تبدو العلاقة بين الأدب المكتوب بصيغة التقليدية وتقنية الأدب التفاعلي علاقة شائكة تحتاج المزيد والمزيد من دراسة ماهية وجودها لا أقول تنظيره ولكن اعتقد أننا نعاني من فوضي التعامل مع المصطلح فما تم حتي الآن من محاولات لا يكفي لتنظير الحالة الإبداعية التفاعلية فمازال لواقع الأدب المكتوب ورقيا رونقه وفاعليته التي تعطيه حيز الوجود الكامل ومن ناحية أخري فإننا لا ننكر دور الانترنت كوسيط إعلامي خطير استطاع أن يحل جزءا كبيرا من مشكلة النشر والتواصل.. لكن الروح مازالت تتعلق بأهداب الكلمة المكتوبة والمنشورة ورقيا ويبدو هذا منطقيا إذ أن الخريطة الإبداعية لمعظم الأدباء مازالت تحكمها العلاقة الوثيقة والمضمونة مع الأعمال المطبوعة ورقيا التي لا تغني عنها العلاقة الوطيدة مع عالم الانترنت الذي نما العلاقة بين مجتمع الأدباء والمثقفين ووسع نطاقه من جهة وبين الكاتب والمؤسسات الثقافية والجهات الناشرة من جهة أخري.. وللنص المكتوب الذي يتحول إلي صيغ رقمية مثل النشر بالمواقع والمنتديات أو بطريقة ال"بي.دي.إف" التي سهلت تداول الصحيفة والمجلة والكتاب المنشور الكترونيا بتحويلها إلي نصر رقمي دور فاعل في تحريك بحيرات الأدب الراكدة وعلاقات مبدعيها وتنشيط نتاجاتهم الأدبية وطرحها علي حيز أكبر وهو مما يشجع علي تنمية العلاقة بين الأديب والانترنت أو بالأحري بين الأديب والثقافة الرقمية التي يمكن أن تستمر دونما شك كما هي خليط من الأدب المكتوب واقعيا صرفا وهذا الواقع الافتراضي الذي ربما فرض بعضا من سماته السلبية حرصا علي توثيق العملية الإبداعية مع ارتكانها إلي أصولها الوطيدة المستندة إلي تراث كتابي ومعرفي لا يمكن تفاديه أو التغاضي عنه فالعملية الإبداعية المرتهنة بالعالم الافتراضي يتهددها هذا الخطر الذي مصدره الدعوة إلي أدب جديد ومتطلبات جديدة طارئة تتماس مع الأشكال التي ربما لم تثبت علي حال مثل الأشكال المهترئة وأحيانا المتبذلة التي بدأت تأخذ مكان الأدب الراقي في كثير من المنتديات أو من خلال المواقع الشخصية لأشخاص تسللوا إلي عالم الأدب عن طريق الانترنت وعملية التساهل التي تؤدي إلي فرض كل ما هو دون المستوي علي ذائقة الأديب مرتاد العالم الافتراضي البحث عن متعة فيما يقرأ ويحاول أن يستدر أجواء الدخول إلي عالمه الإبداعي من خلال عملية الشحن الثقافي والمعرفي التي تعتمد عليها العملية الإبداعية وهو بلا ريب عامل مثبط ومقلق من الناحية النفسية كما هو تخريب للذائقة المبدعة ولا شك أيضا أن للأديب الرصين طقوسه وسماته التي يستمد منها قوة الوجود والاستمرار واشتراط مثل تلك الخفة من الكتابة أو الإبداع أو فرض شروط جديدة للكتابة قد تقتضيها الحاجة لتدعيم بعض مواطن هذا الواقع البديل الافتراضي قد يؤدي إلي خلخلة هذا النسق الإبداعي المتراكم والدال علي تراث عميق من خلاصات تجارب النفس البشرية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول إلي صيغ رقمية صرفة بين رقمي "0. 1" كلية
بين الورقي والرقمي في عالم متغيرمحمد عطية محمود mohamadattia [email protected]السبت 5 مارس 2011
نشرت فى 6 مارس 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,796,732
ساحة النقاش