعارة

والاستعارة هي تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه .

مثال :

خالد ..... أسد

فإذا قلنا : أسد

فقد تحول هذا التشبيه في كلمتي خالد أسد إلى استعارة في كلمة أسد, وحذفنا

كلمة خالد التي هي المشبه , وأبقينا المشبه به .

تتألف الاستعارة مما يلي :

1. المستعار منه : وهو المشبه به في التشبيه.

2. المستعار له : وهو المشبه في التشبيه .

3. المستعار : هو اللفظ الذي يؤخذ من المشبه به إلى المشبه .

وللاستعارة نوعان :

الاستعارة التصريحية وهي تشبيه بليغ حذف منه المشبه وبقي المشبه به

والاستعارة المكنية وهي تشبيه بليغ حذف منه المشبه به وأبقيت بعض لوازمه ..

قال المتنبي :

وقفت وما في الموت شك لواقف        كأنك في جفن الردى وهو نائم

استعارة مكنية في قوله : جفن الردى حيث شبه الموت بالإنسان

وحذف المشبه به ( الإنسان) وأبقى شيئا من لوازمه وهو الجفن .

وثالث علم البيان هو :

المجاز

والمجاز لغة : مشتق من فعل جاز الشيء يجوزه إذا تعداه .

أما المجاز أصطلاحا أو بلاغة : هو كلمة أستعملت في غير معناها الحقيقي

مع قرينة مانعة من أرادة المعنى الحقيقي .

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

فالبدر هنا مجاز والدليل هو أن ( من ثنيات الوداع ) هي التي أثبتت مجازية البدر وأوحت أن المقصود من هذا البدر إنسان جميل حبيب إلى القلوب .

ويقسم المجاز إلى قسمين:

1. مجاز عقلي وهو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير صاحبه

مع دليل يمنع أن يكون الإسناد حقيقيا.

مثال :

كتب خالد

2. مجاز لغوي : هو استعمال كلمة في غير معناها الحقيقي لعلاقة مع قرينة ملفوظة,

وتكون العلاقة فيه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للكلمة على غير المشابهة .

مثال :

لو قال قائل : لفلان عليّ يد لن أنساها ماحييت .

نفهم من هذا القول أن فلانا من الناس صنع معروفا مع القائل وكان هذا المعروف

ذا اثر عميق في نفسه ..

ورابع أنواع البيان هي :

الكناية

والكناية لغة : الكلام عن شيء وإرادة غيره .

أما الكناية اصطلاحا فهي لفظ يطلق ويراد به لازم معناه , مع جواز إرادة المعنى الأصلي

أو بعبارة أخرى كلام أريد به معنى غير معناه الظاهر , إذ لاشيء يمنع إرادة المعنى الأول .

فقولنا : بيض المطابخ كناية عن بخل القوم

وقولنا طويل النجاد : كناية عن أن حامل السيف طويل

للكناية ثلاثة أقسام :

1. كناية عن صفة

وهي التي يراد بها الصفات المعنوية كالجود والشجاعة والطول والجمال وغير ذلك

ولا يقصد بها الصفة في علم النحو .

2. كناية عن موصوف وهي أن يصرح بالصفة وبالنسبة ولا يصرح بالموصوف

مثال نحن أبناء اللغة العربية ___________ كناية عن موصوف , وهم العرب

3. كناية عن نسبة . وهي أن يصرح بالصفة والموصوف ولا يصرح بالنسبة مع إنها

هي المقصودة .

مثال :

الكرم في ثوب بشار

فنحن نذكر الصفة وهي الكرم ونذكر الموصوف وهو بشار ولا نذكر أنه كريم بل

ننسب الكرم إلى ما في ثوبه , وهذا يستلزم أن بشارا هو الكريم لأن الذي في الثوب

هو بشار لا غيره.

علم المعاني

وعلم المعاني هو العلم الذي يحترز به من الخطأ في التعبير بالصور اللفظية

عن الصور المعنويّة التي يتصورها الذهن

ويتضمن علم المعاني أنواعا كثيرة أهمها :

1. الجملة الخبرية.

2. الجملة الإنشائية .

3. الإسناد.

4. الفصل والوصل .

5. القصر .

ولنتناول النوع الأول من هذه الأنواع وهو :

الخبر والإنشاء

علم المعاني هو العلم الذي يتعلق بالأسلوب ( الإخباري ) والأسلوب ( الإنشائي )

لكن ما هو الأسلوب الإخباري !!

الأسلوب الإخباري : هو الأسلوب الذي يقبل التصديق أو التكذيب سواء أكانت

الجملة فعلية أو اسمية .

مثال :

سافر علي ______ جملة فعلية إخبارية, لأنها تحتمل التصديق أو التكذيب

الربيع جميل _____ جملة اسمية إخبارية لأنها تحتمل التصديق أو التكذيب

وللأسلوب الإخباري ثلاثة أنواع في هذا العلم :

1. النوع الابتدائي .

2. النوع الطلبي .

3. النوع الإنكاري .

ويقال لكلمة نوع ( ضرب ), فنقول الضرب الابتدائي والضرب الطلبي والضرب الإنكاري .

ونتناول أولا الضرب الابتدائي وهو الجملة الإخبارية التي خلت من أدوات التوكيد .

مثال :

العلم مفيد _______ جملة اسمية إخبارية ( ضرب ابتدائي ) خالية من أدوات التوكيد .

2. الضرب الطلبي : هو الكلام الإخباري الذي توجد فيه أداة توكيد واحدة .

مثال :

إن العلم مفيد _____ جملة اسمية إخبارية ( ضرب طلبي ) فيها أداة توكيد واحدة .

3. الضرب الإنكاري : هو الكلام الإخباري الذي توجد فيه أكثر من أداة توكيد واحدة.

مثال :

لقد انتصر الحق _____ جملة فعلية إخبارية ( ضرب إنكاري ) فيها أداتا اللام و قد.

ومما يتضمنه علم المعاني ثانيا :

الجملة الإنشائية :

(للأسلوب الإنشائي) نوعان :

أ. طلبي

ب . غير طلبي

والإنشاء الطلبي هو ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب . وغالبا ما يكون

فيه الحديث لمخاطب مفرد أو مثنى أو جمع .

وله أنواع :

1. الأمر: هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء .

مثال :

حارب عدوّك .

ويشمل ( الأمر) فعل الأمر والمضارع المقترن ب (لام ) الأمر.

2. النهي : طلب الكفّ عن الفعل , وله صيغة واحدة هي الفعل المضارع المقترن

ب(لا) الناهية .

قال الدؤلي :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله      عار عليك إن فعلت عظيم

الفعل هنا مقترن ب( لا ) الناهية والجملة إنشائية منم نوع طلبي .

3. الاستفهام : طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل . وأدواته : الهمزة - هل - من-

ما- متى - أيّان - كيف - أيّن - كم- أيّ .

4. النداء: طلب الإقبال بحرف من أحرف النداء ناب مناب الفعل . وأدواته هي :

أي - يا - هيا- أيا- آ- وا.

الوصل والفصل هو رابع ما يتضمنه علم المعاني

الوصل : عطف جملة على أخرى بالواو .

مثال :

كتبت الدرس وحفظت القيدة .

ويجب الوصل بين الجمل في حالات منها :

1. إذا اتفقت الجملتان في الحكم الأعرابي .

قال المعري :

وحب العيش أعبد كل حر       وعلم ساغبا أكل المرار

. والساغب هو الجائع والمرار هو شجر مر .

إذا قرأت الجملتين ( أعبد كل حر) و ( علّم ساغبا) في هذا البيت تجد أن للجملة

الأولى منهما موضعا للإعراب لأنّها خبر لمبتدأ قبلها , أما الجملة الثانية ( علّم ساغبا)

فهي معطوفة على الجملة الأولى .

فالجملتان اشتركتا في حكم إعرابي واحد , وهذا ما يسمى بالوصل .

ثانيا :

الفصل : هو ترك العطف .

وللفصل مواضع أهمها :

1. أن يكون بين الجملتين اتحاد تام و وذلك بأن تكون الجملة الثانية توكيدا للجمله الأولى

أو بيانا لها أو بدلا منها . ويقال حينئذ إن بين الجملتين كمال الاتصال .

قال المتنبي :

وما الدهر إلا من رواة قصائدي         إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا

2. أن يكون بين الجملتين اختلاف تام , وذلك بأن تختلفا خبرا وإنشاء أو ألاّ تكون

بينهما مناسبة ويقال حينئذ : إن بين الجملتين كمال الانقطاع .

قال أبو العتاهية :

يا صاحب الدنيا المحبّ لها      أنت الذي لا ينقضي تعبه

والرابع الذي يتضمنه علم المعاني

هو القصر

وهو الحضّ على أمر بأمر آخر بطريق مخصوص , وله عدة طرق :

1. القصر بالنفي والاستثناء . وهنا يكون المقصور عليه بأداة الاستثناء ..

مثال:

لا يفوز إلا المجد

إذا أخذنا هذا المثال وحذفنا أداتي النفي والاستثناء نجد أن التخصيص قد زال منه

وكأنه لم يكن .

إذا النفي والاستثناء هما وسيلة التخصيص حيث يقصر الفوز على المجد , فالفوز مقصور

والمجد مقصور عليه وهما طرفا القصر .

ولما كان الفوز صفة من الصفات , وامجد هو الموصوف بهذه الصفة كان القصر

في هذا المثال قصر ( صفة على موصوف ) بمعنى أن الصفة لا تتعدى الموصوف الأول

إلى موصوف آخر .

2. القصر ب(إنما )

مثال :

إنما الحياة تعب.

في هذا المثال يقصر الحياة على التعب , فالحياة مقصورة , والتعب مقصور عليه .

ولما كانت الحياة موصوفة والتعب صفة لها , كان القصر في المثال ( قصر موصوف

على صفة ) بمعنى أن الموصوف لا يفارق صفة التعب إلى الراحة .

وهناك طرق أخرى للقصر

أهمها :

1. ضمير الفصل .

مثال :

علي هو الشجاع .

فالضمير (هو) الذي قصّر الشجاعة على عليّ في هذا المثال .

2. تقديم ماحقّه التأخير , وهنا يكون المقصور عليه هو المقدم

مثال :

الشاعر المتنبي

والأصل أن نقول : المتنبي الشاعر ولكننا قصرنا الصفة على الموصوف ,

فتقدم ( المقصور عليه ) على ( المقصور )

أما خامس ما يتضمنه علم المعاني هو :

الإسناد

عرفنا سابقا أن الجملة :

إذا ابتدأت بفعل كانت جملة فعلية

مثال : اشتد الحر .

وإذا ابتدأت الجملة باسم و كانت جملة اسمية .

مثال : الحر شديد.

وصار علينا أن نعلم أن لكل جملة ركنين :

1. محكوم به ( ويسمى المسند)

مثل : اشتد في المثال الأول .

وشديد في المثال الثاني .

2. محكوم عليه ويسمى المسند إليه .

مثل الحر في المثال الأول

وشديد في المثال الثاني

ومن المسند والمسند إليه يحصل ما يسمى الإسناد .

وأهم المسندات في اللغة العربية هي :

1. الفعل التام

مثال : نجح أخوك وقضي النهار .

2. خبر المبتدأ

مثال :

المقاومة قوية

3. خبر الأفعال الناقصة .

كان العرب متحدين في الماضي .

4. اسم الفعل :

مثال : وي من هذا الأمر .

5. المصدر النائب عن فعله .

مثال : سلاما إلى أطفال الحجارة .

أما أهم ( المسند إليه) في اللغة العربية فهو ما يلي :

1. فاعل الفعل التام.

نجح أخوك .

2. نائب الفاعل

قضي النهار .

3. المبتدأ

المقاومة قوية .

4. ما أصله مبتدأ

أ. اسم كان.

كان العلم يرفرف .

ب . اسم إن

إن الوطن عزيز .

ج . المفعول الأول .

ظننت الشمس مشرقة ...

ويسمى المسند والمسند إليه ركني الجملة . وكلّ ماعداهما يعتبر ( فضلة )

أي قيدا زائدا عليها :

كالحال والتمييز والظرف والجار والمجرور وأكثر المفاعيل .

وبالختام علينا أن لا ننسى الخيال الذي هو من قوى العقل الذي نتخيل بها الأشياء

وهناك خيال تأليفي وخيال أبداعي .

ولا ننسى العاطفة أيضا فهي أن يزج الشاعر نفسه في الموضوع, أي عندما

يكون الضمير متكلما ( أنا أو نحن )

http://www.anhaar.com/vb/showthread.php?t=20128

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 692 مشاهدة
نشرت فى 13 ديسمبر 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,685,906