محمد هزاع: 28
من الكتابات التي تناولت الإبداعات الروائية للأديب العالمي نجيب محفوظ كتاب بعنوان في غياب الحديقة.. حول متصل الزمان/ المكان في روايات نجيب محفوظ, تأليف د. حسين حمودة أستاذ النقد الأدبي بآداب القاهرة.
الكتاب يقدم تحليلا شاملا لمعظم روايات نجيب محفوظ اعتمادا علي المفاهيم النقدية التي قدمها ميخائيل باختين, ومنها المفهوم المعروف بـالكرونوتوب ومعناها تفاعل الزمان والمكان في مركب واحد, واتخاذ هذا المركب المتفاعل سبيلا لتحليل النصوص القصصية, واستنطاق دلالاتها الفنية.
ويشير المؤلف إلي أن هذه المحاولة منه تستدعي ضرورة استكمالها, كما يوضح معالم منهجه والنصوص التي سيختارها مفضلا استبعاد النصوص التاريخية الأولي لنجيب محفوظ لأنها تثير علاقة الرواية بالتاريخ.
وتحت عنوان تلاشي الإيديلا يعتمد في تحليله علي فكرة تحطيم الإيديلا, أي الحياة الرعوية البسيطة التي تنطوي علي علاقات عائلية مطمئنة تتسم بالوداعة, ومن خلال الصراع بين الزمن الدوري والزمن العارض المكتسح يقدم تحليلا لروايات زقاق المدق والثلاثية وأولاد حارتنا وملحمة الحرافيش.
ومع عنوان الحنين إلي البيت القديم ينطلق من رؤية باختين لفكرة القصر القديم الذي ترسبت فيه آثار الزمن حيث ينطلق المؤلف بأدوات التحليل ـ السراب والسمان والخريف والثلاثية وميرامار وقلب الليل وأفراح القبة وغيرها من الروايات.
وتحت عنوان زمكان الطريق يقدم تحليلا نقديا مطولا لعدد من الروايات منها اللص والكلاب والشحاذ ورحلة ابن فطومة قبل أن ينطلق المؤلف إلي زمكان اللقاء لتحليل نصوص محفوظ من خلال فكرة اللقاء المصادفة كما في روايته العائش في الحقيقة حيث تقوم بنية الرواية علي اللقاء بين الراوي الأول وشخصية تقوم داخل كل فصل بدور الراوي الثاني من منظور صلتها بـإخناتون. وتحت عنواني زمكان العتبة وزمكان الكرنفال ومن خلال فكرة الانعطاف في مجري الحياة, يقدم المؤلف تحليلا لـ حديث الصباح والمساء وثرثرة فوق النيل معتمدا علي فكرة انقلاب المعايير السائدة واختفاء الفروق. لهذا فإن هذا الكتاب يعتبر إضافة جديدة متميزة, في ضوء المناهج النقدية المعاصرة, إلي الكتابات النقدية السابقة التي تناولت إبداع نجيب محفوظ
ساحة النقاش