دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

إذن، هكذا استطاعتْ جنيّة شبه العارية، استطاعتْ بعريها أن تجعل الظّنون تداهمني. استحوذت عليّ أفكار مجنونة و خطراتٌ عابثة.. وبدوتُ مع ذلك، متمسّكا بفكرة الصّمود. قد لا أكون صامدا في الحقيقة،بيْد أنّ عنتَ التّمسّك بفكرةٍ ما قد يُحوّل الفكرة العارضة إلى حقيقة تُلمَسُ ، إلى فعل مادّيّ.. و هكذا ظلّتْ فكرة الوقار تُغذّي فكرة الصّمود، وفكرةُ الصّمود تزوّدُ موقدَ روحي أحطابا للصّبْر جديدة، أوقِدُها كلّما انخمد و خبا مُدّخرُه.. أخيرا اتّجهتْ جنيّة إلى الأريكة المقابلة.. جلستْ بهدوء. كان الجلوسُ ساكنا مُطمَئـنّا، لكنّه لم يكنْ مُطمْئنًا.. عيناها كانتا تشتعلان بمشروع سرّيّ، كانتا تقدحان بشرر الكلام فيما عُريُها كان يتقابَسُ نارَ بعضِه البعض.. و كانت الشّهوة المطليّة بالوقار المصبوغة بالصّبْر تعضّني..
أمّا حرائق المتعة القادمة فظلّت تتدافق في فضاء الظّلمة كما لو كانتْ شُهبا تتراجم في ما بينها... لا شكّ أنّ ذلك هو الموت الحقيقيّ الذي تعنيه. كلّ شيء يُحيلُ على مفهوم النّزوة و هي بصدد الصّعود من العُمق الباطن لتتفشّى في ظلمة سميكة.. تنحنحتْ جنيّة. أشاحتْ بوجهها نحو اليمين،ثمّ نحو اليسار. كانت تبحث في لهفة عن شيء ما ضائع منها.. كانتْ في بحثها تتمايلُ، و الجسدُ يتلألأ فيُضيءُ ما حوله. بعد لأيٍ و في حركة غاضبة باحثة، اهتدتْ إلى حقيبتها اليدويّة. سكنتْ لحين ثمّ رسمتْ ابتسامتها الوقورة بجمال حتّى أينعت في وجهها إيناعا.. فتحت الحقيبة بهدوء، وراحتْ تفتّشُ داخل أغراضها عن غرضِ متفلّتٍ بينها.. كانت تجتهد في ألاّ تسمح لأسرارها و محتوياتها أن تنكشف.. بعد برهة أمكن لها أن تستخرج لفيفا من الأوراق و المقتطعات والقُصاصات.. سوّتْ أوراقها من فوق حقيبتها التي ما تزال بعد مفتوحة، تناثر بعض القُصاصات من بين يديها. أغلقت الحقيبة. وضعتها جانبا. ثمّ انحنتْ لتلتقط ما سقط.. أعادتْ ترتيبها داخل اللّفيف الورقيّ. ثمّ عدّلتْ جلستها . نظرتْ باتّجاهي وهي تقول مبتسمة:
_ أصغِ إليّ ستعلم الحقيقة.
كان عليّ أن أنصتَ، لا لشيء إلاّ لأنّني أشعر بالتورّط في لعبة زائفة دون قصد أو اختيار منّي.. هكذا يكون المرء مرغما على الاسترسال في متابعة أمر من خارج اختياره بحثا عن لحظة مختلفة. أنا أبحث عن لحظة مختلفة وهي غالبا ما تكون معروفة سلفا: إمّا أن يسقط وقاري في امتحانه فأقعُ على هذا العُرْي الغضّ فاتكا بالصّبْر والحكمة و الشّيخوخة، وإمّا أن تسقط تلك الأنوثة في امتحان عريها فتسلمُ عفّتي، وأستأنفُ الصّعود نحو أحزاني القصيّة المقدّسة،مُعافًى من الترسّب.. لكنّ تلألؤها كان شهيّا و لحمها الأسمرُ المحمرّ، كان يُضيء كلّ مناطق الشّهوة السّاكنة المتقوقعة في الظّلمة الباردة. راحت تتنحْنحُ و هي تسحبُ إحدى القُصاصات و تضعها على ركبتها التي تجاورُ نصفَ فخذٍ آخر يتحرّك على فترات متباعدة متقايسة الحركة..
__________ 
سيف الدّين العلوي
من رواية بصدد الكتابة
أمّا حرائق المتعة القادمة فظلّت تتدافق في فضاء الظّلمة كما لو كانتْ شُهبا تتراجم في ما بينها... لا شكّ أنّ ذلك هو الموت الحقيقيّ الذي تعنيه. كلّ شيء يُحيلُ على مفهوم النّزوة و هي بصدد الصّعود من العُمق الباطن لتتفشّى في ظلمة سميكة.. تنحنحتْ جنيّة. أشاحتْ بوجهها نحو اليمين،ثمّ نحو اليسار. كانت تبحث في لهفة عن شيء ما ضائع منها.. كانتْ في بحثها تتمايلُ، و الجسدُ يتلألأ فيُضيءُ ما حوله. بعد لأيٍ و في حركة غاضبة باحثة، اهتدتْ إلى حقيبتها اليدويّة. سكنتْ لحين ثمّ رسمتْ ابتسامتها الوقورة بجمال حتّى أينعت في وجهها إيناعا.. فتحت الحقيبة بهدوء، وراحتْ تفتّشُ داخل أغراضها عن غرضِ متفلّتٍ بينها.. كانت تجتهد في ألاّ تسمح لأسرارها و محتوياتها أن تنكشف.. بعد برهة أمكن لها أن تستخرج لفيفا من الأوراق و المقتطعات والقُصاصات.. سوّتْ أوراقها من فوق حقيبتها التي ما تزال بعد مفتوحة، تناثر بعض القُصاصات من بين يديها. أغلقت الحقيبة. وضعتها جانبا. ثمّ انحنتْ لتلتقط ما سقط.. أعادتْ ترتيبها داخل اللّفيف الورقيّ. ثمّ عدّلتْ جلستها . نظرتْ باتّجاهي وهي تقول مبتسمة:
_ أصغِ إليّ ستعلم الحقيقة.
كان عليّ أن أنصتَ، لا لشيء إلاّ لأنّني أشعر بالتورّط في لعبة زائفة دون قصد أو اختيار منّي.. هكذا يكون المرء مرغما على الاسترسال في متابعة أمر من خارج اختياره بحثا عن لحظة مختلفة. أنا أبحث عن لحظة مختلفة وهي غالبا ما تكون معروفة سلفا: إمّا أن يسقط وقاري في امتحانه فأقعُ على هذا العُرْي الغضّ فاتكا بالصّبْر والحكمة و الشّيخوخة، وإمّا أن تسقط تلك الأنوثة في امتحان عريها فتسلمُ عفّتي، وأستأنفُ الصّعود نحو أحزاني القصيّة المقدّسة،مُعافًى من الترسّب.. لكنّ تلألؤها كان شهيّا و لحمها الأسمرُ المحمرّ، كان يُضيء كلّ مناطق الشّهوة السّاكنة المتقوقعة في الظّلمة الباردة. راحت تتنحْنحُ و هي تسحبُ إحدى القُصاصات و تضعها على ركبتها التي تجاورُ نصفَ فخذٍ آخر يتحرّك على فترات متباعدة متقايسة الحركة..
__________ 
سيف الدّين العلوي
من رواية بصدد الكتابة

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 60 مشاهدة
نشرت فى 6 فبراير 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

563,638