جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رجل بدون مهمة
وتستدير ذكرياته
على عطش الحقل الموحش
اكتشفه ذالك المكان الذي داست عليه أقدام غليظة
طفق الرجل منحوتا على جدران زمن جسور
تارة يحرك شفتيه يوهم ظله أنه لا يزال متمرسا في تراب
تارة أخرى يقرأ في البنايات اسمنتا وفولاذا
في شريط عمره
تضمحل أشياء كانت تختمرها خوالجه العميقة
يعمر من يعمر ' ويفنى من يفنى
والرجل يقلب عينيه الغائرتين من خلال سمك نظارات متعبة على عقبات كؤودة من ألوان يعتصرها تعتيم خداع
تشابهت عليه رؤى من ضباب تقلب موازين ' بدورات آلية تقدم المتأخر وتؤخر المتقدم ' في ذالك الطقس المطلق من احتيال
فطريات رغبات توجع غربة الحجر الثابت في المكان
الرجل الذي نطق بشيخوخة خافتة
يحاول أن يجد تعريفا بسيطا للعيش
ومن منطلقات متشابكة على زخم العمر
في البؤس الجارف
يغني شيطان الدهور ملحمة النشوز
الحقل الذي يجاهر بوحشته
يفزع سكينة الوقار على رجل شيخ يشربه نسيان
رسالة الأجيال تتحلل على ماء آسن يعذب الفنجان
سعادة الأيتام انتهت بانتهاء فوقعات احلام
والمرحلة الساخطة تقذف لهيب نار
لا يستطيع الرجل الشيخ أن يزحف باتجاه طليق
لا يستطيع الحقل أن يستوفي مخاض الربيع
دائرة الحلم تضيق على رصيف شارع مبتور
نسوة مشردات الى زاوية آسرة
أزيز جراح
تؤجل رحلات مبهمة
في سحب المجهول
خيوط لا يتكشفها من هو مكبل مقبور
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية