عنوان الكتاب: الصراع علي المياه في المنطقة العربية: مشر وع قناة البحرين-المخاطر الطبيعية والآثار البيئية
عبد العاطي بدر سالمان
هذا الكتاب: يناقش هذا الكتاب الأبعاد المتعلقة بمشروع قناة البحرين المزمع تنفيذها لتصل بين البحر الأحمر والبحر الميت، والبحر المتوسط والبحر الميت بغرض ظاهري وهو إنقاذ البحر الميت من الاندثار بالإضافة إلي إنتاج الطاقة الكهربية باستغلال الفرق في منسوب الارتفاع بين سطح البحر الميت الذي يصل إلي حوالي 400 مترا تحت مستوي سطح البحر وطبوغرافية المنطقة المجاورة. هذا بالإضافة إلي إنتاج المياه العذبة بعد تحلية المياه المالحة المتاحة. كما يوضح هذا الكتاب أيضا بعض الأغراض الخفية والمشبوهة لهذا المشروع.
يشتمل هذا الكتاب علي عدة فصول يحتوي الفصل الأول علي المقدمة، والثاني علي وصف المشروع. أما الفصل الثالث فإنه يعالج الظواهر الجيولوجية والتركيبية بمنطقة المشروع. أما الفصل الرابع فيشتمل علي المخاطر المتوقع أن تنجم عن تنفيذ المشروع سواء المخاطر الطبيعية مثل الزلازل، أو التأثيرات السلبية علي البيئة المحيطة بمنطقة المشروع. يناقش الفصل الخامس تأثيرات المشروع المتوقعة علي دول الجوار وخاصة مصر، الأردن، فلسطين، وإسرائيل. ويتحدث الفصل السادس عن مشكلة المياه في دول الشرق الأوسط والوضع المائي في كل منها والدور الذي تلعبه إسرائيل في إشعال الصراع علي المياه بين بعض دول المنطقة ومحاولاتها للسيطرة علي مصادر المياه في فلسطين المحتلة وهضبة الجولان. أما الفصل السابع والأخير فيشتمل علي الخلاصة والتوصيات.
ويهدف هذا الكتاب إلي تعريف القارئ العربي وبخاصة الشباب بالخلفية التاريخية التي ترتبط بهذا المشروع وكيف أن الصهاينة يخططون له منذ أمد بعيد، وأنه يرتبط بالسياسة العالمية التي تخطط لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط وتحويله إلي شرق أوسط جديد يتماشي مع الأهداف والتخطيط الاستراتيجي للصهيونية العالمية والمؤيدة بالعديد من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية والتي تتضح في سياستها تجاه مشكلة الشرق الأوسط من ازدواجية المعاير، والوقوف إلي جانب الدولة الصهيونية في شتي المحافل الدولية.
أما عن السلام – المزعوم – بين العرب والصهاينة، والذي يقال أن هذا المشروع سيدعمه، فهذا حلم صعب المنال، والتاريخ يشهد علي ذلك، فمنذ أن حدثت النكبة عام 1948م وتم زرع هذه البؤرة السرطانية في قلب العالم العربي – والمؤيدة علي طول الخط من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية – فإنها تزداد ضراوة وشراسة وقوة، وتتوسع شيئا فشيئا، وبشتي الطرق، حتي التهمت معظم أراضي الدولة الفلسطينية، وحولت فلسطين إلي مجموعة من السجون المتفرقة. لذلك، فإننا كعرب ومسلمين مطالبون بإعادة حساباتنا، وأن نتدارس أبعاد مثل هذه المشروعات بنوع من الحرفية والعلم، وأن نتيقن بأهمية العلم حيث أنه أساسا لأي تقدم وتنمية وازدهار في شتي الدول.
فبالعلم تكثر الاختراعات ، وبه يزدهر الاقتصاد، ويخلق ساسة متميزين وتقوي الجيوش. ليس معني هذا، أن الدول العربية والإسلامية لا يوجد عندها علم ولا علماء، ولكن المطلوب هو المزيد من الاهتمام ووضع الخطط الطموحة والدقيقة وتحديد الأهداف بدقة للتقدم في شتي المجالات العلمية والتقنية. بهذا، نكون – نحن العرب والمسلمون - قد أجهضنا المخطط الصهيوني لاغتصاب المزيد من الأرض تحت مسمي مشروعات مشكوك في أهدافها مثل مشروع "قناة البحرين" المشبوه.
ساحة النقاش