من يزرع الشوك 
بقلم : ثروت مكايد
من يزرع الشوك يجني الجراح ..هذا ما يقبله العقل السليم والمنطق ..منطق الواقع الذي لا يميل مع الهوى غير أن الشعب العربي الغارق في جهالته لا يدرك هذا لكونه أبعد الخلق عن المنطق والعقل جميعا فالعربي يحسب أن جنة الخلد من نصيبه ضربة لازب لمجرد مولده في بلاد الشرق المسلم ..
والعربي يكثر اللوم على الحكام والحكومات ولو كان لديه ذرة من عقل أو بعض نظر لعلم أن الحكام بالنسبة له بمثابة ملائكة أطهار ..
أعط العربي ساعة حرية واحدة من نهار أو مساء وأنا على يقين أنه سيسيل الدم أنهارا ..دم جاره وقريبه وبنيه ..
إنه لا يطيق رؤية حر أو داع لحرية ، ولا يقبل معاشرة ملتزم أو صاحب خلق ، ولا يأبه لعالم أو أديب بل لا يقبل من عالم علماء الدنيا من حرف فكبره يجعل منه في تصوره إلها والآلهة ليست في حاجة لأحد ..
انزل الشارع ، وانظر فيمن حولك ستجد آلهة تسير ..ستجد كبرا لا مثيل له حتى من أحط البشر وتجد نذالة لا حد لها وخسة ووضاعة ، وقد حدث أن اغتصبت فتاة في عز الظهر دون أن تهتز شعرة واحدة في رأس شبح من السائرين بل كانوا يشاهدون بخساسة ..
وأنا أقرأ لبعض المتحمسين الذين يتمنون عودة صلاح الدين ، وينظمون القصائد التي تبعث على البكاء من حال الأمة قلت في نفسي : لو شاء الله بأن أحيا صلاح الدين من قبره ، فسيجد من الشعب العربي ألفا أو ملايين العرب ممن يقومون بالإبلاغ عنه حتى يقبض عليه بأي تهمة ولو سرقة البط من الشط ..
والحق أقول لكم كما قال المسيح عليه السلام وإنما يعرف الشجر بثمره ..
على أن العرب ظاهرة صوتية كما قال نزار قباني ..
إن من يلوم اليهود على فعلهم كمن يلوم الذئب أن مزق شاة فهل كنت تظن أن يراقصها الذيب على أنغام بليغ حمدي !! ..
غيروا أنفسكم أولا هذا إن أردتم التغيير لكنكم قد ألفتم الجحر حتى لو ظننتم أنه القصر المنيف فإن الظن / الوهم لن يغير من الحقيقة شيئا