الفتاة: لماذا أتزوج؟!
بقلم:د.وفاء إبراهيم
استاذ علم الجمال بجامعة عين شمس
سأتناول في هذه المقالة مشكلة تخص الفتاة وهي احجام كثيرمن الفتيات عن الزواج ويسميها المجتمع "العنوسة" والملاحظ أن الشاب يشارك الفتاة نفس الاحجام. وبتحليل ما دار من نقاش حول المشكلة يمكن أن نقسم الرافضات للزواج إلي:
فئة رافضة أو محجمة لأن لديها بالفعل رؤية خاصة للحياة. ومعني خاص للسعادة. وهذا النوع من الفتيات طموح أو استطاع أن يأول المفاهيم المتوارثة علي نحو جديد مثلا أن العريس هو العدل الذي يأتي ليقيم شيئاً معوجاً. فسروه تفسيرا طريفا انه قد يعوج شيئاً معدولاً.
وفئة متوسطة لكنها ذات بناء قيمي جيدا استطاعت أن تقوم برد فعل بناء علي ما يحدث في المجتمع من استعلاء الشباب أو من قصر ذات اليد. أن تبنت مشروعات صغيرة في المنزل تحقق بها استقلالها الاقتصادي وتحرر نفسها من هاجس العنوسة.
الفئة الثالثة يمكن أن أسميها فئة "عولمية" لأنها خليط من الطبقة الميسورة والمتوسطة والفقيرة. لكن يجمع بينهن ضعف البناء الأخلاقي ويرفضن الزواج لاختيارهن الاستمتاع بالجانب المادي والحسي للحياة. وهؤلاء فهمن المساواة مع الشاب خطأ فكما يسهر ويشرب الشيشة وغيرها وله علاقات متعددة يقمن بنفس الأفعال فهي فئة تعيش عالم التغيير بكل تقاليعة وأسلوبه الاستهلاكي.
في الوقاع إن المسألة جد مركبة ولا يوجد لها حل واحد ووحيد لفهمها وتفسيرها ولكن سنحاول أن نرسم "هرما" يمثل فئات المجتمع من الشباب وبه قد نفهم احجامهم عن الزواج لو بدأنا من الجزء العلوي سنجد شريحة من الشباب تمثل المثقفين والميسورين ويمكن أن ينقسموا إلي قسمين:
قسم علي درجة من الوعي والاستنارة تمكنه أن يحدد أولوياته بحيث أن احجامه عن الزواج جزء من موقفه لما يحيط به. فالعالم غير مأمون ظواهر طبيعية خطيرة. تلوث بيئي. أزمات اقتصادية وسياسية. حروب وصراعات لا نهاية لها. ويبدو أن هؤلاء رواد انتقال إلي مرحلة جديدة تلفت النظر لكيفية بناء أسرة تتجنب الشكل التقليدي وتدفع المجتمع أن يعيد التفكير في مفهوم الأسرة وكيف أن الأسرة لا تحتاج فقط أماً وأباً وانما تحتاج نظاما متكاملا من الخدمات يساندها وهذا النوع من الشباب إذا تزوج فهو يرجيء الانجاب حتي يستكمل طموحاته ببناء انسان العصر في نفسه والذي يتطلب شروطا متعددة ليحقق فاعليته. ويبدو أن هؤلاء في ظني واعون تماما بأن الزواج مسئولية خطيرة لأنه ينتج نواة المجتمع الذي يجب أن يكون له مستقبلا.
القسم الثاني من شريحة الشباب الميسورين أو القادرين هم بلا أفكار أو موقف من الحياة. هؤلاء يختارون أن يعيشوا الحياة الحسية بكل أبعادها واحجامهم هو احجام الانسان الأناني والاستهلاكي لأنه اختار المتعة والتنوع فيها. وهذا النوع لا يستطيع أن يربي أطفالا أو يضحي بوقته وشبابه من أجل بناء أسرة كريمة وإذا حدث وتزوج يفشل الزواج لأنه غير مسئول. ولعلنا نسمع الآن عن الطلاق الذي يتم بعد شهور قليلة من الزواج ويخلف جراحا ومشاكل نفسية واجتماعية للأسرة جميعا.
وإذا ما هبطنا إلي قاعد الهرم سنجد شريحة هي الأكثر عددا ونعتقد أن الاحجام فيها من الطرفين يرجع إلي قصر ذات اليد أو ضعف الجانب الاقتصادي وفي الأغلب هم خريجو جامعات ولديهم الارادة والطاقة للعمل فقط يحتاجون رؤية وبصيرة تتخطي الشريط الأخضر علي جانبي النهر الخالد.
في نهاية الأمر نري أن رفض الزواج من قبل الشباب هو رفض لقيمة اجتماعية مهمة يتم بها تأسيس المجتمع. ولعلي أستطيع تفسير الرفض من قبل الفتيات هو نوع من التمرد من الداخل علي النظرة السطحية لهن من قبل الشباب انهن مجرد شيء يطري القعدة بحسب تعبيرهم المتداول الان. كما نري فيه محاولة انتقالية لإعادة تشكيل العلاقة بين الزوج والزوجة وبالتالي المطالبة بالتفكير العميق لمستقبل الأسرة المصرية. وهو الأمر الذي أكد عليه السيد الرئيس في خطاب تحديد برنامج الخمس سنوات القادمة من حيث أهمية حماية الأسرة ومستقبلها. ونتمني أن تقوم البرلمانيات الجدد بدور فعال في هذه القضية.
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,521