جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مهداة للضمائر الحية في ذكرى مقتل الطفلة الفلسطينية على شاطئ غزة وهي تداعب دميتها .
براءة قاتلة
كانَتْ تُداعِبُ دُمْيَةً بِرُبَاهــــــــــــــــا
وَتُناغي مَوجَاً قد عَلا بِسمَاهَـــــــــــا
***
وَتَبُثُّ هَمْساً مِنْ وِدادِ طُفــــــــــــولَةٍ
تَشكو الزَّمـــــــــــــانَ مُعادِياً لِبَهاهَا
***
وَتُمازِحُ الطَّيْفَ المُعَتَّقَ بالنَّــــــــــوى
وَتعودُ رَوْعاً هامِسَاً بِصِبَاهـــــــــــــا
***
وَتبُثُّ شَكوىً مع مَدامِعَ حُــــــــرْقَةٍ
لِيروقَ ما أَفْضَتْ بِسِرِّ دُعاهَــــــــــــا
***
كانَتْ تُلَوِّنُ باليَمينِ رِمَالُهَـــــــــــــــــا
وَتُراقِصُ اليسرى بِبَوْحِ مُنَاهَـــــــــــا
***
وَتَظُنُّ يَوْمَاً بالبراءَةِ أَنَّــــــــــــــــــــهَا
بينَ الأخُوَّةِ لنْ يُباحَ حِمَاهَـــــــــــــــــا
***
حَتَّى سَطا ذاكَ الغُـــــــــــــرابُ مُعَلِّلَاً
تِلْكَ البَراءَةُ مُنْيَتي وَهَواهَـــــــــــــــــــا
***
وَاسْتَلَّ سَيفَاً للدِّمَاءِ وَشَاحِــــــــــــــــذَاً
كُرْهَاً وَقُبْحَاً فَاسْتَحَلَّ دِمَاهَـــــــــــــــا
***
فَتَنَاثَرَتْ أَحْلامُ عُمْـــــــــــــــــرٍ طَالمَا
غَنَّتْ وَقَالَتْ لِلْهَنَا بَلِقَاهَـــــــــــــــــــــا
وَتَخَضَّبَتْ حُمْــــــــــرَاً شَواطِئُ غَزَّةٍ
وَبَكَتْ رِمالٌ لامَسَتْ مَلهَاهَـــــــــــــــا
***
وكأَنَّها كانَتْ تُنَادي حَظَّـــــــــــــــــــهَا
وكأَنهَا استَاءَتْ لقبح غلاهــــــــــــــــــا
***
قَدْ سَجَّلَتْ طُهْرَاً بأحــــــــــــــــــلامٍ لَهَا
تِلْكَ البَراءَةُ لم تَفُزْ بِرِضَــــــــــــــــــاها
***
وَتَهَاوَتْ الخضــــــــــــــراءُ أَحلامُ الدُّنَا
واسْوَدَّ وَجْهُ البَدْرِ حينَ رآهـــــــــــــــا
***
وَتَبَرَّأَتْ طُهْـــــــــــــــرَاً أشَارَتْ يَوْمَهَا
هَذي العُرُوْبَةُ قَدْ أُبيْحَ حَيَاهَــــــــــــــا
***
فَلْيَعْلَمِ العَرَبُ المُعَـــــــــــــرَّبُ أصْلُهُمْ
أنَّ الشَّهَامَةَ في الأصولُِ رُبَاهَــــــــــــا
***
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * بيت كاحل *
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية