السواحل المصرية تواجه مئات المليارات المكعبة من المياه الزائدة للبحر المتوسط خلال هذا القرن
<!-- dynamic display block slideshow --><!-- slider content -->تصوير رويترز
<!-- container-inner--><!--container--><!-- template -->تناولت الحلقات السابقة المخاطر اليقينية على السواحل المصرية حال ارتفاع سطح البحر عن متر واحد، ووضع الدلتا التى لم يقتصر تدهور الأمر فى أراضيها على انعدام حمولة نهر النيل من الطمى اللازم لتجديد شبابه، أو هجرة الكثبان الشاطئية الحالية للجنوب بفعل الرياح، أو عمليات النحر البحرى،
وإنما تعداه إلى عمليات التجريف البشرية للكثبان والتلال الرملية الموجودة على شواطئ الدلتا، والتجفيف المنظم للبحيرات الشمالية لمصر، والنتيجة هى تعرض مساحات واسعة من محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط وبورسعيد للاجتياح البحرى المباشر، أو غمر أراض واسعة من هذه المحافظات بالمياه تحت السطحية، إلى جانب مخاطر عزل مدن وقرى مصرية كثيرة بالمياه من كل جانب، وفقدان منشآت سياحية وخدمية وصناعية مهمة تقع فى المناطق المهددة بالغرق.
واليوم تواصل «المصرى اليوم» نشر الدراسة العلمية الخطيرة، وتوضح مناطق الضعف فى السواحل الشمالية، والثغرات التى يقل مستواها عن سطح البحر، ومن خلالها يمكن للمياه المتوسطية أن تغزو الأراضى الشمالية لمصر عبر جيوب واسعة تتخلل الكثبان الرملية على شواطئ البحر المتوسط وقناة السويس.
مصادر التهديد فى الدلتا
قبل أن ندلف إلى الثغرات التى تتخلل سواحل الدلتا والتى تشكل مصدرا للتهديد فإننا نود الإشارة إلى أن المخاطر الناشئة عن ارتفاع منسوب البحر الأبيض المتوسط لا تتمثل فقط فى مقدار الارتفاع، وإنما أيضا فى كمية المياه الزائدة الناشئة عن هذا الارتفاع. فارتفاع قدره متر خلال هذا القرن يعنى زيادة فى كمية المياه بالبحر الأبيض المتوسط قدرها 2.5 تريليون متر مكعب من المياه .
هذه الكمية الزائدة سوف يتم تصريفها فى الأراضى المنخفضة الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط التى يقل ارتفاعها عن متر فوق منسوب سطح البحر. والدلتات هى أكثر الأراضى انخفاضا على السواحل. والدلتا المصرية وإن كانت تمثل نحو 25% من مساحات المناطق المنخفضة فى حوض البحر الأبيض المتوسط إلا أنها تعد الأخطر تهديدا ليس فى حوض البحر المتوسط فحسب وإنما بين دلتات العالم، لكثافتها السكانية العالية وكثافة أنشطتها الزراعية.
وحيث إن الشريط الساحلى الشمالى للصحراء الغربية وصحراء سيناء أكثر ارتفاعا وأقل تهديدا، فإن معنى ذلك أن سواحل الدلتا المصرية سوف تواجه مئات المليارات المكعبة من المياه الزائدة خلال هذا القرن، وأن كل هذه المياه سوف تنفذ من خلال أى ثغرة منخفضة (يقل منسوبها عن متر فوق منسوب سطح البحر) تتخلل الأحزمة الرملية أو الجسور الصناعية المحيطة بساحل الدلتا أو فى خليج أبوقير. هذا بافتراض أن جميع الدول المطلة على سواحل البحر الأبيض من غير مصر لن تتخذ أى إجراءات لحماية سواحلها.
وكلما زادت إجراءات الحماية التى تتخذها هذه الدول لحماية سواحلها زاد ذلك من عبء ساحل الدلتا المصرية لاستقبال المزيد من مياه البحر.
كذلك فإن زيادة فى منسوب سطح البحر العالمى بمقدار متر لا تعنى أن المياه المندفعة من البحر إلى الثغرات المنخفضة التى تتخلل الشواطئ والأحزمة الرملية لن يتجاوز ارتفاعها مترا واحدا عن المنسوب الحالى للبحر، فهذا صحيح فقط فى حالة الثغرات والشواطئ التى يرتفع منسوبها عن منسوب سطح البحر الحالى (أكثر من صفر). أما الثغرات والشواطئ التى يقل منسوبها عن منسوب سطح البحر (أقل من صفر) فسوف يكون طول عمود الماء الذى يغطيها مساويا للفرق بين منسوب سطح البحر الجديد والمنسوب الأصلى للثغرة أو الشاطئ. لذا فإن السهول المجتاحة سوف يغطيها الماء بعمق يختلف بإختلاف المواقع من أقل من متر إلى أكثر من 8.0 متر. وكلما زاد انخفاض منسوب الشاطئ أو الثغرة فى موقع ما زادت كمية المياه المندفعة نحوها، وكلما زادت كمية المياه المندفعة على نفس الموقع زاد ارتفاع عمود المياه المندفعة خلاله بقدر انخفاض منسوب سطح الأرض فى هذا الموقع عن منسوب سطح البحر.
وفيما يلى أهم الثغرات الساحلية التى تعد مصدرا أساسيا لتهديد الدلتا:
الجزء الشمالى الغربى من الدلتا (غرب فرع رشيد):
1- ساحل خليج أبوقير الجنوبى الممتد فيما بين مدينة أبوقير وقرية المعدية هو مصدر التهديد الرئيسى للسهول المنخفضة فى شمال غرب الدلتا (غرب فرع رشيد) الممتدة جنوب الخليج حتى الظهير الصحراوى فيما بين نهر النيل– دمنهور شرقا والإسكندرية غربا، لأسباب طبوغرافية وجيولوجية وتاريخية. فالحزام الرملى الفاصل بين الخليج والسهول الجنوبية متهالك تماما، والكثبان الرملية نادرة ومتناثرة على طول خط الشاطئ ولا يتجاوز منسوبها 2.0 متر باستثناء أربع أو خمس نقاط متباعدة يتجاوز ارتفاعها 3.0 أمتار فوق منسوب سطح البحر، بينما جنوب خط الشاطئ تكاد الكثبان الرملية أن تكون معدومة بسبب عمليات الإزالة البشرية لأغراض البناء أو الزراعة.
والشريط الساحلى المستغل الذى يمتد شمال طريق أبوقير- المعدية ويفصل البحر عن السهول المنخفضة الواقعة جنوبه تبلغ مساحته نحو 6.1 كم2، وهو منخفض المنسوب وتنتشر فيه الثغرات المنخفضة على منسوب سطح البحر (حتى- 4.0 أمتار تحت منسوب سطح البحر) بنسبة 66.4% من مساحته، مما يهدد باجتياح مياه الخليج لأغلبية هذا الشريط الساحلى حال ارتفاع منسوب سطح البحر بأى مقدار يزيد عن المنسوب الحالى. أما فى حالة ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار أقصاه متر فإن نحو 83% من مساحة هذا الشريط الساحلى سيتم اجتياحها ومنها إلى السهول المنخفضة جنوب الخليج والممتدة حتى الظهير الصحراوى.
2- الجسر الشمالى لترعة المحمودية والتلال المحيطة بها فيما بين بركة غطاس ومدخل الإسكندرية الزراعى (مدخل آبيس) هو مصدر معاون لخليج أبوقير فى تهديد كل السهول الجنوبية الممتدة فى محافظة البحيرة من ترعة المحمودية شمالا إلى الظهير الصحراوى جنوبا. فالجسر خلال هذه المسافة تتخلله ثغرات واسعة سوف تعمل كممرات بحرية معاونة على اندفاع مياه خليج أبوقير من السهول الشمالية (شمال ترعة المحمودية) إلى السهول الجنوبية (جنوب ترعة المحمودية)، ولقد تم تسجيل 12 ثغرة تتخلل الشريط الأرضى الممتد على طول ترعة المحمودية فيما بين أبو حمص شرقا ومدخل آبيس بالإسكندرية غربا، تتراوح أقطارها من 200 متر إلى 3000 متر حال ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار أقصاه متر. وأخطر هذه الثغرات يقع بين بركة غطاس شرقا والكاريون غربا بقطر 2500 متر، وبين البيضا والخضرة بقطر 3000 متر، وعند الطريق الدائرى والكوبرى العلوى بقطر 800 متر.
3-ساحل خليج أبوقير الشرقى الممتد من اللبانى جنوبا إلى طابية العبد (جنوب برج مغيزل) شمالا هو مصدر التهديد الرئيس لأراضى السهل المثلثى (سهل رشيد) الممتد شرق الخليج فيما بين اللبانى جنوبا ورشيد شرقا ومصب رشيد شمالا، نظرا لرقة الحزام الرملى الممتد بطول الساحل، وانخفاض منسوبه العام أقل من متر فوق منسوب سطح البحر بنسبة 50% من مساحته الإجمالية، وانتشار الثغرات المتسعة التى لا يتجاوز منسوبها الصفر خاصة فى الجزء الجنوبى من الحزام الممتد بين طابية الجزاير وطابية الكلايم. الأمر الذى يهدد باجتياح أو غمر نحو 67.5% إلى 86 % من مساحة السهل حال ارتفاع منسوب سطح البحر بأى مقدار يزيد على منسوب سطح البحر الحالى بحد أقصى متر.
4- الشريط الساحلى الجيرى الممتد بين الورديان والدخيلة على طول خليج المكس بالإسكندرية (خاصة الجزء الواقع من هذا الشريط بين الورديان والمكس) كمصدر ثان لتهديد المناطق المنخفضة الجافة (أو المجففة) والرطبة الممتدة جنوب الإسكندرية من مطار النزهة شرقا إلى العجمى غربا، كذلك الامتداد الغربى لبحيرة مريوط حتى الحمام، بالإضافة إلى السهول الزراعية المنخفضة الممتدة جنوب ترعة المحمودية حتى الظهير الصحراوى فيما بين الإسكندرية غربا، ومركز دمنهور شرقا حال ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار متر. حيث يتخلل هذا الشريط الساحلى منخفضات بنسبة 25% من إجمالى مساحته والتى تبلغ نحو 4.4 كم2، وهى تتركز فى الجزء الواقع بين الورديان والمكس حيث تشكل نحو 40% من مساحة هذا الجزء من الحزام والذى تبلغ مساحته 2.0 كم،
ومن ثم سوف تعمل هذه المنخفضات كممرات بحرية بين البحر شمالا والسهول الرطبة والجافة المنخفضة جنوب الإسكندرية. كما أن الشريط الساحلى لميناء الدخيلة الجديد مهدد أيضا بالاجتياح من مياه خليج المكس حيث أظهر الفحص الطوبوغرافى انتشار الثغرات المنخفضة بمنسوب يتراوح بين -1.0 متر و-6.0 أمتار تحت منسوب سطح البحر على طول ساحل الميناء. وتتضافر هذه الثغرات لتكون شبكة من المنخفضات تهدد منشآت الميناء وأرصفته ومخازنه وبعض المساكن الواقعة فى العجمى غرب الميناء.
وتتراوح المساحة المهددة من 40 % إلى 53% من إجمالى المساحة الواقعة بين سواحل الميناء والعجمى وقدرها 3 كم2 حال ارتفاع منسوب سطح البحر بأى مقدار بحد أقصى متر واحد. وتعد خسائر هذا الميناء أشد خسائر الموانئ المصرية من جراء زيادة منسوب سطح البحر.
5- الحزام الرملى الساحلى الممتد بين الجزيرة الخضراء غربا والبرج شرقا، والذى يبلغ طوله نحو 55كم هو المصدر الرئيس لتهديد كل السهول المنخفضة الرطبة والجافة بشمال محافظة كفر الشيخ بشمال الدلتا، حيث لا يتجاوز منسوبه منسوب سطح البحر بنسبة 47.4%، ولا يتجاوز مترا واحدا فوق منسوب سطح البحر بنسبة 73.4% من جملة مساحته،
أما الثغرات المنخفضة التى تتخلل الحزام والتى يتراوح منسوبها من -5 متر (وبحد أقصى -7.5 متر) تحت منسوب سطح البحر إلى متر واحد فوق منسوب سطح البحر فيبلغ طولها نحو 30.5 كم، أى أن نحو 55% من طول الحزام مهدد بالتحول إلى ممرات بحرية واسعة بين البحر والسهول الجنوبية الرطبة والجافة المنخفضة بشمال محافظة كفر الشيخ. وأخطر مناطق الحزام هى المنطقة الساحلية الواقعة بين الجزيرة الخضراء غربا وكوم مشعل شرقا بطول 13.6 كم، حيث إنها تهدد كل المساحات الزراعية الواقعة جنوب الحزام فى مركز فوة بين بحيرة البرلس ونهر النيل حتى فوة جنوبا،
بينما الثغرات المنخفضة المنتشرة بالحزام فى الجزء الممتد بين كوم مشعل غربا والبرج شرقا تعد المصدر الرئيسى لتهديد بحيرة البرلس والسهول الجافة والمجففة التى تحدها جنوبا وشرقا.
ولا تقتصر المخاطر على الأراضى الجافة فى مركز فوة أو مركز بيلا بكفر الشيخ، وإنما سوف تتعدى ذلك إلى مجرى نهر النيل (فرع رشيد) شمال مدينة فوة. فالجسر الشرقى لنهر النيل فيما بين عزبة أبوخشبة شمالا إلى فوة جنوبا تتخلله 30 ثغرة منخفضة يتراوح منسوبها من -1.5 متر تحت منسوب سطح البحر إلى متر واحد فوق منسوب سطح البحر، كما تتراوح أقطارها من 200 متر إلى 800 متر فيما بين عزبة أبوخشبة ورشيد،
وبين عزب الوقف وبريدعة، وبين عزبة جزيرة الفرس وعزبة التجاريين، وبين منية المرشد وإيبيانة، ومن شماشيرا جنوب مطوبس حتى سنديون، وعزبة أحمد الطيب شمال فوة، وكل هذه الثغرات ستعمل كممرات مائية بين مياه البحر ومياه النهر فى حالة اجتياح البحر للسهول المنخفضة الممتدة بين فرع رشيد وبحيرة البرلس حال ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار أقصاه متر واحد.
أما مصدر تهديد السهول الساحلية الممتدة فيما بين جمصة ورأس البر فيتمثل فى خط الشاطئ بسبب انخفاض منسوب هذه السهول وعدم وجود سلاسل من الكثبان الرملية على خط الشاطئ تعمل كعازل بين هذه السهول والبحر، خاصة فى المنطقة الواقعة شرق مصب بحر بسنديلة (شرق جمصة) وشمال الركابية، والمنطقة الواقعة بين مدينة دمياط الجديدة وميناء دمياط، والمنطقة الواقعة جنوب غرب رأس البر مباشرة فيما بين البحر ونهر النيل. ويمتد التهديد ليشمل نهر النيل جنوب رأس البر، حيث ينخفض منسوب الجسر الغربى أمام الشيخ درغام إلى أقل من متر فوق منسوب سطح البحر.
6-مصادر تهديد الأراضى الجافة والرطبة المنخفضة فى شمال شرق الدلتا (شرق فرع دمياط)
أ- الحزام الرملى لبحيرة المنزلة حيث تشكل المنخفضات التى تتخلله والتى لا يتجاوز منسوبها مترا واحدا فوق منسوب سطح البحر نحو 52% من جملة مساحته، وتتركز هذه المنخفضات فى الجزء الشمالى من الحزام (شرق عزبة البرج) والجزء الشمالى الشرقى المعروف باسم بر الدحرة (شمال غرب قرية المناصرة)، حيث ستؤدى إلى اجتياح نحو 59% من مساحة بر الدحرة ومنها إلى بحيرة المنزلة حال ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار أقصاه متر. ومن مخاطر اجتياح مياه البحر لبحيرة المنزلة، تهديد مجرى نهر النيل (فرع دمياط) شمال مدينة دمياط، فالجسر الشرقى لنهر النيل فرع دمياط الممتد من عزبة البرج شمالا إلى دمياط جنوبا- لا يتجاوز منسوبه مترين فوق منسوب سطح البحر،
وتتخلله ثغرات يقل منسوبها عن متر فوق منسوب سطح البحر، ومن ثم فإن ارتفاع منسوب سطح بحيرة المنزلة بمقدار متر سوف يترتب عنه ظهور أربع ثغرات منخفضة تتراوح أقطارها من 400 متر إلى 600 متر، فيما بين عزبة الأوبة وعزبة الشيخ درغام، وبين عزبة الشيخ درغام وعزبة الرطمة، وبين عزبة الرطمة وعزبة طبل، وبين عزبة طبل وعزبة الخياط من الشمال إلى الجنوب. وهذه الثغرات سوف تعمل كممرات مائية بين بحيرة المنزلة ونهر النيل حال اجتياحها من البحر وارتفاع منسوبها.
ب- الجسر الغربى لقناة السويس فيما بين القابوطى شمالا وطينة جنوبا، يعد أضعف المواقع على طول جسور قناة السويس الشرقية والغربية، ومصدرا أساسيا لتهديد كل الأراضى الجافة والمجففة (من بحيرة المنزلة الأصلية) الواقعة غرب قناة السويس. فمنسوب سطح الجسر خلال هذه المسافة لايتجاوز 2 متر فوق منسوب سطح البحر، وتتخلله ثغرات عديدة تتركز على طول المسافة الممتدة جنوب طريق الإسكندرية- بورسعيد حتى طينة، وبصفة خاصة حول رأس العش، بالإضافة إلى ثغرات قليلة متفرقة جنوب السحارة حتى الكاب، وفيما بين القنطرة الغربية والبلاح.
وهذه الثغرات يتراوح منسوبها من متر فوق منسوب سطح البحر إلى 2 متر تحت منسوب سطح البحر. وهى عبارة عن 21 ثغرة تتراوح أقطارها من 200 متر إلى 800 متر منها 16 ثغرة تشكل فيما بينها ثغرة واحدة كبيرة بطول 12كم عند رأس العش (منتصف المسافة بين القابوطى وطينة)، وهذه الثغرات ستعمل بدورها كممرات بحرية بين قناة السويس والسهول الغربية المنخفضة الممتدة على طول ساحل القناة من بورسعيد شمالا إلى البلاح جنوبا حال ارتفاع منسوب سطح القناة بمقدار أقصاه متر.
فإذا أخذنا فى الاعتبار أن منسوب المياه فى قناة السويس أعلى من نظيره فى البحر الأبيض المتوسط، فإن الأراضى المستغلة المحصورة بين القناة وبحيرة المنزلة سوف تواجه تهديدا من الجانب الشرقى أكبر مما تواجهه من الجانب الغربى.
ج- جسور بحيرة المنزلة تعد، فى ذاتها، مصدرا لتهديد كل السهول المنخفضة المحيطة بها شرقا وغربا وجنوبا لانخفاض منسوبها. فالمسطح الكبير الذى تشغله بحيرة المنزلة وامتداد سواحلها الشمالية على البحر بطول يصل إلى 52كم، كذلك سواحلها الشرقية على طول قناة السويس (قبل تجفيف واستغلال الجزء الشرقى من البحيرة الأصلية) بطول نحو 53كم، مع رقة الأحزمة الرملية التى تعزلها عن البحر أو القناة، بالإضافة إلى طبيعة التربة الرملية تحت السطحية للبحيرة،
كل ذلك يجعل من الصعب حماية البحيرة من الغمر نتيجة تسرب مياه البحر إلى التربة تحت السطحية فى حالة زيادة منسوب سطح البحر وإن تمت حمايتها من اجتياح البحر لها عبر الأحزمة الرملية المحيطة بها. لذا فإن تأمين حدود بحيرة المنزلة الحالية تأمينا محكما من خلال رفع منسوبها، سوف يحول دون اجتياح مياه البحيرة للسهول المنخفضة التى تحدها جنوبا وغربا.
7-مصادر تهديد سهل الطينة شمال غرب سيناء تتركز فى المياه المتسربة على الدوام من البحر شمالا ومن قناة السويس غربا عبر التربة تحت السطحية الرملية. ونظرا لانخفاض أراضى السهل وطبيعتها الطينية، فإن المياه تظهر فى صورة مستنقعات أو بحيرات جنوب خط الشاطئ شمالا، وجنوبا على الجانب الشرقى للقناة، خاصة بين البلاح والقنطرة شرق، كما تنتشر الأراضى الرطبة المالحة فى وسط السهل شمال وجنوب ترعة السلام.
ومن ثم فإن ارتفاع منسوب سطح البحر وقناة السويس بمقدار أقصاه متر سيترتب عنه غمر نحو 312كم2 من أراضى السهل، بنسبة 41% من إجمالى مساحته. ويعاون على ذلك طول سواحل السهل الممتدة بمحاذاة قناة السويس غربا والبحر الأبيض شمالا، إذ تبلغ جملتها نحو 89 كم أى بنسبة تقترب من 70% من إجمالى محيط السهل.
ساحة النقاش