حتى اراك

،،

الاعلام بين الكلمة والفعل

،،

في بلادنا تقوم الدنيا بسبب الكلام  ، بينما اعتدنا على افعال يومية ، ولا يحدث اي شيء  ، يحركنا الكلام ،، و يلهبنا الكلام ، ويلهمنا الكلام ، ويلهينا الكلام ،، في بلادنا زلات الأفعال لا حساب عليها لكن زلات الكلام كبيرة !! فهل  يغيرنا الكلام  ؟؟!

 الفعل كلمة تدل على حدث مقترن بزمن ، وأقسامه ثلاثة ، ماض ومضارع وأمر  ،، نعم الفعل كلمة ، و الكلام عظيم ،، 

 ، الكلام ، تواصل والتواصل احتياج انساني ، تظهر الحاجة له في كل المجتمعات  ، و كلما قل التواصل المباشر ازدادت الحاجة للتواصل الكلامي و الاعلامي ،،

الكلام جندي من جنود الله ، يحاسب الله الناس حين يقولون ما لا يفعلون ، ويحاسب بعضنا بعضا حين نقول ما نفعل ، فالكلمة تكشف ، توثق العمل وتلفت النظر له . 

فمتى يغيرنا الكلام ، ومتى تنجح مهن الكلام والاعلام في التغيير والتطوير ؟؟؟؟

 لم تستطع المؤسسات الاجتماعية على اختلاف اشكالها أن تؤدي وظيفة محركة لإحداث تغييرات وتطورات كافية في المجتمع ،، ولم تصل لكل الناس ، لم تقم  بتوفير فرص المشاركة  الجماهيرية المنظمة لطرح الافكار والبدائل المتاحة والمبتكرة ، بين الكتل  البشرية من الجماهير ، والصفوة وصناع القرار ، وطبعا الحديث عن دورها في الحراك الاجتماعي الحقيقي ، ودورها في تداول السلطة ، وتداول المناصب  نوع من الخرف ، ،

فهل نجح الاعلام في ادارة نقاش عام حول قضية مجتمعية بهدف التطوير بناء على رؤية استراتيجية طويلة المدى ، ام غرق صُناع الاعلام ، وكلنا الان صُنّاعه ، في قضايا تُفرض على ساحة النقاشات العامة ، ؟ ام تلعب الدور الاكبر في صناعة الاعلام  و توجيهه ، تلك الضغوط الممثلة في الرأي العام سهل الإثارة ، والممثلة في الاعلام الممول بالمال السياسي ، وضغوط رجال الاعمال ، ومنافسة غير متكافئة بين الخاص بإمكانات مالية هائلة ، والعام المهدد من اكثر الناس المنوط بهم أصلاحه والدفاع عنه ، ؟

 ان تبحث عن الحياد في الاعلام  هو المستحيل ، والمؤسسات كالأفراد تقع تحت قبضات قوية ، سلطة الدولة ، المالك ،  مصادر التمويل  ، شركات اعلان ، او افراد ، وهكذا ،،

يستضيف الاعلاميون ضيوفهم لتقديم آراء او معلومات او الجانب الإنساني والشخصي للضيف ، ويتم تصنيف الحوارات التي نجريها الى حوار رأي ، او حوار معلومة ، او حوار يقدم شخصية الضيف ، والحقيقة انه لا تنفصل هذه الأنواع بل تتداخل في كثير من الأحيان ،،،،

المسئولون الرسميون مكبلون بمناصبهم ، وتوجهاتهم وآراؤهم محسوبة على مؤسساتهم التي يمثلونها رسميا ، لانه اذا عبر عن رأيه فهو يقدم برأيه دلالة على اتجاه المؤسسة التي يمثلها رسميا ، 

واذا كان الاعلامي يقع تحت وطأة هذه القبضات التي تحد من حرياته مهما حاول ، فقيود المهنة ، وقيود الضغوط تقوم بدور لا يستهان به ، فلا ينجو ضيوفه ايضا من الضغوط  ، خاصة اذا كان الضيف هو احد المسؤولين الرسميين ،

،، مهارات الكلام ، قواعد وعلوم ، حتى اذا لم تكن موهوبا بمواهب الكلام فتحصن بالقواعد حين تحدث الناس ، فلا عذر لك ، ولا يغفر الناس اخطاء الكلام ، الا قليلا ،  

يسمعك الناس افضل حين تفكر بعقولهم ، وتعطي أوامرك ونواهيك من خلال احتياجاتهم ، وتطل من نوافذهم ، ثم تأخذهم حيث تريد بأساليب واستمالات مدروسة  ،  يعرفها اهل الكلام  و الاعلام ، الكلام مهارة ، او تدريب ، واستشارة  . ليسير في اتجاه صحيح ، الكلام يؤكد الأفعال ، أو يصفها ،  او ينفيها ،  أو يقودها و يحركها ،

 ،،،

،،،

نُشرت في صحيفة المشهد

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

652,983