نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

                   

                     

* أنماط الإختيار الزواجى :

        وفيما يلى أهم أنماط الإختيار التى يتبعها الناس وليس بالضرورة أن يلتزم المختارون أحد هذه الأنماط منفرداً بل قد يختار الشخص بأكثر من نمط , وكلما تعددت وسائل الإختيار وأنماطه كلما كان أقرب إلى التوازن خاصة إذا كان ملتزماً بالأنماط الصحية فى الإختيار .

1-   العاطفى : وفيه يكون الإختيار قائماً على عاطفة حب قوية لا تخضع للعقل ولا للمنطق والشخص هنا يعتقد أن الحب – وحده – كفيل بحل كل المشاكل وكفيل ببناء حياة زوجية سعيدة وبالتالى يكون غير قادر على سماع أو تفهم نصائح الآخرين له , ويكون شديد العناد فى الدفاع عن اختياره على الرغم من وجود عقبات منطقية كثيرة تؤكد عدم التوافق فى الزواج وكلما زادت محاولات اقناع هذا الشخص ( رجلاً كان أو أمرأة ) كلما ازداد إصراراً وعناداً ,        

ولا يوجد حل فى هذه الحالة غير ترك الشخص يخوض التجربة بنفسه بحيث يسمح له بالخطبة ( وينصح فى هذه الأحوال بإطالة فترة التعارف أو الخطبة ) ثم تتكشف له عيوب الطرف الآخر إلى أن يعانى منها , وهنا فقط يمكن أن يتراجع .

2-    العقلانى : وهو يقوم على حسابات منطقية لخصائص الطرف الأخر , وبالتالى يخلو من الجوانب العاطفية .

3-    الجسدى : ويقوم على الإعجاب بالمواصفات الشكلية للطرف الأخر مثل جمال الوجه أو جمال الجسد .

4-   المصلحى : وهو جواز يهدف الى تحقيق مصلحه مادية أو اجتماعية أو وظيفية من خلال الإقتران بالطرف الأخر . وهذا الإختيار يسقط تماماً إذا يئس صاحبه من تحقيق مصلحته أو إذا استنفذ الطرف الأخر أغراضه .

              

5-   الهروبى : وفى هذا النمط نجد الفتاة مثلاً تقبل أى طارق لبابها هرباً من قسوة أبيها أو سوء معاملة زوجة أبيها أو أخيها الأكبر , ولذلك لاتفكر كثيراً فى خصائص الشخص المتقدم لها بقدر ما تفكر فى الهروب من واقعها المؤلم .

                      

6-   الإجتماعى : وهذا الإختيار يقوم على أساسا رؤية المحيطين بالطرفين من أهل وأصدقاء حيث يرون أن هذا الشاب مناسب لهذه الفتاة فيبدأون فى التوفيق بينهما حتى يتم الزواج . وهو زواج قائم على أسس التوافق الإجتماعى المتعارف عليها بين الناس ولا يوجد دور ايجابى للطرفين الشريكين فيه غير القبول أو الرفض لما يفترضه الآخرون .

7-   العائلى : وهو زواج بقصد لم الشمل العائلى أو اتباع تقاليد معينة مثل أن يتزوج الشاب أبنة عمه أو ابنه خاله , أو أن يتزوج الشخص من قبيلته دون القبائل الأخرى .

                    

8-   الدينى : وهو اختيار يتم بناءاً على اعتبارات دينية أو المنتمية لنفس طائفته أو جماعته التى ينتسب اليها . وهذا الإختيار يؤيده حديث رسول الله r : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض " ( أخرجه الترمذى وحسنه وابن ماجه ) .

9-    العشوائى : فى هذه الحالة نجد الفتاة مثلا قد فاتها قطار الزواج لذلك تقبل أى زيجة حتى لا تطول عنوستها .

10-       المتكامل ( متعدد الأبعاد ) : وفيه يراعى الشخص عوامل متعددة لنجاح الزواج حيث يشتمل على الجانب العاطفى والجانب العقلى والجانب الجسدى والجانب الإجتماعى والجانب الدينى .....إلخ . وهذا هو أفضل أنماط الإختيار حيث يقوم الزواج على أعمدة متعددة .

وبعض الناس يقولون أن عامل الدين هو العامل الوحيد الذى يجب أن يقوم عليه الزواج وذلك مصداقاً لحديث رسول الله r الذى رواه البخارى ومسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " . وهذا الحديث الشريف أعطى أهمية أكبر لذات الدين , فارتباط المرأة ( أو الرجل ) بدين يعنى ارتباطها بالله وتقديسها له , وينتج عن هذا التقديس احترام لإنسانية الإنسان وكرامته لأنه أكرم مخلوقات الله , واحترام للحياة والحفاظ عليها لأنها نعمة من الله تعالى , وبالتالى تبنى الحياة الزوجية على مفهوم القداسة ومفهوم الإحترام ومفهوم الكرامة ومفهوم السكن ومفهوم الموده والرحمه ,

                    

وكل هذه المفاهيم عوامل نجاح للحياة الزوجية , أما من تسقط هذه الإعتبارات من الحياة الزوجية فالحياة معها تكون فى غاية الصعوبة .

ومع هذا لانغفل بقية الجوانب والتى ذكرها الرسول r فى أحاديث أخرى فقال r " خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا أقسمت عليها أبرتك وإذا غبت عنها حفظتك فى نفسها ومالك , ( رواه النسائى وغيره بسند صحيح ) . ونلحظ أن هذا الحديث بدأ بالمنظر السار للمرأة ثم أكمل ببقية الصفات السلوكية .

        وقد خطب المغيرة بن شعبة أمرأة فأخبر رسول r فقال له : " أذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " . والنظر هنا يختص بالناحية الجمالية وناحية القبول والإرتياح الشخصى والتآلف الروحى .

        وقد بعث الرسول r أم سليم الى امرأة فقال : " انظرى الى عرقوبها وشمى معاطفها " وفى رواية " شمى عوارضها " ( رواه أحمد والحاكم والطبرانى والبيهقى ) .

ولما علم الرسول r بزواج جابر بن عبد الله من أمرأة ثيب قال له : " هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك " .

من كل هذه الأحاديث نفهم أن الرسول r قد جعل عامل الدين والأخلاق عاملاً مهماً جداً ومؤثراً فى الإختيار ومع ذلك لم يسقط العوامل الأخرى التى يقوم عليها الزواج بما فى ذلك العوامل الجسدية .

 

* سر الإنجذاب السريع لبعض الأشخاص ( الحب من اول نظرة ) :

        يرجع ذلك إلى الإحتمالات التالية منفردة أو مجتمعة : .

1-   الخبرات المبكرة فى الحياة , حيث ارتبطت فى أذهاننا صور بعض الأشخاص الذين ربطتنا بهم ذكريات ساره أو قاموا برعايتنا , لذلك حين نقابل أحداً يشترك فى بعض صفاته مع أولئك الذين أحببناهم فإننا نشعر ناحيته بالإنجذاب  , وهذا الشعور يكون زائفاً فى كثير من الأحيان فليس بالضرورة أن يحمل الشخص الجديد كل صفات المحبوب القديم بل ربما يتناقض معه أحياناً رغم اشتراكهما فى بعض الصفات الظاهرة .

2-   قد يكون الإنجذاب سريعاً وخاطفاً ولكنه قام على أساس اكتشاف صفة هامة وعميقة فى المحبوب , وهذه الصفة لها أهمية كبيرة لدى المحب وهو يبحث عنها من زمن وحين يجدها ينجذب إليها وقد تكون شخصية المحبوب محققة لذلك التوقع وقد لا تكون كذلك .

وهذه هى أهمية اللقاء الأول والذى يحدث فيه ارتياح وقبول وألفة أو العكس بناءاً على البرمجة العقلية السابقة والصور الذهنية المخزونة فى النفس . واللقاءات التالية إما أنها تؤكد هذا اللقاء الأول أو تعدله أو تلغيه .

 * الحب والعناد :                 

        حين يستحكم الحب من شخص فإنه يكون فى غاية العناد فلا يستطيع سماع نصيحة من أحد ولا حتى سماع صوت عقله , فهو يريد أن يعيش حالة الحب فى صفاء حتى ولو كان مخدوعاً , فلذة الحب لديه تفوق أى اعتبارات منطقية , وكلما زادت مواجهة هذا المحب كلما زاد إصراره , ولذلك من الأفضل أن يترك دون ضغوط ليرى بنفسه من خلال المعايشة الحقيقية ( خطوبة مثلاً ) أن فى محبوبه عيوباً لم يكن يدركها فى حالة سكره وعناده , وبالتالى يستطيع هو تغيير رأيه بنفسه , أى أننا ننقل المسئولية إليه ( أو إليها ) حتى يفيق من سكرة الحب ويخرج من دائرة العناد . وهذا الموقف نقابله كثيرا لدى الشباب حيث يصر أحدهم على شخص معين بناءا على عاطفة حب قوية وجارفة ولا يستطيع رؤية أى شئ آخر , وتفشل كل المحاولات لإقناعه ( أو إقناعها ) , وكلما زادت محاولات الإقناع كلما زاد العناد , ويصبح الأمر صراع إرادات تختفى خلفه عيوب المحبوب وتضعف بصيرة الحبيب إلى أقصى درجة , والحل الأمثل فى مثل هذه الحالات هو الكف عن محاولات الإقناع ( وهذا لايعنى عدم إبداء النصيحة الخالصة للطرف المخدوع ) , وترك الطرف المخدوع والمستلب ( تحت وهم الحب ) يخوض التجربة بنفسه ( أو بنفسها ) من خلال إعلان الأهل قبولهم للأمر - رغم معرفتهم بآثاره السلبية - وهنا ومن هذه النقطة تبدأ الحقائق تتكشف رويدا رويدا أمام الطرفين فى فترة التعارف أو مقدمات الخطوبة أو فى فترة الخطوبة ذاتها , وفى أغلب الأحوال يراجع الطرف المخدوع نفسه كليا أو جزئيا وربما تراجع عن هذا الأمر . وفى حالة عدم التراجع فالأفضل للأهل أن يقبلوا هذا الأمر الواقع بعد إبداء النصيحة اللازمة وليتحمل الطرف المصر على ذلك مسئوليته , وفى هذه الحالة سوف تكون هناك خسائر ولكنها ستكون أقل بكثير من اتخاذ الأهل موقف عناد مقابل .

 * الإحتياج أساس مهم للعلاقة الزوجية :

        والإحتياج هنا كلمة شاملة لكل أنواع الإحتياج الجسدى والعاطفى والعقلى والإجتماعى والروحى . ولذلك فالذين لا يحتاجون لا ينجحون فى زواجهم , فالأنانى يفشل والبخيل يفشل والنرجسى يفشل والمصلحى يفشل لأنهم لا يشعرون بالإحتياج الدائم لطرف آخر , او أن احتياجتهم سطحية نفعيه مؤقته .

                          

 * أصحاب التجارب السابقة :

 هناك اعتقاد بأن صاحب التجربة السابقة فى الزواج ( أو صاحبتها ) يكون أقرب للنجاح فى علاقته الزوجيه نظراً لخبرته ودرايته , ولكن هذا غير صحيح , فالزواج علاقة ثنائية شديدة الخصوصية فى كل مرة , ونتائج الخبرة السابقة لا يصلح تطبيقها مع الشريك الحالى لأن كل إنسان له احتياجاته الخاصة به , بل على العكس قد تكون الخبرة السابقة عائقاً فى التواصل مع الشريك الحالى حيث يعتقد صاحب الخبرة أن عوامل النجاح أو الفشل فى التجربة السابقة يمكن تعميمها فى العلاقة الحالية وهذا غير صحيح , وربما يحمل صاحب الخبرة مشاعر سلبية من الطرف السابق يسقطها على الطرف الحالى دون ذنب وربما هذا يجعلنا نفهم حديث رسول r حين علم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب فقال له : " هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك " , فالزوجان اللذان يبدآن حياتهما كصفحة بيضاء أقرب للتوافق من زوجين يحمل أحدهما أو كليهما ميراث سابق ربما يعوق التوافق الزوجى ويشوش على الموجات الجديدة .

        وأخيرا هذه كانت علامات على الطريق يسترشد بها المقدمون على الزواج أو آبائهم وأمهاتهم أخذا بالأسباب الممكنة , ولكن فى النهاية نسأل الله التوفيق لشريك يرعى الله فى شريكته وينطبق عليه ما ورد على لسان الحسن رضى الله عنه حين سأله رجل : إن لى بنتا , فمن ترى أن أزوجها له ؟ قال : " زوجها لمن يتقى الله , فإن أحبها أكرمها , وإن أبغضها لم يظلمها " .                     

                    

المصدر: د. محمد المهدي ـ استشاري نفسي الصور المصاحبة بواسطة موقع نظرات مع التنسيق والاعداد
  • Currently 276/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
90 تصويتات / 2062 مشاهدة
نشرت فى 19 فبراير 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

HASSANKRFAN
<p>اخ محمد ؟جزاك الله الف خير على ما نشرته</p>

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

642,895

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه