جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
جزء من روايتي الجديد ( ذاكرة مثقوبة)
الذاكرة المثقوبة جعـلته ضائعـاً تتقاذفه الأيام , يجوع ويعـرى بسبب الحصار الظالم عـلى الشعـب المسكين , ولا نملك إلاّ أنفسنا
تتقدم الدنبا ونحن نترجع كثيراً متأخرين عـن عـالمنا الواسع الكبير كثيراً .
ويرسم الصمت الثقيل خطوطاً حمراً عـريضة سوى الألم والوجع والجوع , لا شيء غـير هذا الموضوع , وليس يقودنا إلىالخلاص لنعـود إلى ذواتنا , ولا شيء سوى الحروب والخوف من المجهول , وليس لنا الحق بالتصريح وإلاّ ذهبنا في داهية
كبيرة , وأيامنا مهدورة مثل حقوقنا , وأحلامنا ضائعـة , ولا شيء غـير الأحلام السرية التي لا يمكن أن تُعـلن أو تنشر,جتى
كرهنا الحياة .
دخان سيجارته الملفـوفة يدوياً بالتبغ يتصاعـد بشكل دوائـر
متعـددة , ويللحظها بإمعـن وهو يعـيش في دوران مستمر (دوران
الدخان) .
وتمر الأفكار بسرعـة مذهلة تارة وببطء تارة أخرى , وتزداد
الأمور سوءاً , وكنا نترقب الفرج , وهو بعـيد لا يأتي ,, ولا تنفرج الأمور .
وينهمر المطر غـزيراً , مثل الهموم التي لا تتوقف , وتتساقط دموعـه حبن يطلب ولده منه نقوداً والأب لا يملكها , كم ظالمة هي الدنيا وغـشمة . . .
شكلت في نفسه غـصة , لكونه أعـفي من الخدمة دون وجه حق من ظالم فاسد , وعـلى الرغـم من ذلك كله لم تنكسر شوكته
وإرادته , بقي كالطود الشامخ , , بعـد ذلك هرب المدير العـام إلى خارج الوطن , وأصدر أربعـة كتب عـن عـبود , وكان صديقاً حميماً لابن عـبود وكان يدعـوا له لتسلم السلطة .
وتمر سنوات القحط والجوع والألم , وعـيناه تفيضان بالدموع , ب ادموع أقرحت أجفانه , وامتلأت بالغـم أعـطافه , ولم يستكن لما حدث له , لا بد من يأتي يوم تستكين نفسه وتذوب أوهامه , وكان يتعـلق بقشة تنقذه مما هو فيه , ويتخلص من تعـب القلب والتفكير المضني , والغـشاوة تغـطي عـينيه , وأثقلت الهواجس رأسه .
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية