التعدين في خدمة المجتمع المصري

 

دكتور جيولوجي عبدالعاطي سالمان
رئيس هيئة المواد النووية الأسبق

لا أعتقد أن أحدا لا يعرف أهمية الثروات المعدنية للشعوب، حيث تمثل هذه الثروات كنوزا  محفوظة في باطن الأرض أو علي سطحها، وتجدر الإشارة إلي أن مصر تغطي مساحة حوالي مليون كيلو مترا مربعا من الصحاري بعضها جبالا وهضابا أو سهولا ووديان، وتمثل المساحة المأهولة بالسكان حوالي 6% من مساحة مصر الكلية. هذا يعني تكدس رهيب للسكان في تلك المساحة المحدودة مما يضطرهم إلي البناء علي الأراضي الزراعية ولذلك تتقلص الرقعة الزراعية سنة بعد أخري.

حقيقة أن مصرأمام ثلاثية صعبة تتمثل في بلد معظم أراضيه صحراء نادرة المياه، تعداد سكاني كبير موزع في مساحة ضيقة وموارد اقتصادية محدودة. لذا كان من المهم إعمال العقل والتفكير فيما هو متاح للمساهمة في دفع عجلة التنمية ورفع المستوي العام لأبناء هذا الشعب المعطاء الصابر الكريم. وأول ما يلفت النظر، تلك المساحات الشاسعـة  من أرض مصر الصحراوية غربا وشرقا وشبه جزيرة سيناء، وما تحتويه تلك الصحاري من ثروات طبيعة متنوعة لو أحسن التخطيط لاستغلالها لتحولت مصر إلي بلد ثري وارتفع مستوي الدخل ليضمن للإنسان المصري أن يتبوأ المكانة التي يستحقها في عالمنا المعاصر

وتعتمد فكرة مشروع العصر لتنمية مصر الذي بدأت في إعداده منذ عام 2007م وحتي 2014م علي أساس الاستثمار التعديني والصناعي لاعتقادي أن هذا النوع من الاستثمار يمثل قاطرة التنمية المستدامة  ودرعا لأمن مصر القومي.

يتميز هذا المشروع بأنه لا يحتاج إلي إقامة بنية تحتية جديدة ولكنه يعتمد علي استغلا ل البنية التحتية المتاحة، والمصادر الطبيعية القريبة، هذا بالإضافة إلي أنه لا يتطلب أن ينفذ دفعة واحدة ولكنه يمكن أن ينفذ حسب أهمية كل منطقة أو محور وعلي مقومات النجاح المتاحة. وتجدر الإشارة بأنني قدمت ملخصات لهذا المشروع في بعض القنوات الفضائية ونشرته في بعض الج ا رئد ووضعته علي موقعي علي كنانة أونلاين، ووضعت نسخة منه في بنك الأفكار والمعلومات لمجلس الوز ا رء منذ مارس 2011م ، كما قدمته لعدد من الجهات وكبار المسؤولين في الدولة  كمحاولة لوضعه في حيز دراسة جدواه ثم البدأ في التنفيذ.

إنني أقدم هذا المشروع نتيجة عملي التطوعي وخبرتي خلال سنوات طويلة في الجيولوجيا التطبيقية واستكشاف الخامات والمعادن بغرض التنمية لخدمة المجتمع المصري وتحسين المستوي الاقتصاد..إنني علي يقين أن هذا المشروع - إذا تم تنفيذه - سوف يصحح الخريطة السكانية لمصر ويستوعب عددا كبيرة من العمالة وسوف تتحول بعض المدن المتخصصة الجديدة إلي مدن مليونية، كما أنه سيساهم في تقوية الأمن القومي المصري. وكل ما أتمناه أن يأخذ متخذي القرار هذا المشروع مأخذ الجد وأن يتم دراسة جدواه – ولو جزءا جزءا – وأن يتم البدأ في تنفيذة لخدمة المجتمع المصري.

يشمل مشروع العصر لتنمية مصر ثلاثة مناطق رئيسة للبدء في تنميتها وهي شبه جزيرة سيناء، الصحراء الغربية والصحراء الشرقية وذلك بإقامة مراكز للاستثمار التعديني والصناعي علي بعض المحاور (الطرق الرئيسية) التي تقطع تلك المناطق الصحراوية، ويمكن أن تتحول تلك المراكز إلي مدن صناعية متخصصة تستوعب عددا كبيرا من السكان.

