Ӏ
|
رغم "أن القصة الغربية (فى عمومها) قد ارتكزت على بدايات لامعة نبتت فى أسبانيا مرتوية بعناصر عربية دافقة" ، وكذلك فى إيطاليا؛ <!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]--> ؛ و رغم أن الواقعية كمذهب أدبى قد ظهرت فى الغرب منتصف القرن التاسع عشر ..، فإن هذا المذهب نفسه لم يعرف فى مصر إلا مع دارسينا العائدين من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ، أى بعد قرن من تبلورها فى أوروبا .
بدأت الواقعية فى الظهور فى الغرب أوائل القرن التاسع عشر، وسارت موازية للرومنسية . هذه الأخيرة تصور الذات الإنسانية الثائرة والعواطف النفسية الجامحة على نحو ما نرى فى أعمال هوجو وموسيه ولامرتين ؛ أما الواقعيون من أمثال فلوبير وبلزاك وموباسان واستندال فيحاولون النظر إلى الواقع الإنسانى نظرة تكشف عن حقيقته بعيدا عن الظاهر الزائف الذى يغطى مطامعه الخبيثة ولو بمظاهر أخلاقية أو خيرة .
تحارب الواقعية النقدية الشرَّ الذى تراه كعنصر أساسى فى النفس البشرية بمجرد الكشف عنه ؛ أما أن تغيرها أو تصلحها أو تحطمها فليس من اختصاصها ؛ لأن الفنان ليس مصلحا اجتماعيا يبحث عن إجابات وحلول لمشاكل المجتمع ، ولكنه يكتفى بإلقاء الأسئلة التى تكشف لهذا المصلح أو غيره عن الواقع وتعريته مهما كانت الحقيقة قاسية أو مؤلمة.[2]
2- مواجهاتها فى مصر :
غلبت هذه الدعوة على المفهوم الأدبى كله كما كتب معاصر لها فى مصر هو نعمان عاشور<!--[if !supportFootnotes]-->[3]<!--[endif]--> .
- رآها ثارت على الدعوة الصارخة إلى الوجودية التى حمل لواءها عبد الرحمن بدوى والدكتور محمد القصاص ، خاصة وجودية سارتر التى كانت أقوى الفلسفات المسيطرة على الغرب آنذاك .
- عاداها زكريا الحجاوى وعبد الحمبد قطامش ومحمد على ماهر بدعوتهم إلى الواقعية الإسلامية المستندة إلى التراث الشعبى .
- وقف فى وجه هذه مندور والقط والسحرتى بمذهبهم فى الواقعية الحديثة أو المعاصرة . وعلى هديها بدأ نجيب محفوظ كتابة رواياته الأولى الصادرة بعد هذه الفترة :خان الخليلى – زقاق المدق – القاهرة الجديدة – الثلاثية . كما أخذت القصة القصيرة تتبلور كلون أدبى.[4] .
كذا كان من أبرز سمات الواقعية الجديدة / المعاصرة فى مصر الحملة على الرومنتيكية التى كان يكتبها محمود كامل المحامى ثم إحسان عبد القدوس ويوسف السباعى وأمين غراب وغيرهم .
انتقد هذا الاتجاه الواقعى أيضا واقعيةَ القصص القصيرة لمحمود تيمور ، وحاول فى المقابل اكتشاف بذور الواقعية فى القصة القصيرة عند يحيى حقى (1905 -1992م) ؛ مما مهد لظهور كـتّاب القصة القصيرة الجدد فى الفترة التالية مباشرة ومنهم يوسف إدريس ويوسف الشارونى<!--[if !supportFootnotes]-->[5]<!--[endif]--> .
ساحة النقاش