authentication required

 

التعلق ، قوة ناعمة تجرجر ارواحنا وراءها ، نبدأ ، نستمتع ، نتمادى ، نتمادى ، ثم نكون أسرى تعلقنا ، 

و التعلق علاقات بيننا و بين قوس مفتوح كبير او صغير ، نستمد طاقة الحياة و السعادة و البهجة و العمل و الهمة من المتعلقات ،

هذه المتعلقات تتعمق كلما فقدنا التوازن في إدارة عمليات الاتصال مع كل ما يحيط بنا، الاشياء و الأشخاص و الاماكن و المشاعر، في البداية تكون الأسرة هي المسئول الأول عن غرس التعلق ببناء عادات اتصال غير واعية بين الطفل و كل ما يحيط به في بيئة الاتصال، ثم يشعر  الإنسان في رحلته آلام التعلق، و قد ينتبه بوعي لأهمية التغيير و التطور و قد لا ينتبه الا اذا اشتد الألم، 

و هكذا يبدأ التعلق منذ الطفولة ، اللعبة اهم من المتعة ، الاستحواذ اهم من المشاركة ، الملكية اهم من جودة الاستخدام  ، التعلق رغبة في الامتلاك ، و تنمية الاحساس المفرط بالذات ، يستمد الانسان سعادته من الامتلاك و السيطرة ، و الحقيقة اننا يجب ان نتمرن على السيطرة على انفسنا اولا ، هذا التدريب كلما كان اختياريا كلما قل الألم، و اذا تركنا انفسنا للاجبار على ادارة الذات تعلمنا ذلك بألم، 

خطر  التعلق و التمادي فيه ،

لن تتألم الا اذا داهمك الفقد و ما تعلقت به ضاع و من تعلقت به اختفى ،

لن تشعر بخطورة الموقف الا حين تتخيل انك معلق من يدك التي تؤلمك و لا احد هنا لفك اسرك و إعادتك لوضعك الطبيعي ، واقفا على ارض صلبة و ذراعك حر طليق ، و آلامك تهدأ ببطء شديد و السكينة تعود الى روحك التي كادت ان تخرج ، و دقات قلبك تنضبط بعد ما كاد القلب ان ينخلع  من مكانه من فرط آلام التعلق عافاكم الله، 

بداية اليقظة ألم، و استمرار اليقظة وعي، و يصبح الإنسان اكثر قوة و قدرة و تأثيرا بالوعي خاصة الوعي الذاتي، نحن ندرك على الأقل ثلاث مراحل من الوعي، يتغير اداء العقل و الجسد فيها، فالوعي في النوم مختلف عن الوعي في اليقظة، و الوعي في الأحلام مختلف عن الوعي في الواقع، 

اداء عقولنا في الأحلام مختلف، و اجسادنا ساكنة، و في مراحل من النوم يهدأ العقل و الجسد، و في اليقظة يعمل العقل مع الجسد، في اليقظة تتعدد مستويات الوعي، و كلما ازداد الوعي  انسجمت الروح مع العقل مع الجسد، حتى يصل الإنسان بدرجات عالية من الوعي إلى الانسجام مع كرن الله العظيم، كله، بما يعرف و لا يعرف بالمادي و اللا مادي، فيرى رحلة حياته حقيقة اسرارها واضحة و غموض بعضها حكمة تتجلى له ،  

،،

حبل الله متين ، هو لا غيره يمكنك ان تتعلق به و انت مطمئن و غير ذلك لا شيء ، 

،،

انت تقاوم الفكرة و تتدرب على ذلك حتى يصبح عدم التعلق هو الاصل ، و التعلق استثناء ينبغي ان يبقى دائما تحت السيطرة ، مساحة محدودة ، زمن قصير ، 

و الاصل يعود ان الفراق سنة حياة ، و سيبقى معك قلبك و ذاتك فحافظ على ذلك دائما 

،،

ليست الوحدة و الانغلاق هي الهدف لكن الهدف ان التعلق اذا زاد و انقلب الى تعلق مرضي انت وحدك تدفع الثمن روحا و عقلا و جسدا فانتبه ،،

،،

كتاب  الصباح المعجزة او معجزة  الصباح  Miracle Morning لمؤلفه الأمريكي   Hal ELROD واحدا من أكثر الكتب مبيعا    ،

كان هال موظف مبيعات ( متعلق بوظيفة )  ، مرتبط ( متعلق ) بفتاة يحبها و تسير حياته باستقرار ، حتى تعرض  لحادث  ، ثم نجا لكنه اصبح عاجزا عن المشي  ،  فتركته خطيبته ( فقد صحة ، و قوة ، و فقد علاقة )  ، و تغيرت حياته لكنه قاوم  بمساندة والديه ليمشي من جديد ويحقق أرقاما قياسية في عمله تفوق كل إنجازاته السابقة ، ارتبط بفتاة اخرى و بدأ من جديد ،

 الحياة  لا تدوم بمتعلقات ثابتة ، تتغير العلاقات و تبقى انت ، وسط متغيرات و تحديات ، تواجهها اما باستسلام او بإبداع ، مرونة الاتصال مع الواقع بمتغيراته و مع المحيطين بك ضرورة، 

لم تنته التحديات بل دخل في مشكلة اخرى حين اشتدت الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة  في عام  2008، فانقلبت حياته التي كادت ان تستقر ، فأصبح غير قادر على تغطية مصاريفه الشخصية ودفع أقساط البيت الذي يسكنه، ليصاب بالإحباط  الشديد و الاستسلام ، هكذا الحياة ،  ( تتغير المتعلقات ) 

نصحه صديقه المقرب بالجري في الصباح ، و هو ليس محبا لا للجري و لا للصباح، 

تسوء حالته فيجرب  نصيحة صديقه ، و يشعر ببعض التحسن ، 

 و حضرت مجموعة من الأفكار الإيجابية  ، فبدأ يجرب   برنامجا صباحيا محفزا ، ووجد تغيرا كبيرا في حياته و شارك الناس تجربته عبر كتابه  معجزة الصباح، 

.

انطلق هال من فكرة  أن الداخل اهم من الخارج ، و ان  عالمنا الخارجي  انعكاس لعالمنا الداخلي.  و نحن نعكس الاهتمامات حين نفكر في تغيير عالمنا الخارجي قبل الداخلي ،

و تأكد ان مستوى النجاح و حجم الانجازات يتطلب تطويرا ذاتيا داخليا ، و بدأ بالاستقراء ساعة واحدة مبكرا قبل موعد استيقاظه المعتاد ويستغل هذا الوقت في تطوير نفسه  مع بداية يومه ،

.

اختار هال ستة أنشطة  ، هي  الأكثر تأثيرا وأهمية بالنسبة له وسماها الانشطة المنقذة  ( savers ) و يرمز كل حرف الى نشاط معين. وخصص  لكل نشاط عشر دقائق ليصبح المجموع لممارسة الانشطة هو ساعة فقط يوميا ، ستكون دقيقة تغير اليوم و تصنع ما يعتقد انه معجزات ،

نعود الى ال savers بحروفها الست :  

١- الصمت (Silence ( S : عشر دقائق من الصمت ، التأمل ، الصلاة ، العبادة ، تمارين التنفس ، هذه الدقائق تصفي الروح و تقلل التوتر ، و توقظ الوعي

 

٢- التوكيدات الإيجابية( Affirmations (A:  عشر دقائق اخرى تهدف  إلى اختيار عبارات إيجابية ومشجعة مرتبطة بالمستقبل ، كررها ، تغنى بها ، الكلمات فيتامينات و أسلحة تخترق الروح  فتبني او تدمر ،

٣- التصور أو التخيل (Visualization  (V: و تصور المستقبل كأنه حاضرا ، تخيل اهدافك و قد تحققت ، سعادتك بها ، تخيل المقربين ، فرحة من تحب ، الرضا ، و النجاح ، السعادة نعم هذا ممكن جدا ستشعر روحك بثمرة جهدك ، و استمد من ذلك دافعا قويا للانجاز ،

ان الحماس و الهمة التي تملأ قلبك الان كفيلة بتحفيز للعمل ،


٤-  التمارين الرياضية (Exercise (E :  عشر دقائق رابعة للتمارين الرياضية  ، و كل انواع الرياضات لها أثر إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية، فهي تقوي العضلات وتخفف من الضغط النفسي وترفع من مستوى هرمون السعادة. اجر ، امش ، مارس تمارين الضغط ، أرقص ، تحرك ، حرك هذه الكتلة المجهدة لتقلل من ثقلها ، ان الحركة تخفف الوزن ،

 

٥-  القراءة:  (Reading (R :  هذه هي العشر دقائق الخامسة ، اقرأ م القراءة علوم  ،   وتنمية المعرفة  ، من دونهما لن تعرف شيئا خارج حدود تجربتك المباشرة و هي لا تغنيك ابدا ، اقرأ معلومات ، اقرأ ، و تخير الافكار الايجابية في هذه العشر دقائق ،

 

٦- الكتابة (Scribbing (S :  عشر دقائق للكتابة  كل صباح .  اكتب مذكرات يومك ، احلامك ، اهدافك ، دون المواقف و الاحداث ، وثق ، الكتابة تفيد الذاكرة و تنعش الروح والنفس ، اكتب ، لتنتهي الستون دقيقة الان .

تستطيع ان تضيف نشاطا او إلزاما يخصك ، يسعدك ، 

تناول مشروبك المفضل ، استمع لمواد صوتية تحفزك ، شاهد فيديو ينقلك لتجارب الناجحين ، تعلم درسا ،  اجر مكالمة تليفونية ، داعب طفلا ، قل كلمة طيبة للمقربين ، الق السلام و اسأل على انسان يستحق الدعم ، 

اضف ما تحب 

الالتزام ضرورة لمدة ثلاثين يوما على الاقل ، تعلق بما في يدك و غير ما تستطيع تغييره 

 

لا تفرط في التعلق بالاشياء و الأشخاص و الاماكن 

أنها تزول 

و تبقى وحدك 

كن مستعدا ، لا تكن وحيدا 

انما

- متشابك  و  - مستقل 

- متخصص و  - ملم 

هذا مربع شديد الاهمية 

 

المصدر: د/ نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية . محاضر الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

720,919