بالنسبة لسيناء فهي تحتوي علي العديد من الثروات الطبيعية من أهمها الرمال البيضاء والفحم والكبريت والحجر الجيري والفيروز وأحجار الزينة مثل الرخام والجرانيت وغيرها وكذلك البترول والغاز. وقد تم اقتراح إقامة مراكز للاستثمار التعديني والصناعي علي أربعة محاور للتنمية  في سيناء هي:

<!--محور المنطقة الساحلية الشمالية          2- محور طريق القنطرة شرق بئر جفجافة العريش

3- محور طريق الشط – نخل – طابا   4- محور طريق أبو زنيمة – أبو رديس – وادي فيران – نويبع – الطور

        بالإضافة إلي محاور التنمية الخاصة بالاستثمار التعديني والصناعي في سيناء التي ذكرتها فيما تقدم فإن مشروع العصر يشتمل علي مجالات أخري عديدة لتنمية تنمية شاملة لهذه المنطقة الاستراتيجية من أرض مصر(شكل 1). من المقترحات الهامة في هذا المشروع إقامة درعين للتنمية في سيناء، الدرع الأول يقع في شمال سيناء والثاني في شمال شرق سيناء يشتمل درع التنمية الشمالي علي :

<!--تطوير ميناء العريش والتوسع في أنشطة السياحة الشاطئية في الشريط الساحلي بمنطقة رفح – العريش.

<!--إقامة المجمع الصناعى المتكامل على بحيرة البردويل شمال سيناء لإنتاج ملح الطعام وكربونات الصوديوم والصودا الكاوية والزجاج والصابون. مصنع لإنتاج المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء التي يتركز جزء كبير منها بالقرب من ساحل العريش. توضح  البيانات الجيولوجية والتعدينية المتاحة أن هناك مصادر طبيعية يمكن استغلالهما علي هذا المحور: الأملاح  والمعادن الاقتصادية بالرمال السوداء  وخامات والجبس  والكبريت.

<!--استكمال مشروع ترعة السلام الزراعي بشمال سيناء وذلك لما للزراعة من أهمية بالغة في هذه المنطقة حيث تمثل التشبس بالأرض والاستماته في الدفاع عنها ضد أي معتدي، وبالإضافة إلي النشاط الزراعي يمكن إقامة أنشطة اسثمارية صناعية تعتمد علي المنتجات الزراعية وتنشيط  عمليات تصديرها.

<!--يمثل إقامة المنطقة الصناعية الحرية بشرق بور سعيد أهمية بالغة من الناحية الاستراتيجية والتجارية والصناعية حيث تمثل هذه المنطقة باقي الجزء الغربي لدرع التنمية بشمال سيناء.

          أما درع التنمية بشمال شرق سيناء فهو يشمل إقامة مدينة: مواد البناء وتشتمل هذه المدينة المقتلرحة علي حوالي 12 مصنعا ووحدات انتاجية تخدم أنشطة صناعة البناء وللتصدير، وقد تم اقتراح إقامى هذه المدينة بين جبل المغارة وجبل الحسنة، وبنمو هذه المدين يمكن أن تصل حتي العريش، ويمكن أن تتسع هذه المدينة ملايين المواطنين المصرين جميعا، وبذلك نكون قد أقمنا درعا تنمويا هاما في شمال شرق سيناء.

          يحتوي هذا المشروع أيضا علي إقامة مدينة السيليكون بمنطقة أبوزنيمة بجنوب سيناء، وتجدر الإشارة إلي هذه المنطقة تحتوي علي أنقي الرمال البيضاء التي يصنع منها مادة السيليكون التي يصنع منها اللشرائح الإلكترونية والخلايا الضوئية والتي تمثل قاعدة صناعة الإلكترونيات  في الحاضر والمستقبل. إذا ما تم اتنفيذ هذا المشروع نكون قد أنقذنا إحدي ثرواتنا الطبيعة من الهدر وزيادة القيمة المضافة حيث يصل طن الرمال البيضاء التي تصدرها مصر حوالي 20 دولار، ولو تم تصنيعها لزاد سعر الطن إلي آلاف الدولارات. كذلك يشتمل المشروع علي إقامة العديد من مراكز للإستثمار التعديني والصناعي علي محاور أخري بوسط وجنوب سيناء تشتمل علي إقامة مصانع لإتاج الأسمنت وكربونات الكالسيوم والزجاج وسبائك الفرومنجنيز وأحجار الزينة من الرخام والجرانيت.

