بقلم/ عصام السباعى

على مكتبه يجلس مهموما ً مكتئبا ً.. لقد وضعت زوجته مولودَهـا الأول وهو لا يـدرى ماذا يفعـل؟..  فـلم يعـد في جيبـه جنيهـاَ واحـدا ً ومازالـت هـناك خمسة أيام كاملة على قبـض الراتب الهـزيل لاحـظَ زميله شـروده وفطـن لسبب ضيقـه.. فأخـرجَ مائـة جنيه أعطاها له.
مد يده صامتاً وأخذهـا منه عـلى استحيـاء ولـم يـدر كيف يشكره .. وماذا يقول له..  فأومأَ إليه مبتسماً.. واستأذن من العمل وانصرف مبكراً.
وفى الطريق إلى البيت وجد طابوراً .. أنه يريد أن يأتي بكيلـو لحـم أو دجاجة لزوجتـه فهي في حاجـة إلى غداء جيد.
تقدم نحو الطابور.. سأل آخرَ الواقفين: طابـور إيه ده؟
رد علـيه: والله مانـا عـارف لحمـة .. فـراخ.. اللي نلاقيه حناخده.
وقـف في الطـابـور .. الوقـت يمضى والطابور لا يـتـحـــــرك .. أخـــيـــــــرا ً  بــدأ الــطــابــــــور
 يتحــرك بســرعـة السلحـفــاة .. هـانـت يا عــز لـقــد وصلت لمنتصف الطابور
ولكن ما هذا؟
هرج ومرج.. واختلط الطابور ليجد نفسه مرة أخرى في آخر الطابور.
وبعـد ساعـات وجـد نفسـه وجهـا ً لوجه أمام شبـاك يـجـلـس خـلـفـه شـخـص أنيـق نـظــر إليـه بـدهشـــة!
أنهـا أول مـرة يـرى موظـف جمعـيـة بهـذه الأنـاقــة.
وجّـه الشخـص الأنيـق الكـلام إليه قائلا ً: خمسـون جنيهاً .
عز: خمسين جنيه ليه.. أنا عايز واحدة بس!
الموظف: واحـدة إيه يا أستـاذ خـمسـيـن جنيـه رسـم المقابلة.
عز: مقابلة إيه؟
الموظف: وبعدين في البلاوى دى.. أنت جاى تحقق معايـا.. واللا جاى لي عشـان أسفـرك تشتغـل بـره؟