دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

موسوعة شعراء العربية
المجلد الثامن \ شعراء النهضة العربية 
.
بقلم د فالح الكيلاني
.
( امين الريحاني )
فيلسوف الفريكة 
.
هو أمين بن فارس بن أنطوان بن يوسف بن المطران باسيل البجاني الماروني
ولد في 24 أكتوبر / تشرين الاول 1876 في بلدة (الفريكة) من قرى منطقة المتن الشمالي في جبل لبنان، وهو من أسرة مارونية تعود بجذورها إلى قرية (بجّة) في بلاد جبيل اللبنانية.
انتقلت اسرته منذ حوالي منتصف القرن السابع عشر إلى ضيعة (بيت شباب) في هذا المتن، ومنها إلى (الشاوية) مع المطران باسيليوس عبد الأحد سعادة البجاني، الجد الثاني لوالد أمين، ويحكى أن منزل الأسرة هناك كان محاطا بشجر(الآس) أو الريحان ومن هذه عرف ببيت الريحاني.
والد فارس (انطوان الريحاني) من الشاوية، ووالدته (أنيسة جفال طعمه )من (القرنة الحمراء) .
عمل والده في تجارة الحرير ونمت عائلته حتى أصبحت تضم ستة أولاد هم على التوالي: أمين (البكر)،و سعدى و أسعد، ويوسف و أدال و ألبرت. ومما يؤثر عنه ان طفولة أمين عرفت شقاوة مميزة بين الصبية لحدة في طبعه فقد كان كثيرا ما يعود إلى المنزل بعد عراك مع رفاقه، أو بعد تلاسن واقتتال بسبب اللعب مع أولاد القرية، وقلما كان يرضخ لإرادة ذويه، وكثيرا ما كان يصر على ما يريد، و قيل انه إذا زار معمل والده فانه يزوره ليس للعون والمساعدة، بل لفضول عنده لمعرفة ما يجري، فيستمع ويراقب الفتيات العاملات، وحين يصلين يجد نفسه خارج الجمع فلا يشارك في الصلاة، ولعل طبعه هو الذي دفعه من حيث لا يدري إلى التذمر والإنزعاج من أمور كان يصادفها في البيت اومعمل الحرير اوازقة القرية، ومما يذكره شقيقه ألبرت:
(أن أمينا في طفولته ما كان لا يتقيد بالشعائر الدينية أسوة بوالدته).
كانت نشأة امين الدراسية الأولى غير منتظمة، ولم تكن مادة الدراسة تختلف عن مادة الكتيبات الأولية المتداولة في مدرسة (تحت السنديانة) في ذلك الزمان كانت أولى دروسه الإبتدائية على يد معلم القرية، أمام كنيسة (مار مارون) المجاورة لمنزل والده شتاء وتحت زيتونة هرمة قرب العين في الخريف والربيع.
ويذكر الريحاني عن هذه الفترة من تعليمه أنه كان يقرأ كراسة الأبجدية، والمزمور الأول من مزامير داود غليه السلام على يد (الشدياق متى)، تحت الجوزة في الساحة السفلى من (بيت شباب) وينتقل إلى مدرسة (نعوم مكرزل) حيث يتلقن مبادئ الفرنسية إلى جانب القراءة العربية والحساب والجغرافية، وقد عرف خلال دراسته بذكائه وتفوقه على أترابه.
أرسله والده في صيف 1888 ميلادية مع عمه إلى أمريكا وكان عمره اثنتي عشرة سنة ، وفيها تعلم مبادئ اللغة الإنكليزية، وبرز ميله إلى المطالعة. ثم ترك المدرسة ليتسلم مهمة المحاسبة في متجر عمه في مدينة ( منهاتن) الامريكية .
اندفع الريحاني إلى المطالعة ليل نهار، فاطلع على أعمال الشعراء والكتاب أمثال شكسبير وهيجو وسبنسر وهاكسلي وكارليل وآخرين من المعاصرين والقدامى،وفي عام 1895التحق بفرقة تمثيل محلية بعد أن ولدت فيه المطالعات ميلاً إلى فن التمثيل، حيث بقي فيها ثلاثة أشهر، ثم تركها لأسباب مجهولة لم تعرف واخالها نفسية 
وفي عام 1897 التحق بمعهد الحقوق في جامعة نيويورك، واستمر فيه سنة الا انه احس بالمرض فأشار عليه الطبيب بالعودة إلى لبنان، فعاد إليه عام 1898، وهناك درس الإنكليزية في مدرسة أكليريكية، وتعلم اللغة العربية بالمقابل وبدأ في كتابة المقالات في جريدة (الإصلاح) التي اتخذها منبراً للهجوم على الدولة العثمانية.
