لنغير أنفسنا حتي نكسبها
بقلم : د.وفاء إبراهيم
استاذ علم الجمال بجامعة عين شمس

كان العرف السائد هو الاعتقاد أن التغيير يأتي من أصحاب الخبرة في مجال السياسة أو المجالس النيابية أو الحزبية أو الثقافية وغيرها من الأنشطة والمجالات ذات التأثير في واقعنا حيث أن لديهم القدرة علي القراءة الجيدة للواقع ورسم طريق الحلم وانجازه علي الأرض.
ولعل هذا التغيير كان يتطلب اتساق القول والفعل. وملاءمة الوسيلة للغاية المنشودة لديهم. وإذا قيل إن هناك مطالبات كثيرة نادت بالتغيير وبح صوتها. سنجيب وكم من الاجتماعات ومحاولات ائتلاف بين أحزاب انتهت إلي شجار وسباب وخصومات. حيث لم تكن النوايا خالصة ودارت معظم المحاولات حول المصالح الذاتية والوصول إلي السلطة لا من أجل الوطن ومن ثم فإن نتيجة معادلة ما هو قائم نفس نتيجة من يدعي انه قام بالدعوة إلي التغيير ولم يقو علي الثبات علي موقف واحد واضح. بل استخدموا المراوغة واقتناص الفرص.
وفي لحظة فارقة. بسيطة. عفوية. قام الشباب بالمطالبة "بالتغيير" ومن منطلق كونهم في "بوتقة هم المستقبل" حيث تساءلوا: ما هي صورته؟! لأنهم يعتقدون ببساطة إنهم أصحابه ومبدعوه وراسمو خريطته. خرج شباب مصر بوعي شديد وفكر وطني صادق يمتليء بالامكانات وإنهم قادرون علي تحقيقها إذا ما سمع إليهم. والمدهش إنهم يتحركون وفق قيمة واحدة ووحيدة "حب الوطن" متسلحون في نفس الوقت بمعلومات حيث انفتحوا علي فضاء الكمبيوتر. ولاشك أن حاصل جمع معادلة طرفيها القيمة والمعلومات هي المعرفة الصادقة والواضحة دون لف أو دوران غير أن ما يخشاه كل مخلص في الوطن أن يلتف علي هؤلاء الشباب الصادق ويجعله عجلات لسيارته ليصل بها إلي غايته المتعطش لها وهي "السلطة" وبذلك تبتعد الأهداف النقية كثورة التغيير التي يسعون بها إلي الاصلاحات. إلي تخريب وتحريف. ومن ثم أتمني من الشباب الانتباه إلي بعض النقاط التالية:
* الوعي التام بدورهم انما هي كقوة مستقبلية لا ينبغي أن يلعبه بدلا منهم أو نيابة عنهم أحد إلا بمقدار مشاركته في البناء المؤسسي للدولة العصرية سواء بفكره أو بدوره في إقامة مؤسسات أو مشروعات أو خطط مستقبلية لتأمين التقدم والرقي للوطن.
* الوعي بأهمية توحد الرؤية الاستراتيجية للوطن وتوحد التكتيك وأساليب الفعل علي الأرض وكذلك التركيز علي الجانب الاقتصادي حتي لا يضيع كل هذا الجهد والقلق والألم في "فوضي انفعالية" ولضيق المساحة أنهي كلماتي بقول الله سبحانه "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" وكذلك قول السيد المسيح "ماذا لوكسبت العالم وخسرت نفسك" فمضمون الآية الكريمة. القول الجميل هو القيمة الجوهرية التي تحرك كل مخلص يريد التغيير إلي الأفضل. بمعني صدق النية وإلا يقع ضحية أي اغراءات ذاتية أو شخصية علي حساب المصلحة العامة للوطن وتقدمه ورقيه.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 138 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2011 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,686,941