دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

{{{شاعر وقصيدة }}}}
{{شاعرنا هذه الليلة الشاعر محمد محجوبي من الجزائر }}}
{{ تحليل النص بقلم الاستاذ صالح أحمد }}
وبقي يلوح بتيهه الكثيف من فتنة الأرض يتصعد وهج الشحنات على بداياتها الخلاقة ..
رغم ذبول المشي ' كانت وبقيت ترش خلاياها 
مثل الصنوبرة التي ترتعش بنكهة الظلال 
مثل المراحل المسجونة التي تلوح بقصائدها كمنديل وردي ثمل بليله الوريف 
. . .
كم هو غابر موسم الماء يحيي ضلوعا واعدة بحياة 
لا بد أن تتكلم الوردة 
تحكي فرحها كيف مات 
تلوم الشموس عن سفريات مريحة بين غيوم 
تقص وهجها _ كيف تسلى ببوحه دهره المسكين 
. . .
المكان فواصل مقمرة لو نال السدنة هذيانهم بين سطو الليالي ' لو تقصانا فجر الركاب الذين يدسون عرق المتعبين حتى يمتصهم حيز الانفلات 
. . . 
فمتى تضيفين مداد سوسنة تبكي على مدامع مسخرة الأرق البهيج 
ونحن نكبر نصفين 
بين همهمات وعراجين 
كمن يناجي انطلاقة غصنه في شامة الريح ويجلو من عنب الخيال بدون حلكة أجراس تبطل الطهارات وتنغص الماء على حمامة الروح . . 
. . .
فليتك امتلكت نافورة المساء 
وعابثت رذاذ الأنس بوصلك العنيد ' ربما سترقص أحشاء الاشجار وتبيض المواسم عنفوان التحدي 
فنأخذ النصيب الأخاذ من زقزقات مرسلات فينا 
وينتصب الاحتواء خيمة للضياء 
نبرم للأعياد مواقيتها على وجنات النسيم الوسيم 
فيكون مدلول الشهقة ارتواء 
والضحكة تمسي أفقا في نضارة تزين فردوس الرجاء
محمد محجوبي 
الجزائر
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
شاعرنا محمد المحجوبي أديب موغل بالحداثة.. مولع بالتراكيب اللغوية.. والتعبيرية المستحدثة.. مولع بالجري وراء الجمالية الاسلوبية والتعبيرية.. فتجده يكثر من الاستعارات والتشابيه التي تفرضها رمزيته من ناحية.. والحس الجمالي الذي يسكنه من ناحية أحرى.. إضافة إلى التحليق الذهني والخيالي الذي يعشقه ويتمسك به بقوة...
لذا تجد كتاباته غنية بالحقول الدلالية التي هي عمود أساسي في بناء نصه.. فلكل كلمة عنده حقل دلالي واسع.. 
انه مولع بالتركيب الدلالي الذي لا يمكن فك شفرته إلى باتباع الأسلوب والنهج التفكيكي للنص.. فهو يتعمد تركيب الجملة تركيبا دلاليا أفقيا.. (الأهم فالمهم).. 
بمعنى: أنه يبدأ تعبيره بما يريد للقارئ أن يركز عليه وفيه فكره وخياله ووعيه.. إذا أراد أن يدرك ما وراء الكلمات من تعابير ومعانٍ ، كقوله:
" المكان فواصل مقمرة لو نال السدنة هذيانهم بين سطو الليالي ' لو تقصانا فجر الركاب الذين يدسون عرق المتعبين حتى يمتصهم حيز الانفلات"
نجد أنه قدم الجواب على الشرط... فهو يريد أن يقول .."لو نال السدنة هذيانهم.. لكان المكان فواصل مقمرة...)
وهو بهذا يريدنا أن نركز في قراءتنا على ما بدأ فيه الحديث.. والتعبير.. كأنه يريدنا أن نفهم أننا لو أردنا أن يكون المكان فواصل مقمرة.. أي تشع نورا بلا حدود.. نورا يشمل الجميع.. بشمولية الأماكن.. علينا أن نكون سدنة حق .. لا ينال منا الهذيان حين تخيم الليالي بظلامها.. ولا حين يمتص الفجر عرق المتعبين وهم يسعون إلى طرق حيتهم.. وكسب قوتهم والعالم ذاهل عن معاناتهم..
وهو يوظف أنواع البلاغة توظيفا دلاليا .. وليس محرد توظيفا عاديا كمحسنات لفظية وتعبيرية ..
فهو يحمل كل تعبير له شحنة دلالية منها يتجلى الجمال التعبيري كقوله: 
- (رغم ذبول المشي) دلالة على التعب.. والارهاق.. والتراخي..
- (كم هو غابر موسم الماء) دلالة على تأخر عناصر الحياة والحيوية والنماء.. والرفاه.. فالماء عنصر الحياة.. {وجعلنا من الماء كل شيء حي} صدق الله العظيم
هكذا يجعل من عناصر الطبيعة رمزًا ناطقا موحيا.. يثري نصه بعمق الدلالة ورقي التعبير..الذي يزخر بها نصه .. وكذلك كل نصوصه.. ما يجعلها بحاجة إلى قارئ مثقف حساس ليدرك أعماقها ومراميها..
*
أكتفي بهذا العرض
لنترككم مع نص أديبنا الراقي .. ليتحفنا كل بما تذوق من أطياف جماله ومعانيه..
لكم التحية

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 19 فبراير 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

562,060