دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

الواقع في كتاب
"جمهورية ساندويتش الديمقراطية"
خلدون صبيحي
الأديب الجيد هو الذي يحاول التملص من الواقع، الذي يقدم مادة أدبية قبل أن تكون مادة سياسية، في هذا العمل الذي يقترب من عالم الرواية يقدم لنا "الصحفي في وكالة نيام " ثلاثة نماذج من الحكم، الأول يتحدث عن المجتمع الاستهلاكي في "جمهورية ساندويتش الديمقراطية" وما يحسب لهذا "الصحفي" أنه يعطي اسماء توحي لطبيعة هذا المجتمع، فنجده يحط "في مطار مرتديلا" ص9، وينزل في فندق " البصلة الضاحكة" ص15، والصحيفة الرسمية "كول واشكور" ص21 ونجده يخبرنا عن: "...صورة ضخمة تحتل نصف سقف المبنى الرئيس للمطار فاستنتجت انها صورة المارشال (أمان) رئيس جمهورية ساندويتش الديمقراطية" ص9، كل هذه المؤشرات تعطي مدلول للقارئ أن المقصود هو الدول العربية/دول العالم الثالث، التي تهتم بالمظاهر وتتجاهل المضمون، وهذا ما قاله مرافق/مراقب هذا الصحفي الذي اختصر عليه الكثير من البحث ومشقة وضع الأسئلة عندما قال له: " أنظر إلى شوارعنا ... أنها في حالة احتفال ... وهي هكذا دائما ... تقريبا ... فلماذا تحدثك نفسك أن تقترب من المواطنين أكثر ما يجب؟ ... وأن تطرح أسئلة لا داعي لها ؟ إن المرء يفسد اللوحة إذا لمسها بأصبعه، خاصة عندما يكون الدهان طريا" ص16، بهذه الكلمات يمكن تلخيص الواقع الرسمي والشعبي العربي, وأما الحكومة هذه الجمهورية فتمثلها " الغسيل النظيف" ص45.
أما المعارضة في هذه الجمهورية فتتمثل ب"حزب الحرية النائمة" ص41، التي تنجح في الوصول إلى السلطة، من خلال حزي 
"الأغلبية الصامتة" ص 90، وتقيم نظام (اشتراكي) فهناك اشارت كثيرة حول هذا النظام منها: "تحمل صحيفة (الرفيق) على الصفحة الأولى اسمها وتحته مباشرة عبارة بالحبر الأحمر وبأحرف صغيرة تقول (كل رفيق أمين) ... سيقوم بها الرفيق المعلم القائد بهتان إلى مقر الاتحاد العام لجمعات "احرث وادرس" الزراعية التعاونية" ص77.
بعد هاذين النظامين يأتي نظام "الدكتور" الذي يمثل العصر الآلي، عصر هيمنة الآلة "الإنسان الآلي" على جمهورية ساندويتش الديمقراطية" بحيث تخضع بالكامل لهؤلاء الآليين، فهناك "الحزب الأول الحاكم حوب البرغي أما حوب المعارضة فيدعي حزب المفك" ص104، لكن طبيعة الحياة بالنسبة للمواطن في هذه الجمهورية لم يبدل، فهو مقموع ومضطهد في العهود الثلاث.
أما المعارضة في هذه الجمهورية فتتمثل ب"حزب الحرية النائمة" ص41، التي تنجح في الوصول إلى السلطة، من خلال حزي 
"الأغلبية الصامتة" ص 90، وتقيم نظام (اشتراكي) فهناك اشارت كثيرة حول هذا النظام منها: "تحمل صحيفة (الرفيق) على الصفحة الأولى اسمها وتحته مباشرة عبارة بالحبر الأحمر وبأحرف صغيرة تقول (كل رفيق أمين) ... سيقوم بها الرفيق المعلم القائد بهتان إلى مقر الاتحاد العام لجمعات "احرث وادرس" الزراعية التعاونية" ص77.
بعد هاذين النظامين يأتي نظام "الدكتور" الذي يمثل العصر الآلي، عصر هيمنة الآلة "الإنسان الآلي" على جمهورية ساندويتش الديمقراطية" بحيث تخضع بالكامل لهؤلاء الآليين، فهناك "الحزب الأول الحاكم حوب البرغي أما حوب المعارضة فيدعي حزب المفك" ص104، لكن طبيعة الحياة بالنسبة للمواطن في هذه الجمهورية لم يبدل، فهو مقموع ومضطهد في العهود الثلاث.
رغم أن الكتاب يتحدث عن واقعنا الصعب، إلا الراوي استطاع أن يخفف على المتلقي من وطأة هذه الصعوبة من خلال استخدام تسميات ساخرة، لكن المأخذ على الكاتب أنه تجاهل دور رجال الدين والفكر الديني في تثبيت أركان العهود الثلاث، علما بأن الدين يعد ركن أساسي لاستمرار النظام الرسمي العربي وبقاءه.
الكتاب صادر في عمان، الأردن سنة 1991، دون اسم دار للنشر.

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 163 مشاهدة
نشرت فى 15 أغسطس 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

579,005