العصـــر النــووي (9)

 

دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

 

[email protected]

 

 دخول دول جديدة النادي النووي

خلال الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة من العصر الحديث بدأت تظهر علي الساحة النووية بعض الدول الجديدة وأخص بالذكر هنا: الهند، باكستان وكوريا الشمالية.

ظلت الهند وجارتها باكستان تتسابقان باطراد إلى امتلاك وتطوير وتحديث قدراتهما النووية، فالهند بدأت منذ عام 1948، وباكستان بعد ذلك بـ15 سنة. وقد رفضت الدولتان توقيع الاتفاقيات الخاصة بعدم نشر أو بمنع الأسلحة النووية خاصة معاهدة منع الانتشار النووي (NPT) التي أنشئت سنة 1968 وتم تمديدها سنة 1995 إلى أجل غير مسمى. وكذلك معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT) التي بدأ التوقيع عليها منذ 24 سبتمبر 1996 ووقعتها أكثر من 150 دولة وستصبح حسب النصوص سارية المفعول إذا صدقت عليها 44 دولة.  

ولكل من الدولتين مبرراتها الخاصة في رفض توقيع تلك الاتفاقيات، مثل فشل جهود نزع السلاح عموما، أوعدم وجود برامج زمنية محددة لإزالة أسلحة الدمار الشامل على مستوى العالم، أو أن نزع السلاح من إحدى الدولتين أو منهما معا يرسخ هيمنة دول أخرى ذات قدرات نووية. وعلى أي حال فإن عدم التوقيع على الاتفاقيات يجنب الدولتين عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي ستكشف عن أمور لا ترغب الهند ولا باكستان في إعلانها.

وتجدر الإشارة إلي أنه في خلال النصف الأخير من القرن العشرين تطورت قوة الدولتين في مجال التسليح النووي. فقد أعلنت الهند في 11 مايو1998 قيامها بثلاث تجارب نووية، كما أعلنت في 13 مايو عن تجربتين (كانت الأولى والثانية انشطاريتين ذواتي قوة تفجيرية منخفضة، والثالثة هيدروجينية "اندماجية" والرابعة والخامسة تعادل قوة كل منهما أقل من كيلو طن من المواد الشديدة الانفجار). وقد تبعتها باكستان في تسابق محموم  حيث فجرت باكستان في 28 مايو 1998 خمسة تفجيرات نووية بلغت قوتها خمس درجات بمقياس ريختر.

أما الدولة الثالثة والتي دخلت النادي النووي فهي كوريا الشمالية وخلال شهر أكتوبر 2002 ، اقر المسئولين الكوريين الشماليين وجود برنامج سري لتخصيب اليورانيوم لأغراض الأسلحة النووية والذي يشكل انتهاكا للإطار المتفق عليه وغيره من الاتفاقات الدولية. وبعد ذلك بأربع سنوات أعلنت كوريا الشمالية في On October 9, 2006, North Korea announced it had conducted a nuclear test. 9 أكتوبر 2006 ، أنها أجرت تجربة نوويه. The USGS reported a magnitude of 4.2 on the Richter Scale with a location at 41.29N 129.09E +/- 8.1 km. وقد قدرت وكالة الأبحاث الجيولوجية الأمريكية حجم هذا التفجير بمقـدار 2, 4  درجة بمقياس ريختر وأن قوته التفجيرية تتراوح بين اقل من 1 كيلو طن إلى 15 كيلو طن، وأن عينات الهواء التي تم تحليلها في 11 أكتوبر 2006 قد أكدت حدوث ث تم تفجير نووي تحت الأرض بالقرب من p'unggye   في 9 أكتوبر 2006.

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 344 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2008 بواسطة absalman

العصـــر النــووي ( 8 )

 

دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

  [email protected]

 

فترة التسعينات

          أهم أحداث هذه الفترة هي زيادة عدد المحطات النووية في الولايات المتحدة الأمريكية إلي 111 محطة واستمرار الاهتمام بالبيئة لجعلها نظيفة من الناحية الإشعاعية واستمرار الضغط علي دول الشرق الأوسط  - عدا إسرائيل - لعدم تطوير برامجها النووية، وامتلاك إسرائيل لكمية هائلة من الرءوس النووية.

 

وصل عدد المحطات النووية في عام 1990 في الولايات المتحدة الأمريكية إلي 110 محطة، وقد زادت كمية الطاقة المتولدة من هذا العدد من المحطات علي ما أنتجته جميع مصادر الطاقة المتاحة مجتمعة في عام 1956. كذلك في عام 1990 اعتمدت هيئة الأغذية الأمريكية نظام تشعيع الغذاء المعبأ الطازج أو المجمد الغير مطهي، وذلك لأهمية هذا التشعيع في التحكم في نشاط الميكروبات المسئولة عن بعض الأمراض من تناول تلك الأغذية مثل السلمونيللا وغيرها.

 

وفي 29 مايو 1991 دعا جورج بوش – رئيس الولايات المتحدة الأمريكية – دول الشرق الأوسط إلي التخلي عن تصنيع واستيراد المواد التي يمكن استخدامها في تصنيع الأسلحـة النووية، وطالب الرئيس الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بحظر تصدير التكنولوجيا الخاصة بأسلحة الدمار الشامل،  وتتابع الدبلوماسية الأمريكية الضغط علي دول الشرق الأوسط – عدا إسرائيل – للالتزام بحظر إنتاج وحيازة المواد المستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية وبخاصة اليورانيوم – 235  والبلوتونيوم – 239.

 

وفي يوليو 1991 ُوقّعُت الولايات المتّحدةُ والاتحاد السوفيتي الاتفاقية التاريخية لتَخفيض الأسلحةِ النوويةِ البعيدة المدى بأكثر مِنْ 30 % على مدى السَنَوات السبع التالية. وفي نفس العام وصل عدد المحطات النووية في الولايات المتّحدةُ 111 محطة بلغ ما تنتجه 22% من إجمالي الكهرباء المنتجة تجاريا بالولايات المتّحدةُ الأمريكية.

 

وفي عام 1993 أيضا واصلُ  جهاز شئون البيئة الأمريكي(DOE)  تَطهير التلوّثِ في المواقع النووية خلال السَنَوات الـ50 الأخيرة للعُصرِ النووي. ويمثل هذا التلوّثِ الثمن الذيُ تدْفعُه الولايات المتحدة اليوم للحفاظ علي نظام دفاعَي وطني قوي. ويعمل جهاز شئون البيئة مع الوكالاتِ التنظيميةِ والجمهورِ لتَطوير التقنيةِ اللازمة المرتبطة بهذا المشروعِ التطهيري الوطني.

 

في 27 نوفمبر 1997 تم تشغيل المفاعل النووي البحثي الثاني (قدرة 22 ميجاوات) بهيئة الطاقة الذرية المصرية.

 

وتجدر الإشارة إلي أنه في أواخر التسعينات قدر جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)  مخزون إسرائيل من السلاح النووي ما بين 75 إلي 130 رأس نووية، وقد بني هذا التقدير علي حسابات إنتاج البلوتونيوم الصالح للتصنيع النووي الحربي. ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض البيانات المنشورة التي تفيد أن مخزون إسرائيل من الأسلحة النووية وصل إلي 400 "أربعمائة" رئس نووي في أواخر التسعينات، ولكنه من المعتقد أن هذا التقدير مبالغ فيه...!!! (المرجع: شبكة المعلومات الدولية).

 

وغني عن البيان أن التهديد النووي الإسرائيلي هو أخطر التهديدات الإستراتيجية للأمن القومي العربي في العقدين القادمين. إذ تنفرد إسرائيل باحتكار القدرة النووية العسكرية في المنطقة العربية وتملك من الأسلحة ووسائل إطلاقها الحجم الذي يشكل تهديدا حقيقيا لدول المواجهة العربية مجتمعة.  ومن الأهمية بمكان معرفة أن السياسة الإسرائيلية في المجال النووي قد تحددت طبقا لمبدأ مناحم بيجن الذي أعلنه عام 1980، وهذا المبدأ يحدد المجال الحيوي لإسرئيل بجميع الدول العربية، فضلا عن باكستان وإيران وتركيا، وحتي الجنوب الإفريقي. ومعني ذلك أن علي إسرائيل أن تمنع هذه الدول من تملك أي قدرات نووية، أو صاروخية بعيدة المدى، أو حتي معرفة تكنولوجية متقدمة، حتي لوأستخدمت إسرائيل القوة العسكرية لتنفيذ ذلك. وهو ماحدث بالفعل للمفاعل العراقي واغتيال العلماء المصريين، بدءا من الدكتور علي مصطفي مشرفة،الذي لقي مصرعه في حادث سيارة بأمريكا في 16 يناير 1950، وحتي اغتيال الدكتور/ يحي المشد في باريس 1980، بالإضافة إلي الكثير من عمليات التخريب للمعدات النووية قبل شحنها.

* يسعدني تلقي أي تعليقات أو استفسارات عبر بريدي الاكتروني  ،،،  شكرا

 

 
absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 195/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
65 تصويتات / 817 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2008 بواسطة absalman
 

العصـــر النــووي (6)

 

دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

[email protected]

 فترة السبعينيات

في عام 1970 اعترفت نقابة الأطباء الأمريكيين رسميا بنظام التخصص في الطب النووي. وفي 1972 تم اختراع الحاسب المحوري والذي يمكنه عمل مسح لجسم الإنسان ودمج العديد من النتائج بما في ذلك الأشعة السينية للحصول علي صورة ثنائية الأبعاد تخدم علم التشريح. وفي عام 1973 بدأت محطة فينكس والتي تمثل أول مفاعل نووي فرنسي من نوع الـولود السريع    “Fast breeder reactor “في ماركو. وفي نفس العام خلال حرب أكتوبر 1973 ظهرت أزمة طاحنة في الطاقة بسبب الحظر العربي لتصدير البترول.

ومن الجدير بالذكر أن خوف إسرائيل من الهزيمة في حرب يوم الغفران (السبت السادس من أكتوبر 1973) قاد الإسرائيليون إلي إعداد 13 قنبلة ذرية قدرة الواحدة عشرون - كيلو طن (20 ألف طن TNT)…!!!.

  وفي مارس 1974 قامت وكالة الطاقة الذرية بوضع برنامج لتصحيح أوضاع المنشآت النووية والتعريف بمشروع منهاتن السابق ومواقع الوكالة الدولية التي تمتلكها ولكنها تحتاج إلى تصحيح لأوضاعها، كذلك صدر قانون إعادة هيكلة الطاقة في عام 1974 والذي ألغته وكالة الطاقة الذرية وأنشأت إدارة بحوث الطاقة والتنمية ووكالة نظم الضمانات النووية. وفى أكتوبر 1976 صدر قانون الحفاظ على مصادر الطاقة، وذلك بغرض حماية الإنسان والبيئة من المخاطر المحتملة بسبب النفايات.

في عام 1976 صدر القانون رقم 13 لسنة 1976 في 4 فبراير بشأن إنشاء هيئة المحطات النووية المصرية. وفي عام 1977 صدر القرار الجمهوري رقم 196 لسنة 1977 بإنشاء هيئة المواد النووية المصرية، وكان عمادها قسم الجيولوجيا والخامات النووية بهيئة الطاقة الذرية.

وفى أبريل 1977 وافق الرئيس كارتر على مشروع لتدوير ومعالجة الوقود النووي بعد استخدامه فى المحطات النووية التجارية. وفى أغسطس 1977 انطلقت سفينة الفضاء فوياجر   Voyager وعليها اسطوانة نحاسية قطرها 12 بوصة مسجلا عليها تهنئة بكل لغات العالم ، وكانت سفينة الفضاء هذه تستمد طاقتها الكهربائية من تحلل أقراص البلوتونيوموفى عام 1979 وقعت حادثة محطة القوى النووية في ( ثري ميل أيلا ند ) في ولاية بنسلفانيا ، وكانت هذه الحادثة نتيجة لانصهار جزئي في لب المفاعل حيث تسرب الحد الأدنى من المواد المشعة إلى المنطقة المحيطة.

تدمير صناديق المفاعلين النوويين العراقيين بمرسيليا في 1979: في مساء يوم الجمعة 4 إبريل 1979 هبط مطار طولون في فرنسا ثلاثة من رجال المخابرات الإسرائيلية يحملون جوازات سفر فرنسية مزورة.. كانت مهمتهم تدمير المفاعلين العراقيين اللذين اشتراهما صدام حسين باتفاق خاص مع الرئيس الفرنسي فاليرى جيسكاردستان.. كان المفاعلان يسميان إيزيس وأوزوريس وكان مقررا شحنهما في ليلة 9 إبريل من ذلك العام من ميناء مرسيليا إلى ميناء البصرة..وفى صباح يوم الأحد 9 إبريل بالتحديد في الساعة الثالثة صباحا وضع عملاء الموساد شحنات من المتفجرات في الصناديق التي تحمل المفاعلين، وبعد خمس دقائق دوى الانفجار ليحترق 60% من المفاعلين بخسائر تزيد على 13 مليون دولار..لكن الخسارة الأكبر كانت تعطيل البرنامج النووي العراقي. ولم يتوقف الإسرائيليون فقد راحوا يفجرون الشركات الإيطالية والفرنسية التي تساعد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذا البرنامج، كما أنها لم تتردد في قتل أو محاولة قتل كل شخص ساهم فيه.

وفى يونيو 1979 وقع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي على معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية  SALT-II، والتي تلزم كلا من الجانبين بالحد من تطوير وتحديث أسلحة الدمار الشامل.

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 106/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 510 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2008 بواسطة absalman

 

العصـــر النــووي (5)

 

دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

[email protected]

 

فترة الستينات

في مايو 1960 بدأت المشاكل في الظهور عندما بدأت فرنسا في الضغط علي إسرائيل للإفصاح عن المشروع الخاص بالمفاعل التي تقيمه لإسرائيل في ديمونة والإذعان للتفتيش الدولي علي المنشآت النووية، ولكن الموضوع تم غلقه بعد الاتصالات السياسية بين الرئيس شارل ديجول وبن جوريون . وهذا يظهر بجلاء تأثير الصهيونية العالمية في تحويل السياسة العالمية لصالح إسرائيل علي مر العصور والأزمان.

 

وفى أكتوبر 1962 اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية وجود صواريخ في كوبا، وقد حاصرت الولايات المتحدة كوبا لمدة 13 يوم إلى أن وافق الاتحاد السوفيتي علي إزالة تلك الصواريخ، وفي المقابل وافقت الولايات المتحدة على إزالة صواريخها من تركيا.

 

وفى يونيو 1963 قامت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بإنشاء خط تليفون ساخن بين البيت الأبيض والكرملين، وفى أغسطس 1963 وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على معاهدة تمنع إجراء التجارب النووية تحت الماء والجو والفضاء الخارجي، وقد صدق على هذه المعاهدة أكثر من 100 دولة منذ عام 1963. كذلك في نفس العام اعتمدت الـ FDA نظام تشعيع لحم الخنزير المملح والقمح ودقيقه. كذلك اعتمد في نفس العام نظام التعبئة للأغذية المشععة. وفي عام 1964 أيضا تم تشغيل فنارة خليج شيزابيك في Md. والتي تسمي فنارة بلتيمور. وقد استخدم لذلك مولد يعمل بالنظائر المشعة قدرته 60 وات، ويمكن أن يولد كهرباء لمدة عشرة أعوام بدون إعادة تزويده.

 

وفي عام 1964 انتهي المقاولون الفرنسيون من بناء المفاعل النووي الإسرائيلي وكذلك محطة المعالجة، وتم تزويده بالوقود النووي، وبدأ تشغيل المفاعل ووصل إلى الدرجة الحرجة في نفس العام. وبذلك يكون قد أصبح لدي إسرائيل منظومة متكاملة لإنتـاج البلوتونيوم-239 المطلوب لعمل الأسلحة النووية.

 

وخلال الفترة من 1966 حتى 1967 زاد الطلب على مفاعلات القوى النووية، والذي جعل المفاعلات النووية تحتل مكانا حقيقيا كتجارة في الولايات المتحدة الأمريكية ،وفى يوليو1968  بدأت الدعوة إلى إبرام معاهدة للحد من انتشار الأسلحة  النووية حيث وقعت الاتفاقية المعروفة بالــ (NTP) وبحلول عام 1970 صدق عليها أكثر من 50 دولة، وبحلول عام 1986 وصل عدد الدول التي صدقت عليها أكثر من 130 دولة.

 

في عام 1968 أصدرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) تقريرا يخلص إلي أن إسرائيل قد بدأت بنجاح إنتاج الأسلحة النووية. وقدرت ما لدي إسرائيل بحوالي 10-20 سلاح نووي. ومن التقارير الشائعة أن إسرائيل كان لديها قنبلتين ذريتين في عام 1967.

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 554 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2008 بواسطة absalman

 

العصـــر النــووي (4)

 

دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

[email protected]

 

فترة الخمسينيات

شهدت هذه الفترة هدوءا على مستوى العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وبدأت الحياة المدنية في الازدهار والاستقرار إلى حد كبير. كذلك تميزت هذه الفترة بتنشيط عملية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وإن لم تخلو من إجراء بعض تجارب للقنابل الذرية تحت الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية. كذلك قام الاتحاد السوفيتي بتدشين أول غواصة نووية، كما قام بإطلاق أول سفينة فضاء ولم تخلو تلك الفترة من الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا والدول الغربية.

 

في يناير 1950 أصدر الرئيس ترومان أوامره إلى لجنة الطاقة الذرية الأمريكية بتطوير القنبلة الهيدروجينية (H. Bomb)، وفي ديسمبر 1951 تم إنتاج الكهرباء من الانشطار النووي في محطة المفاعل القومي بأمريكا والذي سمي فيما بعد بمعمل الهندسة القومي بإيداهو (Idaho). وفي أكتوبر 1952 بدأ تشغيل محطة سافانه ريفر Savannah River في أيكن بكارولينا الجنوبية مع بدأ تشغيل محطة إنتاج الماء الثقيل.

 

في عام 1952 أنشأت لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية (IAEC) ورأس مجلس إدارتها إرنست دافيد بر جمان (Ernst David Bergmann) والذي كان مؤمنا بحتمية إنتاج قنبلة ذرية لضمان أمن إسرائيل.

وفي ديسمبر 1953 أعلن الرئيس الأمريكي إيزنهاور بعرضه بقيام تعاون دولي مشترك لتطوير التطبيقات السلمية للطاقة النووية. وفي نفس العام تمكن جور دون بر ونيل و اتش.اتش. سويت من بناء كاشف (Detector) للبوزيترون. وفي يناير 1954 أعلن جون فوستر دالاس أن سياسة الولايات المتحدة سوف تكون الانتقام الشامل كرد على أي عدوان شيوعي عليها. هذا وقد تم تدشين أول غواصة سوفيتية (نوتيلس Nautilus) تعمل بالطاقة النووية في نفس العام . وفي نفس العام أيضا بدأ تشغيل أول محطة نووية للطاقة بقدرة 5 ميجاوات في أوبنينسكي للعلوم في روسيا. وفي عام1954 ادخل ديفيد كوهل نظام التسجيل التصويري الضوئي بماسح الـ Radionuclide  والذي أحدث تطورا في التشخيص والطب النووي.

وفي أغسطس 1954 وافقت لجنة الطاقة الذرية (AEA) على تنمية وتعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية للقطاع الخاص، مع الأخذ في الاعتبار تطبيق مقترح الرئيس إيزنهاور "الذرة للبرنامج السلمي" وقد اعتبرت أركو بإداهو أول مدينة أمريكية يتم تزويدها بالطاقة النووية.

في 17 فبراير 1955 تم تشكيل لجنة الطاقة الذرية المصرية برئاسة الصاغ كمال الدين حسين. وفي 19 اكتوبر من نفس العام صدر القانون رقم 509 بإنشاء لجنة الطاقة الذرية المصرية. وفي 18 سبتمبر 1956 تم التعاقد بين مصر والاتحاد السوفيتي بإنشاء أول مفاعل نووي تجريبي روسي قدرة 2 ميجاوات بمشتملاته.

وفي عام 1956 بدأ تشغيل أول محطة نووية فرنسية ( G1)  لإنتاج الطاقة في مار كوني  وفي يوليو 1957 تم توليد الكهرباء من أول مفاعل للأغراض المدنية في سان سوزانا بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية 0 كذلك قامت الولايات المتحدة بإجراء أول تجربة نووية تحت الأرض في نفق جبلي في صحراء تبعد حوالي 100 ميل عن لاس فيجاس.

في أكتوبر 1957 تسربت الإشعاعات عندما اندلعت النيران في اللب الجرافيتي بمفاعل وينداس كال (Winscale) في بريطانيا. كذلك أطلق الاتحاد السوفيتي في هذه الفترة أول سفينة فضاء.  وقد قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA ) بإصدار وثيقة خاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية ، كما أنها شكلت فريق عالمي للتحري والبحث والتفتيش للتأكد من أن  المواد النووية لم يتم تغيير مسارها من الاستخدامات السلمية إلى النواحي العسكرية.

وفي 3 أكتوبر 1957 وقعت فرنسا وإسرائيل اتفاقية تقوم بمقتضاها فرنسا ببناء مفاعل قدرة 24 ميجاوات لإسرائيل (وتجدر الإشارة إلي أنه بالرغم من ذلك فإن نظام التبريد والمنشآت الخاصة بالنفايات في ذلك المفاعل قد صممت علي أساس قدرة توازي ثلاثة أضعاف القدرة المشار إليها في التعاقد، وهذا يوضح تخطيط اسرائيل منذ زمن طويل لانتاج القنابل النووية).

 

وقد بدأ تشغيل أول محطة نووية أمريكية كبيرة في شي بنج بورت Shippingport في ولاية بنسلفانيا. وفي ولاية ألينوى أتمت محطة درسدن-1 أول تفاعل نووي زاتي مستدام ، وهذه أول محطة نووية أمريكية قد تم بنائها بالكامل بدون تمويل حكومي ، أي أنها تتبع القطاع الخاص في عام 1959. وفي نفس العام أيضا تم تشغيل مفاعل نووي بقدرة 12 ميجاوات في مركز أوبينينسكي العلمي في الاتحاد السوفيتي.

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 691 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2008 بواسطة absalman

 

العصـــر النــووي (3)

 

دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

[email protected]

 

 

ضرب اليابان بالقنابل الذرية

في 6 و9 أغسطس تم تدمير مدينتي هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين بأول قنابل ذرية استخدمت في المجال الحربي بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أطلق على القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما في 6 أغسطس 1945 " الولد الصغير "  Little Boy والتي تبلغ قوتها التدميرية ما يوازي 15000 طن  TNT، وقد أسقطت هذه القنبلة من قاذفة أمريكية طراز  B-29 ، وقد استغرقت تلك القنبلة دقيقة واحدة بعد إسقاطها من القاذفة لتصل إلى موقع الانفجار. وقد انفجرت القنبلة المشئومة في الساعة الثامنة والربع صباحا ( حسب التوقيت المحلى لليابان ) عندما وصلت إلى ارتفاع 2000 قدم فوق المبنى المسمى في هذه الأيام بـقبــو القنبلة بمدينة هيروشيما.

وبجدر الإشارة إلى ما ورد في جريدة نيوزويك بتاريخ 24 يوليو 1995  علي لسان قائد الطائرة ومساعده اللذين نفذا هذه الجريمة، كما يلي: "لقد غطى الأفق ضوء وهاج "هذا ما كتبه كابتن طائرة إنولا جاى ENOLA GAY طرازB-29 التي أسقطت أول قنبلة ذرية، "التفتنا إلى  الوراء لنرى ما حدث في هيروشيما،  كانت المدينة مغطاة بسحابة تغلي رهيبة المنظر، على شكل عيش الغراب، وللحظة ، ساد الصمت ، وبعدها بدأ الجميع في الكلام: بص هناك: بص شوف ، بص هناك - أضاف مساعد الطيار رو برت لويس Robert Lewis الذي كان مسنودا على كتف الطيار: إنني كدت أتذوق رائحة الانشطار النووي، مثل مذاق الرصاص ، بعد ذلك استدار مبتعدا ليكتب في صحيفته: " يا إلهي " سائلا نفسه ، ما هذا الذي فعلناه ؟

وقد نتج عن قنبلة هيروشيما كميه هائلة من الطاقة  ممثلة في ضغط جوى كبير وحرارة مهولة، بالإضافة إلى ذلك فقد نتج عنها كميه مروعة من الإشعـاعات (أشعة جاما ونيترونات) والتي سببت تباعا إصابات بشرية واسعة النطاق، ويقول الناس الذي شاهدا واقعة قنبلة هيروشيما " لقد شاهدنا شمسا أخري في السماء عندما انفجرت " لقد كانت الحرارة والضوء الناتجين من هذه القنبلة غاية في القوة مقارنة بما شاهدوه من قنابل أخري أثناء انفجارها. وعندما وصلت الموجات الحرارية إلي مستوي الأرض أحرقت كل شيء قبل أن تصل إلي الإنسان أثناء انفجارها. وعندما وصلت الموجات الحرارية إلى مستوى الأرض أحرقت كل شي قبل أن تصل إلى الإنسان. هذا وقد دمرت الرياح الناتجة عن انفجار هذه القنبلة معظم المنازل والمباني الواقعة في دائرة نصف قطرها 5, 1 ميل وعندما وصلت هذه الرياح إلى الجبال المحيطة ، انعكست وضربت مرة أخرى الناس في وسط مدينة هيروشيما. وتجدر الإشارة إلى أن الريح التي نتجت من تفجير هذه القنبلة قد تسببت في معظم التدمير الواضح سواء في المدينة أو الناس.

أما عن الأشعة الناتجة من القنبلة فقد سببت مشاكل طويلة المدى لكل من تعرض لها، فلقد مات الكثير من الناس خلال الأشهر القليلة الأولى ، ومات أكثر بكثير من ذلك في السنوات اللاحقة بسبب مضاعفات التعرض للإشعاع، وقد ظهر على بعض الناس مشاكل جينية والتي سببت عدم قدرتهم على الإنجاب.

ويعتقد أن عدد الوفيات قد بلغ 140000 في نهاية العام، وكان هؤلاء الوفيات من جميع  فئات السكان حيث شملت طلبة ،وعسكريين وعمال كوريين الذي كانوا يعلمون في المصانع بمدينة هيروشيما،  وقدر العدد الإجمالي للقتلى نتيجة  هذه القنبلة بحوالي 200000 نسمة.

وبعد ثلاثة أيام فقط من إلقاء قنبلة هيروشيما ، فقد ألقيت القاذفات الأمريكية القنبلة الثانية والتي خصص لها الاسم الحركي : الرجل السمين Fat Man  على ناجازاكى، وبالرغم من أن كمية الطاقة الناتجة من القنبلة التي سقطت على ناجازاكى أكبر إذا ما قورنت بتلك التي أسقطت على هيروشيما، إلا أن التدمير الذي حدث بمدينة ناجازاكى كان أقل مما حدث في هيروشيما،ويرجــع ذلك إلى التركيب الجغرافي للمدينة. وقد قدر عدد القتلى في نهاية العام بحوالي 70000 نتيجة تفجير القنبلة على مدينة ناجازاكى.

ومن الأهمية بمكان أنه لابد أن يعرف الناس في كل الدنيا خطورة أسلحة الدمار الشامل، ونأمل أن المعلومات والبيانات التي وردت هنا سوف تساعد على الفهم والإحساس بالألم والخراب الذي يمكن أن تسببه الأسلحة النووية. وتجدر الإشارة إلى أن الآلام والمعاناة لم تقتصر على سكان هيروشيما وناجازاكى فحسب، بل أثرت في العديد من الناس في آسيا ومنطقة المحيط الهادي، ولهذا فإنه يجب أن يعمل الجميع متعاونين معا لكي تعيش البشرية حياة آمنة. كذلك لا بد من الاستغلال السلمي للطاقة النووية في إنشاء مفاعلات لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه التي تحتاجها مشروعات التنمية التي تعود بالخير والرخاء علي أبناء الوطن الغالي. 

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 111/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
38 تصويتات / 518 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2008 بواسطة absalman

العصـــر النــووي (2)

 

دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

[email protected]

 

 

فترة الأربعينيات

  يمثل العصر النووي خلال الأربعينات نشاطا ملحوظا وتتطورا نوعيا في المجالات النووية حيث تم اعتماد تمويل إقامة أول سيكلوترون لإنتاج النظائر المشعة بجامعة واشنطن في سان لويس بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1940. وفي ديسمبر 1941 قامت اليابان بضرب (بيرل هاربر Pearl Harbor) بالقنابل. وفي سبتمبر 1942 بدأ مشروع مانهاتن السري لعمل القنبلة الذرية قبل الألمان ، وتم اختيـار (لوس ألامس Los Alamos) كموقع لمعمل صنع القنبلة الذرية، وتم تعيين (روبرت أوبنهيمر Robert Oppenheimer) مديرا لهذا المعمل. وفي ديسمبر 1942 تمكن فيرمي من تحقيق أول تفاعل نووي متسلسل ذاتي مستدام في معمل بجامعة شيكاغو ، وفور ذلك تم بناء منشئات سرية للغاية بغرض الإنتاج والبحوث النووية تحت مظلة مشروع منها تن في أمريكا .

 

وخلال الفترة من 1942 إلى 1945 تم بناء مؤسسة كلينتون للأعمال الهندسية في (أوك ردج Oak Ridge) بولاية تنيس والتي سميت بمعمل أوك ردج القومي بعد الحرب العالمية الثانية. ويعتبر مفاعل (كلينتون بيل Clinton Pile) أول مفاعل حقيقي لإنتاج والبلوتونيوم، حيث بدأ في العمل خلال نوفمبر 1943.  وبحلول مارس 1945 بدأ تشغيل محطة K-25 ومحطات أخرى غازية تعمل بالطرد المركزي لإثراء اليورانيوم.

وخلال الفترة 1943 – 1945 تم بناء موقع (هانفورد Hanford) في ريتشارد بواشنطن بواسطة مشروع مانهاتن لإنتاج والبلوتونيوم، وبدأ أول مفاعل في العمل في سبتمبر 1944 .

وفي يوليو 1945 فجرت الولايات المتحدة الأمريكية أول تجربة ذرية بالقرب من (ألامو جوردو Alamogordo) في نيوميكسيكو. وفي أغسطس 1945 قذفت الولايات المتحدة مدينة هيروشيما وناجازاكي باليابان بالقنابل الذرية، وسوف يتم الحديث عن هذه الواقعة في مقال قادم لما له من أهمية بالغة.

وفي يوليو 1946 أسست الوكالة الدولية للطاقة الذرية (AEA) لجنة الطاقة الذرية (AEC). وقد وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (AEA) تطويرا للتقانات النووية لخدمة الأغراض المدنية في يوليو 1946، وفي نفس الشهر قامت الولايات المتحدة بتجربة قنبلة في جزيرة بكيني بالمحيط الهادي، وبعد ذلك بأربعة أيام ظهرت موضة المايوه البكيني في عرض أزياء بباريس في فرنسا. وفي عام 1948 حققت فرنسا التفاعل النووي المتسلسل لأول مرة. ومن الجدير بالذكر أنه في أواخر عام 1948 أصبح لدى الولايات المتحد الأمريكية خمسين قنبلة نووية.وفي أغسطس 1949 فجر الاتحاد السوفيتي أول تجربة ذرية.

 

وفي عام 1949 بدأت إسرائيل برنامجها النووي، وذلك بالبحث عن مصادر خامات اليورانيوم في صحراء النقب، حيث تم اكتشاف رواسب للفوسفات الحاملة لبعض اليورانيوم الذي يمكن الحصول عليه من تلك الخامات أو من حامض الفوسفوريك كناتج ثانوي.

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 141/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 597 مشاهدة
نشرت فى 14 أغسطس 2008 بواسطة absalman

العصر النووي (1)

  دكتور عبد العاطي سالمان

رئيس هيئة المواد النووية سابقا

                       [email protected]    


سوف أتطرق في تلك السلسة من المقالات المختصرة عن العصر النووي ، بدايته تطوراته وبعض أحداثه والتوقف في بعض محطاته الهامة لإلقاء الضوء عليها، أهمية اللحاق بالعصر النووي وعلاقته بمشروعات التنمية المستدامة والتي تؤثر علي النواحي الاقتصادية بما تتيحه من مصادر للطاقة  الهائلة اللازمة لمشروعات التنمية. وتهدف تلك المقالات إلي نقل المعرفة المرتبطة بالموضوعات النووية للعامة والخاصة، وذلك يساعد علي كسر الحاجز النفسي فيما يتعلق بالأنشطة النووية والتعريف بها، حيث أن إقامة أي مشروع نووي لابد من تأييده من المجتمع المدني من جماهير الشعب، الذي من حقه التعرف علي خصائصها العامة وأثرها الاقتصادي والبيئي الذي  سوف يتأثرون به  حتى يمكنه دعمها وتشجيع إقامتها. وفيما يلي بعض المعالم الرئيسية للعصر النووي خلال فترة ما قبل عام 1940م:

 

ترجع بدايات العصر النووي الأولي عندما اكتشف "مارتن كلابوث" - وهو كيميائي ألماني - اليورانيوم في معدنه المسمي بالبتشبلند في عام 1789. وفي عام 1895 اكتشف ولهلم رو نتجن Wilhelm Roentgen أشعة إكس والتي يعترف العالم أجمع بفضلها في الأغراض الطبية، وفي 1896 اكتشف هنري بكريل انبعاث أشعة من اليورانيوم. وفي 1897 اكتشف جي.جي. تومسون الإلكترون، واكتشفت (ماري كوري Marie Curie) عنصرين مشعين وهما (الراديوم والبولونيوم Radium and Polonium) في عام 1898.

وفي 1901 أضاف هنري ألكسندر دان لوس وأوجين بلوش الراديوم مع الدهانات  الجلدية الخاصة بعلاج الدرن. وأسس رازرفورد وسودني نظرية التفاعل النووي في 1903، واقترح اليكسندر جرا هام بل في نفس العام وضع مصدر يحتوي علي راديوم لتحسين نغمة الصوت. وقام (ألبرت أين شتين Albert Einstein) بتطوير نظريته حول العلاقة بين الكتلة والطاقة في عام  1905. وفي عام 1911 ابتكر (جورج فون هيفسي George Von Hevesy) فكرة التتبع الإشعاعي، وقد استخدمت هذه الفكرة بعد ذلك مع أشياء أخرى في الطب الإشعاعي، وقد حصل هذا العالم على جائزة نوبل في عام 1943. وقد طبق العالم الطبيعي ببوسطن (هيرمان بلوم جارت Herman Blumgart) أول استخدام للتتبع الإشعاعي لتشخيص أمراض القلب في عام 1927 . وفي عام 1934 اكتشف جون ليفنجود وجلين سيبورج النظيرين المشعين: الأيودين-131 والكوبلت اللذين يستخدما في الطب النووي.

وفي ديسمبر عام 1938 قام العالمان الألمانيـــان (أوتو هاهن   وفرتز اسـتراس مـان  (Otto Hehn and Fritz Strassman) بالوصول إلى عملية الانشطار النووي. وفي عام 1939توصل هالبان، فردريك حوليه وكووارسكي إلي أن الانشطار النووي يؤدي إلي التفاعل المتسلسل. وتم حصولهم علي أول براءة اختراع لإنتاج الطاقة المرتبطة بهذا التفاعل. وفي أغسطس عام 1939 أرسل ألبرت أينشتين خطاب إلى الرئيس الأمريكي روزفلت يخبره فيها بتطور البحوث الذرية الألمانية واحتمالاتها لعمل قنبلة ذرية. وقد أوحي ذلك الخطاب إلى روزفلت بتكوين لجنة خاصة لتبحث التطبيقات العسكرية للبحوث الذرية.

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 211/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
71 تصويتات / 864 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2008 بواسطة absalman

3-1 : جمع المعلومات

لابد من اتباع أسلوب لتنظيم واسترجاع البيانات حتى يمكن استخدامه في معرفة المعلومات الدقيقة لمنطقة ما. وأسهل طريقة لذلك هو عمل خرائط شفافة لكل نوع من المعلومات التي تعتبر أساسية في الأعمال الاستكشافية. ويعتبر مقياس 1: 000 1000 مناسب لجمع البيانات المطلوبة. وتندرج شفافات الخرائط المطلوب تجهيزها تحت الأنواع التالية:

- شفافات للخرائط الطبوغرافية التي تغطى المناطق المطلوب استكشافها، ويمكن عمل شفافة واحدة لكل مقياس رسم.

- شفافات للخرائط الجيولوجية والتكتونية ،  ويتم  تجهيز خريطة لكل مقياس رسم.

- شفافات للأجزاء المغطاة بالصور الجوية. ويمكن عمل شفافة لكل نوع سواء من الصور الجوية أو صور الأقمار الصناعية المختلفة.

- شفافات للخرائط الجيوفيزيقية سواء مغناطيسية، تشاكلية أو إشعاعية.

- شفافات للخرائط الميتالوجينية.

- شفافات للتقارير والرسائل العلمية سواء ماجستير أو دكتوراه أو أبحاث منشورة.

 

            ويمكن تحديد تكلفة إعداد كل شفافة حتى يمكن حساب التمويل اللازم لإعداد هذه الشفافات. ومن الجدير بالذكر أن إعداد برامج بواسطة الحاسب الآلي مزودة بكل هذه البيانات يمكن أن يغنى عن تلك الشفافات إضافة إلي توفير في الوقت والتكاليف والمجهود. وسوف تساعد هذه الطريقة آي شخص من إيجاد والاسترجاع السريع للبيانات المتاحة عن المنطقة التي يهدف إلى استكشافها، أو استخدام هذه البيانات لتحديد هدف جديد لاستكشافه. وأحب أن أنوه إلي أن حفظ تلك البيانات والخرائط بطريقة آمنة وسليمة له أهمية قصوى في تطوير عمليات الاستكشاف والحصول علي أعلي مردود مطلوب.

 

3-1-1: الأعمال السابقة

            منذ بدأ العمليات الخاصة باستكشاف اليورانيوم في منطقة ما فإن ذلك يسفر عن اكتشاف العديد من مواقع اليورانيوم وكثيرا من الشاذات الإشعاعية. وتدل الظواهر المصاحبة أن بعض هذه المواقع ذو أهمية خاصة حيث أنه يشابه بعض الأنواع المعروفة لرواسب اليورانيوم ويستبعد البعض الآخر مؤقتا أو يمكن صرف النظر عنه. ولكن بسبب تطور الأفكار، فإنه من الضروري الاحتفاظ بسجل موضحا به وصفا لجميع الظواهر المرتبطة بكل شاذة إشعاعية اكتشفت من قبل. ولإعداد ذلك يتم عمل استمارة بيانات أو كارت تلخص فيه جميع الصفات الخاصة بكل شاذة. ويمكن عند تجهيز التقرير المشتمل على استمارات البيانات إن يتم تطويره وحفظة في الحاسب الآلي، ومن الضروري عمل قاعدة بيانات بالمصطلحات الجيولوجية والتي يسهل استخدامها لأي شخص يعمل في هذا المجال.

 

            أما فيما يتعلق بالشاذات الإشعاعية فإنه من المعروف أن آي قراءة إشعاعية للجرانيت في حدود 1500 عدة / ثانية بواسطة جهاز Spp2 تعتبر شاذة إشعاعية. أما باقي التكاوين فإن آي قراءة تصل إلى ثلاثة أضعاف القراءة العادية (back- ground) تعتبر شاذة إشعاعية، ومن الجدير بالذكر أنه بعد إتمام فهرست وتجميع الصفات الخاصة بكل الشاذات الإشعاعية ومواقع اليورانيوم فإنه يمكن رسم خريطة بمقياس 1 : 000 1000 يوضع عليها تلك المواقع. وحتى يكون هذا العمل كاملا فإنه يفضل عمل خريطة شفافة توقع عليها حدود المناطق التي تمت دراستها ويتم تحويلها إلي خريطة رقمية وحفظها في بنك المعلومات بالحاسب الآلي.

 

3-1-2: اختيار منطقة الهدف

            عند اختيار منطقة جديدة لكي تكون هدفا لاستكشاف اليورانيوم ، لابد أن نحدد أولا الصخور التي يمكن أن تكون مصدرا لليورانيوم بها. وتعتبر الصخور النارية غنية نسبيا في اليورانيوم وخاصة الصخور البلوتونية والبركانية وهي تمثل مصدرا لليورانيوم لكثير من الرواسب المعروفة والموجودة في بيئات جيولوجية مختلفة.

 

            ومن المعروف أن الصخور الجرانيتية الحمضية ذات فرصة جيدة في احتوائها على اليورانيوم، ولذلك يمكن اعتبار هذا النوع من الصخور ذو احتمالات طيبة كمصدر لليورانيوم.

أما الصخور البركانية التي تكافئ الصخور الجرانيتية الغنية باليورانيوم والتي يمكن وصفها "بالريوليت البير ألومينوس والميتا ألومينوس تف والبيرألكلين تف" حيث يتركز اليورانيوم غالبا في الأرضية الزجاجية أو الدقيقة الحبيبات والتي تربط بين البلورات المكونة للصخر. وتمثل هذه الصخور مصدرا ممتازا لرواسب اليورانيوم والتي تتكون خلال العمليات الثانوية المصاحبة أو التالية لتكوين تلك الصخور والتي تشمل :

Supergene, diagenetic, hydrothermal or metamorphic events. و لكي يتمكن اليورانيوم من الانفصال عن تلك الأرضية الزجاجية أو الدقيقة الحبيبات فلابد أن تتعرض تلك الصخور لعملية تغير والتي يمكن أن تحدث إما نتيجة العمليات المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها.

            وتشتمل عمليات ارتفاع درجة الحرارة إعادة التبلور devritrification وتأثير المحاليل الحارة سواء مائية أو خلال مرحلة تجمع الغازات في أواخر مراحل الصهير والتبلور والتبلور الجرانوفيرى ، و التغير الفيوميرولى   Fumerolic alteration . ، كما تشمل عملية انخفاض درجة الحرارة تغير النسيج الزجاجي بواسطة المياه الأرضية خلال عدة مراحل والتي يمكن أن تسمى التعرية والتغيرات التي تتم بعد التكوين Weathering and diagenesis .

 

            ومن الجدير بالذكر فإن معرفة طبيعة وخواص  اليورانيوم الموجود في الصخور الجوفية والبركانية يمكن أن تسهل عملية اختيار منطقة الهدف. وحتى نتمكن من تحديد المناطق ذات الاحتمالات الجيدة لوجود اليورانيوم فمن الضروري إعداد المزيد من شفافات الخرائط التالية:

- خريطة لتوزيع الصخور النارية مع إيضاح تكوينها.

- خريطة لتوزيع الصخور الجوفية موضحا عليها خواصها البتروجرافية وأعمارها ويمكن كتابتها   

   بلونيين مختلفين لسهولة قراءاتها.

- خريطة لمنكشافات الصخور البركانية موضحا عليها خواصها البتروجرافية وأعمارها بألوان 

   مختلفة، كما يمكن ضم الصخور البركانية الأخرى الموجودة في التتابع الإستراتيجرافى إلى

   التقرير.

- خريطة موضحا عليها المواقع المعروفة لليورانيوم، والثوريوم والأرضيات النادرة، والليثيوم، 

   والموليبدنيوم ، والصفيح والفلوريت، الكوارتز الأسود ، الكاولينيت ، والبيجماتيت الفلسبارى والبورون.

           

ولما كانت معظم رواسب اليورانيوم المعروفة مرتبطة بالصخور النارية الحمضية، فإن مطابقة شفافات الخرائط سالفة الذكر على بعضها البعض سوف يساعد في تحديد المناطق ذات الاحتمالات الجيدة. ويمكن ترتيب تلك المناطق طبقا للأولويات الآتية:

- المناطق القريبة من صخور القاعدة المشتملة على صخور جرانيتية.

- المناطق التي تشتمل على صخور بركانية أو صخور بركانية متحولة.

- المناطق متعددة الصخور الجوفية.

- المناطق المشتملة على صخور جوفية وتقطع جدد الصخور البركانية الحمضية .

 

            ومن الجدير بالذكر أنه كلما توافرت المعلومات نتيجة عمليات الاستكشاف السابقة ، فإن شفافات الخرائط التي تم إعدادها والتي تشمل تلك المناطق التي درست من قبل بما فيها بعض مواقع اليورانيوم سوف تساعد كثيرا في اختيار المنطقة ذات الاحتمالات الجيدة لوجود رواسب اليورانيوم بها. كما أنه من الأهمية بمكان الإستعانه بالمعلومات التفصيلية الموجودة في الرسائل العلمية وخاصة التركيب الجيوكيميائى للصخور الجوفية والبركانية وسوف يكون من السهل نسبيا تحديد قيمة هذه الصخور كمصدر محتمل لليورانيوم مثل:

-  الجرانيت الذي يتميز بنسبة منخفضة للكالسيوم و peraluminous

-  الجرانيت الذي يتميز بنسبة عالية من الكالسيوم و metaluminous

-       .   peralkaline   الجرانيت الـ       

  

   مما سبق يتضح أهمية جمع المعلومات وترتيبها وأرشفتها وتحليلها وعمل قاعدة بيانات منها علي الحاسب ومدى الدور الذي يمكن أن تلعبه في اختيار المناطق ذات الاحتمالات العالية لوجود رواسب اليورانيوم.

          أما طرق المسح المستعملة (39) فيمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين هما:

      أ - المسح الجيولوجي التقليدي.

     ب - المسح الإشعاعي.

            ويعود الهدف من تطوير أساليب المسح والتنقيب وتقنية الأجهزة المستعملة في هذا المجال للأسباب التالية:

     - التعيين السريع للمناطق غير المستكشفة والمناسبة لتجمعات خام اليورانيوم.

     - تقييم كميات المواد الكامنة (تقدير أولى).

     - كشف الملامح الفلزية المميزة لأنواع الرواسب المستكشفة واعتمادها كدليل يرشد إلي توقع الرواسب الجديدة.

     - تعيين أنواع جديدة من رواسب خام اليورانيوم في بيئات ذات مناشىء معدنية خاصة.

     - اختصار الوقت وتكاليف الاستكشاف والإسراع ببدء مرحلة الإنتاج.

 

ملاحظة:

مقتبس من كتاب العصر النووي ( من تأليفي) ومنشور عام 2005

بدار الكتاب الحديث، 94 ش عباس العقاد، مدينة نصر القاهرة

لمزيد من التواصل:  دكتور/ عبد العاطي سالمان

  [email protected]

 

 

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 747 مشاهدة
نشرت فى 5 مارس 2008 بواسطة absalman

                                       استكشاف اليورانيوم

 

إن طبيعة معادن اليورانيوم والمعادن المشعة الأخرى في انتشارها الواسع في أنواع كثيرة من صخور القشرة الأرضية بالإضافة إلى النسبة القليلة من وجود هذا العنصر في الطبيعة، وخضوعه إلى عوامل مختلفة تؤثر إما في توزيعه بنسب منخفضة أو تركيزه في مناطق محددة. جعل عملية استكشاف رواسب خاماته تتأثر بعوامل كثيرة ومتنوعة معتمدة على الاختلاف في الصفات المعدنية والجيوكيمائية وخصائص البيئات الترسيبية لكل حالة من حالات ترسيب هذه المعادن. واعتمـادا علي خبرتي العلميـة والعمليـة علي مـدي أكثر من أربعون عامـــــا (37 - 26 ) ( Salman 1982 to 1996)  (18 - 25)  , (Salman et.al., 1983 to 1996) والقـــراءات في شتي مجالات الاستكشاف والتنقيب عن اليورانيوم والبحوث المشتركة ( 38  - 44 ) ) يمكن القول بأن عمليات التنقيب عن خامات اليورانيوم وحساب احتياطياته يمكن حصرها في ثمانية مراحل كما يلي: 

3-1 : جمع المعلومات                                 3-2 : المسح الإقليمي

3-3 : المسح شبه المنتظم                              3-4 : المسح السطحي التفصيلي

3-5 : الاستكشاف الجيوكيميائي                                3-6 : مرحلة الحفر

3-7 : مرحلة المناجم الاستكشافية                      3-8 : حساب احتياطي الخام

 

وسوف نوالي نشر طرق الاستكشاف المختلفة لليورانيوم

 

       ملاحظة:

     مقتبس من كتاب العصر النووي ( من تأليفي) ومنشور عام 2005

     بدار الكتاب الحديث، 94 ش عباس العقاد، مدينة نصر القاهرة

     لمزيد من التواصل:  دكتور/ عبد العاطي سالمان

      [email protected]

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 825 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2008 بواسطة absalman

3-1 : جمع المعلومات

لابد من اتباع أسلوب لتنظيم واسترجاع البيانات حتى يمكن استخدامه في معرفة المعلومات الدقيقة لمنطقة ما. وأسهل طريقة لذلك هو عمل خرائط شفافة لكل نوع من المعلومات التي تعتبر أساسية في الأعمال الاستكشافية. ويعتبر مقياس 1: 000 1000 مناسب لجمع البيانات المطلوبة. وتندرج شفافات الخرائط المطلوب تجهيزها تحت الأنواع التالية:

- شفافات للخرائط الطبوغرافية التي تغطى المناطق المطلوب استكشافها، ويمكن عمل شفافة واحدة لكل مقياس رسم.

- شفافات للخرائط الجيولوجية والتكتونية ،  ويتم  تجهيز خريطة لكل مقياس رسم.

- شفافات للأجزاء المغطاة بالصور الجوية. ويمكن عمل شفافة لكل نوع سواء من الصور الجوية أو صور الأقمار الصناعية المختلفة.

- شفافات للخرائط الجيوفيزيقية سواء مغناطيسية، تشاكلية أو إشعاعية.

- شفافات للخرائط الميتالوجينية.

- شفافات للتقارير والرسائل العلمية سواء ماجستير أو دكتوراه أو أبحاث منشورة.

 

            ويمكن تحديد تكلفة إعداد كل شفافة حتى يمكن حساب التمويل اللازم لإعداد هذه الشفافات. ومن الجدير بالذكر أن إعداد برامج بواسطة الحاسب الآلي مزودة بكل هذه البيانات يمكن أن يغنى عن تلك الشفافات إضافة إلي توفير في الوقت والتكاليف والمجهود. وسوف تساعد هذه الطريقة آي شخص من إيجاد والاسترجاع السريع للبيانات المتاحة عن المنطقة التي يهدف إلى استكشافها، أو استخدام هذه البيانات لتحديد هدف جديد لاستكشافه. وأحب أن أنوه إلي أن حفظ تلك البيانات والخرائط بطريقة آمنة وسليمة له أهمية قصوى في تطوير عمليات الاستكشاف والحصول علي أعلي مردود مطلوب.

 

3-1-1: الأعمال السابقة

            منذ بدأ العمليات الخاصة باستكشاف اليورانيوم في منطقة ما فإن ذلك يسفر عن اكتشاف العديد من مواقع اليورانيوم وكثيرا من الشاذات الإشعاعية. وتدل الظواهر المصاحبة أن بعض هذه المواقع ذو أهمية خاصة حيث أنه يشابه بعض الأنواع المعروفة لرواسب اليورانيوم ويستبعد البعض الآخر مؤقتا أو يمكن صرف النظر عنه. ولكن بسبب تطور الأفكار، فإنه من الضروري الاحتفاظ بسجل موضحا به وصفا لجميع الظواهر المرتبطة بكل شاذة إشعاعية اكتشفت من قبل. ولإعداد ذلك يتم عمل استمارة بيانات أو كارت تلخص فيه جميع الصفات الخاصة بكل شاذة. ويمكن عند تجهيز التقرير المشتمل على استمارات البيانات إن يتم تطويره وحفظة في الحاسب الآلي، ومن الضروري عمل قاعدة بيانات بالمصطلحات الجيولوجية والتي يسهل استخدامها لأي شخص يعمل في هذا المجال.

 

            أما فيما يتعلق بالشاذات الإشعاعية فإنه من المعروف أن آي قراءة إشعاعية للجرانيت في حدود 1500 عدة / ثانية بواسطة جهاز Spp2 تعتبر شاذة إشعاعية. أما باقي التكاوين فإن آي قراءة تصل إلى ثلاثة أضعاف القراءة العادية (back- ground) تعتبر شاذة إشعاعية، ومن الجدير بالذكر أنه بعد إتمام فهرست وتجميع الصفات الخاصة بكل الشاذات الإشعاعية ومواقع اليورانيوم فإنه يمكن رسم خريطة بمقياس 1 : 000 1000 يوضع عليها تلك المواقع. وحتى يكون هذا العمل كاملا فإنه يفضل عمل خريطة شفافة توقع عليها حدود المناطق التي تمت دراستها ويتم تحويلها إلي خريطة رقمية وحفظها في بنك المعلومات بالحاسب الآلي.

 

3-1-2: اختيار منطقة الهدف

            عند اختيار منطقة جديدة لكي تكون هدفا لاستكشاف اليورانيوم ، لابد أن نحدد أولا الصخور التي يمكن أن تكون مصدرا لليورانيوم بها. وتعتبر الصخور النارية غنية نسبيا في اليورانيوم وخاصة الصخور البلوتونية والبركانية وهي تمثل مصدرا لليورانيوم لكثير من الرواسب المعروفة والموجودة في بيئات جيولوجية مختلفة.

 

            ومن المعروف أن الصخور الجرانيتية الحمضية ذات فرصة جيدة في احتوائها على اليورانيوم، ولذلك يمكن اعتبار هذا النوع من الصخور ذو احتمالات طيبة كمصدر لليورانيوم.

أما الصخور البركانية التي تكافئ الصخور الجرانيتية الغنية باليورانيوم والتي يمكن وصفها "بالريوليت البير ألومينوس والميتا ألومينوس تف والبيرألكلين تف" حيث يتركز اليورانيوم غالبا في الأرضية الزجاجية أو الدقيقة الحبيبات والتي تربط بين البلورات المكونة للصخر. وتمثل هذه الصخور مصدرا ممتازا لرواسب اليورانيوم والتي تتكون خلال العمليات الثانوية المصاحبة أو التالية لتكوين تلك الصخور والتي تشمل :

Supergene, diagenetic, hydrothermal or metamorphic events. و لكي يتمكن اليورانيوم من الانفصال عن تلك الأرضية الزجاجية أو الدقيقة الحبيبات فلابد أن تتعرض تلك الصخور لعملية تغير والتي يمكن أن تحدث إما نتيجة العمليات المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها.

            وتشتمل عمليات ارتفاع درجة الحرارة إعادة التبلور devritrification وتأثير المحاليل الحارة سواء مائية أو خلال مرحلة تجمع الغازات في أواخر مراحل الصهير والتبلور والتبلور الجرانوفيرى ، و التغير الفيوميرولى   Fumerolic alteration . ، كما تشمل عملية انخفاض درجة الحرارة تغير النسيج الزجاجي بواسطة المياه الأرضية خلال عدة مراحل والتي يمكن أن تسمى التعرية والتغيرات التي تتم بعد التكوين Weathering and diagenesis .

 

            ومن الجدير بالذكر فإن معرفة طبيعة وخواص  اليورانيوم الموجود في الصخور الجوفية والبركانية يمكن أن تسهل عملية اختيار منطقة الهدف. وحتى نتمكن من تحديد المناطق ذات الاحتمالات الجيدة لوجود اليورانيوم فمن الضروري إعداد المزيد من شفافات الخرائط التالية:

- خريطة لتوزيع الصخور النارية مع إيضاح تكوينها.

- خريطة لتوزيع الصخور الجوفية موضحا عليها خواصها البتروجرافية وأعمارها ويمكن كتابتها   

   بلونيين مختلفين لسهولة قراءاتها.

- خريطة لمنكشافات الصخور البركانية موضحا عليها خواصها البتروجرافية وأعمارها بألوان 

   مختلفة، كما يمكن ضم الصخور البركانية الأخرى الموجودة في التتابع الإستراتيجرافى إلى

   التقرير.

- خريطة موضحا عليها المواقع المعروفة لليورانيوم، والثوريوم والأرضيات النادرة، والليثيوم، 

   والموليبدنيوم ، والصفيح والفلوريت، الكوارتز الأسود ، الكاولينيت ، والبيجماتيت الفلسبارى والبورون.

           

ولما كانت معظم رواسب اليورانيوم المعروفة مرتبطة بالصخور النارية الحمضية، فإن مطابقة شفافات الخرائط سالفة الذكر على بعضها البعض سوف يساعد في تحديد المناطق ذات الاحتمالات الجيدة. ويمكن ترتيب تلك المناطق طبقا للأولويات الآتية:

- المناطق القريبة من صخور القاعدة المشتملة على صخور جرانيتية.

- المناطق التي تشتمل على صخور بركانية أو صخور بركانية متحولة.

- المناطق متعددة الصخور الجوفية.

- المناطق المشتملة على صخور جوفية وتقطع جدد الصخور البركانية الحمضية .

 

            ومن الجدير بالذكر أنه كلما توافرت المعلومات نتيجة عمليات الاستكشاف السابقة ، فإن شفافات الخرائط التي تم إعدادها والتي تشمل تلك المناطق التي درست من قبل بما فيها بعض مواقع اليورانيوم سوف تساعد كثيرا في اختيار المنطقة ذات الاحتمالات الجيدة لوجود رواسب اليورانيوم بها. كما أنه من الأهمية بمكان الإستعانه بالمعلومات التفصيلية الموجودة في الرسائل العلمية وخاصة التركيب الجيوكيميائى للصخور الجوفية والبركانية وسوف يكون من السهل نسبيا تحديد قيمة هذه الصخور كمصدر محتمل لليورانيوم مثل:

-  الجرانيت الذي يتميز بنسبة منخفضة للكالسيوم و peraluminous

-  الجرانيت الذي يتميز بنسبة عالية من الكالسيوم و metaluminous

-       .   peralkaline   الجرانيت الـ       

  

   مما سبق يتضح أهمية جمع المعلومات وترتيبها وأرشفتها وتحليلها وعمل قاعدة بيانات منها علي الحاسب ومدى الدور الذي يمكن أن تلعبه في اختيار المناطق ذات الاحتمالات العالية لوجود رواسب اليورانيوم.

          أما طرق المسح المستعملة (39) فيمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين هما:

      أ - المسح الجيولوجي التقليدي.

     ب - المسح الإشعاعي.

            ويعود الهدف من تطوير أساليب المسح والتنقيب وتقنية الأجهزة المستعملة في هذا المجال للأسباب التالية:

     - التعيين السريع للمناطق غير المستكشفة والمناسبة لتجمعات خام اليورانيوم.

     - تقييم كميات المواد الكامنة (تقدير أولى).

     - كشف الملامح الفلزية المميزة لأنواع الرواسب المستكشفة واعتمادها كدليل يرشد إلي توقع الرواسب الجديدة.

     - تعيين أنواع جديدة من رواسب خام اليورانيوم في بيئات ذات مناشىء معدنية خاصة.

     - اختصار الوقت وتكاليف الاستكشاف والإسراع ببدء مرحلة الإنتاج.

 

ملاحظة:

مقتبس من كتاب العصر النووي ( من تأليفي) ومنشور عام 2005

بدار الكتاب الحديث، 94 ش عباس العقاد، مدينة نصر القاهرة

لمزيد من التواصل:  دكتور/ عبد العاطي سالمان

  [email protected]

 

 

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 432 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2008 بواسطة absalman

الثقافة النووية

مقدمة

     الغرض من هذا الموضوع هو نشر الثقافة النووية بين الناطقين باللغة العربية وذلك للتبصير بها وإعطاء فكرة مبسطة عنها للتعرف عليها وكسر حاجز الرهبة الذي يتصوره العامة عن الموضوعات النووية.  وأول ما نتطرق إليه هو دورة الوقود النووي، ويعتبر فهم دورة الوقود النووي ذات أهمية بالغة حيث أنها تمثل العمــود الفقري للدخول في التقانات النووية وتطبيقاتها، وتشتمل علي عدة مراحل كل منها يحــتاج إلي عمل شاق ودؤوب لمعرفتها معرفة جيدة. وفيما يلي شكل مبسط يمثل دورة الوقود النووي من الخام إلي المفاعل ثم إلي مخزن النفايات النووية.

تشمل دورة الوقود النووي هذه المراحل

 1- يستخرج خام اليورانيوم  من المناجم ،ثم يستخلـص اليورانيوم ويتم إثرائه بنسبة معينه  ثم يصنع كوقود نووي.  2- تزود المحطة النووية بهذا الوقود ، يعاد تدوير الوقود المستخدم ليكون صالحا للاستخدام مرة أخري كوفود للمحطـة النووية ،  أو يتم تخزينه في أماكن آمنة  مثل أنفاق داخل الصخور (3). ويمكن تدوير 95% من الوقود المستنفذ ليعاد استخدامه مرة أخري (4) .

وحتي نحصل علي خام اليورانيوم ، فهناك عمليات متعددة لا بد من تنفيذها ختي يمكن اكتشاف الخام الاقتصادي اللازم لتصنيع الوقود النووي . وعلي ذلكك فبدون خامــات اليورانيوم لا يمكن تنفيذ البرامج النووية المختلفة.

لمزيد من المعلومات والتواصل والتعاون يرجي الاتصال:

دكتور/ عبد العاطي سالمان

[email protected]


absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 115/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
39 تصويتات / 275 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2008 بواسطة absalman

الثقافة النووية

مقدمة

     الغرض من هذا الموضوع هو نشر الثقافة النووية بين الناطقين باللغة العربية وذلك للتبصير بها وإعطاء فكرة مبسطة عنها للتعرف عليها وكسر حاجز الرهبة الذي يتصوره العامة عن الموضوعات النووية.  وأول ما نتطرق إليه هو دورة الوقود النووي، ويعتبر فهم دورة الوقود النووي ذات أهمية بالغة حيث أنها تمثل العمــود الفقري للدخول في التقانات النووية وتطبيقاتها، وتشتمل علي عدة مراحل كل منها يحــتاج إلي عمل شاق ودؤوب لمعرفتها معرفة جيدة. وفيما يلي شكل مبسط يمثل دورة الوقود النووي من الخام إلي المفاعل ثم إلي مخزن النفايات النووية.

تشمل دورة الوقود النووي هذه المراحل

 1- يستخرج خام اليورانيوم  من المناجم ،ثم يستخلـص اليورانيوم ويتم إثرائه بنسبة معينه  ثم يصنع كوقود نووي.  2- تزود المحطة النووية بهذا الوقود ، يعاد تدوير الوقود المستخدم ليكون صالحا للاستخدام مرة أخري كوفود للمحطـة النووية ،  أو يتم تخزينه في أماكن آمنة  مثل أنفاق داخل الصخور (3). ويمكن تدوير 95% من الوقود المستنفذ ليعاد استخدامه مرة أخري (4) .

وحتي نحصل علي خام اليورانيوم ، فهناك عمليات متعددة لا بد من تنفيذها ختي يمكن اكتشاف الخام الاقتصادي اللازم لتصنيع الوقود النووي . وعلي ذلكك فبدون خامــات اليورانيوم لا يمكن تنفيذ البرامج النووية المختلفة.

لمزيد من المعلومات والتواصل والتعاون يرجي الاتصال:

دكتور/ عبد العاطي سالمان

[email protected]

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 652 مشاهدة
نشرت فى 29 يناير 2008 بواسطة absalman

الثقافة النووية

مقدمة

     الغرض من هذا الموضوع هو نشر الثقافة النووية بين الناطقين باللغة العربية وذلك للتبصير بها وإعطاء فكرة مبسطة عنها للتعرف عليها وكسر حاجز الرهبة الذي يتصوره العامة عن الموضوعات النووية. وأول ما نتطرق إليه هو دورة الوقود النووي، ويعتبر فهم دورة الوقود النووي ذات أهمية بالغة حيث أنها تمثل العمود الفقري للدخول في التقانات النووية وتطبيقاتها، وتشتمل علي عدة مراحل كل منها يحتاج إلي عمل شاق ودؤوب لمعرفتها معرفة جيدة. وفيما يلي شكل مبسط يمثل دورة الوقود النووي من الخام إلي المفاعل ثم إلي مخزن النفايات النووية.

 

 

شكل يمثل دورة الوقود النووي:

1- يستخرج خام اليورانيوم  من المناجم ،ثم يستخلص اليورانيوم ويتم إثرائه بنسبة معينه ثم يصنع كوقود نووي.  2-تزود المحطة النووية بهذا الوقود ، يعاد تدوير الوقود المستخدم ليكون صالحا للاستخدام مرة أخري كوفود للمحطة النووية ،  أو يتم تخزينه في أماكن آمنة  مثل أنفاق داخل الصخور (3). ويمكن تدوير 95% من الوقود المستنفذ ليعاد استخدامه مرة أخري (4).

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 353 مشاهدة
نشرت فى 29 يناير 2008 بواسطة absalman

أهمية البرامج النووية للدول العربية

مقدمة

    من المعروف أن عددا" كبيرا" من الدول العربية لديها برامج وأنشطة في المجالات النووية، ولكنها تختلف من بلد إلي آخر في الشكل والمضمون، ولكن معظمها في أغلب الأحيان لا تتعدي مقدمة لدورة الوقود النووي، أو بعض الاستخدامات والتطبيقات السلمية للنظائر المشعة في الطب والصناعة والزراعة والإنتاج الحيواني وتشعيع بعض المواد الغذائية لزيادة فترة مقاومتها للتلف.

     ومن الجدير بالذكر أن خامات اليورانيوم وهي التي تعتبر المصدر الرئيسي لليورانيوم اللازم لدورة الوقود النووي لم يتم إثبات تواجدها في الكثير من الدول العربية بطريقة يمكن استغلالها اقتصاديا، كذلك لم يقدر احتياطي الخام لها طبقا لمعايير الوكالة الدولية إلا في الجزائر فقط، ومعظم التقديرات لتلك الاحتياطيات في البلاد العربية تقع تحت نوع الخامات المحتملة أو التنبئية ( أي أنها تقديرات تقريبية جدا"). لذلك يري الكاتب أنه لابد أن يكون لكل دولة عربية برنامج نووي واضح المعالم ـ للاستخدامات السلمية ـ مع التركيز علي عمليات الاستكشاف وتقييم خامات اليورانيوم والعمل علي توفيرها حيث أنه لا يمكن بدأ أي برنامج نووي متكامل بدون وجود خامات اليورانيوم، كذلك هناك صعوبات بالغة في الحصول علي اليورانيوم في الدول المنتجة.

 

 

1- دور البرامج النووية في توفير المياه

 

        تعتبر مشكلة المياه من أهم الموضوعات التي يجب أن نوليها أهمية قصوي، بل لابد من أن تضعها الدول العربية في أولوياتها حيث أن نقصها علي المدي القريب وندرتها علي المدي البعيد يهدد فعلا المشروعات التنموية في العالم العربي. ويري الكاتب أنه يجب البدا من الآن في التخطيط لإنشاء محطات نووية لتحلية المياه.

        فإذا  استعرضنا ما ورد في شبكة المعلومات الدولية عن العالم العربي نجد أنه يتكون من 22 دولة، تمتد من الخليج العربي شرقا حتى المحيط الأطلنطي غربا، وعدد سكانها حوالي 300 مليون نسمة. وتجدر الإشارة إلي أن معدل النمو السكاني  في تلك المنطقة 2,7 %. وطبقا لتقرير عام 2000 والخاص بالتنمية البشرية، نجد أن معدل النمو الاقتصادي في تلك الدول لا تتمشي مع معد\ل النمو السكاني وأن الركيزة الأساسية لدفع عجلة التطور والتنمية هي الطاقة والمياه. ولمعرفة أهمية مدي المياه للدول العربية فإننا نجد أن استخدامات المياه في الزراعة تحتل أعلي نسبة، ثم يلي ذلك الاستخدامـات اليوميـــة والصناعية ( جدول 1)، وهذا يوضح مدي خطورة نقص المياه وتهديده لبرامج التنمية في العالم العربي.

 

جدول 1 : نسبة استخدامات المياه في بعض الدول العربية


الدولة

الاستخدام اليومي

الاستخدام الصناعي

الاستخدام الزراعي

مصر

7

5

88

المملكة العربيةالسعودية

45

8

47

مراكش

6

3

92

الجزائر

22

4

74

تونس

13

7

80

ليبيا

15

10

75

السودان

1

-

99

جيويوتي

28

21

51

الصومال

3

-

97

اليمن

5

2

93

عمان

3

3

94

الامارات العربية

11

9

80

الكويت

64

32

4

العراق

3

5

92

الأردن

29

6

65

سوريا

7

10

83

لبنان

11

4

85

العالم

8

23

69


ويتضح من الجدول1 أن أعلي نسبة من كمية المياه في الدول العربية تستخدم في الأغراض الزراعية وتتدني نسبة المياه المستعملة في الاستخدامات اليومية والصناعية.


وإذا نظرنا من قريب إلي موضوع المصادر المائية‘ فإنه يتضح أن ندرة المياه والنمو السكاني يمثل لب المشكلة في عمليات تنمية المناطق الشبه قارية والتي تشمل الدول العربية. إن الأهمية الأساسية للمياه للمعيشة والتقدم الحضاري توضح أن مشكلة ندرة المياه والتغلب عليها تمثل المعركة الرئيسية للوصل إلي مستوي حياة أفضل في المناطق الفقيرة المشتملة علي تعداد كبير من السكان.


وتجدر الإشارة إلي أن أهمية موضوع المياه في الدول العربية معروف جيدا" حيث أن الوضع الذي يواجه بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو حرج للغاية، فمثلا يوجد احدي عشرة دولة من بين العشرين دولة الموجودة في هذه المنطقة تستخدم حاليا أكثر من نصف مصادر المياه بها. وأن ليبيا ودول الجزيرة العربية عدا عمان تستخدم 100% من مصادر المياه بها، وهم يعتمدون علي تحلية مياه البحر المكلفة أو السحب من الـ Fossil Water  مع توقع زيادة عدد السكان بطريقة مفزعة.


ولمعرفة مدي خطورة الموضوع مستقبلا سوف نستعرض ما سوف يكون الوضع عليه عام 2025 بناءا" علي دراسات حديثة لتعداد السكان وتقديرات مصادر المياه المتجددة، فمثلا نجد أن لبنان ستواجه ضغطا بالنسبة للمياه Water Stress  حيث أنه سيصل نصيب كل 600 –   1000 فرد 1 مليون متر مكعب ( أي وحدة FU = 1 مليون متر مكعب مياه).

أما مصر والمغرب وسوريا سوف يحدث بها ندرة للمياه Water Scarcity حيث سيصل نصيب كل 1000 إلي 2000 فرد علي واحد مليون متر مكعب مياه. أما الجزائر، البحرين، جيوبوتي الأردن، الكويت، ليبيا، عمان، قطر، السعودية، الصومال، وتونس ودولة الإمارات العربية المتحدة واليمن سوف تقابل مانع مائي Water barrier قبل عام 2025 حيث يوزع واحد مليون متر مكعب ماء علي أكثر من 2000 فرد.

 ويتضح مما تقدم أن هناك مشكلة طاحنة بالنسبة لنقص المياه يتوقع حدوثها في البلدان العربية في خلال العشرين عاما القادمة وما بعدها، ولذا ـ يجب من الآن ـ العمل علي تلافي هذه الكارثة وذلك بالعمل علي إنشاء محطات نووية لاستخدامها في تحلية مياه البحار، وذلك لزيادة مصادر المياه في تلك الدول.

 

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 142/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
48 تصويتات / 1389 مشاهدة

العصر النووي

استكشاف اليورانيوم وتقييم خاماته في بعض الدول العربية

 

محتوي الكتاب

1-   تمهيد المؤلف للكتاب.

2-   القسم الأول: اليورانيوم والعصر النووي:

2-1- خواص اليورانيوم وتطبيقاته المختلفة واستخداماته في الأغراض السلمية والعسكرية.

2-2- قصة القنبلة الذرية (تاريخ القنبلة الذرية ، الانشطار النووي/ الاندماج النووي ، ميكانيكية القنبلة ، تصميم القنبلة).

3-   القسم الثاني: معادن وخامات اليورانيوم:

3-1- معادن اليورانيوم الأولية والثانوية بالإضافة للمعادن الإضافية.

3-2- خامات اليورانيوم الاقتصادية.

3-3- مصادر اليورانيوم العالمية (التقليدية المعروفة – التقليدية غير المكتشفة – غير التقليدية والثانوية).

3-4- إنتاج اليورانيوم.

4-   القسم الثالث: الاستكشاف وحساب احتياطيات خام اليورانيوم:

4-1- جمع المعلومات.

4-2- المسح الإقليمي.

4-3- المسح نصف التفصيلي.

4-4- المسح السطحي التفصيلي.

4-5- الاستشكاف الحيوكيميائي.

4-6- مرحلة الحفر.

4-7- مرحلة المناجم الاستكشافية.

4-8- حساب احتياجات الخام.

5-   القسم الرابع: الدول العربية والعصر النووي:

5-1- دورة الوقود النووي.

5-2- مكامن اليورانيوم المحتملة في بعض الدول العربية كـ (مصر – السعودية – سوريا – السودان – المغرب – الأردن – ليبيا – الجزائر – اليمن).

5-3- أهمية البرامج النووية للدول العربية.

 

 وأتمنى أن ينتفع بهذا الكتاب كل ناطق باللغة العربية فبالعلم والأخلاق تنطلق عجلة التنمية ويعم السلام ، وبالسلام يسود الأمن وينتشر الرخاء.

 

 المؤلف

         عبدالعاطي بدر سلمان

·        أستاذ متفرغ بهيئة المواد النووة ، وجيولوجي استشاري ، رئيس مجلس إدارة هيئة المواد النووية المصرية (سابقاً).

·      عشرات المقالات والتقارير والأبحاث المنشورة تغطي العديد من المجالات الجيولوجية.

·        أشرف على عشرات من رسائل الدكتوراه والماجستير.

·        حاصل على العديد من الشهادات والجوائز على المستوى المحلي والعالمي

 

لمزيد من الاستفسارات:

 [email protected]

  كما أنني أرحب بالتعاون في مجالات الاستشارات الجيولوجية والتطبيقات السلمية للطاقة النووية مع كل من يهمه الأمر في الدول العربية

 

 

 

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

دكتور: عبدالعاطي بدر سالمان

absalman
Nuclear Education Geology & Development »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,355,405