أثبت كل من الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس علي عبدالله صالح انهما منفصلان تماما عن الواقع المحيط بهما محليا واقليميا ودوليا وانهما يعيشان في واقع افتراضي صنعه خيالهما الذي يصور لهما كثيرا من الهلوسات السمعية والبصرية والعقلية والوجدانية وربما العقائدية أيضا.
العالم كله شرقا وغربا وشمالا وجنوبا يسمع ويري الملايين من الشعبين الليبي واليمني وقد ثارت ضد حكامهم وقد استشهد منهم العشرات والمئات بل الآلاف - كما هو الحال في ليبيا - بينما يتصرف كلاهما وكأن العلاقة بينهما وبين شعبيهما سمن علي عسل!!
العالم كله شرقا وغربا وشمالا وجنوبا يقر ويعترف قولا وفعلا بأن ما يحدث في ليبيا واليمن هو الثورة بأجلي معانيها ولكن الزعيم الليبي والرئيس اليمني يزعمان حتي الآن ان ما يحدث ليس الا احتجاجات مغرضة تحركها أياد خفية في واشنطن وتل أبيب دون أن يفسر لنا أحد منهما لماذا انقلبت عليهما واشنطن وتل أبيب بعد عقود من الصداقة والتحالف والتعاون؟!
وانصافا للحق لابد من القول ان حالة الزعيم الليبي اخطر بكثير من زميله اليمني حيث بلغ منه المرض مبلغا عظيما وليس أدل علي ذلك من حديثه عن الملايين الأممية التي ستزحف من جهات الأرض الأربع لتسحق هذه الشرذمة القليلة المتمرة دفاعا عنه باعتباره معبود الجماهير في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وأوروبا وربما أمريكا الشمالية واستراليا ايضا ولكن ليس معني ذلك ان علي عبدالله صالح في حالة مرجوة فهو أيضا حالة ميئوس منها طالما وضع قدميه علي طريق الواقع الافتراضي منفصلا عن الواقع المعاش فالفرق في الدرجة وليس في النوع علي أية حال.
فور صدور قرار مجلس الأمن الدولي بحظر سفر القذافي وعائلته وبعض مساعديه وتجميد ارصدتهم وتحويل جرائمهم لمحكمة الجنايات الدولية دعا الزعيم الليبي الأمم المتحدة لتشكيل لجنة تقصي حقائق لتتأكد بنفسها من ان ليبيا هادئة وكأن أعضاء الأمم المتحدة يعيشون في خيمة وسط الصحراء الجرداء منفصلين مثله عن العالم ولا يسمعون ولا يرون الأحداث دقيقة بدقيقة علي شاشات القنوات الفضائية!!
هل هناك أدلة أكثر من ذلك علي ان هؤلاء الحكام يعانون بالفعل وانه لا يرجي لهم شفاء وهو ما يؤكد بالتبعية صحة ما ذهبت إليه شعوبهم التي تصر علي اسقاطهم وليس إصلاح نظمهم الحاكمة. انه لا شك حكم صحيح تماما من قبل الشعوب إذ انه لا ينتظر أبدا إصلاح لمرضي مكانهم الحقيقي هو المصحات والمستشفيات النفسية والعقلية وليس القصور الرئاسية.
بعد ما شهدناه من أعراض نفسية وعقلية هل تنص الدساتير الجديدة علي فحص المرشحين للحكم؟!السبت 5 مارس 2011
نشرت فى 6 مارس 2011
بواسطة azazystudy
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
4,796,605
ساحة النقاش