دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

الشاعر والمخزون الثقافي
"مكابدات زليخة"
ريكان إبراهيم
الواقع يفجر شاعرية الشاعر بحيث يتفوق على ذاته متجاوزا ما هو العادي، محلقا في عالمه كشاعر، لهذا سنجد في هذا الديوان حالة شعرية غير عادية، فالطريقة والاسلوب الذي استخدمه "ريكان إبراهيم" تدهشنا وتمتعنا وتجعلنا نتوقف متأملين في هذه القصائد، نتساءل: "كيف، ومن أين يأتي الشاعر بهذه الصور، بهذه الصياغة؟، وهل هناك أثر للواقع في إخراج هذه الثورة الشعرية؟.
التراث
يستخدم الشاعر التراث العربي والعالمي والديني ـ المسيحي والإسلامي ـ بزخم، وهذا يشير إلى حجم الضغط الواقع عليه، فنحن في المنطقة العربية غالبا ما نستخدم التراث لنفرغ ما فينا من ضغط ولتخفيف من حدة الألم الذي نمر فيه، أو لتأكيد اصراره على موقفه، أو لخلق مثل يحتذى به فيكون متجاوزا ما هو العادي ومألوف، "ريكان إبراهيم" يؤكد هذا الموقف فيقول في قصيدة "لن أعتذر" والتي تحمل التحدي ومواجهة الواقع:
"لن أعتذر 
وإذا استوى عندي اعتذاري والفناء
سأنتحر
ما كل منتحر جبان
وإني أنا الصرح الممرد حينما عريت
من بلقيس ساقيها لأفضح ما استتر
...
لن أتعذر 
أنا ظل موسى في السؤال عن
الصغير والكبير عند صاحبه الخضر
وحفيد إبراهيم يلقى الموت مبتهجا
بنار تستعر
....
أدري. وأعرف
كم يكلفني العناد إذا استمر
... يا سامعين الصوت
لن أعتذر
الرفض يعني الموت
لكنه موت جميل الواقع
في النفس التي لا تلتوي أو تنكسر" ص11 -13، 
هناك حروف "لن، لا، كم" يستخدمها الشاعر ليستمد منها طاقة تعينه على الاستمرار في موقفه لموجهة الواقع، وكأنه بها يريد أن يبقى سائرا في دربه، بحيث لا يتوقف أو يضيع في أتون الواقع ومفاهيم العصر، عنوان القصيدة "لن اعتذر" فيه تحدي ومواجهة للواقع، للسلطة، لهذا الشاعر يجد دوره في تعرية الواقع وما فيه من عيوب، فكان الصرح الممرد ليكشف عيوب الأرجل المشعرة، واعتقد أن هذا الاستخدام هو الأول الذي جاء بهذا الشكل، ـ أن يجعل الشاعر من نفسه الصرح ـ .
ونجد هذا التحدي ـ مواجهة الواقع ـ من خلال اعطا نفسه صفة "ظل موسى" فهو أراد به أن يقرن نفسه بهاجس السؤال الذي لم يستطع "موسى" أن يحتفظ به، رغم أنه كان من شوط الرحلة مع الخضر، فالشاعر لا يستطيع إلا أن يكون متسائلا عن كل ما يحدث، متسائلا عما آلت إليه أحوال العراق والعراقي. 
لكن بالتأكيد هذه المواجهة والتحدي يترتب عليه وجود ضغوطات ومضايقات، لهذا نجده يتجه نحو التراث وما فيه من مواد تعطيه طاقة ونماذج يحتذى بها لتعينه في مواصلة الطريق، فهو شاعر مؤمن بالسلام والأمن الذي سيكون، برغم الأخطار الظاهرة والمحيطة، لهذا يستمر في دربه، مستمدا من إيمانه طاقة تقويه وتعينه، ويقنع نفسه بضرورة أن لا يستسلم أو يضعف أمام الأخطار والتحديات، رغم وجودها كحقيقة على أرض الواقع، من هنا اعطا نفسه صفة/حالة "إسماعيل" الذي وجد في تسليم ذاته لقرار إبراهيم، ذروة الإيمان والتسليم بإرادة الله، وأيضا صفة/حالة إبراهيم عندما ألقاه قومه في النار، وما يلفت النظر أن الشاعر غرب القصة من خلال قوله "حفيد إبراهيم" وليس ابن إبراهيم، والحالة الثانية أنه جعل (الحفيد) يتعرض "لنار تستعر" وليس للذبح، اعتقد أن هذا التغريب أراد به أن ينبهنا إل ضرورة التوقف عند الأحداث وما يجري في العراق من خراب وقتل، وأن لا تأخذنا قصة إبراهيم وقصة إسماعيل كقصة مجردة، بل تقربنا مما يحصل على أرض الواقع، وهذا ما وجدناه عندما أصر على الاستمرار.
ويؤكد الشاعر على قدرته على تحمل الأخطار وصموده، فقد أخذ فكرة ومعرفة وطاقة وإيمان من التراث الديني ليواجه الموت بصدر رحب، حيث يجد فيه ذاته المنسجمة بين ما تقوله وتفعله، له يجد "الموت جميل" عندما يأتي مع الصلابة والثبات في الموقف.
إذن هناك تغريب للأحداث التراثية والدينية يحاول الشاعر من خلالها دفعنا للتقدم ولتوقف والتفكير عند ما جرى في الماضي ويجري الأن، فنجده في قصيدة: " تغريبة بني عراق" يستخدم التراث بهذا الشكل:
"كبرنا ... ومات أبي
وظلت حكاياته تسكن الذاكرة
كما ظل فينا أبو زيد الهلالي رمز الضياع
لم يكن فاتحا على الرغم من كل ما قيل عنه
وشاع
لأن الرجال التي تتحدى جيوش المحال
إذا مسها الجوع في دارها
تقاومه بالصمود وليس الهرب
فكيف اغترب؟" ص23و24، تفسير جديد ما قام به "أبو زيد الهلالي" فهو يمثل هنا الهزيمة وعدم القدرة على المواجهة، وكأن الشاعر أريد بهذا أن يحث العراقيين على أن يبقوا في وطنهم ولا يرتحلوا، حتى او كان في ارتحالهم انجازات وتألق. وهذا ما وجدناه في نهاية القصيدة عندما قال:
" ...وما ظل من جذع نخلة
يقاوم عنف الليالي
لأن النخيل
تموت على أراضيها واقفة
وتأبى الرحيل
تموت ولا تستحيل إلى صورة للهرب
ولا تستعيد مسار أبي زيد
الهلالي حين اغترب" ص26.
ومن التراث العالمي يختار "سيزيف" ليشير إلى ما يعانيه من ألم، يقول في قصيدة "البديل":
" والبحر روحي المستهام
روحي الذي لعبت به الأيام لعبة
عابث نزق بدمية
والشاطئ الصخري إحباطي الذي
لاقيت ما لو كان قد لاقاه
سيزيف الجريح
لهوي وألوى من عناده" ص98، المعنى يحمل الألم لكن الشاعر لا يكتفي بالمعنى فقط، بل نجده يستخدم لغة توحي بالألم كما هو الحال في : "لاقيت ما لو كان قد لاقاه" المسافة بين "لاقيت ولاقاه" أربع كلمات، ورغم انها "ما، لو، كان، قد" إلا أنها تجعل المتلقي يشعر بأنها متداخلة وتُصعب اللقاء ويُبعد المسافة.
ويستحضر شيء من الإنجيل فيقول:
"...
أنا لا أحث على جريمة
لكن أذكر بالمسيح:
من كان، ممن يسمعون، لا خطيئة 
فليرمه أو يرم صاحبة الفضيحة
بالحجر" ص108، وهذا التكسير وتبعثر الكلمات وتشتتها يشير إلى ما يعانيه الشاعر، بحيث لم تعد الآية: "من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" بهذا التناسق والسلاسة، بل بدل وغير وقدم وأخر وأضاف بحيث تعطي نفس المعنى لكن شكل وطريقة التقديم الآية يختلف عما ألفناه في العهد الجديد.
وفي قصيدة "الموت" يقول:
"يقلون: لولاك لاكتسب المجرمون الخلود
إلى الآن، لولاك، شمشون حي
ونيرون يزهو على أرض روما
ويلبس كلكامش الخلد ثوبا
وهتلر يسحق شعبا
ولكن سلمت على ما فعلت
جعلت الرؤوس التي لا تلين
لفأس تلين لحفنة طين" ص136، هذا الجمع المتناقض "هتلر وشمشون، نيرون وكلكامش، يشير إلى الحالة الصعبة التي يمر بها الشاعر، فيبدو وكأنه عبقري قد جن، فلم يعد يعي ما يقول، لكن قوله يعبر، نجد فيه عبقرية القائل وحجم الثقافة التي يتمتع بها، من هنا نجد الشاعر لا يتوانى عن استخدام أي طريقة ليعبر عن سخطه ونقمته على الواقع.
أما القرآن الكريم فله حضوره القوي في الديوان، يقول في قصيدة "لن اعتذر":
" سأحرض الصبيان والنسوان والشيخ الضير
وكل من قوى على حمل الحجر 
أن يخرجوا من بين أنقاض الفجيعة
كالجراد المنتشر" ص13و14، يستوقفنا اهمال الشاعر للشباب/للرجل، والذي يشير ؟إلى أنه ـ في العقل الباطن ـ لا يجدهم إلا مساهمين فيما آلت إليه الأوضاع من سوء، فتجب/أهمل/ ذكرهم، كما تستوقفنا "كالجراد المنتشر" والتي جاءت لتشير إلى ثورة الصبيان والنساء والشيخ الضير، والذي سيخرجون من بين "أنقاض الفجيعة" وهي صورة قاسية ومؤلمة بحيث كان هناك توافق بين شكل ثورتهم "أنقاض الفجيعة" وبين صورة الفزع والكثرة العظيمة يوم يكون الناس كالجراد المبثوث/المنتشر".
ويقول في قصيدة "توشيح صامت":
"وأعلم أنك واحد
من أمة لا تستحي لكن تخاف
قد بعثر الكلمات قبلك
بعض عشاق الهتاف
رفعوا شاعر الزاهدين وأذنوا
في الناس بالحج اللطاف حتى إذا ملكوا الزمام
وأتقنوا فن القطاف
ضحكوا على من صدقوا أقوالهم زمن الجفاف
فتراهم ملأى البطون
ثقال أرداف
كمسمنة الخراف
حتى تظنهم،
لفرط تلغُد الخدين مرضى 
بالنكاف
هو ـ هكذا ـ التاريخ
إنسان يُخيف وأخر منه يخاف
هي ـ هكذا ـ الدنيا
قوي يستجير بثوب كعبته الضعاف
هو ـ هكذا ـ الإنسان
جبار إذا أمن الأذى
وأمام قاتله يجيد الاصطفاف" ص35و36، الجمع بين المكان "مكة" وبين الناس وحالة البذخ والإسراف التي هم فيها، فكانوا مثل الخراف السمان جاهزة للذبح، وإذا ما توقفنا عن حرف "الألف والفاء" في كلمات: "تخاف، الهتاف، اللطاف، الجفاف، أرداف، الخراف، يخاف، الضعاف، الاصطفاف" والذي يقترب من "أف" والتي تشير إلى حالة التذمر والامتعاض، سنجد توافق وتكامل بين المعنى والمضمون من جهة، وبين الكلمة والحرف من جهة أخرى.
ونجد في قصيدة "أستير وكوروش" حالة الصراع بين بابل ويهوذا:
"يهوذا تفكر في حالها من جديد
لم تعد مملكة
حراب هنا .. وخراب هناك
لقد جلس فيها خلال الديار
الغزاة الكبار
... وأستير تُسكره بالعطاء
...
"حبيبي...
إليك قصيرة العبارة:
أمامي تقوم ... تريني ... بابلا تحترق
وإلا فمعذرة ... نفترق
هنيئا يهوذا
نهضت نهضت وعاد السبايا
قطفت انتصارا
وحلت بأعدائك التهلكة
هو النصر إن لم يكن بالسيوف
ففخذ لفاتنة يريح المعركة" ص75 و77، هذه القصيدة أقلها قسوة على المتلقي، لأن القسوة تكمن في الفكرة فقط، ولم تتعدى إلى شكل التقديم أو الأسلوب كما هو الحال فيما سبق. 
ويقول في قصيدة "إلتواءة السؤال:
"... فيا خالقي في كبد" ص125.
...وإبليس مثلي جبان ولكنه صار من المنظرين
إلى يوم ينفخ في الصور" ص127، كل هذا يعطينا دلالة إلى الثقافة الدينية التي يتمتع بها الشاعر.
ويستخدم قصة يوسف كما هو الحال في قصيدة العنوان "مكابدات زليخة" والتي يقول فيها:
"قطعن بالسكين أيديهن في حرم الجمال
كي لا يقال
إن النساء يلدن بالصمت الممض
إذا تعشقن الرجال
بل كي يقال:
الحب ـ حين يكون جبارا ـ تخر له الجبال 
والحب حين يكون جبارا فحواء وآدمها 
سواء هل يفهم السفهاء ما معنى |سواء"؟
أني أنا امرأة العزيز
ما كان يوسف فاحشا يوما
ولا ارتكب الخطيئة
فأنا جريئة
وأنا ركضت وارءه وقميصه قد قد من دبر وقاومني
وأنا من غلق الأبواب في حذر" ص19، نجد القصة الدينية يتم سردها بطريقة جديدة لكنها تعطينا نفس الفكرة، واعتقد ان مكانة هذه القصيدة في الديوان تتماثل تماما مع مكانة سورة "يوسف" في القرآن، لأنهما جاءتا تقريبا تتحدثان عن قضية واحدة "قصة يوسف" وما سواء كان من باب التقديم للقصة ليس أكثر. 
الواقع يؤثر على الشاعر بشكل واضح وجلي، وهو يعري أمراء النفط وما سببوه من خراب وقتل وتشريد للمواطنين العرب، فهم الطوفان الذي لم يبقي ولا يذر:
يقول في قصيدة "تغريبة بني عراق":
"...
وصار الذي في الوطن
موكبا من محن
على كل بيدر جموع جراد
وفي كل بيت بقايا حداد
وأسألكم إخوتي
فما بيننا من غريب
ما الذي يفعله الحر حين تضيق
الدروب؟
وكيف يدير الصراع فتى مزقته الحروب؟
...
رحلنا بثوب وخيمة
وقفنا على باب من كان يحلم يوما يرانا
وصرنا حيارى
نجوب الصحاري
بثوب وخيمة
كلانا بلا نائحة
سوى ما تخلف منا على نهر دجلة" ص24و25، العديد من الألفاظ جاءت لتوكد على حالة الألم والقسوة التي يمر بها الشاعر، كما هو الحال في "محن، جراد، حداد، غريب، تضيق، الصراع، مزقته، الحروب، رحلنا، خيمة، حيارى، الصحاري، نائحة، تخلف" فكل هذا الالفاظ تعطي صورة الألم الذي هو فيه، بحيث وجد في هذه الألفاظ ما يتناسب وحالته، كما أنه من خلال الأسئلة التي يطرحها نجد هناك ألم وقهر فيهما، وكأنه بها أرادنا أن لا ننفعل عاطفيا فحسب، بل أن نفكر ونحلل ما حدث، ونضع الحلول أيضا.
ويقول في قصيدة "جميلة بو حيدر": 
"ترى لو تقدم شيخ له بئر نفط
إلى والدها
أميرة رغبة الاقتران
فماذا سيهدي إليها
ـ لحية أم عباءة؟
ـ سفلسا ؟أم دناءة؟
وهل كل آبار نفظ العرب
وكل الذي عندهم من ذهب
يليق مقدم مهر لكف جميلة؟" ص31و32، لقد تناول الشاعر حالة بعينها عن سلوك هؤلاء النفطيون، والأسئلة التي ضرحها بالتأكيد هي أسئلة استنكارية، وتدعو إلى عدم اقتران "الأميرة" بهم.
يقدمنا الشاعر أكثر من أمراء النفط، فيقول في قصيدة "توشيح صامت":
"رفعوا شاعر الزاهدين وأذنوا
في الناس بالحج اللطاف حتى إذا ملكوا الزمام
وأتقنوا فن القطاف
ضحكوا على من صدقوا أقوالهم زمن الجفاف
فتراهم ملأى البطون
ثقال أرداف
كمسمنة الخراف
حتى تظنهم،
لفرط تلغُد الخدين مرضى 
بالنكاف
هو ـ هكذا ـ التاريخ
إنسان يُخيف وأخر منه يخاف
هي ـ هكذا ـ الدنيا
قوي يستجير بثوب كعبته الضعاف
هو ـ هكذا ـ الإنسان
جبار إذا أمن الأذى
وأمام قاتله يجيد الاصطفاف" ص35و36، فهو يكشف عوراتهم من خلال سلوكهم، إن كانوا بصفتهم الشخصية أم الرسمية، وهذا التحقير والذم يشيران إلى حجم الجريمة التي اقترفوها، فهل هناك جريمة أكبر وأعظم من قتل وتشريد وتجويع شعوب وتدميرها وتخريبها وفتح الأبواب أمام العدو ليستبيح أرضها وينتهك حرمة سكانها؟.
ونجد ذروة السواد في قصيدة "مكاشفة": والتي يفتتحها:
"إذرف دما، إن الدموع بلا دم
لغة المنافق في خضم المأتم
هي لم تك امرأة بغيا، إنما
صرخت فأسكتها الزناة بملجم
وزناتها منها يشاطر جهدهم
فض البكارة أجنبي أعجمي
وطن تشيده الجماجم، خادعن
أحياؤه من مات غير مذمم" ص39، كلنا يعلم أن فاتحة القصيدة تعطي صورة عن فحواها، ففي هذه القصيدة هناك غضب واضح وانفعال غير عادي عند الشاعر، لهذا نجد الصوت فيها عال وقوي مباشر، وهذا التنوع في تقديم أشكال القصائد يعبر عن حالة الشاعر النفسية، فهو الذي كان ينعم بأرض الرافدين، هنا هو مشرد طريد في الأرض، بعيدا عن الأرض التي ينتمي إليها ويعشقها، لهذا من حفه أن يكتب شيء يحرر نفسه مما فيها من ألم، أليست الكتابة طريقة لتخفيف أملنا؟.
الديوان من منشورات دار فضاءات للنشر والتوزيع، عما الأردن، الطبعة الأولى 2009

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 24 سبتمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,637