العصـــر النــووي (4)
دكتور عبد العاطي سالمان رئيس هيئة المواد النووية سابقا |
|
فترة الخمسينيات
شهدت هذه الفترة هدوءا على مستوى العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وبدأت الحياة المدنية في الازدهار والاستقرار إلى حد كبير. كذلك تميزت هذه الفترة بتنشيط عملية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وإن لم تخلو من إجراء بعض تجارب للقنابل الذرية تحت الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية. كذلك قام الاتحاد السوفيتي بتدشين أول غواصة نووية، كما قام بإطلاق أول سفينة فضاء ولم تخلو تلك الفترة من الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا والدول الغربية.
في يناير 1950 أصدر الرئيس ترومان أوامره إلى لجنة الطاقة الذرية الأمريكية بتطوير القنبلة الهيدروجينية (H. Bomb)، وفي ديسمبر 1951 تم إنتاج الكهرباء من الانشطار النووي في محطة المفاعل القومي بأمريكا والذي سمي فيما بعد بمعمل الهندسة القومي بإيداهو (Idaho). وفي أكتوبر 1952 بدأ تشغيل محطة سافانه ريفر Savannah River في أيكن بكارولينا الجنوبية مع بدأ تشغيل محطة إنتاج الماء الثقيل.
في عام 1952 أنشأت لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية (IAEC) ورأس مجلس إدارتها إرنست دافيد بر جمان (Ernst David Bergmann) والذي كان مؤمنا بحتمية إنتاج قنبلة ذرية لضمان أمن إسرائيل.
وفي ديسمبر 1953 أعلن الرئيس الأمريكي إيزنهاور بعرضه بقيام تعاون دولي مشترك لتطوير التطبيقات السلمية للطاقة النووية. وفي نفس العام تمكن جور دون بر ونيل و اتش.اتش. سويت من بناء كاشف (Detector) للبوزيترون. وفي يناير 1954 أعلن جون فوستر دالاس أن سياسة الولايات المتحدة سوف تكون الانتقام الشامل كرد على أي عدوان شيوعي عليها. هذا وقد تم تدشين أول غواصة سوفيتية (نوتيلس Nautilus) تعمل بالطاقة النووية في نفس العام . وفي نفس العام أيضا بدأ تشغيل أول محطة نووية للطاقة بقدرة 5 ميجاوات في أوبنينسكي للعلوم في روسيا. وفي عام1954 ادخل ديفيد كوهل نظام التسجيل التصويري الضوئي بماسح الـ Radionuclide والذي أحدث تطورا في التشخيص والطب النووي.
وفي أغسطس 1954 وافقت لجنة الطاقة الذرية (AEA) على تنمية وتعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية للقطاع الخاص، مع الأخذ في الاعتبار تطبيق مقترح الرئيس إيزنهاور "الذرة للبرنامج السلمي" وقد اعتبرت أركو بإداهو أول مدينة أمريكية يتم تزويدها بالطاقة النووية.
في 17 فبراير 1955 تم تشكيل لجنة الطاقة الذرية المصرية برئاسة الصاغ كمال الدين حسين. وفي 19 اكتوبر من نفس العام صدر القانون رقم 509 بإنشاء لجنة الطاقة الذرية المصرية. وفي 18 سبتمبر 1956 تم التعاقد بين مصر والاتحاد السوفيتي بإنشاء أول مفاعل نووي تجريبي روسي قدرة 2 ميجاوات بمشتملاته.
وفي عام 1956 بدأ تشغيل أول محطة نووية فرنسية ( G1) لإنتاج الطاقة في مار كوني وفي يوليو 1957 تم توليد الكهرباء من أول مفاعل للأغراض المدنية في سان سوزانا بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية 0 كذلك قامت الولايات المتحدة بإجراء أول تجربة نووية تحت الأرض في نفق جبلي في صحراء تبعد حوالي 100 ميل عن لاس فيجاس.
في أكتوبر 1957 تسربت الإشعاعات عندما اندلعت النيران في اللب الجرافيتي بمفاعل وينداس كال (Winscale) في بريطانيا. كذلك أطلق الاتحاد السوفيتي في هذه الفترة أول سفينة فضاء. وقد قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA ) بإصدار وثيقة خاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية ، كما أنها شكلت فريق عالمي للتحري والبحث والتفتيش للتأكد من أن المواد النووية لم يتم تغيير مسارها من الاستخدامات السلمية إلى النواحي العسكرية.
وفي 3 أكتوبر 1957 وقعت فرنسا وإسرائيل اتفاقية تقوم بمقتضاها فرنسا ببناء مفاعل قدرة 24 ميجاوات لإسرائيل (وتجدر الإشارة إلي أنه بالرغم من ذلك فإن نظام التبريد والمنشآت الخاصة بالنفايات في ذلك المفاعل قد صممت علي أساس قدرة توازي ثلاثة أضعاف القدرة المشار إليها في التعاقد، وهذا يوضح تخطيط اسرائيل منذ زمن طويل لانتاج القنابل النووية).
وقد بدأ تشغيل أول محطة نووية أمريكية كبيرة في شي بنج بورت Shippingport في ولاية بنسلفانيا. وفي ولاية ألينوى أتمت محطة درسدن-1 أول تفاعل نووي زاتي مستدام ، وهذه أول محطة نووية أمريكية قد تم بنائها بالكامل بدون تمويل حكومي ، أي أنها تتبع القطاع الخاص في عام 1959. وفي نفس العام أيضا تم تشغيل مفاعل نووي بقدرة 12 ميجاوات في مركز أوبينينسكي العلمي في الاتحاد السوفيتي.
ساحة النقاش