العلاقة بين نظم دعم القرار ونظم المعلومات الإدارية.
إعداد
أحمد السيد كردي
2015م

في أواخر الستينات ظهرت العديد من محاولات تقديم نظم معلومات إدارية لخدمة احتياجات المديرين من المعلومات ولمساندة وظائفهم وأدوارهم المتنوعة, خاصة في ظل بيئة العمل التي تتصف بسرعة التغير وعدم التأكد, وقد تم إرجاع فشل المحاولات  الأولى لتقديم نظم معلومات مساندة للإدارة إلى عدم التوافر التكنولوجي الملائم والأفراد المتخصصين. فنظم المعلومات الإدارية هي طريقة منظمة لعرض معلومات الماضي والحاضر المتعلقة بالعمليات الداخلية والآثار الخارجية في الوقت المقرر للمساهمة الفعالة في اتخاذ القرار, ويتم النظر إليها على أنها عبارة عن عدة أجزاء متكاملة ومتداخلة تتفاعل بعضها مع بعض لتحقيق هدف معين، ويوفر نظام المعلومات الإدارية المعلومات اللازمة لصانع أو متخذ القرار بالحصول على هذه المعلومات من النظم الرسمية أو غير الرسمية، وذلك بتحويل البيانات بعد معالجتها إلى معلومات. (<!--)

وبمقارنة نظم المعلومات الإدارية بنظم دعم القرار, نجد أنه في الواقع العملي توفر نظم المعلومات الإدارية معلومات رقابة في شكل تقارير ملخصة وتقارير استثنائية وأحيانا تتيح نظم المعلومات الحديثة فرصة للتقصي عن مواضيع البيانات, وحيث أن نظم المعلومات الإدارية تستند أساسا على قاعدة من نظم تشغيل المعاملات يتم تصميمها لخدمة وظيفة إدارية محددة, فهذا ما أدى إلى افتقاد نظم المعلومات الإدارية النظرة المتكاملة عبر المجالات الوظيفية المختلفة  والتي تعتبر ضرورية لاتخاذ قرارات الإدارة.(<!--)

وتعتبر نظم دعم القرار من أهم نظم المعلومات التي تعتمد على الحاسبات والتي كانت حصادا للتطور في تكنولوجيا المعلومات خلال السبعينات والثمانينات كتطور طبييعي لطريقة استخدام الحاسبات, وهذا النظام يركز ببساطة على توفير الدعم المناسب لتحسين جودة القرارات، حيث تعمل على تحقيق هذا المطلب عن طريق إدماج البيانات والنماذج والبرمجيات في نظام فعال لإتخاذ القرارات, ونظرا لطبيعة تكوينها فإن لها أهمية بالغة، حيث تحمل في إنشائها تقنيات معلوماتية فائقة التطوير مما يؤدي إلى حصول المنظمة على ميزة تنافسية بالنسبة إلى كل منافسيها الذين لايستخدمون هذه النظم.

لأجل توضيح الفروق بين نظامي دعم القرارات ونظام المعلومات الإدارية، قام (Cason) بمقارنة بينهما مستخدماً عدداً من المعايير هي طبيعة الدعم المقدم إلى صانع القرار, ومراحل صنع القرار, وأنواع القرارات, والحاجات التي ينصب عليه التركيز في كلا النظامين. والجدول التالي يوضح هذه الفروق: (<!--)

جدول رقم (1):

مقارنة بين نظم دعم القرار ونظم المعلومات الإدارية.

المعيار

نظام المعلومات الإدارية

نظام دعم القرارات

- طبيعة الدعم.

- مرحلة صنع القرار.

- نوع القرارات.

- التركيز.

- غير مباشر.

- التصميم.

- المبرمجة.

- توليد المعلومات.

- مباشر.

- جميع المراحل.

- شبه مبرمجة وغير مبرمجة

- دعم عملية صنع القرارات.

 

 المصدر: محمد عبد حسين آل فرج الطائي, الموسوعة الكاملة في نظم المعلومات الإدارية الحاسوبية, دار زهران, عمان, الأردن, 2005م.

بالإضافة إلى ذلك فإن فلسفة نظم دعم القرارات تقوم على تزويد المستخدم بالبيانات والنماذج والحوارات والأدوات المتكاملة، بينما تقوم فلسفة نظم المعلومات الإدارية على تزويد المستخدم النهائي بالمعلومات المهيكلة.

 

وهناك وجهتان للنظر بشان العلاقة بين نظم دعم القرار ونظم المعلومات الإدارية عموما، وتقول وجهه النظر العملية بتطور نظم دعم القرار عن نظم المعلومات الإدارية التي تطورت عن نظم معالجة البيانات الكترونيا، كما تقوم بتركيز استخدام نظم الدعم في اتخاذ القرار على مستوي الإدارة العليا واستخدام نظم المعلومات الإدارية على مستوى الإدارة التنفيذية، واستخدام نظم معالجة البيانات الكترونيا على مستوى الإدارة المباشر، هذا بالإضافة إلى الإشارة الضمنية لتركيز الإدارة العليا على وظيفة اتخاذ القرار دون غيرها من الوظائف الإدارية.

أما وجهه النظر الأكاديمية فتقول بمجموعة من النظم تسهل على الإدارة جمع البيانات واحتفاظها ومعالجتها واستخدامها في اتخاذ القرارات، وتحسين الأداء هو الهدف النهائي لها، والعاملون في مجال المعلومات هم عملاء هذه النظم، والتنظيمات هي إطار هذه النظم، وتطبيق تقنية المعلومات هو التحدي والفرصة التي تواجه فنيي نظم المعلومات في تحقيق الأهداف السابقة ضمن الإطار المذكور. (<!--)

جدول رقم (2):

الفرق بين نظم دعم القرار ونظم المعلومات الإدارية.

نظم دعم القرار

نظم المعلومات الإدارية

تستند على قواعد بيانات، وقاعدة نماذج، ونظم إدارة لكل من قاعدة البيانات وقاعدة النماذج.

تستند على قواعد بيانات، ونظم إدارة قواعد البيانات.

لا تنتج أو توزع المعلومات، وإنما تساهم في دعم القرارات من خلال بناء النماذج، وتحليل البدائل، واقتراح الحلول.

تقوم بإنتاج معلومات ذات قيمة، وتقدمها في الوقت المناسب.

تستخدم مخرجات نظم المعلومات الإدارية لأغراض دعم القرار.

تستخدم مخرجات نظم معالجة المعاملات لإنتاج المعلومات.

ترتبط بالإدارة الوسطى والعليا ولكنها أغلب الأحيان تستخدم من قبل التكنوقراط.

ترتبط بالإدارة الوسطى والعليا.

يمكن استخدامها في دعم المشكلات غير المتكررة، وغير المتوقعة شبه المهيكلة.

تتعامل مع مشكلات روتينية مهيكلة، حيث أن المعلومات التي تقدمها تتدفق في شكل تقارير تشخيصية، أو تقارير استثنائية وهذه المعلومات تكفى عادة لدعم اتخاذ القرارات المهيكلة لكنها تكون ذات قيمة وفائدة محدودة بالنسبة للمشكلات غير المهيكلة.

المصدر: مازن الشوبكي, مرجع سابق, ص: 29.

لذا فإن أهم الاختلافات بين نظم دعم القرار ونظم المعلومات الإدارية, ما يلى :

1- أن نظام دعم القرارات يمكن استخدامة فى أى دعم للمشكلات غير المتكررة وغير المتوقعة, أما نظم المعلومات الأدارية فإنها تتعامل مع مشكلات روتينية مهيكلة, والمعلومات التى تقدمها تتدفق فى شكل تقارير تشخيصية أو تقارير استثنائية, وهذه المعلومات تكفى عادة لدعم اتخاذ القرارات المهيكلة لكنها تكون ذات قيمة وفائدة محدودة بالنسبة للمشكلات غير المهيكلة.

2- أن بمقدور نظام دعم القرارات أن يقدم تمثيلا واقعيا وصادقا لحقيقة المشكلة, فميكانيكية بناء النماذج التى يحتوى عليها النظام تستطيع تخليق نموذج لتمثيل المشكلة يمكن الوثوق بة, وبالتالى فإن متخذى القرارات يثقون بصحة هذه النماذج ويقبلون بصحة النتائج التى تترتب عليها.

أما نظم المعلومات الأدارية فاِن الطريقة التى يتم بها إدراج الكثير من النماذج لا تبعث على وجود مثل هذة الثقة, فهذه النماذج يقوم بوضعها فى وقت ما أخصائيو بحوث العمليات وينصرفون إلى مشاغلهم ومع مضى الوقت تصبح هذة النماذج بالية وعتيقة.

3- إن بمقدور نظام دعم القرارات أن يوفر الدعم خلال المدى الزمنى المسموح به, فالنظام يسمح بتصميم  واستخدام النماذج المستحدثة فى أيام قليلة خاصة فى المشكلات التى تتطلب اتخاذ قرارات عاجلة, أما فى نظام المعلومات الإدارية فاِن الوقت المستغرق فى كتابة البرامج الازمة لتصميم نماذج جديدة والحصول على النتائج يكون عادة أطول بكثير من المدى الزمنى المناسب لاتخاذ القرار.

 

4- إن نظام دعم القرارات يقبل التطور والتكيف سواء مع تزايد خبرة متخذ القرار بالموقف أو كرد فعل التغير السريع فى الظروف المحيطة بالقرار, أما نظم المعلومات الإدارية فتتميز بالثبات والاستقرار النسبى وعدم المرونة فى التكيف مع التغيرات فى الموقف أوفى مستوى خبرة وتعلم متخذ القرار.

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

 (<!--)عبد الحميد المغربي، نظم المعلومات الإدارية: الأسس والمبادئ، جامعة المنصورة، المكتبة العصرية، المنصورة., مصر, 2002م, ص: 79.

(<!--) Turban Fraim, Decision Support System And Intelligent Systems, Prentice-Hall, Inc, New Jersey, 2005.

 (<!--)محمد عبد حسين آل فرج الطائي, الموسوعة الكاملة في نظم المعلومات الإدارية الحاسوبية, دار زهران, عمان, الأردن, 2005م, ص: 63.

 ([4])مازن جهاد إسماعيل الشوبكي, العلاقة بين نظم دعم القرار وإعادة الهندسة في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة,رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية, جامعة الأزهر, غزة, 2010م, ص: 29.

 

المصدر: أحمد السيد كردي, نظم دعم القرار, الهادي للطباعة والنشر, مصر, 2015م
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,780,663

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters