الإنصات بين الزوجين.
لعل ذلك يفسر لنا سوء الفهم من جانب الزوج لحديث زوجته وما تقصده. المتخصصون يرجعون هذا الاختلاف إلى التباين بين حاجة كل منهما النفسية والفكرية للحوار. فالرجل يحاور زوجته بأكثر من أسلوب حسب ما يمر به من مواقف، مثل لهجة الاقتراح التي يستخدمها حين يطلب منها المساعدة لتقديم الحل فيما يواجهه من مشاكل وبخاصة لو كانت خارج البيت، كمشاكل العمل أو الأصدقاء، بينما يستخدم أسلوباً دفاعياً عند إحساسه بالخطأ وأنه ملام وبخاصة فيما يتعلق بأخطائه داخل المنزل ومع زوجته.
أما المرأة فإن حاجتها للحوار تنبع في الغالب من رغبتها في التعبير عن إحساسها ومشاعرها وما تواجهه من مشكلات، باحثة عن وجود دعم زوجها ووقوفه إلى جانبها. وفي كثير من الأحيان تتلخص كل مطالب الزوجة في أن يصغي إليها زوجها باهتمام وان يوليها مشاعره أثناء الاستماع إليها.
الرجل بطبيعته لا يحب الإستماع والإنصات كثيراً ولا يفضل المرأة الثرثارة، ولكن هناك أسباب متعددة لجعل الرجل ينصت إلى المرأة ، ذكرها الكاتب الإنجليزى جون جراى فى كتابه: الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، حيث يقول: إن أسلوب المرأة هو العامل الرئيس لجعل الرجل ينصت إليها أو يتركها ويرحل.
وأشار جراى أن الرجل سوف يحترم ماتقوله المرأة ويسمعها عندما تتحدث بأسلوب ينم عن افتراضها بأنه يهتم بسماعها، فإفتراض أن الرجل مهتماً بسماع المرأة يجعله أكثر إهتماماً حتى إن لم يكن مهتماً بالموضوع محل النقاش، ويعود ذلك إلى إهتمامه بالمرأة ذاتها.
إن مسألة إنصات الرجل للمرأة وإهتمامه بها تتوقف بالكامل على أسلوبها، فإذا كان أسلوبها يعبر عن ثقتها بإهتمام الرجل بحديثها فإن ذلك يجعل الرجل يرغب فى سماعها والإهتمام بما تقوله، مؤكداً أن الثقة بالنفس تجذب إهتمام الرجل، ويجب على المرأة أن تتذكر بأنها قطعة حلى والرجل يوفر لها المكان الذى تتلألأ فيه.
ومادام الرجل يحصل على التقدير من المرأة على مساندته والإهتمام بها، فإن الرجل يسعد بكونه من يوفر العون والمساندة فى علاقتهما، كما أن أسلوب المرأة يعبر إذا تستحق الإهتمام و الرغبة من قبل الرجل.
أما عن أهمية الإنصات في حياة المرأة فيعتبر الإنصات من أهم وسائل الاتصال الأربع في حياة المرأة، وهو يشكل جل الوقت الذي تقضيه المرأة في التواصل مع الآخرين مقارنة بباقي الوسائل الأربع وهي التحدث، القراءة، الكتابة.
وهناك أمور عدة تحب المرأة أن تراها عند المنصت إليها وعلى النقيض من ذلك هناك أمور أخرى لا تراها محببة بالنسبة اليها ومن هذه الأمور التي اظهرتها دراسات علمية ميل المرأة إلى الرجل المنصت أكثر من الذي يستغرض قدراته الكلامية.
المرأة كالقوارير الزجاجية تشف ما فيها من مشاعر ونظرة خاطفة إلى ملامح وجهها تظهر لنا جلياً ما تحاول إخفاءه من مشاعر، لذلك فمن المهم أن يفكر الرجل ملياً قبل التفوه ببعض الكلمات الاستعراضية التي ربما يظنها جميلة، ولكنها قد تكون مؤلمة أو جارحة للجنس الناعم .