<!--
<!--<!--<!--<!--<!--
"غرناطة"
(من أقسام أجزاء ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور)
1) تتجسد مأساة العرب المسلمين َ آخرَ عهدهم فى الأندلس ، لأبى جعفر صاحب المكتبة ، امرأةً عاريةً تنحدرُ فى اتجاهه . يتبين أنها لا ماجنة ولا مخمورة ... يلُفها بمِلفِّه ويقف فى برد قارس بباب حانوته حتى ارتفاع الشمس . يتبادل مع صبيِّهِ نعيم كلمات قليلة .؛ ويرمُقه نعيم بين رغبة فى إرضائه بالعمل وبين إشفاقٍ عليه . يستعيد نعيم ذكرى التقاط أبى جعفرله من اليتم والتشرد ...تربية أم جعفر له ؛ وتعليمه حرفة الكِتَاب . لا يجيب أبو جعفر نعيما وهو فى شروده فى صورة الصبية المسلمة وفى أخبار اجتماع الحمراء الذى أقر معاهدة التسليم ، وغرق المقاوم ابن أبى الغسان فى نهر شنيل . يعُدُّ رؤية الصبية إشارة شؤم تأكدت بخبر ظهور فتاة عارية غارقة فِعْلاً فى نهر شنيل . تتوارد أقوال الناس حول الاجتماع وموقف ابن أبى الغسان . يتابع أبو جعفر معهم صوتَ المنادى بالبنود المعلنة من المعاهدة . وهاهما الوزيران : أبو القاسم بن عبد الله ويوسف بن كماشة بصحبة "دى ثافرا" مندوب فرديناند وإيزابيللا ملكى قشتالة وأرجون ؛ لكن أبا جعفر يتعلق بسوابق سِجال رفْضٍ وقبولٍ لمثلِ هذه الشروط : السلطان أبو يوسف المول - السلطان الأيسر- السلطان أبو الحسن الذى رفض دفع الجِزية - موقف الزغيبى المنحوس الحالى حتى أسروه . ومن خلال نفس مطوقة مستريعة على حد السكين ، مع مَمِيل الشمس بِحَدَق أبو جعفر تتراءى له صورةُ الفتاة تكبُر بالموت وتتسع تغطى صفحة النهر .
النسخة الكاملة للعرض ( افتح المرفق)
ساحة النقاش