جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
موسوعة شعراء العربية
المجلد التاسع - الجزء الثاني
شعراء العصرالحديث
بقلم فالح الكيلاني
( الشاعر اليــــــاس لحــــــــــود )
هوالشاعر إلياس حبيب لحود – شاعر لبنان وبلبلها الشادي
ولد الياس لحود عام \1942 م في مدينة (مرجعيون) – من اعمال جنوب لبنان - تعلم تعليمه الاولي في بلدته،(مرجعيون ) في مدرسة الراهبات في جديدة مرجعيون ثم تابع دروسه الثانوية والعالية في (صيدا) و(بيروت) حصل على اجازة اللغة العربية وادابها من الجامعة اللبنانية في بيروت عام \ 1969 وبعد تخرجه - مارس التعليم فترة طويلة، ثم انتقل إلى الصحافة الثقافية فشارك في تأسيس مجلتي (الفكر العربي)، و(الفكر العربي المعاصر) ، وأنشأ مع عدد من أصدقائه مجلة (كتابات معاصرة)، وترأس تحريرها منذ\ 1989 م – ثم عمل مديراللامور الادارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين، و عضوا في المجلس الثقافي الجنوبي .
كان والده ميكانيكيا متخصصا بإصلاح السيارات و شاعراً شعبياً وكذلك كان بعض أقاربه شعراء الشعبيين. تأثر كثيراً بهذا الجو الشعري والأدبي منذ صغره. وكان هذا الميل الأدبي يزداد لديه نمواً كلما تقدم في دراسته الثانوية والجامعية، فتأثر ببعض أدباء وشعراء العرب التجديديين أمثال صلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وخليل حاوي. ومن شعره الحر يقول :
شهقت فساتين النساء مزغردات
حين طلّ الأشبهيّ على أكفّ الأمّهات.
ألقوا على حانوت بطرس دمعتين
وكاد أحمد أن يكون جريدة من أذرع أو ضفّتين
من الحجارالأرض بيت النار
بندقية جارنا عباس
تغمزه أذا لمعت غمامه
الأرض مملكة القيامة
الجسم بيت لا يكف عن المسير..
قال جدي يا ذكي إذن الأرض جسمك
لا يضاع ولا يباع/الأرض خبزك...
أنت خبز الأرض للشهداء/من عرق جبينك
أنت من عرق الجبين...
وغمرت دفء تراب جدّي مثل تفّاح تصدّى
ووقفت وحدي
بين كفّ الأفق والريحان
قطف قبلة من ثغر يولا
يقول لحود عن فترة تكوينه الادبي إنه كان يقرأ كل شيء يصل اليه من الشعراء الجاهليين حتى شعراء الحداثة مروراً بالرومانسيين من العرب والأجانب.وكان لا يميز في الثقافة بين الشرق والغرب. وما كان يهمه الا الشعر الإنساني و الوصول إلى فنيّة تجاوزيّة تؤكد تقدم الشعر و مستقبله يقول في احدى قصائده من الشعر الحر :
يُمطرُ دمعتَيْهِ:
صور) دمعةٌ في البحر و(الخيام) دمعةٌ في البرِّ)
والضحى قبور
تدحرجت إلى الفضاءِ أوْرَقت
برقاً وسنديان
أزقَّةُ البرِّ على أكفّها الخيامُ أقحوانةً حمراءً
من يافا إلى حنينها النائي وبازوليني:
موجةٌ أعمدةٌ، وموجةٌ من الصخور خلفها
موجات أرجوان
أزقَّة البحر على هدوء (صورَ) عطلةٌ تنزفُ :
(صور) أرجوانةٌ مُسافره
تبسط كفَّها وتبسطُ الخيام ُكفها
يُسلِّمانِ فوق قلعة (الشقيف) كلّ قبضة منارةٌ
وصرْخَتا نسور
