مشروع العصر لتنمية مصر
تنمية سيناء أولا
أننا أمام ثلاثية صعبة تتمثل في أن مصر بلد معظم أراضيه صحراء نادرة المياه، تعداد سكاني كبير موزع في مساحة ضيقة وموارد اقتصادية محدودة. لذا كان من المهم إعمال العقل والتفكير فيما هو متاح للمساهمة في دفع عجلة التنمية ورفع المستوي العام لأبناء هذا الشعب المعطاء الصابر الكريم. وأول ما يلفت النظر، تلك المساحات الشاسعـة من أرض مصر الصحراوية غربا وشرقا وشبه جزيرة سيناء، وما تحتويه تلك الصحاري من ثروات طبيعة متنوعة لو أحسن التخطيط لاستغلالها لتحولت مصر إلي بلد ثري وارتفع مستوي الدخل ليضمن للإنسان المصري أن يتبوأ المكانة التي يستحقها في عالمنا المعاصر.
شكل : الغلاف المبدئي للكتاب، مطلوب دار لنشره وراعي للنشر من جهة أو شركة مصرية وطنية يهمها الأمر
هنا يأتي دور الجيولوجيا وعلاقتها بالتنمية، وهو دور ممكن أن يكون فاعلا ومؤثرا، ولابد أن يكون هناك استغلالا لما هو موجود ومتاح من بنية تحتية مثل شبكة الطرق التي تقطع صحارينا، وقربها من خطوط القوي وبعض مصادر المياه المتاحة ونوعية المصادر الطبيعية القريبة من مواقع تلك البني التحتية. هذه أهم نقطة يجب أن تؤخذ في الاعتبار كي نضع خطة لتنمية تلك المناطق الصحراوية وجعلها مناطق جذب لإعادة توزيع الخريطة السكانية ودفع عجلة التنمية وزيادة الثروة وبقدر معقول من التمويل دون أن نكون مضطرين لإنشاء بنية تحتية جديدة كاملة.
لا أظن أن مصريا لا يعرف أهمية سيناء، فهي تمثل بقعة غالية وهامة من أرض مصر وتعتبر درعها الواقي ضد مؤمرات الغزاة والطامعين من الناحية الشرقية. يوجد في سيناء العديد من الثروات الطبيعية التي لو أحسن استغلالها وتنميتها لأصبحت مصدرا هاما للدخل القومي وسببا في رفاهية شعب مصر الصابر العظيم. ومن هنا يأتي دور الجيولوجيا والجيولوجيين في خدمة المجتمع المصري علي وجه العموم وسيناء علي وجه الخصوص لما لها من أهمية استراتيجية. أضف إلي تلك الثروات فإن سيناء بها مقومات عديدة تساعد علي نجاح المشروعات التنموية ففيها الطاقة وفيها الطرق وفيها المياه اللازمة، ومن هنا جاءت فكرتي أو مقترحي: مشروع العصر لتنمية مصر والذي أقوم بإعداده منذ أوائل عام 2007م.
يعتمد مشروع العصر لتنمية مصر في جزئه الأول وهو الخاص بتنمية سيناء علي الاستنفادة من البنية التحتية لبعض طرق سيناء الرئيسية لإقامة مراكز متخصصة للاستثمار التعديني والصناعي تعتمد علي أنواع المصادر الطبيعية من خامات وبترول أو غاز والقريبة من محاور التنمية المقترحة. تلك المراكز الاستثمارية المتخصصة يمكن أن تتحول في المستقبل إلي مدن صناعية كبيرة متخصصة تستوعب ملايين العاملين من أهل سيناء أو من سكان مصر من الأماكن المكتظة بالسكان، أي إقامة مدن مليونية وخاصة في شمال وشرق سيناء حيث تمثل دراعا بشريا واقيا من أي محاولة للإخلال بالأمن القومي أو مهاجمة سيناء من قبل الكيان الصهيوني الذي تعود علي الغدر خلال عقود مضت. كذلك يعتبر هذا المشروع نوعا من التخطيط المستقبلي المهم والذي إذا ما تم تنفيذه سوف يغير وجه سيناء وينقل مصر نقلة اقتصادية واجتماعية تبشر بالخير الكثير.
يشتمل هذا الكتيب عن وصف لهذا المشروع التنموي الكبير، بداية من المقدمة التاريخية التي تظهر مدي أهمية سيناء من الناحية الاستراتيجية علي مر العصور، كما يحتوي علي وصف لمشروعات التنمية السابقة التي بدأ تنفيذها في سيناء ولكنها لم تستكمل حتي تأتي ثمارها. يشتمل أيضا علي وصف لمقومات التنمية في سيناء من حيث البنية التحتية والموقع الجغرافي ومصادر الطاقة والمياه. اشتمل أيضا علي أنواع المصادر الطبيعية من معادن وخامات محجرية وبترول وغاز. أما الجزء الأخير فيشتمل علي وصف تفصيلي لمشروع العصر لتنمية مصر الخاص بسيناء وبه تحديدا لمحاور التنمية ومواقع مراكز الاستثمار التعديني والصناعي والمدن المليونية المقترحة ونوعية الخامات القريبة من كل مركز ونوع الصناعات المقترح إقامتها. يحتوي هذا الجزء أيضا علي بعض الأفكار والمقترحات الخاصة بالتنمية الشاملة لسيناء في مجالات أخري مثل الاستثمار الزراعي والسياحي بأنواعه المختلفة وإقامة المدن الحرة التجارية والصناعية بمنطقة قناة السويس. كذلك اشتمل هذا الجزء علي أهمية هذا المشروع وفوئده للمجتمع المصري وأهميته للأمن القومي المصري، كما تم وضع آلية واضحة المعالم لتنفيذ المشروع. وتجدر الإشارة إلي أن هذا المشروع قابل للإضافة والتحسين من كل ذي فكر بناء يتمني الخير لمصر وشعبها الصابر العظيم.
دكتور جيولوجي: عبدالعاطي سالمان
رئيس هيئة المواد النووية الأسبق
27 سبتمبر 2011
ساحة النقاش