دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

authentication required

" إغتصاب " ؟؟ّ!!
قصة قصيرة 
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
( آخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل ) .
أحداث وشخوص النص حقيقية حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ... وإذا تصادف تطابق الشخوص والأحداث على شخص ما ؛ فليس هذا سوى من قبيل المصادفة البحتة فحسب .. والكاتب بالضرورة لا يعني بأنه يقصده .
إهداء خاص :
إلى ذلك الصديق الذي كان يحدثني عن الموقف الذي حدث .. ولم يكن يعلم بأنه يقدم لي هدية مجانية بفكرة نص جديد ؟؟!! 
تنويه :
ليس بالضرورة الاعتقاد بأنني أقوم بإعطاء فكرة مبتكرة للتخلص من مثل هذا الموقف الذي تم سرده في النص عندما يتعرض شخص ما لنفس الموقف ؟؟!!
تقديم :
قضية " الاغتصاب " قضية عويصة جدًا .. دارت حولها العديد من النقاشات والمداولات والمؤتمرات والندوات وعلى كافة المستويات .. من أجل الوصول إلى الحلول العملية لمعالجة هذه القضية - ولو بشكل نسبي - وقد تم قتلها بحثًا من قبل علماء النفس والاجتماع والعلوم الحياتية .. وفي النهاية ؛ كانت تصل النتائج في كل هذه وتلك إلى بيان ختامي ؛ هو أشبه ما يكون بـ " شهادة الفشل " والتي تثبت الفشل الذريع بعدم الوصول إلى نتائج جادة تحد من تفشي تلك الظاهرة الخطيرة .. ويبدو بأن هذه القضية ؛ قضية مستعصية ؛ هي بمثابة " العقاب " لمجتمعات الحضارة في عصر العولمة والحداثة والانفتاح .
( الكاتب )
------------------------
" إغتصاب " ؟؟ّ!!
.. أقرب ما تكون هي إلى الرجال منها إلى النساء ؟؟!! .. أقرب ما تكون هي إلى العجائز منها إلى النساء المتصابيات ؟؟!! .. أقرب ما تكون هي إلى نساء الحواري و " الشوارع الخلفية " منها إلى نساء " البيوتات : ؟؟!! .. أقرب ما تكون هي إلى " الدمامة " منها إلى " مسحات الجمال " ؟؟!!
يكاد الأمر يختلط على الرائي فيحسبها " رجل في زي المرأة " ؟؟!! .. أو ليحسبها " رجل على هيئة امرأة " ؟؟!! .. لولا تلك الملابس النسائية " الفوضوية " .. شبه المهلهلة التي كانت ترتديها بابتذال رخيص .. وتلك الحركات النسائية المفتعلة السمجة .. وتلك الكلمات " السوقية " التي كانت تتلفظ بها وهي تمضغ اللبان ( العلكة – الليدن ) بحركات فم ولسان سمج .. يصل لدرجة الوقاحة ؟؟!! .
تسير إلى داخل المبنى الكبير للمؤسسة الضخمة بحركات " البطة العرجاء " ووقاحة بطلات مسلسلات وأفلام بنات الهوى وبنات الليل في الأفلام والمسلسلات العربية الهابطة .
تتسكع في المكان بخطوات أقرب ما تكون هي إلى " مكانك عد " منها إلى " الأمام سر " ؟؟!! .. تتلفت حولها في أرجاء المكان الذي كان يعج بالموظفين والموظفات .. العاملين والعاملات .. وترفع حاجبيها وتمط الشفاه بصفاقة وتعجب وكأنها تتساءل في سرها " أين ذهب الجميع " ؟؟!! .
.. لم يلبث أن وقع بصرها على أحد الرجال العاملين في المبني الكبير والذي كان يعمل " حارساً " للمبنى الكبير ..
راحت تقترب من الرجل ببطء شديد بحركات كلها " خلاعة " و " ابتذال رخيص " ؟؟!!.
سألته " بميوعة " و " دلال رخيص مبتذل " عن سبب تغيب الجميع عن أماكن عملهم ومكاتبهم في المبنى ؟؟! .. أخبرها " الحارس " بأنهم جميعًا هناك في غرفة الاجتماعات حيث كان يعقد اجتماع هام لجميع الموظفين والعاملين مع سعادة المدير العام للمؤسسة .. وأنه لم يبق في المكان من أحد سواه ؟؟!! .
راح يسألها عن حاجتها ومطلبها وسبب زيارتها .. أخبرته بأنها كانت تأتِ دائمًا إلى هذا المكان فيقوم العاملين بمنحها الكثير من المنح والأعطيات وينفحونها بعض النقود والمبالغ النقدية .. وها هي قد جاءت الآن لكي تطلب منهم أن يمنحونها شيئًا من النقود كالعادة ؟؟!! .
راح " الحارس " يؤكد لها بأن لا أحد سواه هنا في المكان ... خاصة وأن وقت العمل الرسمي في المؤسسة قد انتهي قبل وقت وجيز .. وأن الكل الآن في الاجتماع الهام مع سعادة المدير العام ؛ والذي سوف يستغرق المزيد من الوقت .. ولا يمكن أن يخرج أي شخص بالمطلق من الاجتماع .
.. ابتسمت المرأة ابتسامة غريبة وهي تقترب من " الحارس " اكثر فأكثر .. بحركات مبتذلة رخيصة ..
همست له بدلال ممجوج .. بأنه ما دام الأمر كما يقول .. فهي تريد منه أن يمنحها هو بعض النقود .. فهي لا تود أن تغادر المكان خالية الوفاض ؟؟!! .
صارحها الرجل بأنه لا يستطيع أن يمنحها أي مبلغ بالمطلق ؛ لأنه وبكل بساطة لا يملك أي مبلغ مهما كان بسيطا .. فهو مجرد حارس مستجد .. لم يتقاضى أي راتب من المؤسسة بعد .. ؟؟!!.
راحت تلح عليه وتلحف بالطلب وبشدة وإصرار وهي تقترب منه شيئًا فشيئًا .. بينما كان الرجل يرفض طلبها المرة تلو المرة وهو يحاول الابتعاد عنها ؟؟!! .
.. عندما تأكدت المرأة من إصرار الرجل على عدم منحها أي مبلغ بالمطلق .. هتفت به بحزم غريب :
" اسمعني يا هذا ؟؟!! .. إن لم تدفع لي ما أريد .. فسوف أقوم بتمزيق ثيابي بنفسي .. وسوف أصرخ بأعلى صوتي طالبة النجدة .. وسوف أدعي أمام الجميع بأنك قمت بتمزيق ثيابي وبأنك كنت تريد اغتصابي ؟؟!! .
في اللحظات التالية ؛ كان الرجل يمد بكلتا يديه نحو ... نحو ثيابه التي كان يرتديها ؟؟!! .
.. وفي اللحظات التالية مباشرة ..
.. كان الفرار هو سيد الموقف ؟؟!!
فلقد كانت " البطة العرجاء " تفر من المكان جزعة مضطربة مرتعدة وبسرعة متسابقي المسافات القصيرة .. بينما كان الرجل ممزق الثياب .. وهو يصرخ بصوت مدوٍ مجلجل يتردد صداه في جنبات المكان :
" .. أدركوني .. أدركوني ... لقد قامت هذه المرأة بتمزيق ثيابي .. وحاولت اغتصابي ؟؟؟!!! .

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 105 مشاهدة
نشرت فى 24 سبتمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

579,005