جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
نصّـُك أبهظ منك.. لا يذكرك الصّحاب إلاّ بعلامات حضورك:
برشقة ورد تغرسها في فـستان امرأة ، بحفنة ضوء تخضب بها ليلهم، بتغريدة تستلّها كالرّمح من كبد مبقور، بباقة نشيج تنظّـمها كما ينظّـم اليابانيون زهورهم بحرفيّة فـنّ ذات طرز آسيوية يجهلها السِِِِِِِِِِِِّــــوى..
نصك أبهظ منك و أرفع شأنا:
عليك أن تندسّ كل حين في نبضك، في كونك السرّي، أن تيمّم نحو صحاريك الباطنة،أن تغلغل في غابات الأعماق كي تجلب قرائن متعتهم الطائرة، و رضاهم العجول، وشذرات من ذَهْــلة ممّحـية..
عليك أن تشتـقّ في كلّ آن موسيقات مختلفة شتّى، تزرعها في فضاء السأم اليومي ليعثر صحبك ومحبّـوك العابرون كالنصّ، على هنيهة سحر تغلفها العرضيّ لحظة المجاملة غالبا..
نصّك أشدّ إيماضا من برْق وجودك.. أنت من دونه ظلمة.. والصّحب من دونه عميان، لا يشمّون عطر إنسانيتك البعيد..
كنْ نصّّا يوميا..
كنْ حريق المعجم ..
كنْ كونا لغوياّ مصطخبا..
كن مصنع أشواق وصبابات وترانيم مسافات..
كن تركيبة نور..
كن عسل الشمس..
كن تنهيدة بحر..
كن صوت الخضرة في غابات..
كن ما لا يكون..
ليحبّـك بعض الأصحاب و يحيَوْن بك/ بما تكتب...
أنت النصّ. و ليس سواك.
----------
سيف.د.ع
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية