جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( مازالَت تَحلُمُ بالثَراء )
جَلَسَت بالقُربِ من كوخِها ... وهِيَ تَحلُمُ
في وَقتِهِ الأصيل ... من.يُحيلُ كوخَها قَصرا ؟
والوَقتُ لَم يَزَل عَصرا
أَلَيسَ من حَقٌِها أن تَسكُنَ قَصرَها المنيفَ ؟
وأن تَعيشَ الحَياةَ بشَكلِها المُريحِ النَظيف ؟
و تَغمِسَ لَحماً بِذاكَ الرَغيف ؟
يا لَهُ من واقِعٍ بائِسٍ و سَخيف
هَل حالَة فَقرِها ... وَقِلٌَةَ مالها ... لِأنٌَ طَبعَها شَريف ؟
تَملِكُ المَناعَةَ ... ( كَلَبوَةٍ ) في العَرين
فأينَ فارِسَها ذاكَ الأمين ... من يُقَدٌِرُ جَمالَها الرَصين ؟
جَمالَها لِوَحدِهِ ... لا يَجلِبُ ذَهَباً ذو رَنين
هَمَسَت بِسِرٌِها ... ألَستُ بارِعَةَ في الجَمال ؟
يا إلهي ... بَدٌِلِ الأحوال
بالَغَت.بالدُعاء ... لِرَبٌِها ... تَنظُرُ لِلسَماء
شِعراً دَعَت ... وأنشَدَت ... عَلَناً أو بالخَفاء
والنَسيمُ داعَبََ شَعرَها بِحَياء
يَلوحُ فَوقَ الجَبين ... بِرِقٌَةٍ لا يَعوزُها الحَنين
غَفَت ... كأنٌَ كوخَها زَورَقُُ ... وشِراع ...
يَمخُرُ في جَوٌِهِ ذاكَ الحَزين
تَشوبُهُ أُهزوجَةُُ لَحنِها بِهِ أنين
يَتَهادى أخضَراً فَوقَ المِياه
غَفَت ... يا وَيحَهُ الشَقاء
إلى مَتى يَستَمِرٌُ العَناء ؟
تَقولُ في سِرٌِها : لِما البَقاء ... لِما البَقاء
هاتِفُُ يَهتِفُ من فَوقِها : رَبٌُكِ مَن يَقسِمُ الأرزاق
لا تَشتَكي وأُشكُري لِرَبٌِكِ هذا العَطاء
دٌنياكِ يا غادَةً ... إلى فَناء ... فَلا تَقنَطي من الرَجاء
فالحَياةُ عُبور ... ما جَدوى القُصور
ألَم يَهِب لَكِ الجَمال ... والصِحٌَةَ ... والخِصال
وأنتِ في بَحبوحَةٍ من مال ...
فَقَد تَكونُ في القُصورِ .... القُبور
تَمَتٌَعي بالحَياةِ قَبلَ الفَناء
بالسَعادَةِ ... وبالقَناعَةٍ ... يَكونُ الهَناء
تَنَبٌَهَت مِن نَومِها
تَستَغفِرُ رَبٌَها ... الذي أجزَلَ لَها العَطاء
مِن يَومِها صارَت تَعيشُ في رِضا ونَقاء
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية