أما الجزء الثانى من مشروع القرار الذى قدمته منظمة المؤتمر الإسلامى ممثلة فى المجموعة الإسلامية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فتتعلق بالأهداف والمبادئ والمشاركين، وهو جزء اعتبر فى مقدمته أن حوار الحضارات هو عملية تدور داخل كل حضارة وفيما بين الحضارات على أساس وجود رغبة جماعية للتعلم والمشاركة فى القيم الأساسية وإثراء المفاهيم. ويهدف الحوار لتحقيق أهداف كثيرة من بينها تعزيز العدالة والمساواة والتسامح، وزيادة الفهم والاحترام المتبادل بين الحضارات، وتحديد أرضية مشتركة بين الحضارات لمواجهة التحديات المشتركة التى تواجه القيم الإنسانية وحقوق الإنسان وإنجازات المجتمعات البشرية، وحماية حقوق الإنسان وإثراء الفهم المشترك لها، وتنمية فهم أفضل للمعايير الأخلاقية المشتركة والقيم الإنسانية العالمية، وتعزيز احترام التنوع الثقافى. كما أن إنجاز تلك الأهداف يتطلب الالتزام الجماعى بمبادئ كثيرة من بينها الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية، خاصة الحق فى الكرامة والحقوق المتساوية للرجال والنساء والأمم، وتنفيذ الالتزامات فى ظل ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان، واحترام مبادئ العدالة والقانون الدولى، والإقرار بالتنوع الثقافى كخاصية أساسية للمجتمع البشرى ومصدر إثراء للتقدم المادى والروحى للبشرية، والإقرار بحق كافة الحضارات فى الحفاظ على وتطوير إرثها الثقافى، والالتزام بالتعاون والتفاهم على آليات لتعزيز القيم المشتركة، وتعزيز مشاركة الأفراد والشعوب والأمم فى عملية صنع القرار على الأصعدة المحلية والوطنية والإقليمية والدولية. واعتبر مشروع القرار أن الحوار بين الحضارات يمثل إسهاماً هاماً لتحقيق تقدم فى مجالات تعزيز بناء الثقة على الأصعدة المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، وتعزيز المعرفة والفهم المتبادلين فيما بين مختلف المجموعات الاجتماعية والثقافية والحضارات، بما فى ذلك مجالات الدين والتعليم والمعلومات والعلوم، ومواجهة تحديات السلم والأمن الدوليين، وحماية حقوق الإنسان وبلورة معايير أخلاقية مشتركة، ويجب أن تكون المشاركة فى حوار الحضارات مفتوحة لكافة الشعوب، وللعلماء والمفكرين والفنانين والإعلاميين والشباب ومؤسسات المجتمع المدنى وكل المنظمات غير الحكومية، ودعا مشروع القرار الحكومات والأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية والإقليمية تعزيز وتشجيع وتسهيل الحوار بين الحضارات وثقافة هذا الحوار، ودعا أجهزة الإعلام إلى تعزيز فهم أكبر بين الحضارات والثقافات المختلفة.
أما الجزء الثالث والأخير من مشروع قرار المجموعة الإسلامية فتناول برنامجاً للعمل اشتمل بدوره على دعوة الدول والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدنى الأخذ فى الاعتبار عناصر عديدة كوسائل لتعزيز حوار الحضارات فى إطار الموارد المتاحة والمساهمات الطوعية، وهذه العناصر هى تشجيع التفاعل بين الأفراد والمثقفين والفنانين من مجتمعات وحضارات مختلفة، وتعزيز الزيارات المتبادلة والاجتماعات بين الخبراء والفنانين المنتمين إلى حضارات متباينة فى مجالات عديدة بحثاً عن أرضية مشتركة بين هذه الحضارات وللتعرف على ثقافات الآخرين، وتنظيم مؤتمرات لتعزيز الفهم المتبادل والتسامح والحوار بين الحضارات، وتنظيم مسابقات علمية ورياضية لزيادة التفاعل بين الشباب المنتمين لحضارات مختلفة، وتشجيع ترجمة ونشر الأدبيات الأساسية التى تمثل الحضارات، وتعزيز السياحة الثقافية، وإدخال برامج دراسة الحضارات فى المناهج الدراسية، بما فى ذلك تدريس اللغات والتاريخ والفكر السياسى والاجتماعى للحضارات المختلفة وتبادل المنح فيما بين الأساتذة، وتعزيز البحث لتحقيق فهم موضوعى لخصائص كل ثقافة وحضارة والخلافات فيما بين الحضارات والسعى لبناء فهم إيجابى فيما بينها، وتوظيف تكنولوجيا الاتصالات لنشر الحوار والتفاهم والتعريف بالأحداث التاريخية التى تعكس الحوار البناء بين الحضارات، وتوفير فرص متساوية للمشاركة فى نشر المعلومات لتحقيق فهم موضوعى لكافة الحضارات وتعزيز التعاون فيما بينها، وتنفيذ برامج لتعزيز روح الحوار والتفاهم ورفض التعصب والعنف والعنصرية فيما بين الشعوب، خاصة الشباب، وتوظيف ظاهرة الهجرة فيما بين المجتمعات لتجاوز الفجوة بين الثقافات، والتشاور لإيجاد آليات حماية حقوق كافة الشعوب للحفاظ على هوياتهم الثقافية وتسهيل دمجهم فى البيئة الاجتماعية المحيطة. وحرص مشروع القرار على الدعوة لإيجاد آلية لمتابعة نتائج أنشطة عام الحوار بين الحضارات عام 2001 وحث الحكومات والمؤسسات التمويلية ومؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص على تعبئة الموارد اللازمة لتعزيز حوار الحضارات عبر المساهمة فى الصندوق الاستئمانى Trust Fund الذى أنشأه أمين عام الأمم المتحدة لهذا الغرض عام 1999، مع إبراز دور الممثل الشخصى للأمين العام للأمم المتحدة لحوار الحضارات واليونسكو وكافة الأطراف لتطوير الآليات المناسبة على الأصعدة المحلية والوطنية والإقليمية والدولية لتعزيز الحوار والفهم المتبادل بين الحضارات وترجمة ذلك فى أنشطة الأمم المتحدة.
المصدر: د. وليد عبد الناصر - موسوعة الشباب السياسية
http://acpss.ahram.org.eg/ahram/2001/1/1/Y1UN17.HTM
نشرت فى 13 أكتوبر 2011
بواسطة mowaten
يأتى الربيع العربى للثورات بمتطلبات ضرورية لعل من اهمها هو نشر التوعية السياسية بين المواطنين بوطننا العربى لارساء وتهيأة البيئة للعيش فى جو ديمقراطى طالما حلمنا به »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
284,136
ساحة النقاش