عمل الياس لحود مدرساً في المدارس الثانوية وصحفياً في مجلتي الكفاح العربي والفكر العربي المعاصر، وأصبح عضوا في نقابة المعلمين وأمين الامور الإدارية في اتحاد الكتاب اللبنانيين وعضواً في اتحاد الكتاب العرب
كتب قصائده الأولى باللغة الفرنسية وهو في التاسعة والنصف من عمره، ثم كتب القصيدة العمودية وهو في العاشرة واتجه وهو في الثالثة عشرة من عمره إلى القصيدة الحرة.و في قصيدة لجدته من الشعرالعمودي يقول :
ايا جدتي كلّما لاح طيف
كئيب نسائله عن صبانا
وعن ذكريات يعود صداها
عتيقاً فيرتاب منه صدانا
ايا دمعتي افرغ العمر كأسي
كما تفرغ ألحانه الزاخره
وأرسلني في طلاب شبابي
وما زلت في سنه الباكرة
نوافذنا.. والمساء توارى
حزيناً يعاتبنا من جديد
وأنظارنا.. والسناء بطيء
تسوح على عالم من جليد
أيا جدتي اين احطابنا
لقد ملّ اصغاءنا الموقد
ايا ليتنا ما نسينا زماناً
اقمنا به– حوله– ننشد
-اما دواوينه الشعرية فله العديد من الدواوين الشعرية منها :
على دروب الخريف 1962 م
السد بنيناه 1967
فكاهيات بلباس الميدان 1974 م
المشاهد 1980 م
شمس لبقية السهرة 1982 م
الإناء والراهبة 1990 م
ركاميات الصديق توما
وكرت المسبحة
قصائد الشرفة
ثم جمعت اعماله الشعرية وصدرت له في عام \ 2012 الأعمال الشعرية الكاملة في أربعة مجلدات
شعرالشاعر الياس لحود وقصائد ه تمتاز بإيقاعات شعريةعالية فقد كتب في بداية حياته الادبية القصائدة العمودية ذات الوزن والقافية ثم كتب في شعر التفعيلة،(الشعرالحر )المنفتحة على عوالم ومشهديات متعددة متاثرا بشعراء هذا النوع من الشعر الجديد ذلك في القصائد الطويلة بل حتى في قصائد مضغوطة وقصيرة. نلاحظ فيها نبرة أشبه بالتلاوة المتعالية أو الإنشاد الخفيف تفرض نفسها على المتلقي وعلى ما يقرأه من حيث الإيقاع والدندنة والغناء، وهي صفات وممارسات تفتح القصيدة ذاتها على مساحات واسعة للتعبير في الإنشاد والترجيع والتدوير التي تنشأ من لغة القصيدة، ولكنه يظل مطارداً بالوزن والإيقاع وأحياناً بالقافية فشعر الياس لحود يستثمر خصوبة وطراوة اللغة العامية التي كتب بها ايضا شعراً عاميّاً وانشد القصيدة المفتوحة على لغة او لهجة تسمح بتغيير الإيقاعات والانتقال في الزمن وتبديل الضمائر، وهو ما نراه في شعره يقول في احدى قصائده :
الإناء والراهبة -1
الفجر إناء ٌ من الضّوْءِ
يكسرُهُ الفجْرُ حولَ البيوت ْ
السكوت
أوَّلُ ما تفتح ُ الشمْسُ أجفانها للسُّكوتْ
النافذة
تُودِّعُ كلَّ المصابيح ِ سرَّاً
و تسْتقبِل ُ العُمْرَ في النافذه
* راهبة
بينما الورْدُ يبني إناءً بَنَتْهُ بأجفانِها الراهبهْ
* المشاوير
يمرُّ النهارُ
وينسى مساميرهُ في النوافذ ِ
يَلْوي مَشاويرَهُ في القلوبْ
يسيرُ النهار ُ
ويلْهو وحيدا ً على ضفَّة ِ الوقت ِ يستقبل ُ الذاكرهْ
المشاوير ُ زَوْبَعَة ٌ ذابِله
* المساء
ترجع ُ الراهبات ُ من الأُقْحُوَانات ِ قبل انتباه ِ المساء
* البراري
زُمرة ٌ من زهور البراري تجرُّ الإناءَ إلى الطاوله
* البيوت
ضمَّة ٌ من زَوابع َ في وجْهِها تَنْطفي
ضمَّة ٌ من شوارعَ في يدِها
ضمَّة ٌ من بيوتْ
* ابتهالات
عندما نسِيَتْ فمَها في الحديقة ِ
عندما تركَتْ وجهَها في الزجاج ِ المُقَطَّب ِ يَسْتنطِق ُ الهاويه
ضمَّة ٌ من ورود ِ النوافَذ ِ تُطفئها ضمَّة ٌ من هواء ٍ ضرير
* الأُقحوانة
تجيء ُ من الأُقْحوانة ِ راهبة ٌ تقطف ُ الأقحوانَه
لمن تَهْدمُ الشمس ُ ذاهلة ً كل َّ هذا البهاءْ
ركام ٌ من العشق ِ في الصوت ِ في المقْلَتَيْن ِ حُطَامُ السَّماء
واختم بحثي بقصيدته ( مقفاة في حالة انعدام الوزن) يقول فيها:
ماضٍ كماضٍ وآتٍ من جروح نبي
كأنه الموت مصلوباً على الشهبِ
عروقه الجمر كفَّاهُ دجى شجَرٍ
دموعه البحر عيناه مدى لهَب
ترابُهُ الحزنُ دنياهُ فضاء ضنيً
في قلبه انهدّ بركانٌ من التعَب
كؤوسهُ النارُ تذكيها سفائنهُ
مشتْ على النار لم تغرق ولم تغِب
رمادُهُ المنتهى يمتد أوله
فيه وآخرهُ في دمعة العرب
ضٍ كماضٍ وآتٍ من جروح نبي_
كأنه الموت مصلوباً على الشهبِ
عروقه الجمر كفَّاهُ دجى شجَرٍ
دموعه البحر عيناه مدى لهَب
ترابُهُ الحزنُ دنياهُ فضاء ضنيً
في قلبه انهدّ بركانٌ من التعَب
كؤوسهُ النارُ تذكيها سفائنهُ
مشتْ على النار لم تغرق ولم تغِب
رمادُهُ المنتهى يمتد أوله
فيه وآخرهُ في دمعة العرب
مرابضُ الأهلِ أنقاضٌ مشرّعة
من (دارميّة) حتى (ربعها الخرب)
كل الرِّماحِ حنتْ والخيلُ راكعة
والكتْبُ خاشعة والحكيُ في القرب
لا الليلُ ليلٌ ولا الخيل العِرابُ كذا
خيلٌ... ولا الشمس والبيداء بعض أبي
الخيلُ من ورقٍ... والليل من حجرٍ...
والدمعُ من إبرٍ... والسيفُ من خشب
كأنما كلُّ حرفٍ في فمي قدرٌ
أعمى يعلّمني (التجليس) بالأدب
منه تزاورني لكنني كلما جلَّستُ
ساقطةً في حومة الغضب
تحمرُّ في فمها الألفاظ شاحطةً
كما الصواريخ في صحراء من علب
كأنما كل شيء راكب غلطاً
من درفة الباب حتى نشوة الطرب
كأنما كل شيء راكبٌ خطأ
سهواً على كل شيء في مطال صبي
كأنما كل شيء يمتطي بشراً
يمضي يُخيّل فوق البحر في عجب
فوارسٌ في رحاب الدهر صارخها
يعلو بلا سببٍ يهوي بلا سبب
حتى إذا أفحلتْ واشتدَّ فارسها
فالحبلُ من فمه والذيلُ من قصب
كل يسوق بكلّ والجبالُ هوتْ
(ياأمَة العُرْبِ سوقي أمّةَ العَرَب)
قبيلة من خليج الويلِ مركعه
إلى محيط الشقا والليل والنُّوب
بطونُها في بطون (المجد) ضامرة
كأنها حِصرم مصُّوه في حلب
قصيدة من غروب الشعر مطلعُها
إلى الغروب دواليها بلا عنب
قبيلة في عروق الغزْو ضاربة
قصيدةٌ مزَّقتْها الريح في السحب
كلٌّ يغنّي على ليلاهُ يدفنُها
حيناً مع النصر أو حيناً مع الهرب
لكنّما الأرضُ أرض والبلادُ بلا...
أَمَّا بلادي بلادٌ.. آه واعجبي
قالت بلا أبداً نامت بلا أبداً
ماتت بلا أبداً موتاً على الطلب
من كتاب (شعراء العصرالحديث ) م9 ج2)
.
اميرالبيــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجيةالكيلاني
العراق- ديالى - بلـد روز
**************************************
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية