وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

كان رجل يسير ومعه جمل.. فمد الجمل رقبته وأكل ثمرة من حديقة في الطريق.. فخرج صاحب الحديقة وقتل الجمل!

فقام صاحب الجمل بقتل الرجل صاحب الحديقة.. فلما أراد أبناء القتيل أن يقتصوا لأبيهم وأن يقتلوا الرجل.. طلب منهم الرجل أن يُمهلوه ثلاثة أيام حتى يذهب ليؤدى أمانة عنده إلى أصحابها .. ثم يعود إليهم ليقتصوا منه .

فأخذوه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأخبروه بالأمر.. فيسأل عمر الحاضرين وكان بينهم أبو ذر الغفاري رضى الله عنه .

هل منكم من يضمن هذا أن يرجع بعد ثلاثة أيام ليقتص منه هؤلاء لأبيهم؟

فيقول أبو ذر رضي الله عنه مبادراً: أنا أضمنه يا أمير المؤمنين ! .

ويذهب الرجل ثم يعود بعد ثلاثة أيام فيسأل عمر أبا ذر:

لماذا ضمنته يا أبا ذر وأنت لم تعرفه وقد علمت أنه مطلوب في قصاص ؟

فيقول أبو ذر: حتى لا يُقال ذهب أهل المروءة .

فيسأل عمر الرجل: وأنت لماذا عُدت وأنت تعلم أنه سيقتص منك وكان فى إمكانك ألا تعود ؟

فيقول الرجل : حتى لا يُقال ذهب أهل الوفاء بالوعد .

عند ذلك بادرَ أبناء القتيل وقالوا وأعلنوا : ونحن قد عفونا عنه يا أمير المؤمنين حتى لايقال ذهب أهل العفو عند المقدرة !

سبحان الله العظيم .

فكم نحن بحاجة إلى هذه الأخلاق اليوم وإلى هذه القيم في مياديننا وشوارعنا ومنتدياتنا وحياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية .

كل يوم .. بل كل ساعة نُصدم بأخلاق ومواقف بعيدة كل البعد عن الروح العفو عند المقدرة وعن معاني الوفاء .. وعن قيم المروءة والشهامة والرجولة.. فضاعَ الضعفاء والبسطاء والعاجزون وسط مجتمع لا يعرف إلا لغة القوة والواسطة والمحسوبية والغدر والخداع والفهلوة .

فأين أهل الوفاء ؟

وأين أهل الشهامة والمروءة والرجولة ؟

وأين أهل العفو عند المقدرة ؟

wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1390 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2013 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,692