الأمل والعمل والمستقبل:الإعلام والتنمية (2)
دكتور جيولوجي عبدالعاطي بدر سالمان
رئيس هيئة المواد النووية الأسبق
http://kenanaonline.com/absalman
انعقد مؤتمر لتنمية الصحاري المصرية يومي الخامس والسادس من يونيو 2011 بمقر المساحة الجيولوجية المصرية، وقد نظم هذا المؤتمر جمعية مصر الخالدة للعلوم، وهي جمعية حديثة العهد ولكن المهم هو ما تصبو إليه من أغراض نبيلة وأهمها التنمية. وما أحوج مصر في هذه الآونة إلي أن تتضافر جهود أبنائها المخلصين في التخطيط لمستقبل أفضل لتحقيق الأمل في مستقبل أكثر إشراقا لشعب مصر الصابر الكريم وللأجيال القادمة وهذا لن يتأت إلا بالعمل الجاد والدقيق، لذلك تعتبر معادلة: الأمل – العمل – المستقبل هي من أهم المعادلات التي يجب أن يهتم بها الجميع.
لقد عرض خلال هذا المؤتمر العديد من الأبحاث التي اشتملت علي عدد كبير من الأفكار لمشروعات والتي إن أخذت مأخذ الجد لغيرت وجه مصر وجعلها في مصاف الدول المتقدمة. المهم من يأخذ القرار ومن يوصل له محتوي المعلومة ومن يقوم بدراسة جدوى تلك الأفكار والمشروعات لأن ذلك هو مفتاح القرار، فكثيرا ما عرض مشروعات لها بريق ظاهري كبريق الماس ولكن للأسف ليس هناك مقومات لنجاح هذه المشروعات لأنها افتقرت إلي الأساس العلمي والتقني وكان كل ما يهمها هو البريق السياسي.
لقد تلاحظ خلال فترة طويلة مضت أن الإعلام له دور كبير في الترويج لتلك المشروعات سواء من له مقومات النجاح أو ما يفتقر لتلك المقومات. كذلك لوحظ أن الإعلام وخاصة المرئي لا يغطي الكثير من تلك الأفكار والمشروعات المقترحة، لذتك فإنني أقترح علي السيد رئيس الوزراء أن تخصص إحدى قنوات التليفزيون المصري لمناقشة الأفكار والمشروعات التنموية والعلمية وأن يتم إعطاء الضيوف مساحة من الوقت لعرض أفكارهم ومشروعاتهم وأن يكون هناك ساحة نقاش مجتمعية حني تنتشر ثقافة التنمية والعلوم بين أبناء هذا الوطن.
أما عن فكرة مشروع التنمية : مشروع العصر لتنمية مصر فهي تمثل نوعا من التخطيط المستقبلي للتنمية في مصر, ويمكن أن يتم أخذ مركز أو مركزين من مراكز الاستثمار التعديني والصناعي المقترحة في سيناء كتجربة، يتم دراسة مقومات التنمية فيها والخامات المحيطة والنواحي البيئية والمخاطر الطبيعية والجيولوجيا الهندسية للموقع، أعني أن يتم دراسة جدوى متكاملة علي أسس علمية دولية متعارف عليها وأقترح مركزين الأول في منطقة بحيرة لبردويل (S.1.1) عبارة عن مجمع صناعي متكامل لإنتاج ملح الطعام وكربونات الصوديوم والصودا الكاوية والزجاج والصابون وغيرها من الصناعات ذات الصلة. أما مركز التنمية الثاني المقترح فإنه يقع بمنطقة جبل المغارة (S.2.1) والتي تمثل إحدي مكامن الثروات الطبيعية الهامة في سيناء حيث تشتمل علي مصدرا هاما لخامات الفحم، كما يوجد بها أيضا خامات الرمال البيضاء التي تصلح لصناعة الزجاج والكريستال واللدائن الإلكترونية. يوجد بها مصادر للرخام قريبة من هذا المحور بالإضافة إلي الحجر الجيري في جبل لبني وجبل الحلال وريسان عنيزة المنشرح وغرب جبل لبني والمغارة والجفجافة ،ويوجد كذلك خامات مواد البناء مثل الزلط والرمل بالإضافة إلي خامات الطفلة. يقترح أن يشتمل مركز جبل المغارة للاستثمار علي مصانع ووحدات لتجهيز الرخام وأحجار البناء والزجاج والطوب ألطفلي وصناعة كربونات الكالسيوم وغير ذلك من الصناعات التي يمكن أن تقوم علي تلك الأنواع العديدة من الثروات الطبيعية. ولنا بقية إن شاء الله.
lصورة فضائية يظهر عليها مركز بحيرة البردويل S.1.1 للاستثمار التعديني والصناعي
صورة فضائية يظهر عليها مركز جبل المغارة S.2.1 للاستثمار التعديني والصناعي
ساحة النقاش