روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه


جلست مجموعة من الشباب أمام التلفاز على المقهى يتابعون قناة شيعية بتأثر بالغ وهم يرون الشيخ ينوح ويبكى ويصيح بالثارات للحسين استوقفنا المشهد ونحن نتابع الشباب ولا نتابع القناة وهم في حالة يرثى لها من الحزن فنادي زميلي احدهم مستقطبه من بينهم كان طالبا جامعيا وبدأ الحوار معه كان متحفزا معنا في الحوار ربما ليحافظ على المسافة الطبيعية بيننا وبينه سواء من ناحية السن أو التعليم أو الحكمة بدأ الحوار هادئا وبدأنا النقاش كان جل همه هو كيف يقتل الحسين هكذا وعنده حق في ذلك ولكن هذا العسل المر بين مسامه سم يتجرعه وهو العروج إلى أبى بكر وعمر وعثمان وعائشة رضوان الله عليهم فالوصول إلى المناطق الرخوة في جسم الإنسان هو دغدغة قلبه لا عقلة بسيرة سيد شباب أهل الجنة حتى يتمكن العسل بلوغ جسد العاشق فيبدأ السم بالانتشار ليهلك العسل ويبقى السم يتبلور في جسده وأنت تتابع هذا المد الشيعي بين أوصال أبناء القرى فتتفشى بين البسطاء عقيدة العشق لآل البيت فتتخللها عقيدة الكره للصحابة هي في حد ذاتها ثورة على ماضي رحل بأبطاله واستدعاء الميت لمحاسبته ومحاكمة أحداث لم نعاصرها لنكتشف أن الزمن والعقيدة قد صيغت عند هؤلاء بمقتل الإمام رضي الله عنه وان قمة الإشباع الإيماني هو أن تقضى عمرك بين النواح والصياح على شهيد الكل يتمنى منزلته عند الله وبين قلوب البشر فالعقيدة الشيعية هي عقيدة مخلوطة بكل تأكيد وبها من التلوث ما يكفى لنبذها أو تصحيح مسارها يقابله إهدار بعمد أو بغير قصد لسير آل البيت عند السنة وهنا تبدأ منظومة الترجل إلى قلوب عطشى بسيرة آل البيت تحتويها عقول مفرغة من عقيدة صحيحة وتبدأ القصة هناك حيث لم نكن ولن نكون في العراق وإيران يبدأها أبو مسلم الخرسان بعقيدة صحيحة لآل البيت حبا وعشقا فعلا وقولا وتنتهي بالعراق ارض كل صاحب ارض ورعايا لكل ملك وولاء لكل صاحب نفوذ تأتى رياح التغلغل بين مسامات العقيدة من العراق حيث اللطم والنواح حيث ارض الصريع والقتيل حيث مصر ع إمام من خير أئمة البشرية إن كان للبشرية أئمة غير آل البيت ومن المفارقات أن تتهيج تلك الأقطار لرجل ائتمنهم فخانوه وأمنهم فروعوه ووثق بهم فقتلوه هناك في ارض كربلاء تُرك الحسين وحيدا هو آل بيته فريسة للطغاة وتولى عنه من ناصروه هناك طعن الحسن وكاد أن يقتل حتى انه صعد المنبر يخاطبهم راعوا فينا قرابتنا لرسول الله نحن من قال فينا الله إنما يريد ليذهب عنكم الرجس آل البيت ويطهركم تطهيرا حتى أبكى من في المسجد هناك قتل مسلم بن عقيل رضي الله عنه ولم يرى من ناصروه من هناك جاءت الرسائل تستدرج الإمام الحسين فقتلوه إذن بأي منطق يكون لهؤلاء الولاية في الأمر وبأي منطق تتهيج المشاعر بكاء عليهم إن من عوامل ضعف الدولة الإسلامية هي ظهور الفرق والمذاهب وان نهم التشيع يجد في مصر بيئة خصبة ومناسبة لدس المعتقدات المشبوهة عن الصحابة وآل البيت فمصر الفاطمية ومصر المميزة بعشقها وحبها المطلق لآل البيت وحضانتها للسيدة زينب رضي الله عنها عندما أجبرت على ترك ارض جدها لتؤويها مصر ويستقبلها حاكم مصر فيحسن وفادتها ويحضر مجالسها فهي الحب الحقيقي والمعتدل والمخلص لآل البيت وهم يعرفون جيدا لو أن التشيع تمكن من هذا الشعب لتمكن من العالم الإسلامي كله فهي محط الأنظار للغازي والطامع والطامح ولأهلها إرادة لتحقيق وبلوغ ما يصبون إليه إن انتشار المد الشيعي بين البسطاء والمعدمين الهائمين بحب آل البيت والذين يرتحلون إلى مساجدهم وأماكنهم يترضون عليهم ويلوذون بالله من قهر الدنيا وعبادها الظالمين شأنه شأن جميع التنظيمات التي طرقت على هؤلاء لتجذبهم وتكون يرقات جنينها كالإخوان والجماعات والسلفية فالأمر مرهون عند هؤلاء الذين لم يبقى لهم شئ في الدنيا يبكون عليه بالآخرة والنجاة من هول ما يعانون منه وبمجرد أن تكتمل خلايا التكوين الطبيعي للجنين يصعد المنتفعين والمخططين راحلة التحزب ويسيروا هؤلاء البسطاء مدفوعين بعشقهم لأل البيت إلى حيث أمانيهم وطموحاتهم الدنيوية إن آل البيت في مصر ليسوا قليلون ولا يجب عليهم التشيع فهم أولى بالإتباع وعليهم مسئولية تفكيك تلك المعتقدات المتشابكة ليتشبع لهم الناس على حق إن مصر الوسطية والتي تفتت على أعتابها جميع التنظيمات والجماعات وان أبهرت شعبها قليلا من الوقت هي مصر التي تفتت على أعتابها أطماع الغزاة وهى مصر أيضا التي سوف يتفتت على أعتابها شراهة الفكر الشيعي المغلوط وان ابهرها ثوبه الخارجي بعض الوقت لأن مصر جسدا لا يغطى تتلمسه الرياح والنسائم والأمطار والفيضانات البرد والحر فيذهب كل هذا وتبقى كما هي يودعها المصلى إذا صلى ويودعها الراهب إذا تعبد وتبقى هي شعب متماسك عصى عن الفهم وعصى عن الاستيعاب آو آل البيت في محنتهم ولم يتاجروا بمصيبتهم آوى إليها الرحل في ترحلهم ولم يسلبوهم أموالهم آو المتناقضات حيث كانت ولم يتعمقوا في تيهها إن آل البيت في مصر هم افهم الناس لمنهج آل البيت تراهم لله يسجدون ولحب أجدادهم يذوبون وللصحابة يقدرون ليسوا أهل تشرذم أو تمرد ليسوا أهل نفاق ورياء إنهم (ذهب) قطعا يوما سيذهب عنه صداه فيلمع بريقه

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 404 مشاهدة
نشرت فى 18 ديسمبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

132,092

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن