أولا : آليات الاختيار
بعض الناس يعتقدون أن الزواج قسمة ونصيب وبالتالى لايفيد فيه تفكير أو تدبير أو سؤال , وإنما هو أمر مقدر سلفاً ولا يملك الإنسان فيه شىء . وهذه نظرة تكرس للسلبية والتواكل ولا تتفق مع صحيح العقل والدين , فعلى الرغم من أن كل شىء فى الكون مقدر فى علم الله إلا أن الأخذ بالأسباب مطلوب فى كل شىء , ومطلوب بشكل خاص فى موضوع الزواج نظرا لأهميته التى ذكرناها آنفا , ومطلوب أن يغطى كل المستويات الممكنة. لذلك يمكننا تقسيم آليات الإختيار الى ثلاثة مستويات أو دوائر كالتالى :-
1- الرؤية والتفكير : وذلك بان نرى المتقدم للخطبة ونتحدث معه ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة
والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية
وغير اللفظية الصادرة عنه, ومن مراجعة لأنماط الشخصيات
التى حددها علماء النفس ومفاتيح تلك الشخصيات ( سيأتى
تفصيل ذلك فى هذه الدراسة ) .
2- الاستشاره : بأن نستشير من حولنا من ذوى الخبرة والمعرفه
بطباع البشر , ونسأل المقربين أو المحيطين بالشخص المتقدم للزواج ( زملاءه أو جيرانه أو معارفه ) وذلك لكى نستوفى الجوانب التى لاتسطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة , ونعرف التاريخ الطولى لشخصيته ونعرف طبيعة أسرة المنشأ وطبيعة المجتمع الذى عاش فيه . وفى بعض الأحيان يلجأ أحد الطرفين أو كليهما لإستشارة متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناءاً على استقراء طبيعة الشخصيتين وظروف حياتهما .
3 - الإستخارة : ومهما بذلنا من جهد فى الرؤية والتفكير والإستشارة تتبقى جوانب مستترة فى الشخص الآخر لايعلمها إلا الله الذى يحيط علمه بكل شئ ولا يخفى عليه شئ , ولهذا نلجأ إليه ليوفقنا إلى القرار الصحيح وخاصة أن هذا القرار هو من أهم القرارات التى نتخذها فى حياتنا إن لم يكن أهمها على الإطلاق . والإستخارة هى استلهام الهدى والتوفيق من الله بعد بذل الجهد البشرى الممكن , أما من يتخذ الإستخارة بشكل تواكلى ليريح نفسه من عناء البحث والتفكير والسؤال فإنه أبعد مايكون عن التفكير السليم . والإستخارة تتم بصلاة ركعتين بنية الإستخارة يتبعهما الدعاء التالى : " اللهم إنى أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك فأنت تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب . اللهم إن كان فى هذا الأمر ( ويسمى الأمر قيد الإستشارة) خير لى فى دينى ودنيايا وعاقبة أمرى فيسره لى واقدره لى , وإن كان فى هذا الأمر شر لى فى دينى ودنيايا وعاقبة أمرى فاصرفه عنى واصرفنى عنه واقدر لى الخير حيث كان ثم ارضنى به " . ونتيجة الإستخارة تأتى فى صورة توفيق وتوجيه فى اتجاه ماهو خير , وليست كما يعتقد العامة ظهور شئ أخضر أو أبيض فى المنام . والإستخارة تعطى للإنسان سندا معنويا هائلا وتحميه من الشعور بالندم بعد ذلك .
----------------------------------------------
هذا أولا انتظر ثانيا !
ساحة النقاش