الإلقاء والاداء الجيد مهارات اساسية في الحياة العملية للاعلامي ، في كل فروع العمل الاعلامي ، فنطق الحروف والكلمات والجمل باساليب تساعد المتلقي على الفهم في اتجاه صحيح ،
جاءني طالب باحدى كليات الاعلام ، يشكو ان الدرجات التي يخسرها في التطبيقات العملية ، و الامتحانات الشفاهية لا ذنب له فيها ، فهو يخسر نتيجة مشكلة في نطق حرف اللام الذي ينطقه ممزوجا بحرف الغين ، وان هذه المشكلة موجودة لدى اخوته ولا حل لها ، سألته عن نطق والديه والديه للحرف ، قال أنهما ينطقان الحرف في صوته الصحيح ، اما هو وإخوته الأصغر لا يستطيعان ذلك ،
في جلسة واحدة جربنا تصحيح مخرج الحرف ، لتصحيح النطق ، الذي كان يراه مستحيلا واراه ممكناً ، بعد ان عرف الشاب المخرج الصحيح ، وحاول الالتزام بالنطق تأكد انه يستطيع ، وانه هو الذي زرع في اخوته الأصغر النطق الخاطيء للحرف واستسلم لذلك ،،
في البداية ينبغي ان تطمئن على سلامة اعظم جهاز للتواصل ، وهو جهاز النطق الخاص بك من ؛
يتكون جهاز النطق عند الإنسان من (اثنى عشر عضوا ) ، وقد اضافت بعض الدراسات مراكز المخ ، كعضو يضاف الى بقية اعضاء واجهزة النطق ، و أعضاء جهاز النطق هي ؛
1- الرئتـان: هما عضوان نسيجهما إسفنجي، يزداد حجمهما وينقبض بسهولة ويسر كالإسفنجة ومركزهما التجويف الصدري، ويقع القلب بينهما.
2- القصبة الهوائية: سميت قديما بقصبة الرئة، وهي أنبوبة تمتد من العنق إلى الصدر،
وللقصبة الهوائية دور مهم في عملية التنفس، ففيها يتخذ النفس مجراه قبل اندفاعه إلى الحنجرة، كما أنها تعتبر عاملا ضروريا لحدوث الصوت.
3-الحنجــرة: هي جزء من مجرى التنفس، تقع في مقدم العنق وتتصل بالحلقوم من أعلى وبالقصبة الهوائية من أسفل ، كما أنها تعتبر الأداة الأساس للصوت الإنساني، إذ تضم الوترين الصوتيين اللذين يتذبذبان مع معظم الأصوات، ويترتب عن معرفة تلك الهزات الحكم على درجة الصوت.
4- الوتران الصوتيان: عبارة عن أخرمة لحمية مغطاة بغشاء مطاطي لزج، وهما أشبه بشفتين منهما بوترين ولكن جرى الاصطلاح على هذه التسمية. وهذان الوتران متصلان بالحنجرة أفقيا من الأمام إلى الخلف، وهما من أعضاء النطق المتحركة ولهما القدرة على اتخاذ أوضاع مختلفة تؤثر في الأصوات الكلامية.
5-الحلــق: هو ذلك الجزء الموجود بين الحنجرة وأقصى الحنك، وهو من التجاويف التي تقوم للصوت مقام فراغ رنين يضيق بارتفاع الحنجرة ويتسع باستقرارها في مكانها.
6- اللهــاة: عضو لحمي يتدلى من أقصى سقف الفم ويشرف على اللسان، وهو من الأعضاء المتحركة.
7– الحنــك: وهو سقف الفم والجزء الأمامي منه، وهو صلب لفصل الفم عن الأنف، وينقسم إلى : مقدم الحنك أو اللثة، ووسط الحنك أو الحنك الصلب، وأقصى الحنك أو الحنك اللين.
8 – اللثــة: من أعضاء النطق المتحركة، وهي جزء لحمي محدب يقع خلف الأسنان العليا وأمام الحنك الصلب، وهناك من يعدها جزءا من الحنك.
9- اللســان: وهو عضو لحمي، له دور مهم في عملية النطق إذ يضم عددا كبيرا من العضلات التي تمكنه من الامتداد والتحرك والانكماش والتلوي إلى الأعلى أو إلى الخلف، وينتج عن تحركاته المختلفة عدد كبير من الإمكانات الصوتية في الجهاز النطقي.
10 – التجويـف الأنفـي: يقع خلف غشاء الحنك، متوسط طوله حوالي ست سنتيمترا ، ويتكون من تجاويف عديدة تغطى بغشاء مخاطي، وهو من الأعضاء الثابتة.
11 – الأسنـان: عبارة عن سلسلة عاجية مثبتة بالفكين السفلي والعلوي من الفم، ولا تستغل الأسنان في النطق إلا بمساعدة أحد الأعضاء المتحركة كاللسان والشفة العليا.
12- الشفتـان: من أعضاء النطق المتحركة، تتخذان أوضاعا مختلفة عند نطق الأصوات، ومن الممكن ملاحظة هذه الأوضاع بسهولة ويسر، إذ يمكن أن تنطبق الشفتان فلا تسمحان للهواء بالخروج مدة من الزمن ثم تنفرجان فيندفع الهواء محدثا صوتا انفجاريا كما في نطق الباء، كما يمكن أن تنفرجا كما يحدث في نطق الضمة.
و هنا نتمكن من ملاحظة ما يلي:
1- التسمية بـ ( أعضاء جهاز النطق) تسمية مجازية ، لأن لكل منها وظائف أخرى قد تكون أهم من إنتاج الأصوات اللغوية, مثل الرئتين, إذ وظيفتهما الأساسية تنظيم دخول الهواء وخروجه من جسم الإنسان في عملية التنفس, وهي عملية ضرورية لاستمرار الحياة. وكذلك اللسان الذي يلعب دوراً هاماً في تحريك الطعام وتذوقه وبلعه. كما تقوم الأسنان بقضم الطعام وطحنه, ويقوم الأنف بوظيفتي الشم والتنفس, والشفتان تشاركان في الأكل والشرب، وقد يصاب الانسان بمشكلة في النطق لكن أعضاء جهاز النطق تعمل ، فالابكم لا يستطيع الكلام لكن لسانه يتحرك بكفاءة وكذلك الأنف والحنجرة والأسنان والرئتان وهكذا.
2- أعضاء النطق متكاملة وتعمل بدرجة عالية من الدقة والانسجام. ولنأخذ على ذلك مثالاً هو حرف الذال, فعندما نقول أن حرف الذال يخرج من طرف اللسان, فلا يعني ذلك أن طرف اللسان هو وحده المسؤول عن إنتاج صوت الذال بصفاته المعروفة, بل تشترك أطراف الثنايا العليا في ذلك, كما يتذبذب الوتران الصوتيان فينتج عن ذبذبتهما نغمة صوتية هي التي تعطي الذال صفة الجهر, وقس على ذلك بقية الحروف.
3- معظم أعضاء النطق ثابت لا يتحرّك, وبعضها متحرّك, والأعضاء المتحرّكة هي: الوتران الصوتيان, واللسان, والحنك اللحمي (الرخو), واللهاة.
4- جهاز النطق عند جميع الناس متماثل في أعضائه وفي تركيبه الأساسي. والاختلاف بين فرد وآخر هو في كيفية السيطرة على هذا الجهاز وتفعيله وتوظيفه ليؤدي مهمته بدقة وبطريقة صحيحة. وينبغي العناية بذلك منذ الطفولة المبكرة, وإلا صعب الأمر كلما تقدّم بالإنسان العمر. لهذا السبب كان المُوسِرُونَ في قريش يرسلون أطفالهم الصغار إلى البادية ليمكثوا فيها فترة من الزمن كافية لترويض ألسنتهم على النطق الفصيح.
هناك نقطة مهمة وهي عند دراسة هذه الاعضاء تشريحيا فإننا ندرك ان هذه الاعضاء على صغرها او كبرها ، رقتها او دقته ، فإنها متكونة من انسجة وغضاريف وعضلات وهي يمكن ان تنمو وتكبر وتتوسع وتزداد فعاليته من خلال التمارين ويمكن ان تضعف وتكسل وتضمر وربما تصبح عاجزة في اداء وظيفتها في حالة اصابتها بمرض او عدم تمرين تلك الاعضاء بما لا يوفر لها قسطا مطلوبا من الحركة والنشاط والحيوية لتستطيع من اداء مهمتها على الوجه الاكمل .