وفي عام 1899 رجع الريحاني إلى أمريكا فاشتغل بالتجارة والأدب، وبدأ في إصدار الكتب وكان أولها كتاب ( موجز الثورة الفرنسية)، كما ترجم إلى الإنكليزية مختارات من شعر الشاعر والفيلسوف العربي - أبي العلاء المعري، ومنذ ذلك الحين كرس حياته للكتابة، وفي هذا الإطار تعترف صحيفة (الأوبزرفر) اللندنية بأن (أمين الريحاني هو أول من كتب كتباً بالإنجليزية عن البلاد العربية والشرق الأدنى).
وفي سنة 1904 عاد الريحاني إلى لبنان مروراً بمصر، فزار الخديوي (عباس حلمي)، واتصل بأبرز الأدباء والزعماء السياسيين، وتباحث معهم في أحوال الشرق العربي الاجتماعية والسياسية والفكرية ووسائل النهوض بها، 
وفي لبنان تابع نشاطه الفكري والاجتماعي الكثير والمتعدد الأوجه، وأصبحت صومعته في قريته (الفريكة) ملتقى عشرات الأدباء من أمثال: محمد كرد علي وبيرو باولي والأخطل الصغير والشيخ مصطفى الغلاييني وغيرهم، كما كان ينتقل من مدينة إلى أخرى يلقي الخطب داعياً إلى الحرية ومهاجماً الإقطاع والخضوع للاستعمار والجهل، ويحاضر في الجامعة الأمريكية في بيروت وفي معاهد أخرى في لبنان وسوريا، ويكتب وينشر في المجلات والجرائد العربية والإنكليزية.
وفي سنة 1911 قفل أمين الريحاني راجعاً إلى نيويورك ليطبع كتابه (كتاب خالد)، ومنذ ذلك الحين أصبح يتنقل بين نيويورك وبلدته الفريكة. وأصبح معروفا في أمريكا وإنكلترا وكندا، وكذلك في أوروبا والشرق الأدنى والبلاد العربية.
في عام 1911 جرى اختيار أمين الريحاني عضواً مراسلاً للمجمع العربي بدمشق، وكان عضواً في جمعية الشعراء الأمريكيين وفي منتدى الصحافة النيويوركية ونادي المؤلفين الأمريكيين والجمعية الشرقية الأمريكية، كما اختاره معهد الدراسات العربية في المغرب الأسباني رئيس شرف له.
في الحرب العالمية الأولى كان الريحاني أحد أعضاء (اللجنة السورية ـ اللبنانية) التي مارست نشاطاً سياسياً ضد السيطرة التركية. ومما يذكر ايضا اشتراك الريحاني سنة \1918 في مؤتمر انعقد في واشنطن من أجل الحد من التسلح، وقد زار أوروبا عدة مرات حيث التقى في إحدى زياراته الفيلسوف (ولز) صاحب النظرية المستقبلية و جرى نقاش ووجهات نظر بينهما حول الشرق والغرب..
في عام 1922 بدأ رحلته الى الجزيرة العربية حيث قابل فيها شريف مكة - الحسين بن علي وسلطان قبائل حاشد والإمام يحيى إمام اليمن وعبد العزيز آل سعود امير نجد وأمير الكويت أحمد الجابر الصباح وشيخ البحرين أحمد بن عيسى وفيصل الأول ملك العراق ووثق ذلك كتابة عن رحلاته بالعربية والإنجليزية وشرح قضابا العرب في أمريكا وطالب باستقلال لبنان من الاستعمار الفرنسي وطرده من لبنان الامر الذي جعلت فرنسا تقرر نفيه خارج لبنان فنفته إلى العراق فانتقل الى بغداد ولم يعد إلا بعد ضغط كبير من الجاليات العربية في المهاجر. حيث عاد منها عام 1934
تأثر امين الريحاني كثيرا بمبادئ الثورة الفرنسية وإنتقد المادية الغربية وكان معجبا بنشاط الأميريكين وقد كان مؤثرا في كتاباته في الأوساط الأميركية والغربية وقد كتب عن الرقي ومعناه وعن الحياة السياسية والإجتماعية وكان يحض المغتربين على التطوع للدفاع عن أوطانهم واستقلال بلادهم وقد تأثر بفلسفة شكسبير وكارليل وفولتير.وخلال السنوات مابين 1927 ـ 1939، حاضر الريحاني في الولايات المتحدة الأمريكية حول مخاطر الدور الصهيوني في الوطن العربي، وشن حرباً ثقافية شديدة الوقع دفاعاً عن الحرية والتحرر والحقوق الإنسانية، وقد طلب إليه الحاج( أمين الحسيني) أن يشترك في الوفد الفلسطيني لمفاوضة الحكومة البريطانية فاعتذر.
في 15 أغسطس آب عام \1947 تعرض أمين الريحاني لحادث إثر سقوطه عن دراجة اعتاد أن يركبها على طرقات الجبل حول بلدته الفريكة وأدخل المستشفى
توفي في 12 سبتمبر عام 1947 . ودفن في بلدته الفريكة .
وأقيم له تمثالاً نصب في باحة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.لايزال شاخصا اعترافا بفضله ومكانته الثقافية .
منح أمين الريحاني عدة أوسمة منها :
ـ وسام المعارف الأول
ـ وسام المعارف الأول للمغرب الإسباني
ـ وسام الاستحقاق اللبناني الأول المذهب.
من أهم مؤلفاته:
هاتف الاودية ( ديوان شعر )
موجز الثورة الفرنسية 
ملوك العرب 
قلب العراق 
المغرب الأقصى 
قلب لبنان بالعربية والإنجليزية.
أمين فارس أنطوان الريحاني اديب و شاعر و باحث و مؤرخ و كاتب و روائي وقصصي و مسرحي و رحالة و سياسي و عالم آثار و ناقد ادبي و خطيب و رسام كاركتير اضافة الى انه داعية من دعاة الإصلاح الإجتماعي، وعملاق من عمالقة الأدب العربي وواحد من رجال الفكروالثقافة العربية والعالمية، وقد لقب ب(فيلسوف الفريكة )
امين الريحاني ترك تراثا أدبيا وتاريخيا ضخما وقيما كما كتب المسرحيات والقصص بالعربية والإنجليزية وكان من أشهر أدباء المهجر بعد جبران خليل جبران.
يعتبر الريحاني الأب المؤسس لما يُسمّى بالأدب العربي الأمريكي والأدب المهجري، له تسعة وعشرون مؤلفًا باللغة الإنكليزية وستة وعشرون مؤلفًا باللغة العربية.
ومن نثره الجميل يقول في وصف الشعر\
( الشعر أمواج من العقل والتصور تولدها الحياة ويدفعها الشعور، فتجيء الموجة كبيرة أو صغيرة، هائجة أو هادئة، باردة أو فاترة أو محرقة، بحسب ما في الدافع من قوة الحس والنظر والبيان.
ولكل موجة من الأمواج قالب من اللفظ، شعرا كان أو نثرا، يصيغه الشاعر في حال التقيد أو الاطلاق، فيجئ مجسما أو عدلا، مبتذلا أو مبتكرا، سمجا أو جميلا، بحسب ما عنده من علم وذوق وصناعة. وإذا ما جاء صغيرا يفقدها الضغط جمالها ومعناها، إذن لكن موجة قالب لا تهنأ في سواه أو بالحري لكل فكر صيغة لا يسلم ولا يصح ولا يكون جميلا إلا فيها. )
الريحاني أديب بارع وشاعر فذ ألبس الشعر والنثر جلبابًا جديدًا. وهو القصاص الذي يسحرك بيانه ويجذبك إلى نهاية القصة وهو الممثل الذي يغريك فنه وتستهويك تعابيره ومظاهره. وقد تأثر كثيرا بالشاعر الأمريكي( وولت ويتمان) وكان أول من أدخل الشعر الحر (غير الموزون) إلى الشعر العربي.
يعدّ أمين الريحاني أول من كتب الشعر المنثور في الأدب العربي، حيث أصدر \ ديوان هتاف الأودية . ويعد من اوائل روّاد الرومانسية العربية ومن أسبق الداعين إلى تحرير الشعر من أسر الأوزان والقوافي. .
من جميل شعره هذه القصيدة بعنوان ( ارز لبنان )\
رفعت حجرا من حجارة الطريق إلى فمي
فقبلته ورعا، حامدا، آملا؛
قبل أن دخلت الظلال القدسية،
واستغفرت الأرز لامتهاني حرمة عزلته؛
هذه العزلة الفريدة في أعالي الجبال،
فوق وكر النسور،
وراء حجب الآفاق.
استغفرت الأرز،
لأني جئت أشق ستار كعبته،
جئت أستكشف مكنون سره..
إيه ربة الأشجار
، وسيدة الجبل الجبار،
أنت الرافعة أعلامك الخضراء بين هذه الصخور الدكناء،
بنت الجديدين،
وأخت القمرين،
حدثيني،
وعلميني،
وارفعي بي إلى علياء إيمانك؛
فقد جئت مستمدا من ينبوعك العالي
القوة والحكمة
.
امير البيــــــــــــــان العربي
د . فالح نصيف الحجي الكيلاني
العراق - ديالى بلــــــــــد روز
*****************

المصدر: رئيسة مجلس الادارة
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,443