مقدمة
إن المنتمي الى وظيفة جديدة في علم المكتبات و المعلومات حتما سيجد فرقا شاسعا بين التحصيل الدراسي الذي وجده في الجامعة أو أي مركز مهني او تعليمي أخر، و بين ما سيجده في عمله الجديد ,,,
على أعتبار أن الدراسة النظرية تختلف أختلافا كبيرا عن مجال العمل وذلك وفقا لما تمليه حاجيات المؤسسة المنتمي إليها وطبيعة عملها و أفرادها وكثيرا من المعطيات التي تحتم على الموظف الجديد تغير الكثير من الامور النظرية، و السلوكيات ، وبالتالي بلورتها حتى تتما شى و تطلعاته في كسب المهارة المطلوبة والنجاح المرجو له ولمؤسسته أو قطاعه المنتي إليه .
وسنحاول في هذا المقتضب إلقاء ولو لفتة بسيطة تسلط الضوء على الاعمال و الاجراءات و السلوكيات الواجبة على الموظف أن يتبعها في عمله الجديد خصوصا ذلك المختص في علم المكتبات و المعلومات .

1- الخطوة الاولى نحو العمل: يتطلب من رئيس العمل أو المشرف على تدريب الموظف الجديد في مجال العمل أن يقوم بالخطوات التالية لتوفير الجو المناسب للموظف الجديد أثناء خطواته الاولى نحو العمل وهي:
أولا :
التعرف على الموسسة بشكل مفصل من أول يوم فعلى الموظف الجديد في مجال المكتبات أن يطلع على مباني ومرفقات المنشأة .....
في اليوم الاول على أن يكون رفقة رئيس العمل أو المكلف بتدريبه

-ثانيا:
الاطلاع على الهيكل التنظيمي للمؤسسة في نفس اليوم
مع الاطلاع على أهم بنود سياسة المنشأة ونظامها الداخلي بما في ذلك سير العمل في نفس اليوم
ثالثا:
الاطلاع على متطلبات الآيزو للوظيفة
والتدريب على طبيعة العمل وهذا عادة يتطلب من أسبوع إلى شهرين أو أكثر ..
2- أهمية استقبال الموظفين الجدد: إن عملية استقبال الموظف من الامور الواجبة خصوصا للعملين في مجال المعلومات و المكتبات لما لهذه المهنة من خصوصية وميزة تجعلها غير واضحة المعالم لدى العديد من المسؤلين وذلك لما يعتري الموظف الجديد من ضغوط نفسية ناتجة عن خوفه من عدم التوفيق في عمله الذي يراه غير واضح المعالم من هذه الضغوط نذكر:
هو خوفه من عدم وجود السند الاداري ، وكذا المهام التي ستوكل له ، والاتصال المباشر بالمسؤولين وبعامة الناس ,,,,,الخ
لذلك فإن استقبال الموظف الجديد من الأمور الضرورية لتسهل عليه الاندماج في العمل والاندماج مع باقي الموظفين .
وقد ذكر العديد من العلماء النفسانيين
أن طريقة استقبال الموظفين الجدد في العمل هي من الأمور التي يتذكرهاالموظف لمدة طويلة خاصة وهي من الامور التي لا تنسى في مشوارنا العملي. فما يحدث في الأيام والأسابيع الأولى يؤثر فينا من عدة أوجه :
2-1الانطباع عن المؤسسة: قد يأخذ الموظف انطباعا جيدا عن المؤسسة وبالتالي يحاول أداء عمل يوازي ما رآه فإن وجد كل شيء مُعد ووجد اهتمام بتدريبه فإنه من الطبيعي أن يحاول أن يؤدي عمله بشكل راقٍ. أما إن تُرك بدون توجيه ومساعدة فإنه يشعر أن ثقافة المؤسسة تتسم بالفوضى وهو ما قد يجعله يعمل بنفس الفوضى أو قد يجعله يقرر ترك العمل في هذه المؤسسة أصلا.
2-2الحافز: عندما تجد الموظف الجديد اهتماما من مديريه وزملائه في الفترة الاولى فإنه يتشجع على فهم العمل وتأدية عمل يوازي الدعم الذي وجده.
2-3تأدية العمل: عندما يجد الموظف التوجيه الكافي فإن هذا يساعده على أداء عمله، ولكن عندما يُترك ليفهم العمل بنفسه ويكلف بأعمال لا يعرفها فإن أخطاءه تكون كثيرة وهو ما يؤدي إلى إحباطه.
التعاون مع الزملاء والرؤساء: تترك هذه التجربة دافعا للتعاون أو لعدم التعاون مع الزملاء والمرؤوسين. فالموظف الذي وجد من يدربه ووجد المساعدة من الزملاء في بداية عمله يكون لديه دافعا لأن يتعاون
معهم في العمل في المستقبل وأما من لم يجد هذا العون في البداية فإنه لا يشعر بالانتماء للمجموعة.
لذلك فإنه على المجموعة التي ينتمي اليها هذا الموظف الجديد أن تقدم له يد العون ، كما انه على الموظف الجديد أن لا يأس من الوهلة الاولى فقط يتعرض
يتعرض الموظف الذي لم يجد التوجيه والتدريب الكافيين لمواقف صعبة كثيرة في بداية علمه. فقد يستخف به الزملاء بل والمرؤوسين ويستغلون عدم علمه بأنظمة المؤسسة وببعض تفاصيل العمل ، لذلك عليه أن يكون مواضبايقضا وطموحا، غير مبالا وأن لا يعتريه اليأس ،حتى ينمدج الاندماج الامثل في العمل وينجح في عمل على أكمل وجه .


3-الموظف الجديد في مجال المكتبات و المعلومات و التحديات الراهنة 3-1ماهو الكادر الذي تحتاجه سوق العمل اليوم -
إن الاهتمام بتوظيف المختصين في مجال المكتبات بات ضرورة ملحة اليوم للكثير من الشركات و المؤسسات او المكتبات ، فالتضخم الملعوماتي وتنوع مجالات العمل وتداخلها أملى عليها التفكير في إيجاد الكادر المناسب لتنمية وتطوير أعملها ، ويعتبر اختصاص علم المكتبات و المعلومات أحدالفروع المناسبة التي تنامى الطلب عليها في سوق العمل العالمية .
بالرغم من أنها كانت غير معروفة في زمن قريب إلا أن تنامي المعلومات وتضخمها جعلها من المناصب الحساسة في أي شركة أو مؤسسة .
و الاهتمام بتوظيف العاملين في مجال علم المكتبات أصبح ضرورة ملحة خصوصا في بلدانا العربية التي يبدو أن كادرها المختص في علم المكتبات في حاجة ماسة إلى المتابعة والتوجيه أثناء مراحله الاولى في العمل فالتغيرات في سوق العمل لعلوم المكتبات والمعلومات هي تغيرات واعدة، فتعليم علوم المكتبات والمعلومات تغيرت تغيرا جذريا خلال السنوات السابقة من خلال تأثر البرامج الدراسية في علوم المكتبات والمعلومات بمجالات جديدة وذات طبيعة بينية مع التخصصات الأخرى، مما تطلب إعادة تشكيل البرامج الأكاديمية لعلوم المكتبات والمعلومات في ضوء احتياجات سوق العمل خصوصا من جانب تطوير موارد المعلومات والمعرفة وتطور موارد المعلومات،تطوير أنظمة الأرشيف، وأنظمة الوثائق، و السجلات، والذاكرة المؤسسية ، وأنظمة وأدوات النشر.
كذلك ظهور نظم حديثة في تنظيم المعلومات مثل التكشيف، مستودعات البيانات، الميتاداتا، خرائط المعلومات وخرائط المعرفة وأنظمة المؤسسية، واستخدام تطبيقات taxonomies, ontologies, etc..
- كذلك إدارة المحتوى: الرقمنة، إدارة البوابات، أنظمة إدارة المحتوى بأشكالها المختلفة، أنظمة الاسترجاع، ومعمارية المعلومات.
- كذلك من الامور الواجب التدريب عليها اليوم في مجال العمل الجديد الخاص بالمختصين في علم المكتبات و المعلومات دراسة سلوك المستخدمين مثل تحديد الحاجات، استراتيجيات التسويق، واجهات الاستخدام، ...الخ.
-أيضا من الامور الحديثة الواجب التدرب عليها و المتواجدة في الشركات و المؤسسات حديثا هي بث المعلومات والمشاركة المعرفية : مثل السياسات والاستراتيجيات، خلق بيئة واطر للمشاركة المعرفية، وإنشاء مجموعات الممارسة المؤسسية.
-أيضا قد يواجه الموظف الجديد في مجال المعلومات و المكتبات متطلبات الشركات و المؤسسات في دراسة رأس المال الاجتماعي والشبكات الاجتماعية: مثل خلق شبكات اجتماعية وبشرية.
-والامور الاخرى المتربطة بمجال علم المعلومات معرفة كبيرة بالأنظمة والأدوات والتكنولوجية الحديثة : مثل التكنولوجيا المستخدمة في قواعد البيانات، و إدارة الوثائق، وإدارة المحتوى
أيضا التعليم المؤسسي: مثل تطوير مؤسسات ديناميكية ومتفاعلة .

الإدارة : مثل الإطار التعاوني ،و القيادة ، والدافعية ، وتطوير الموارد البشرية ، وإدارة التغير.
-أمن الأنظمة والبيانات.
-التجارة الالكترونية
.
3-2 تحديات الكادر العربي الجديد في مجال المكتبات و المعلومات :
إن الكدر العربي المختص في علم المكتبات و المعلومات هو كادر ليس لديه المهارة الكافية للتتطلع الى جملة الوظائف المذكورة سالفا وذلك بشهادة المختصين و الاساتذة الجامعين مجال علم المكتبات و المعلومات ، فمن واقع اطلاع مباشر في هذا الجانب فقد وجد جل هؤلاء الخريجون إن لم يكن كلهم صعوبات جمة أثناء تأديتهم مهامهم الجديدة ، وهذا نتاج ليس لعدم تمكنهم من التحصيل الدراسي الجيد وإنما لجهلهم لواقع التطورات و التغيرات الحاصلة في العمل حديثا ، فمعظم العاملين الجدد من المتخرجين في مجال علم المكتبات و المعلومات ليس لديهم مهارات كافية وجل معارفهم تقليدية جدا ومعضمها لا تتلاءم مع البيئة الراهنة للعمل المعلوماتي حتى في المكتبات نفسها. ومن هنا فإن جميع مؤسسات المعلومات ومنها المكتبات في البلدان العربية تواجه مشاكل عويصة في الحصول على كادر بشري ملائم تستطيع من خلاله مواكبة متطلبات العمل الجديد.
وتأكد الدراسات العربية وخصوصا في دول مجلس التعاون الخلجي :
- أن معظم الشركات والمؤسسات لا يوجد لديها خدمات لتنظيم وإدارة الأرشيف والسجلات الخاصة بها.
- معظم الشركات والمؤسسات تفتقد للسياسات والممارسات الخاصة بتنظيم مصادر المعلومات الداخلية وكذلك يوجد ضعف واضح في تطبيقات الفهرسة والأرشفة ومستودعات البيانات وأنظمة الاسترجاع.
- معظم الشركات والمؤسسات ليس لديها موقع الكتروني تفاعلي و القليل منها قام بتطوير بوابات الكترونية لأنظمة الانترانت لديها وأيضاً أغلبية هذه الشركات يستخدم مصادر خارجية للقيام بهذه الأنشطة.
- معظم الشركات والمؤسسات غير مرتبطة بمبادرات في التجارة الالكترونية بسبب عدم توفر الأنظمة والموارد البشرية لممارسة مثل هذه الأنشطة.
- هناك حاجة في هذه المؤسسات والشركات لتوظيف المهنيين المؤهلين وهي مجالات أمن والبيانات والأنشطة تشفير المعلومات والحماية وغيرها من التطبيقات في حماية التعاملات الالكترونية.
- معظم الشركات تفضل تعيين الموظفين الأجانب وتتحفظ على الكفايات المهنية للموظفين من المواطنين العرب .
- تقريباً لا يوجد مركز معلومات في أيا من هذه الشركات وأيضا لا يوجد لديها أخصائيون معلومات أو مدراء معلومات على سلم الدرجات الوظيفية.

الخاتمة إن الموظف الجديد في مجال علم المكتبات و المعلومات توجهه العديد من الصعوبات خصوصا أثناء مراحله الاولى في العمل منها ما إرتبط بكفائاته العملية ومنها ما تعلق بمهاراته الفردية وهنا يبقى أن يفكر المختصون في علم المكتبات في إيجاد الطرق الكفيلة بإنجاح العمل في مجال المكتبات ومواكبة الإختصاص لما يتطلبه سوق العمل
وذلك بتطوير الهيئة التعليمية وأن يكون أعضاء هيئة التدريس من تخصصات مختلفة، فالتقليديين من أعضاء هيئة التدريس في علوم المكتبات والمعلومات لا يرحبون عادة بالتغير في الهوية والمحتوى.
والأقسام العلمية بحاجة اليوم إلى تطوير أساليب جديدة في البحث العلمي فطلبة الدراسات العليا يجب أن ينخرطوا في تطبيق البحث العلمي في المؤسسات و ان يندمجوا فعليا في حقل التطبيق بدلا من النظريات الجوفاء، وأن يكون لهم دراية مسبقة عن ما يدور في مجال العمل بدل أن يضيعوا الوقت الكبير لإكتساب المهارات والتقنيات الحقيقية لعلم المعلومات و المكتبات التي تستخدمها كبريات المؤسسات العالمية والمكتبات .

المصدر: نجاح بنت قبلان القبلان، الضغوط المهنية في المكتبات الاكادمية في الممكلكة العربية السعودية، مكتبةالملك فهد ، المملكة العربية السعودية ، 2004
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 144/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 2632 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,876,966

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters