Convinced that “we can't fix America without fixing the media,”The Death of Media shows why the fight to change our media is bigger than any political fight yet.

ليس هذا مقالا بالانجليزية لكنه جزء مما قاله  الصحفي داني شيشتر الحائز على جائزة ايمى التي تنظمها الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التليفزيونية، وهي منظمة تتألف من وسائل الإعلام وشخصيات رائدة تنتمي لأكثر من 50 بلدا و500 شركة من جميع القطاعات التليفزيونية حول العالم... و اكد  ان الامريكيين يتحدثون  عن اصلاح اعلامهم وانه لا يمكن الكلام عن اصلاح امريكا دون اصلاح الاعلام وان موت كثير من وسائل الاعلام جعل النضال من اجل تغيير وسائل الاعلام اكبر من المعارك السياسية .. !!! فما بالنا بمجتمعنا الان ؟؟؟التي يكفينا فيها اننا  بالكاد نمارس المهنة اي مهنة .. وان الاعلام مات شنقا وخنقا وتكبيلا .. وحتى في ايام الافاقة لم يسلم !!!!

     بين تشاؤم العقل المبني على اسباب منطقية وبين تفاؤل الإرادة المبني على رغبة حقيقية في البقاء  والمقاومة وتحسين الظروف المحيطة لابد ان نعترف انه ان  لم يجد الاعلام طريقا واضحا محددا يلتزم به تجاه مجتمع في اخطر مراحله  فهو مهدد كمهنة بالانقراض ومحكوم عليه بالاعدام او بالادق  الانتحار لان  اهل المهنة هم اساس الحكم .. فهم حاكم ومحكوم عليه ... خاصة  و نحن نشهد الان نهاية وسائل الاعلام كما نعرفها.. وظهور وسائل جديدة لم نكن نعرفها لكن عرفناها من خلال تأثيرها  .. ويكفي ان خبر وفاة بن لادن لم يتم الكشف عنه  بواسطة احدى الشركات الإعلامية الكبرى بل  ان تويتر سبق وسائل الاعلام الامريكية في ذلك !!!!!!!!

لم تعد هناك فائدة من تقييد حرية الإعلام المحلي الرسمي والخاص كل حسب قيود تفرضها عليه توجهات خاصة لسببين :

- الاول ان المجتمع المحلي اصبح منفتحا على فضائيات لا حصر لها ...

- والثاني هو تحول الإنسان العادي إلى كيان إعلامي بمساعدة الشبكات الاجتماعية والتقنيات التفاعلية الجديدة .
و مازالت التحولات في المشهد الإعلامي قائمة ويبدو انها ليست نهائية .. ولكن  اصبح هذان السببان يشكلان وعي المجتمع ومواقفه .. ولا يفيد تقييد الحريات الامزيدا من الغضب لدى الجماهير التي تعيش حالة من الغضب الكامن بفعل اللحظة الراهنة المليئة بالاحداث ما يجعلها سريعة الاشتعال ...

 و لم تعد  الرسالة المناسبة  في نشرات الأخبار هي الرسالة الرسمية، أحادية الاتجاه   التي تهدف  الى خلق لحظة إجماع وهمية على ما جاء فيها، و  عكس ذلك يعتبر مصدر إزعاج ... لم يعد هذا مقبولا على الاطلاق ...هذا المنطق لم يعد مفيدا  سياسيا واجتماعيا وأمنيا؟ بل وحتى ترتيب الاولويات الاخبارية وفقا لاهتمامات المواطن هي الاصل ولا ننسى اليوتيوب الشهير لمراسل  التليفزيون المصري وهو ينقل اصداء وقع الحكم على مبارك في الثاني من يونيو الماضي .. وقد تابعته  وهو يذاع على فضائيات العالم .. في حين ذكر لي اصدقاء مقربون ان الزميل المراسل  اخبرهم برغبته في عرض كل تفاصيل اصداء الحكم على مبارك  والعادلي والاعوان وفقا للتسلسل الزمني للاحداث فبدأ بحالة الرضا التي يقول انه رآها بعد النطق بالحكم على مبارك والعادلي ثم لم يترك له الجمهور الفرصة ليكمل المشهد فاكمله الناس برفضهم وثورتهم عليه وعلى ما ينطق به   .. لم يعد الناس يطيقون ترتيبا يخالف ترتيب التعبير عن حالهم ..

    لماذا لا تستفيد  وسائل إعلامنا من التطورات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة في مجال الاتصال، قبل ان تجد الدول نفسها مضطرة لاعلان وفاة اعلامها الرسمي الى غير رجعة  بعد تراكم تجارب فقدان الثقة بين الاعلام والمتلقي  .. وكيف يمكن  تطوير  المنطق الرسمي في تطوير وسائل الاعلام واصلاحها قبل فوات الاوان ؟.. وعلينا ان نعلم انه من لا ينحاز الى الناس يدفع الثمن .

وايضا لابد ان نعرف أي علاقة ننشد بين المؤسسة الإعلامية وبين الاعلاميين فيها ؟ بل وكيف يمكن ان يحدث التوازن بين القيم الاساسية وبين السياسة والاقتصاد في هذه المرحلة التي ترتبك فيها المعلومات السياسية و تتفوق فيها العوامل الاقتصادية؟ وأي علاقة بين الإعلام والمجتمع في هذا الوقت العصيب ؟؟

يقول الكاتب الكندي، باتريك ويلسون، مؤلف حلقات المسلسل التلفزيوني "الكفاح من أجل الديمقراطية": "إن الديمقراطية هي الاتصال، هي كلام  الناس مع بعضهم البعض عن مشاكلهم المشتركة، وقبل أن يستطيع الناس حكم أنفسهم، ينبغي أن يكونوا أحرارا في التعبير عن آرائهم".

في مجتمعنا لدينا ثلاثة تحديات تواجه الاعلام :

- التشريعات المنظمة للعمل الاعلامي .

- الاعلاميون.

- الجمهور.

  ودعوني انقل لكم  ما طرحته (كارول جاكوبيس) خبيرة القسم الدولي وعضو لجنة الأعلام الحر في كوسوفو في دراسة أجرتها بعنوان ( تطوير الأعلام في مرحلة ما بعد الشيوعية) 

:  أن الأعلام في المرحلة الأنتقالية بالدول ما بعد الشيوعية هو بمثابة المنتج لأوكسجين الديمقراطية  لنشر المعلومات الهادفة و تستطرد ان كل شخص يستمع فقط الى صدى حديثه هو والا احد يستمع الى الاخر  في حين انه على أي مجتمع  يسير  نحو الديمقراطية أن يكون مؤمنا بالحوار بين مكوناته، وستكون مهمة الاعلام  في هذا الأطار ليست مختصرة في نقل الأخبار،   ولا يمكن أن يكون أي مجتمع ديمقراطياً مالم يتمكن من التباحث المفتوح على قضاياه الرئيسة  وعلى جميع الأطراف أن تبدي رأيها  دون محاولة فرض وجهة نظر معينة وأخفاء باقي التوجهات وعندها سيتحول هذا التوازن بين التوجهات المختلفة الى عامل لمعالجة المشكلات... وهنا  الاعلام  يصبح دافعا للحوار داخل المجتمع .. و مراقبا لأعمال الحكومة..وموصلا للمعلومات الصحيحة وحث المواطنين على المشاركة..

فكيف نصل الى ذلك الاعلام ؟؟؟  وكيف يمكن تحويل الكثرة العددية في المؤسسات الإعلامية إلى تعددية للآراء والافكار خاصة المحطات و المواقع والصحف المتشابهة في تصميمها وعناوينها ومضامينها ومقالاتها.؟؟؟ نعم هناك كثرة في العدد ولكن ضيق في مساحة الابداع.

 ان  مهمة الاعلام  ليست الكلام عن  الديمقراطية بل مهمته ازالة العوائق القائمة أمام الديمقراطية.. ببناء اجواء  مفتوحة تتمكن  من خلالها التوجهات المختلفة من التعبير وتداول  القضيايا  الرئيسية ..

يقول  (توماس جيفرسن)  (1743 - 1826)،و هو مفكر سياسي شهير في العصر المبكر للجمهورية الأمريكية  : لو خيرت بين برلمان حر و بين صحافة حرة، فأنني بلا شك سأختار الصحافة الحرة)،

 

المصدر: د. نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 429 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,946