تعريف المفهوم عند "ميرل ويتنسون".
المفهـوم كما يعرفه ميرل وتنيسون عباره عن: أشياء أو رموز أو أحداث تم تجميعها على أساس من الخصائص المشتركة, والتي يمكننا الدلالة عليها بإسم أو رمز معين. [1]
ويرى "ميرل وتنسون" أن المفهوم هو مجموعة من الأشياء أو الحوادث، أو الرموز التى تجمع معًا على أساس خصائصها المشتركة العامة والتى يمكن أن يشار إليها باسم أو رمز خاص.
أما "جراغ وجاسم" فقد قاما بتمييز المفهوم والحقيقة عن طريق الخصائص الآتية:[2]
ـ التمييز أى أن المفهوم عبارة عن تصنيف للأشياء والمواقف ويتم التمييز بينها وفقًا لعناصر مشتركة وبذلك يكون المفهوم أكثر إمكانية فى تخليص المعارف والخبرات الإنسانية.
ـ التعميم حيث أن المفهوم ينطبق على مجموعة من الأشياء والمواقف وبذلك فهو أكثر شمولية.
ـ الرمزية فالمفهوم يوفر لخاصية أو مجموعة من الخصائص المجردة ولذلك فهو أكثر تجديداً.
ونلاحظ على التعريفات السابقة أن معظمها قد تناول المفهوم من وجهة النظر المنطقية.
ماهية التعليم باستخدام نموذج "ميرل وتنيسون".
تمر عملية التعليم بإستخدام هذا النموذج بعدة خطوات أهمها الآتي:[3]
(1) التعلم عملية بنائية (Constructive Process)
يرى العديد من الباحثين أن التعليم عملية بنائية حيث أنها تهتم من المنظور النفسي بإبداع التلاميذ ومعرفتهم لتراكيب معرفية جديدة من خلال ممارستهم الأنشطة المتنوعة. أي أن الطلاب يجب أن يتفاعلوا خلال الدراسة.
"فالتعليم عند البنائيين عملية إبداع (Invention) مستمرة يعيد الطالب من خلالها تنظيم ما يمر به من خبرات بحيث يسعى إلى فهم أوسع وأشمل من ذلك الفهم الذي يوحي به الخبرات المحددة.[4]
ولذلك فمن الضروري توفير المناخ المناسب بحيث تكون الفصول الدراسية نشطة وفعالة بعيدًا عن التراكم والتزاحم في المعلومات بحيث يهتم التلاميذ بالبحث والتقصي والتأمل.
(2) التعليم عملية نشطة (Active Process)
وهذا يفترض أن يكون الطالب عاملًا فعالًا في العملية التربوية حيث يبذل جهدًا كبيرًا للوصول إلى المعرفة ولا يقتصر دوره على تلقي المعلومات فقط، بل يتعدى ذلك إلى التفكير فى المشكلة واقتراح الإفتراضات لحلها ثم الإفتراض الصحيح لحلها.
حتى يصل إلى ذلك على إعتبار أن إدارة الأعمال من المواد التي يطمح المعلم فيها إلى التوصل إلى كثير من مهارات التفكير كالقدرة على التأكد من صحة المصادر والقدرة على التحليل والتفسير والتركيب والإستنتاج والتمييز بين الرأي والحقيقة وتزويد التلاميذ بالمعرفة التي تؤهلهم للمشاركة النشطة الفعالة, وخاصة أن من أهم المشكلات التي يواجهها الطلاب في تعلمهم لمادة إدارة الأعمال بعدها عن الواقع الذي يواجهونه مما يؤدي إلى فقدان المادة حيويتها ودورها. كما أن طريقة الإلقاء تجعل الطلاب يقتصر دورهم على حفظ المادة المطبوعة ويصبح جلّ إهتمامهم هو إجتيازهم للإمتحان فقط، كما أنهم يتعودون على عدم التفكير لأن دورهم يقتصر على تلقي المعلومات فقط، ويجعل الطلاب يشعرون بالملل من مادة إدارة الأعمال.
ولذلك فإن استخدام المعلمين للطرق الحديثة في عملية التعلم يساعد الطلاب على تمرين قدراتهم العقلية في الوصول إلى الحقائق، ويزيد من قدرتهم على النقد والتقصي والتحليل وتنمية المعرفة لديهم من خلال التفكير النقدي والمنطقي.
والدراسات السابقة مهمة جدًا لأنه لو تم الإصرار على تقديم المعلومات بطريقة الإلقاء والتلقين والحفظ، فإنه يتم خلق صعوبة لدى الطلاب في الفهم والتطبيق، وممارسة العمليات العقلية العليا لأن إختبارات القياس لديهم تعتمد على الحفظ والإستظهار ولا تحث على التفكير.
(3) المفاهيم ودورها في عملية التعلم
وقد إهتم علماء النفس التربويون بالمفاهيم بإعتبار أنها من الأسس المهمة في تكوين البنية المعرفية عند المتعلمين، فلا يمكن لعملية التعلم أن تنجح إلا إذا كان لدى الطلاب العديد من المفاهيم والتعميمات, لأنها تغذي البناء المعرفي للفرد، وتساعد على تكوين معاني جديدة كما أنها تهيئ الطالب لإستخدام المعلومات في مواقف حل المشكلات. كما أن تعلم المفاهيم يساعد على عمليات الإستدلال لدى الطلاب وتساعدهم في الوصول إلى تعميمات أو قوانين عامة.
ويعتبر تعلم المفاهيم على المستوى المدرسي من أهم التحديات التي تواجه القائمين على العملية التربوية. لأن المتعلمين عندما يقومون بتعليم المفاهيم فإنهم يعلمونها بطريقة تقوم على تعريف المفاهيم المتضمنة في المادة الدراسية، وهذا يؤدي إلى أن الطلاب لا يفهمون العلاقات التي تربط المفاهيم بعضها ببعض ولا تكون لديهم القدرة على إستخدام المفاهيم في المواقف المرتبطة بها بينما يحدث تعلم الطالب للمفهوم كلما زادت معرفته بالخصائص المميزة له واستخدام قدر كاف من الأمثلة الموجبة والسالبة له.
كما يؤكد "برونر" أن الأفكار الأساسية يعاد تنميتها بحيث تصبح أكثر عمقًا واتساعًا كلما تقدم الطالب خلال المراحل الأعلى. كما أكد أنه يجب الرجوع تكرارًا إلى تلك الأفكار الأساسية لتثبيتها والإضافة عليها.
ومما سبق يتضح ما يلي:
1- يقوم التعلم على التدرج من البسيط إلى المعقد ومن المحسوس إلى المجرد في دراسة المفاهيم.
2- تزيد المفاهيم عمقًا وتجريدًا من مستوى دراسي إلى مستوى دراسي آخر.
3- إن تنوع المفاهيم وإتساعها وإعطاء أمثلة عليها يعطي فرصة للإستفادة منها في تطبيقات غير مألوفة كخبرة واقعية.
[1]- Merrill & Tennyson, OP.Cit, 1977, P: 3.
[2]- عبد الله جراغ وصالح جاسم، دراسة لتحديد المفاهيم العلمية للعلوم ومدى مناسبتها لمراحل التعليم العام بالكويت، 1986م, ص: 101.
[3]- جيهان محمود طه, فاعلية إستخدام نموذج ميرل وتنسون فى تنمية المفاهيم والتفكير التاريخي لدى طلاب الصف الأول الإعدادي, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية التربية, جامعة عين شمس, مصر, 2012م.
[4]- علاء عبد العظيم، فاعليه إستخدام دورة التعلم في تدريس التاريخ لتنمية التفكير الإستدلالي وتحصيل المفاهيم التاريخية لدى تلاميذ الصف الثامن بالتعليم الأساسي, رسالة ماجستير غير منشورة, 2001م.