جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
{{{ شاعر وقصيدة }}}
{{ضوء على قصيدة }}
أصدقائي رواد المجلة لنا كل أسبوع اضاءة على شاعر
وقصيدة زاوية نختار قصيدة من قصائدكم وتكون تحت المجهر الغاية منها الإضاءة عليها وإظهار الجمال فيها أتمنى أن تنال إعجابكم
(((عطش الحروفِ إلى الصّدى)))
شعر: صالح أحمد (كناعنة)
///
ليلٌ... وأخيِلَةٌ تَنوحُ على صَدايْ
والريحُ تعصِفُ في المَدى:
- ما رافعي إلا هُداي..
- ما مُنقِذي إلا يَدايْ.
كم مَوجَةً رَقَصَت على رَملي الذي ما عادَ لي...
مُذ وافَقَت ريحي سُدايْ؟!
كم غَيمَةً عبَرَت ولم يَعبأ بها شَفَقي؟
وكنتُ أخافُ مِن سِحرِ الكلامِ على المَقامْ!
عَطشى حُروفي للصّدى ..
ويَدي تُكَفكِفُ جُرحَها
فينا يَظَل يُزمجِرُ الأبَدُ :
يا ظَلَّ هذا الكونِ أينَ غدي؟
عبَثًا بَقيتُ أصارعُ الوَقتَ الذي لم يُبقِ لي
إلا فَراغًا يَستَفيقُ المُتخَمونَ بِخَمرِهِ،
يَتَقاسمون الجَريَ نَحوَ مَلامِحِ العَثَراتِ في وَهمِ الطّريقْ...
صُبّي غُبارَكِ نَخبَنا يا ريحُ؛
أنجبناهُ كي يُسبى إلينا عنفوانُ الذّكرياتِ،
ويَصطَفي مِن صَمتِنا ما نَحتَسيهِ للَحظَةِ العارِ المُميتْ.
الخيلُ والبيداءُ، والعلمُ المُعانِدُ في خِيامِ اللاجئينَ،
قلوبُنا الظّمأى لأشرِعَةِ التّوَغُّلِ في العَراءِ،
ثَقافةُ الأحلامِ تَبسُطُ كَفَّها للّيلِ والأسماءِ؛
تَعتَنِقُ السّدى نَهجًا لينكَسِرَ الحنينْ.
نادَيتُ.. كم نادَيتُ والأحلامُ تحبِسُني
والليلُ يزحَفُ، والصّدى بِفَراغِنا يُقعي
يا دولَةَ الأسماءِ يا موتًا تَنَفَّسَني
لن تَحبَلَ الأيامُ إن أسكَنتُها صَدعي
كم غَنّتِ الأشواقُ عَن شَمسٍ ستُنجِبُني
للمُعجِزاتِ السَّبعِ تَستَهدي فَضا شَمعي
مُذ تاهَت الأزمانُ عَن شَفَقٍ تَناهَشَني
كي يَكتَسي نَزفي وقد ألقَمتُهُ ضَرعي
وتَسابَقَت سُحُبُ السُّدى أفُقًا يُراوِدُني
عن صادقِ الأشواقِ، فالنِّسيانُ أو صَرعي
ومَضَيتُ والنّكَباتُ لا تَنفَكُّ تَطلُبُني
كي أستَكينَ لها مَضَت تَقتاتُ مِن دَمعي
صَرعى ظُنوني والرّؤى تَرتاعُ مِن وَسَني
والآهُ تحرِقُني وتَغرِسُ بي نُهى رَجعي
***
يا ظِلَّ هذا الظِّلِ! أينَ يَدي؟
والليلُ يدفَعُني إلى مَوتٍ يُساجِلُني
فلينتّشِ العَجَبُ!
عَقَّت رِياحٌ طَقسَها مُذ أجدَبَ اللّهَبُ
الموتُ صارَ حليفُنا،
وَجُنونُنا السَّبَبُ!
فليَستَحِ العَجَبُ
نادَيتُ، كم نادَيتُ والأهواءُ تحجُبُني
عن مُعجِزاتِ غَدي، وعمّا اسوَدّ من ظِلّي
سَبَبًا! وكُنتُ جَعَلتُ من صَوتِ الأنا وَثَني؟
وجَعَلتُ صَوتِيَ يكتَسي مما ارتَوى جَهلي؟
تَعدو الدّقائِقُ دونَما رِئَةٍ على وَهَني
يَقتاتُ وَقتي مِن دَمي، وَيَصُدُّ عَن وَصلي
عَبَثًا لأُرجِعَ ما مَضى، أو قُل ليُرجِعَني
أستَصرِخُ الكَفَّ التي تَقتاتُ مِن لَيلي
أتَكُفَّ عَن قَتلي!
((ومضات حولها .)).
امتاز الشاعر والأديب الأستاذ صالح احمد في كتاباته الشعرية أم النثرية
على جذالة في التعبير وكثافة في الصور البيانية التي تطرح قضية معينة
او تصور واقع معين تنشط الذاكرة بقوتها وشفافية المعنى
قد يجنح الى الرمزية التعبيرية ليربط الواقع بالخيال بأسلوب شيق ممتع
ففي القصيدة هنا ابتدأ بصور الليل والخيال والنواح على الاصداء بتشابيه تدل على صعوبة الموقف المراد طرحه عن واقع العمر والزمن وتداخل المشاعر الانسانية المتناقضة وانتقل للجوء بالراحة الى البارئ والدعاء وربطها بالكف الذي يرفع للدعاء وانتقل الى الرادع الاخلاقي واهمية الاخلاق والمقام في السيطرة على المشاعر الانسانية
تنقل الى الظلم والتساؤل عن مخلفات العمر وما بقي له فيها وربطه بالمتخمين
يتابع السرد القصصي للقصيدة باسلوب شعري بقيد الموازين تسهل عملية الانتقال من فكرة الى اخرى بتناسق ومترادفات تناسب قوة الكلمة مستخدما كافة انواع المحسنات البيانية والبديعية من ربط بين صفات الانسان والطبيعة من نواح وموت ـ الطقوس أجذب اللهب بصور ولا اروع منها نغما متناسقا
ازدحمت القصيدة بصور ولا أروع منها مستخدما الجناس والطباق تمتع القارئ
فأنتج قصيدة بروعة مبدعها اتمنى له دوام النجاح والتقدم وهذه صورة مختصرة جدا لروعة القصيدة
....نفن مردم
..
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية