136
في الاجتماع الوطني للجمعية الكيميائية الأمريكية, الذي عقد في دنفر الأسبوع الماضي, عرض باحثون اختبارا جديدا للحمض النووي يمكنه قياس الكمية المحتملة من المواد المسرطنة الموجودة لدي أحد الأشخاص.
, ولكن بخلاف الاختبارات السابقة التي تتطلب الحصول علي عينات من خلايا الدم البيضاء أو البول, والكثير من العمل في المختبر, فإن هذا الاختبار يبحث عن المواد المسرطنة في عينة بسيطة من اللعاب.
وعناصر الحمض النووي القريبة(DNA) ـ التي تضررت بفعل تلك المواد ـ تعمل علي شكل مؤشرات حيوية بالنسبة إلي الأطباء, حيث تكشف لهم عن نوع الأمراض التي قد يتعرض لها المريض, كما تساعدهم علي مراقبة الأمراض التي يحتمل أن تتفاقم لديه بقدر أكبر, وهي أشبه بمقياس مباشر للمواد المسرطنة التي يصادفها المرء في حياته اليومية, وكيفية تأثيرها علي المادة الجينية للشخص.
ويتسم الحمض النووي لدي الإنسان بوجود آلية لإصلاح نفسه عندما تلحق المواد المسرطنة الضرر بالمواد الجينية له, ولكن عندما تفشل في القيام بذلك فإن ذلك التلف الجيني يمكن أن يفضي إلي تغير جوهري في الخلايا يؤدي في النهاية إلي مشاكل صحية مثل السرطان, ولذلك فإن إدراكنا لخيارات نمط الحياة والعوامل الأخري المؤثرة في حمضنا النووي قد ينطوي علي أهمية كبيرة.
أما اختبار اللعاب, الذي طوره فريق بحث في جامعة تشنج تشينج بتايوان, فيجعل رصد العناصر العامة المحيطة بالحمض النووي أكثر سهولة, حيث يمكنه من خلال عينة لعاب استخراج خلايا الدم البيضاء الموجودة بصورة طبيعية هناك, ومن ثم القيام بقياس طيفي لتحليل مكونات الحمض النووي المحددة.
ورغم أن هذا الاختبار قد يكلف مئات الدولارات, فإنها تكلفة مستحقة, برأي العلماء, من حيث إمكان الوقاية المحتملة, كما أن ذلك يمثل الخطوة الأولي نحو ما قد يصبح في نهاية المطاف نوعا من المسح السرطاني عن طريق اللعاب.
ويأمل الباحثون أن تستخدم هذه الأداة لمساعدة الناس في تحديد أسلوب حياتهم, وعلي سبيل المثال يمكن تعريف المدخن بمدي الضرر الذي يلحق بحمضه النووي والتأثير المباشر للتدخين علي الصحة الجينية.
ساحة النقاش