آخر الكلام ... عندما كنت طالباً أدرس الدكتوراه في أمريكا ، قامت علاقة ود بيني وبين أستاذاً لي ، وهو مسيحي كاثوليكي ، حتى أنه كان كثيراً ما يأنس بالحديث معي وكذلك أنا فالعلاقات بين الطلبه وأعضاء هيئة التدريس في الغرب تختلف عنها في الشرق ، فيأتي إلي بيتي حيث كنت أسكن في شقة فاخرة وحدي تطل على نهر يسمى نهر البرت وكنت أتمتع ببحبوحة في العيش ، مرة شكا لي من زوجته التي تزوجها من أكثر من عشر سنوات ، وكيف أنها أصبحت لا تستهويه ولا يشعر بالميل لها ، ويؤدي في بيته العلاقات بشكل روتيني لا عواطف فيها ، قلت له أنتم في أمريكا غير الحال في بلادنا في الشرق ، فقد يتزوج الولد أو البنت تحت ضغط رغبات الأهل ، ولكن أنتم هنا لا تتزوجون إلا بعد حب وأزيد تجربة كل معاني الحب ، قال صدقت قلت له فأنت الذي إخترت بكل إرادتك هذه المرأة أليس كذلك قال نعم ، قلت لماذا إخترتَها قال لإنها كانت نموذج رائع للإنوثة والحب والرقة ، ولكنها أصبحت الأن مثلي في الرجولة والخشونه ، قلت له هذا ما توقعته من سؤالي ، وأنت أخبرتني أن لها صديق ويستمر السؤال لماذا يتخذ رجل صديقة مثله في الرجولة كما تقول ، لا إجابه إلا أنه وجد فيها الإنوثه التي كانت معك ثم تغيرت ، أي أنها مازالت أنثى تُشتهى ، المشكلة يا صديقي هي في أسلوب تعاملك مع أنوثتها ، فالبعض بمرور الوقت يأتيه الملل من روتينية الحياة ، فيعتقد أن الزهرة التي في بيته ما عادت في حاجة إلي الإرتواء بالماء ، حيث أن هذه الزهره ما عاد رحيقها يجذبه ، فيريد أن يذهب إلي حياة أخرى ، أدرك الدين الإسلامي هذه الرغبات لبعض الرجال ، فأباح لهم الزواج بثانية وثالثة ورابعة ، ومع هذه الإباحة حذر الرجل من عقاب من الله إذا لم يعدل بين من يتزوج من نساء فوق الواحدة ، قال لي معنى ذلك أن أبوك قد تزوج غير أمك قلت له لا لم يتزوج غير أمي ، لسبابين الأول أنا قلت لك بعض الرجال وليس كل الرجل ، والسبب الثاني أن أمي قد توفاها الله مع أبي في يوم واحد بعد أن أتمت 36 عاماً بأيام وكانت سيدة شديدة الجمال والأناقة ويومها كان عمر أبي رفيقها في رحلة الحياة والموت معاً عمره تجاوز 52 عام. ♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى