أهمية الطاقة النووية لمصر

دكتور عبدالعاطي سالمان
رئيس هيئة المواد النووية الأسبق

لقد بدأت مصر تأسيس هيئة الطاقة الذرية منذ ما يزيد علي نصف قرن، بالتحديد عام 1955م بغرض الدخول في تطبيقات الطاقة النووية في المجالات السلمية، وكان علي قمة الحلم النووي المصري إقامة محطات نووية للحصول علي الكهرباء وتحلية مياه البحر. وقد تعثر تحقيق هذا الحلم النووي لأسباب عدة كان أهمها الضغط الدولي وغياب الإرادة السياسية القادرة علي اتخاذ قرار يدفع هذا المشروع نحو النور. في 19 نوفمبرعام 2015م ، بعد أن تحررت مصر من القيود التي كبلتها سنوات عديدة وأصبح قرارها الوطني في يدها، وقعت اتفاقية لتنفيذ أول محطة نووية في منطقة الضبعة مع شركة روسية لإقامة أربعة وحدات لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، وهذا من وجهة نظري يمثل نقلة نوعية ونصرا مؤزرا للشعب المصري وقيادته السياسية، حيث ن هذا القرار قد اتخذ في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، ومن هذا المنطلق أحب أن أحيي شعب مصر العظيم وقيادته وكل من ساهم بإخلاص في بدأ تحقيق الحلم النووي المصري.

تجدر الإشارة إلي أن مناسبة كتابتي في هذا الموضوع هو بلوغي سن 75 عاما اليوم 22 دسيمبر 2015م، وأنني أعمل في هذا المجال منذ عام 1962م وما زلت ضمن أفراد المنظومة النووية المصرية التي تحلم بتقدم مصر ليس في المجال النووي فقط ولكن في شتي المجالات المفيدة حتي تحتل مصر المكانة التي يستحقها شعبها العظيم بين الشعوب المتقدمة.

ومثل كل مشروع كبير يوجد المؤيدون والمعارضون كسنة الحياه وطبيعة البشر، لذلك أردت أن أوضح بعض المزايا المرتبطة بتنفيذ هذا المشروع-بغرض التوضيح والتنوير للرأي العام- ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

• يجب تنويع مصادر الطاقة، وتمثل الطاقة النووية أحد المصادر الهامة للطاقة حيث ثمثل 7% من إنتاج الطاقة علي مستوي العالم و20% من إنتاج أوربا. كذلك اقتصادية حيث يصل سعر الكيلوات حوالي 3 سنت بين يصل سعر الكيلو وات المنتج من المواد البترولية حوالي 13 سنت. كذلك الدخول في مجال إنتاج الطاقة النووية حتمي حيث أن مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري (المواد البترولية والفحم) في طريقة إلي النضوب.

إن دخول مصر في هذا المجال يمثل نقلة نوعية من الناحية التقنية حيث يمكن توطين هذه التكنولوجيا وما يرتبط بها من فروع متقدمة من العلوم في مصر وتشكيل جيل من الشباب القادر علي الابتكار في هذا المجال الهام.

• إن دخول مصر في مشروعات كبري للتنمية والاستثمار التعديني والصناعي والزراعي والخروج من وادي النيل الضيق إلي رحاب الصحراء لتعميرها يحتاج إلي زيادة الطاقة اللازمة لتلك المشروعات.

• الطاقة النووية لا ينبعث منها غازات ضارة بالبيئة مثل ثاني أكسيد الكربون وغيره، لذلك تعتبر الطاقة النووية ذات تأثير إيجابي علي النواحي البيئية إذا ما قورنت بمحطات الطاقة التي تعمل بالمواد البترولية والفحم.

• أما من ناحية الأمان فإن المفاعالات النووية الحديثة قد روعي خلال تصميمها وتشغيلها أعلي درجات الأمان والوقاية من الحوادث النووية، كذلك فإن معايير اختيار موقع الضبعة قد تم دراسته بعناية من نواحي التراكيب الجيولوجية والفوالق النشطة والنواحي الزلزالية وطبيعة وميكانيكية تربة الأساس والمياه الجوفية وخواصها والظروف المناخية وعلاقته بالكثافة السكانية وذلك طبقا لشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئة الأمان النووي المصرية لضمان أمن المجتمع والبيئة.

وختاما أدعو الله أن يكلل جهود مصر في هذا المجال وغيره من المجالات المفيدة بالنجاح حتي تزدهر وتتقدم وتصبح في مصاف الدول المتقدمة، وأن يبقي شعبها في رباط إلي يوم الدين.

ملاحظة: مرفق بعض الأفلام التوضيحية لخامات اليورانيوم وتصنيع الوقود النووي وكيف تعمل المحطة النووية وطريقة إنشاء المحطة النووية:

HOW IT WORKS: Uranium Deposits

 


https://www.youtube.com/watch?v=DBXrr7N9kKs

 

How Uranium Becomes Nuclear Fuel


https://www.youtube.com/watch?v=apODDbgFFPI

 

How to build a nuclear power plant?


https://www.youtube.com/watch?v=cu4kt9TUm2c

 

Nuclear Reactor - Understanding how it works?


https://www.youtube.com/watch?v=_UwexvaCMWA

 

 

المصدر: من خواطري وكتاباتي في الثقافة النووية والتنوير للجميع
absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 611 مشاهدة

ساحة النقاش

دكتور: عبدالعاطي بدر سالمان

absalman
Nuclear Education Geology & Development »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,460,882