  أما الصحراء الغربية فهي غنية بخامات الجبس والملح الصخري والحديد والفوسفات والكاولين والرمال البيضاء والأحجار الجيرية وخامات مواد البناء والينابيع الحارة والكاولين والشب والأشكال الطبيعية بالصحراء البيضاء في واحة الفرافرة، هذا بالإضافة إلي البترول والغاز. كذلك يوجد فيهابعض أحجار الزينة مثل الر خام والجرانيت

فقد تم إقتراح محور رئيسي  وهو محور طريق الواحات (شكل 4) الذي يمتد من الجيزة مارا بمدينة السادس من اكتوبر فالواحات البحرية ثم واحة الفرافرة ثم الواحات الداخلة والخارجة. كذلك يوجد محور فرعي وهو محور توشكي ومحور واحة سيوة. وقد اقترح إقامة مراكز للاستثمار التعديني والصناعي والسياحي وذلك حسب  نوعية المصادر الطبيعية المتاحة والمظاهر البيئية والسياحية.

ففي جنوب غرب مدينة السادس من أكتوبر يقترح إقامة مدينة متخخصة في صناعة وتجهيز خامات مواد البناء، حيث يوجد في هذه المنطقة كميات هائلة من الزلط والرمل والحجر الجيري والبازت والطفلة البنتونيتية بين منخفض الفيوم وبحيرة قارون وطريق الواحات الرئيسي.

نأتي إلي الواحات البحرية حيث يوجد بها كميات كبيرة من احتياطي خامات الحديد والتي يتم نقلها من الواحات البحرية إلي مصانع الحديد والصلب في حلوان، وهذا يمثل زيادة هائلة في تكلفة النقل بالإضافة إلي تكلفة التخلص من النفايات الناتجة عن هذه الصناعة والتي تمثل مشكلة بيئية كبيرة. يقترح مشروع العصر لتنمية مصر إقامة مدينة صناعية متكاملة بالمنطقة الصحراوية  في الواحات البحرية (شكل 4)  تختص في تصنيع الحديد والصلب والأسمنت والخرسانة سابقة التجهيز ومحاجر للحجر الجيري وانتاج كربونات الكالسيوم التي تمثل خامة صناعية هامة تستخدم كمادة مالئة أو مساعدة أو محسنة في العديد من الصناعات مثل صناعة الورق والمطاط والألبسة الجلدية ومواد التجميل.

أما واحة الفرافرة فهي تمثل  متحفا طبيعا حيث يوجد بها الصحراء البيضاء والتي تحتوي علي أشكال طبيعية بديعة ومتباينة الأحجام والمناظر. كذلك يوجد في واحة الفرافرة مساحات كبيرة من الأراضي التي تصلح للزراعة، لذلك فإن مشروع العصر يوصي بأن تكون واحة الفرافرة مزارا للسياحة الجيولوجية والاستشفاء بالإضافة إلي زيادة مساحة الأراضي الخضراء بها ولا سيما أن هناك إحتمالات كبيرة لوجود كميات من المياه الجوفية لاستصلاح العديد من الأفدنة وزراعتها بالمحاصيل المناسبة.

أما منطقة الواحات الداخلة والخارجة، فهي تعتبر منطقة جازبة للإستثمار السياحي حيث يوجد بها العديد من الآثار والمعابد الفرعونية والرومانية والقبطية  مثل معبد هيبس وجبانة البجوات ومعبد الغويطة وغيرها بالإضافة إلي وجود العديد من الينابيع الحارة والتي تصل للإستشفاء من الروماتيزم والأمراض الجلدية. بالإضافة إلي الأنشطة السياحية في منطقة الواحات الخارجة والداخلة يمكن إقامة مجمع للصناعات الفوسفاتية بمنطقة أبو طرطور حيث يوجد بها مليارات الأطنان من خام الفوسفات الذي يحتوي علي تركيزات عالية من العناصر الأرضية النادرة والتي تعتبر من العناصر الاستراتيجية. كذلك يمكن إقامة صناعات أخري مثل الزجاج والطوب الطفلي والرخام في منطقة الواحات الخارجة في  في المنطقة الصحراوية شرق الواحات الحارجة.

في جنوب الوادي (منطقة توشكي – بحيرة ناصر)  لا بد من إعادة تنشيط مشروع توشكي الزراعي وما يرتبط به من صناعات غذائية وثروة حيوانية ومن المهم من إعطائه دفعة قوية لكي يحقق ما تم صرفة من تكاليف تصل إلي مليارات الجنيهات. هذا بالَافة إلي إقامة مراكز للإستثمار التعديني والصناعي في المناطق التي تحتوي علي الصخور الجرانيتية والكاولين والطفلة بالفرب من هذا المحور الفرعي (توشكي- بحيرة ناصر.

أما في شمال الصحراء الغربية فبلإضافة إلي السياحة الشاطئية والنتجعات السياحية، فإنه يقترح إقامة منطقة حرة تجارية وصناعية بمرسي مطروح ، هذا بالإضافة إلي مناطق الاستثمار التعديني والصناعي والبترولي ومشتقاته الموجودة في شمال الصحراء الغربية.

أما الصحراء الشرقية  والتي تحتوي علي كميات هائلة من الرواسب المعدنية والخامات الاقتصادية مثل الذهب والكروم والإلمنيت والفوسفات والحديد والعناصر الأرضية النادرة والجبس والأحجار الجيرية النفية والرمال البيضاء والكاولين والكوارتز وخامات مواد البناء والرخام والأباستر وأحجار الزينة بالإضافة إلي العناصر الاستراتنيجية الأخري والبترول والغاز. فقد تم اقتراح أربعة محاور للتنمية  يقام عليها مراكز للاستثمار التعديني والصناعي وفيما يلي المحاور المقترحة:

<!--محور الكريمات/بني سويف – الزعفرانة             2- محور قنا – سفاجا

3- محور  قفط – القصير                                     4- محور إدفو - مرسي علم 

 سوف أضرب مثلا بمحور الكريمات/بني سويف- الزعفرانة والذي يربط بين النيل وخليج السويس. يوجد حول هذا المحور العديد من الحامات الطبيعية المحجلرية مثل: الأحجار الجيرية، الرخام، الألابستر، الطفلة، الزلط زبدائله وكميات هائلة من رمال الزجاج النقية. يوضح الشكل رقم  6 صورة فضائية لجزء من شمال الصحراء الشرقية  والمقترح إقامة محور للإستثمار التعديني والصناعي بها. وهذه عينة من المشروعات الاستثمارية التي يمكن إقامتها علي هذا المحور:

<!--مصانع للأسمنت

<!--مجاير لإنتاج الجير بأنواعه

<!--مصنع لإنتاج كربونات الكالسيوم المعجلة والنشيطة

<!--مصانع لتجهيز أحجار الزينة مثل الرخام والألابستر

<!--مصانع لتجهيز خامات مواد البناء مثل كسر الدولوميت، الزلط  والحجر الجيري   المناسب لأعمال البناء

<!--مصانع لرفع تركيز  الخامات لإعدادها للتصدير مثل رمل الزجاج والكاولين

<!--مركز لإعداد الفنيين في أعمال التحجير والتنجيم وإعداد أحجار الزينة ومساعدي الجيولوجيين

<!--مصانع لإنتاج مواد التغليف والتعبئة اللازمة لتعبئة وتجهيز المنتجات المتنوعة من الأنشطة المختلفة لإعدادها للتصدير أو النقل إلي السوق الداخلي

<!--إنشاء مركز بحثي وتطبيقي تقني لمحاولة توطين وتصنيع معدات المناجم والمحاجر بطريقة تدريجية

<!--إنشاء وحدات خدمات سكنية وصحية وتعليمية وترفيهية وغيرها تناسب الأنشطة المختلفة في كل مركز.


وسوف نتطرق هنا إلي محور للاستثمار التعديني والصناعي في حنوب الصعيد وهو محو إدفو – مرسي علم، ويمثل إحديلمحاور التنمية الهامة في جنوب مصر

المشروعات الاستثمارية التي يمكن إقامتها

مما سبق عرضه عن نوعية المصادر الطبيعية حول محور إدفو – مرسي علم، يتضح أنه يمكن إنشاء ثلاثة مراكز للتنمية بهذا المحور، ويفضل إقامة المركز الأول بالجزء الغربي من هذا المحور في منطقة  مناسبة شرق مدينة ادفو. ويمكن تلخيص المشروعات المقترحة في المركز الأول فيما يلي:

<!--مجمع للصناعات الفوسفاتية وحامض الفوسقوريك

تعتبر منطقة شرق ادفو من المناطق المناسبة لإنشاء مصنع لإنتاج حامض الفوسفوريك ومشتقاته اللازمة لأغراض صناعية كثيرة. وتجدر الإشارة إلي أنه يوجد رواسب هائلة من خامات الفوسفات بمنطقة السباعية  بوادي النيل والتي ليست بعيدة عن ادفو. وتجدر الإشارة إلي أن خامات الفوسفات هذه تنقل إلي مصانع أبو زعبل علي بعد حوالي 1000 كيلومتر، ناهيك عن ماتسببه من أضرار بيئية حولها.

<!-- مصنع للحديد والصلب

ويعتمد هذا المصنع علي حديد أسوان الذي تركت خاماته من عشرات السنين، رغم أنه كان المصدر الأساسي لمصانع الحديد والصلب في حلوان لعشرات السنين قبل اكتشاف خامات حديد الواحات البحرية.  ولذلك يجب دراسة جدوى هذا الخام الاقتصادية وإمكانية إقامة مصنع للحديد والصلب يعتمد علي هذا الخام.

أما المركز الثاني للتنمية المقترح علي هذا المحور فيمكن إنشائه علي بعد 50كم من مدينة مرسي علم ويمكن أن يكون هذا الموقع من المراكز الاستثمارية الهامة، حيث يمكن أن يشتمل علي:

<!--مصانع ووحدات لاستخلاص وإنتاج العناصر الإستراتيجية  مثل الكروميوم  والتانتالوم والنيوبيوم والزمرد والرصاص والزنك.

<!--مصانع ووحدات لإنتاج المعادن المالئة مثل التلك والأسبستوس  والماجنيزيت. كذلك يمكن إنشاء وحدات لإنتاج الفرمكيوليت والأوكر ( أكاسيد الحديد)

<!--مصانع لإنتاج أحجار الزينة مثل صخور السر بنتين وصخور الديوريت وصخور الجرانيت والكوارتزيت. كذلك يمكن إنتاج صخور أخري للزينة مثل الرخام في جبل الرخام  والحسينات وغيرها.

       أما المركز الثالث يقترح إنشائه في منطقة مدينة مرسي علم، ويفضل أن يسمي هذا المركز بمدينة الذهب، ويمكن أن يشتمل علي الأنشطة الآتية:

(1) مدينة الذهب واللأحجار الكريمة، حيث يوجد العديد من خامات الذهب والزمرد بالقب من هذه المنطقة

(2) مركز لبحوث التنمية والتطوير والتحاليل

(2) مركز لإعداد الفنيين في أعمال الحفر والمناجم ومساعدي الجيولوجيين مصنع لإنتاج مواد التغليف والتعبئة اللازمة لتعبئة وتجهيز المنتجات المتنوعة من الأنشطة المختلفة لإعدادها للتصدير أو النقل إلي السوق الداخلي

وتجدر الإشارة إلي أنه من الأهمية بمكان إنشاء وحدة لبحوث التنمية بكل مركز من هذه المراكز، يكون غرضها البحوث التطويرية لكل ما يتعلق بهذا المركز سواء بالمصادر الطبيعية القريبة منه، أو بتطوير الإنتاج وتوطين صناعة المعدات والتكنولوجيا اللازمة لأنشطة تلك المراكز.

 فوائد المشروع

1- إقامة العديد من مـراكز  التنمية الصناعية الجديدة

سوف يتيح هذا المشروع إنشاء العديد من المراكز الصناعية التي سوف تتحول تدريجيا إلي مدن صناعية ترتبط أنشطتها بنوعية الخامات التعدينية وأنواع الصخور حول تلك المحاور. وتجدر الإشارة إلي القول بأن هناك العديد من المستثمرين الذين يرغبون في إقامة مشروعات استثمارية في مصر، ولكن لا يعرفون أي مجالات يمكن الاستثمارفيها، وهذا المشروع سوف يفتح العديد من المجالات الاستثمارية التي سوف تجذب هؤلاء المستثمرين. فمثلا يمكن أن يقام بمنطقة محور الكريمات/بني سويف-الزعفرانة عدد من المراكز الصناعية تندرج أنشطتها في صناعات للأسمنت، مجاير لإنتاج الجير بأنواعه، مصانع لتجهيز أحجار الزينة مثل الرخام والألابستر، مصانع لتجهيز خامات مواد البناء مثل كسر الدولوميت، الزلط  والحجر الجيري المناسب لأعمال البناء ومصانع لزيادة تركيز الخامات لإعدادها للتصدير مثل رمل الزجاج والكاولين.

كما يمكن إقامة مصنع لإنتاج كربونات الكالسيوم المعجلة والنشيطة والتي لها استخدامات صناعية واسعة (Precipitated Calcium Carbonate) وكربونات الكالسـيوم النشطة (Activated Calcium Carbonate).

2- تعمير جزءا كبيرا من الأراضي الصحراوية المصرية

 إن هذا المشروع سوف يسهم بحق في تعمير جزء كبير من الصحراء المصرية حيث تبلغ مساحة هذه المناطق (سيناء، الصحراء الغربية والصحراء الشرقية) إلي حوالي 95% من مساحة مصر. كذلك لن يتم صرف اعتمادات مالية كبيرة علي البني التحتية حيث أن معظم تلك المحاور عليها طرق جيدة، وبعضها يشتمل علي خطوط قوي كهربائية ومياه. هذا بالإضافة إلي أنه سوف يحدث نشاطا هائلا في محافظات الصعيد والبحر الأحمر ويساعد علي تصحيح التوزيع السكاني في مصر حيث تنوع  الأنشطة حول تلك المحاور سوف يساعد علي تخفيف الضغط السكاني علي بعض المحافظات المكتظة بالسكان مثل القاهرة والإسكندرية وبعض مناطق الدلتا والصعيد.

<!--المساهمة في حل مشكلة البطالة في مصر

إن هذا المشروع العملاق وبما يشتمل عليه من أنشطة صناعية متعددة سوف يساهم بقدر كبير حل مشكلة البطالة في مصر حيث سيساهم في خلق فرص عمل عديدة ومتنوعة كما أن الاستثمار الوافد سوف يساعد علي إدخال تقنيات حديثة ومتقدمة وفرص تدريبية جيدة تساهم في رفع المستوي الفني للعمالة المصرية.

4- زيادة معدلات النمو الاقتصادي

مما لاشك فيه أن هذا المشروع سوف يفتح مجالات استثمارية هائلة للصناعات المرتبطة بالخامات الطبيعية من معادن وصخور وغيرها، وسوف يفتح مجالات جديدة ومتنوعة للتصدير، وسوف يساهم ذلك في تنشيط الاقتصاد المصري والمساهمة في رفع معدلات النمو الاقتصادي مما يساعد في رفع مستوي معيشة المجتمع المصري

<!--تنقية البيئة المصرية من التلوث

إن فتح مراكز ومجالات صناعية جديدة خارج المناطق المكتظة بالسكان سوف يساهم في خفض معدلات التلوث في المدن الكبرى مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية وغيره من المدن الكبرى، حيث أنه سوف يتم نقل بعض من الأنشطة الصناعية في تلك المدن إلي محاور التنمية الجديدة في الصحراء الشرقية. فمثلا يمكن إنشاء مصانع للأسمدة وصناعات حامض الفوسفوريك بالقرب من مصادر الفوسفات علي تلك المحاور، بدلا من نقلها آلاف الكيلومترات وتصنيعها وسط التجمعات السكانية. وكذلك مصانع تجهيز وإعداد الرخام والجرانيت يمكن نقلها إلي تلك المحاور حيث ستكون قريبة من مصادرها بالإضافة إلي تقليل معدلات التلوث

التي فاقت كل المعدلات العالمية وخاصة في مدن مصر الكبرى.

6- أهمية المشروع للأمن القومي المصري

          يمثل هذا المشروع أهمية بالغة للأمن القومي حيث أن تعمير هذا الجزء الشاسع من الصحاري المصرية سيجعلها مأهولة أكثر بالسكان والأنشطة المتنوعة، ولذا سوف تكون عائقا لأي تسلل أو عدوان خارجي علي أرض مصر وخاصة من الناحية الشرقية. كذلك يعتبر هذا المشروع ملاذا ومأوي آمنا للعديد من السكان من مناطق الدلتا التي يحتمل أن تتعرض للإغراق نتيجة ارتفاع في مستوي سطح البحر الأبيض المتوسط بسبب في ذوبان  كميات كبيرة من الجليد في المناطق القطبية من كوكب الأرض نتيجة لزيادة حرارة كوكب الأرض.

          وتجدر الإشارة إلي أن هذا الكتاب قد بدـأت  في إعداده منذ عام 2007 راجيا خيرا لمصر وشعبها الطيب الكريم، وإنني أرحب بإضافة أي مقترح أو رأيا مفيدا يمثل إضافة لما ورد في هذا الكتاب، ولكنني أعتقد بما لدي من خبره أكثر من خمسين عاما في هذا المجال، ومن حب لهذا البلد الأمين، أن مشروع العصر لتنمية مصر يمثل هدفا استراتيجيا يمكنه أن يعالج الكثير من المشاكل التي تعاني منها مصر ويدفعها نحو النمو بخطي وثابة.

طريقة التنـفيـذ

     بالنسبة لمشروع العصر لتنمية مصر، وفيما يخص الاستثمار التعديني والصناعي وإقامة مراكز علي محاور التنمية المقترحة في شبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية يمكن أن تكون آلية التنفيذ كما يلي:

1- موافقة مبدأية من الدولة علي إجراء دراسة جدوي لهــذا المشـــــــروع  وتحدد هذه الدراسة جدواه وترتيب أولويات التنفيذ لمحاور التنمية المقترحة.

2- تحدد المحاور التي تم اعتماد جدواها وتحديد مواقع لمراكز الاستثمــــار التعديني والصناعي الممكن إقامتها حسب نوعية المصادر الطبيعية القريبة

3- يتم عمل رسم تخطيطي لتلك المراكز وتحديدها مساحيا ورسم مخطط تفصيلي لمكوناتها من حيث مواقع النشاط الصناعي ونوعيته والخدمات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية وشبكة الطرق والحدائق وغيرها.

4- تطرح مناقصة بين الشركات لكي تقوم شركة أو مجموعة من الشركات المتخصصة بإقامة الخدمات والمرافق المطلوبة للمركز علي نفقتها وتشكل من بينها شركة تتولي إدارة هذه المرافق والخدمات وتحصيل رسوم عن تلك المرافق من المستثمرين الذين يقيمون مشروعات بالمركز علي أن يحدد ذلك مع الجهات الحكومية المسئولة بالدولة بحيث لا تغالي شركة الإدارة في قيمة هذه الخدمات مع قيام شركة الإدارة بدفع الضرائب للدولة.

5- يمكن أن يتم ذلك بنظام البوت والذي بمقتضاه  أن تتولي شركة معينة تلك المسئولية لمدة محددة تصبح تلك المرافق بعدها ملكا للدولة، علي أن تكون الأراضي بنظام حق الانتفاع فقط بالنسبة للأجانب.

6- يتم طرح المناطق التي سيقام بها الأنشطة الاسثمارية في المجالات التعدينية والصناعات  المرتبطة بها  والخدمية في مناقصة عامة أو محدودة حسب القوانين المنظمة مع إعطاء حوافز استثمارية مشجعة للمسنثمرين وتقليص مدة الإجراءات.

7-لا يتم تمليك الأراض لأي مستثمر أجنبي ولكنه يفضل أن يأخ الأراضي التي سوف يقام عليها المشروع  بطريقة حق الانتفاع لفترة محددة حسب النواحي القانونية في هذا الشأن مع مراعات مصلحة الوطن دون غبن علي المستثمرين. 

مرفق فيديو:

https://www.facebook.com/abdelaty.salman

absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

ساحة النقاش

دكتور: عبدالعاطي بدر سالمان

absalman
Nuclear Education Geology & Development »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,444,860