جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( يَفصِلُ بَينَنا النَهرُ )
كَم راقَني شَكلَها ... إلى المِياهِ تَنظُرُ
كَأنَّها حوريَّةٌ قَد ساقَها القَدَرُ
كَيفَ لي ... من دَهشَةٍ لِرَوضِها أعبُرُ ?
كَيفَ أنشِدُها القَصيدَ ... ؟
بَل كَيف لِلجَمالِ أنتُرُ ... ؟
وَيَفصِلُ ما بَينَنا الماء ... في نَهرِهِ يَهدُرُ
حاوَرتُ نَفسي : … بِئساً لَهُ الحاجِزُ القَذِرُ
كَيفَ لِلماءِ أن يُعيقَني ؟؟؟
وأنا الفارِسُ القادِرُ ?
شَجٌَعتُ نَفسي قائِلاً : ما شأنهُ التَمَهُّلُ ؟
هَل تُراني هامِداً ... أم تُراني أصبرُ ?
هَمَستُ في أُذنِ مَهرِيَ أُوَبٌِخُ ... أو أنهَرُ
يا وَيحَكَ فَرَساً تَعنُدُ حينَما تُؤمَرُ
هَيَّا إنطَلِق كالسَهمِ ... فأنتَ في الدِيارِ الأشهَرُ
صالَ صَولَتَهُ جامِحاً ... وهوَ يَصهَلُ
طارَ فَوقَ النُهَير… كأنَّهُ القَدَرُ
فَصِرتُ في الضِفَّةِ الأخرى ... عِندَها ... وكانَت تَنظُرُ
فَأُدهِشَت ... قَد راقَها المَنظَرُ
تَساءَلَت : كَيفَ قٌمتَ بِها ؟ .. كأنَّكَ طائِرُ ?
هَل فَقَدتَ الصَوابَ ؟ أم أنٌَكَ لِمَرٌَةٍ تُغامِرُ ?
أجَبتها : كِلاهُما من أجلِكِ يا غادَتي يَصغُرُ
قالَت : وهَل أنتَ مجنون ... أم كاذِبٌ قَشِرُ ?
أجَبتها : أمَّا الجُنون ... فَبَلى…
مِنذُ أن نَظَري لِوَجهِكِ صُدفَةً يَعثُرُ
منذُ أن رَأيتُكِ حوريٌَةً على الضِفافِ تَخطُرُ
لكِنَِّني لا أعرِفُ الكَذِبَ ... ولَستُ مُجبَرُ
هَيَّا إمتَطي صَهوَةَ المَهرِ ... ودَعينا نُغادِرُ
قالَت : إلى أينَ تَحمِلُني أيُّها المُتَهَوِّرُ ?
أجَبتها : لأقرَبُ مَأذونٍ… في أمرِنا يَنظُرُ
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية