التنفيذ الاستراتيجي يتم من خلال ترجمة الاستراتيجية المصاغة الى اجراءات عمل في اطار بناء نظم التخطيط وتخصيص الموارد المادية والبشرية ونظم الحوافز والهيكل التنظيمي والسياسات التنظيمية ، ونظم المعلومات الساندة والاتصالات والقيادة ونظام تقويم الأداء الاستراتيجي . لذا فأن تطبيق الاستراتيجية بصورة ناجحة يمثل تحديا اكثر صعوبة وتعقيدا لان طريقة معالجة هذا التحدي وترجمته الى سلسلة من الانجازات يحدد مباشرة الجهد المبذول سابقا ، وان أي فشل للادارة في تطبيق الاستراتيجية لن يقتصر على هذه الحلقة الديناميكية الحساسة وانما يتعداها الى فشل الادارة في تطبيق الاستراتيجية ككل .
ان وجود انظمة المعلوماتية المتقدمة في المنظمة واستخدامها بكفاءة عالية يساعد في تطبيق استراتيجية كفوءة للاعمال ويدعم عمليات الادارة الاستراتيجية بصورة عامة من خلال ما توفره هذه الانظمة من قدرات تقنية لتصنيع منتجات ذات نوعية مميزة وبسرعة فائقة وتكاليف منخفضة وميزة تنافسية .
وتقوم انظمة المعلومات الاستراتيجية بدور مهم في عمليات الادارة الاستراتيجية الخاصة بصياغة وتطبيق استراتيجية الاعمال من خلال تعزيز الابداع التكنولوجي في ميدان الاعمال ، وتحسين الكفاءة التشغيلية التي توفرها تكنولوجيا انظمة المعلومات ، وبناء مصادر للمعلومات الاستراتيجية لأنظمة متقدمة للمعلومات تساهم في تحسين فعالية وكفاءة العمليات والانشطة الداخلية للمنظمة ، وهذا يعني ايضا امتلاك برامجيات واجهزة تطوير اتصالات الكترونية بين وحدات النظام والمستفيدين .
مقدمة :
ان تطبيق الاستراتيجية بصورة ناجحة يمثل تحديا اكثر صعوبة وتعقيدا لان طريقة معالجة هذا التحدي وترجمته الى سلسلة من الانجازات يحدد مباشرة الجهد المبذول سابقا . اذ ان فشل الادارة في تطبيق الاستراتيجية لايقتصر على هذه المرحلة وحسب وانما يتعداها الى فشل الادارة الاستراتيجية ككل . ومهما كانت الادارة ناجحة في البيئة الداخلية والخارجية مع استخدامها نماذج وادوات التحليل الاستراتيجي الخاصة بعملية اختيار وصياغة الاستراتيجية المناسبة تصبح كل خطواتها لامعنى لها اذا لم توضع في سيق تنظيمي مناسب وتنقل الى خطوات تنفيذية سليمة .
ان الصياغة تهتم ببيان وتحليل العوامل المؤثرة قبل التنفيذ ، كما ان مرحلة التنفيذ تهتم بأدارة العوامل المؤثرة اثناء العمليات والانتاج وانها تبنى على اساس العمليات التشغيلية مع التركيز على الفاعلية والكفاءة ، بينما تركز الصياغة على التنبؤ والتوقع المستقبلي . ويمكن القول ان صياغة الاستراتيجية بشكل جيد يعد الخطوة الاولى للتنفيذ الفعال . وان المدراء الاكفاء غالبا ما يتحركون الى الخلف والى الامام بين صياغة الاستراتيجية وتنفيذها . اذ ان الادارة تواجه مسألة جوهرية تتمثل في ضرورة تعدد خياراتها الاستراتيجية بصورة دائمة اثناء تنفيذها .
مفهوم عملية التنفيذ الاستراتيجي :
يعرف التنفيذ الاستراتيجي بانه العملية التي يتم فيها ترجمة الاستراتيجية المصاغة او الموضوعة الى اجراءات عمل في اطار بناء نظم التخطيط وتخصيص الموارد المادية والبشرية ، ونظم للحوافز والمكافآت ، والهيكل التنظيمي ، والسياسات التنظيمية الساندة ، ونظم المعلومات ، والاتصالات ، والقيادة ، ونظام تقويم الاداء الاستراتيجي .
التخطيط الستراتيجي والتنفيذ وجهان لعملة واحدة :
ان التخطيط الستراتيجي من جهة والتنفيذ والرقابة من جهة اخرى هما وجهان لعملة واحدة تسمى الادارة الستراتيجية فلا يمكن الحصول على تنفيذ ستراتيجي فعال ورقابة دونما النجاح بتحقيق الاهداف القياسية للاداء ، كما ان الستراتيجية قد صنعت من خلال التخطيط الستراتيجي . والعكس صحيح ايضا ، فالمنظمة يجب ان تحصل على تنفيذ ستراتيجي ذي مغزى ونظام رقابة يجهز التغذية المرتدة الضرورية لتطوير الخطط الستراتيجية .
Boseman , 1989: 111
كذلك فأن عملية التنفيذ الاستراتيجي هي المحك الجوهري لسلامة وصواب كل الحلقات الاخرى في الادارة الاستراتيجية ، وهذا يعني تماسك هذه الحلقات وكليتها ووحدتها الديناميكية وعدم إمكان تجزئتها الى مراحل تقليدية منفصلة بحسب اولويات جامدة . . وهو يعني ضرورة اعادة مراجعة تلك الحلقات او العناصر في كل خطوة وكل وقت يستدعيه بروز المؤشرات التحذيرية خلال عملية التقويم والتدقيق المرافقة والمستمرة . (الطائي ، 2008: محاضرة غير منشورة )
مستلزمات التنفيذ الاستراتيجي في المنظمة :
يتكون نموذج تطبيق استراتيجية المنظمة من اربعة خطوات اساسية تمثل مستلزمات التطبيق التي تبدأ من عملية تحديد طبيعة التغير الاستراتيجي ، أي حجم ومدى التغير المطلوب ، فبعض الاستراتيجيات تتطلب تغيرات بسيطة في الهيكل التنظيمي للمنظمة وفي الانظمة الادارية المستخدمة فيها ، في حين تفرض استراتيجيات اخرى ضرورة تنفيذ تغيرات جذرية في التنظيم والادارة والانظمة وفي نوعية الثقافة التنظيمية السائدة .
حيث تتضمن مستلزمات وعوامل او عناصر التنفيذ الفعال :
1. هيكل تنظيمي ملائم لتطبيق الاستراتيجية .
2. انظمة ادارية ملائمة للتطبيق .
3. اساليب ادارية كفوءة للتطبيق .
4. ثقافة تنظيمية منسجمة مع استراتيجية المنظمة .
وأشير اليها كذلك بأنها :
اولا : العناصر ذات السمة المؤسسية ( تصميم المنظمة ) :
1. الهيكل او التركيب المنظمي : وتعتمد فاعلية الهيكل او التركيب المنظمي على مستوى استجابته لحالة التغيير في الاستراتيجية .
2. قيادة المنظمة : وتعني طريقة تحفيز الافراد والمجاميع ، واسلوب اتخاذ القرارات الادارية ، ومجالات التركيز في بيئة العمل .
3. ثقافة المنظمة : أي المعتقدات والقيم والسلوكيات التي يتمسك بها العاملون
ثانيا : ادوات الاداء :
1. الاهداف السنوية المنبثقة عن الاهداف الستراتيجية .
2. تطوير ستراتيجيات وظيفية من خلال :
• ادارة العمليات والانتاج .
• التسويق .
• التمويل والمحاسبة .
• البحث والتطوير .
• ادارة الموارد البشرية .
• السياسات والاتصال.
واشار اليها آخرون بأنها تتضمن :
1. الهيكل التنظيمي المناسب .
2. التخصيص المتوازن للموارد
3. نظام ملائم للتحفيز
4. انظمة فعالة للمعلومات الادارية
5. ثقافة تنظيمية مشجعة للعمل .
الانظمة المساندة لتنفيذ الاستراتيجية : و تتضمن او تدور حول :
1. انظمة المعلومات الاستراتيجية : وتلعب دورا مهما من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية
2. تعزيز الابداع التكنولوجي ، والقدرة على التصنيع .
3. بناء مصادر للمعلومات الاستراتيجية لانظمة متقدمة للمعلومات تساهم في تحسين فعالية وكفاءة العمليات والانشطة الداخلية ، وهذا يعني امتلاك برامجيات واجهزة تطوير الاتصالات الالكترونية . وان اكبر فائدة يقدمها نظام المعلومات الاستراتيجية هو في بناء قاعدة معلومات استراتيجة لتزويد الادارة بالمعلومات الضرورية للتخطيط والسيطرة واتخاذ القرارات ، وكل الانشطة الساندة .
4. انظمة التخطيط والسيطرة : يمكن القول ان الاستراتيجية هي بصورة او باخرى منظومة متكاملة من الخطط العملية التي تهدف الى تحقيق رسالة المنظمة . ومن مظاهر التعبير عن انظمة التخطيط هي الميزانيات التي تتولى تزويد الادارة بالمعلومات الضرورية عن الدخل والنفقات الحالية والمتوقعة في كل مرحلة من مراحل تطبيق الاستراتيجية .
5. الانظمة الحاسوبية المتكاملة مع التصنيع CIM Computer-integrated Manufacturing Systems
وهي برامج حاسوبية تتكامل مع عمليات التصنيع والانتاج وتساهم في تنظيم كل نشاط في بيئة التصنيع وانتهاء بتوزيع المخرجات من منتجات وخدمات . وقد ظهر اهمية تطبيق برامجيات متقدمة لهذه الانظمة في التخطيط لمستلزمات المواد وبالذات انظمة MRP في الوقت الحاضر تستخدم انظمة حاسوبية ذات تقنيات عالية لمساندة عمليات التصنيع باشكال مختلفة مثل انظمة الاتمتة ( الروبوتات ) وانظمة Just-in-time(JIT)وكذلك TQM الادارة النوعية الشاملة ، بهدف تحقيق تكامل بنيوي مع كل عمليات الانتاج والسيطرة العملياتية .
ويشير بوسمان Boseman الى ان المفتاح للتنفيذ الستراتيجي الناجح يتمثل في خمس عناصر او عوامل :
1. الستراتيجية .
2. الهيكل التنظيمي .
3. الثقافة التنظيمية .
4. المحفزات .
5. الموارد البشرية .
Boseman,1989: 112
المحددات ال 8 للتنفيذ الستراتيجي استنادا الى ثومبسون :
1. بناء المنظمة ورفدها بالمميزات التنافسية ، والمهارات والموارد القوية لانجاز الستراتجية بنجاح .
2. تطوير الميزانيات لتعبئة الموارد لسلسلة القيمة وانشطتها الحرجة بهدف النجاح الستراتيجي .
3. انشاء السياسات الساندة للستراتيجية والاجراءات الاساسية .
4. توظيف افضل الخبرات والدفع بأتجاه التحسين المستمر في كيفية انجاز سلسلة القيمة
5. اقامة شبكة المعلوماتية والاتصال ، والتجارة الالكترونية ، والاجهزة العاملة التي تمكن الشركة وكادرها من انجاز ادوارها الستراتيجية بنجاح يوما بيوم .
6. ربط المكافآت والمحفزات بانجاز الاهداف والاداء والتنفيذ الجيد .
7. خلق الاعمال الساندة للستراتيجية من مناخ بيئي وثقافة تنظيمية .
8. القيادة الضرورية لتوجيه التنفيذ قدما ، وصيانة التحسينات .
Thompson, 2003: 357
ان المعلومات الدقيقة اساسية كدليل للعمل فكل منظمة تحتاج ادوات لجمع البيانات وتبويبها لتكون مفتاحا ودليلا مهما للاداء وتشخيص وفرز المشاكل ، وتجهيز تقارير المعلومات الحرجة للاغراض الاستراتيجية .
ان غالبية الشركات حاليا تقيم اتصالات ساخنة وشخصية مع الزبائن ومن خلال الاجهزة الالكترونية مع قواعد البيانات الخاصة بالزبائن ، لذلك فالشركة تستجيب بشكل فعال مع طلباتهم واحتياجاتهم الشخصية للخدمات . كذلك فان الشركات التي تعتمد على عاملين مختصين تحتاج الى مقاييس واجهزة تغذية عكسية للمراقبة اداء العاملين غير المختصين لارشادهم للعمل بشكل نوعي ، لذا فان المفاجآت غير السارة يمكن تجنبها عادة .
ان عصر المعلومات الراهن الذي يعتمد شبكة الانترنيت يسمح لمدراء اية شركة بمراقبة مبادرات الاداء والعمليات اليومية للعاملين وقادته وتوجيههم نحو النجاح .
فالمعلومات تتطلب تغطية خمسة مجالات واسعة هي :
1. بيانات الزبون .
2. بيانات العمليات .
3. بيانات المستخدمين .
4. بيانات المجهزين والشركاء .
5. بيانات الاداء المالي . Thompson,2003,403
انظمة المعلومات والتحول الافتراضي :
كانت الشركات تمثل وحدات تنظيمية –آلية – وظيفية وبشرية كما كانت في الوقت نفسه وحدات معلوماتية . وان نظام الملفات والوثائق والتقارير والاتصالات المباشرة او غير المباشرة كانت تمثل ادوات من نظام المعلومات . ومع دخول واستخدام الحاسوب كانت انظمة المعلومات هي المجال الاكثر استفادة منه حيث تحولت انظمة المعلومات التقليدية القائمة على القلم والورقة الى انظمة معلومات قائمة على الحاسوب . ومع الاستخدام الواسع للانترنت كانت انظمة المعلومات القائمة على الحاسوب هي الاكثر استفادة من هذا التحول . حيث لم يعد نظام المعلومات مجرد اجهزة محملة بالمعلومات وانما تحولت الى شبكات داخلية ، وبالترابط مع الزبائن والموردين تحولت الى شبكة خارجية ، وبالترابط مع مجموعة شركات ذات اهتمامات مشتركة تحولت الى شبكة اعمال بضمنها شبكات القيمة المضافة ، وشبكات المناطق كما هو الحال في شبكات المناطق المحلية المحدودة والواسعة .
ومع تدافع الشركات نحو الاعمال الالكترونية E-Business وتحولها الى شركات دوت كوم .com فان الشعارالذي طرحته فورتشن Fortune تعبيرا عن هذا الاتجاه : كن الكترونيا او تؤكل Be E or Be Eaten فأما ان توصل اعمالك الى الوبWeb.net او قل لأعمالك مع السلامة . في ضوء ذلك فان الانترنت نفسها ( العالم الرقمي الافتراضي ) اصبحت بمثابة نظام المعلومات الذي يتسم بأنه :
• الارقى تكنولوجيا
• الاوسع عالميا
• الأسرع في نقل المعلومات .
• الاكثر دواما في العمل واستمرارية .
ويمكن تعريف نظام المعلومات بأنه الية توافقية منظمة من المصادر : الافراد ، الاجهزة Hardware البرامجيات Software شبكات الاتصال والبيانات التي يتم جمعها ومعالجتها وتوزيعها في الشركة .
وتختلف نوعية المعلومات اللازمة لاتخاذ كل من قرارات التخطيطي الاستراتيجي والرقابة الادارية ، والرقابة التشغيلية . فتعتمد قرارات التخطيط الاستراتيجي على المعلومات التنبؤية المفاجئة التي تحصل عليها المنشأة من مصادر خارجية وتعرضها على القيادات العليا في شكل مقتضب على فترات متباعدة وبصورة مفككة وغالبا ما تكون متدنية الدقة لما في التخطيط الاستراتيجي من تقريب وحكم شخصي يتناول آجالا طويلة في معظم الاحوال . اما قرارات الرقابة التشغيلة ، فتعتمد على المعلومات التاريخية المرتقبة التي تحصل عليها المنشأة من مصادر داخلية فيها وتعرضها على الادارة في شكل تفصيلي فوري بصورة محكمة التنظيم وعالية الدقة . ( سيد غراب ، 1997، 37)
انظمة المعلومات الادارية :
ان نظام المعلومات الادارية يكون موجها نحو تقديم المعلومات والتقارير التي يحتاجها المديرون وصناع القرار بما يحقق الكفاءة في مستوياتهم المختلفة سواءمن خلال توفير المعلومات عن الاداء او ضمان تنسيق افضل او تقديم معلومات عن عمليات الشركة والبيانات التاريخية عنها . ما يعطي لهذه الانظمة ابعادها الموجهة لداخل الشركة ووظائفها . وان الاتجاه السائد اليوم هو التحول نحو نظام المعلومات الادارية المحوسب Computerised MIS . ان MIS يستخدم لاغراض المستويات الادارية المختلفة ، فهو يقدم الى الادارة العليا بيانات تاريخية عن اتجاهات المبيعات والاسعار والتكاليف والاداء الانتاجي ، كما يقدم للادارة الوسطى هذه البيانات عن كل وحدة من وحدات العمل والانتاج مع امكانات المقارنة والتقييم . اما الادارة الدنيا فانها تستخدم النظام للحصول على البيانات الضرورية اليومية المتعلقة بحركة المواد واستخدام العاملين والنفقات والمبيعات .
ان المعلومات الروتينية – التقارير الدورية هي الطابع السائد في عمل النظام ، الا ان النظام الذي يعمل وفق قواعد . وفي حالة تجاوز القواعد او مستويات معينية ( حدوث ما هو استثنائي ) يعمل على تزويد المديرين بالتقارير الاستثنائية – مما يجعله في حالات معينة موجها للادارة بالاستثناء . وهذا يعني ان MIS كما يقدم التقارير الروتينية عن المبيعات اليومية او الاسبوعية او الشهرية ، فانه يقدم ايضا التقارير الاستثنائية عن اية انجازات او اخفاقات تتجاوز مستويات محددة مسبقا .
ان جمع المعلومات المرتدة عن متطلبات بائعي المفرد في اقصى المسافات ونقلها الى المقر الرئيسي للشركة المنتجة التي تبعد آلاف الكيلومترات ليتم تحليلها خلال ساعات واتخاذ القرارات اللازمة بضخ السلع المطلوبة وسريعة البيع والتقليل من السلع البطيئة الدوران ، وبذلك تحقق الشركة مزايا تنافسية على المستوى الاستراتيجي . Wright pp 182 -3
ومع استخدام الشبكيات والانترنت اصبح بالامكان الحصول الفوري على التقارير من كل وحدات الشركة وتحليل البيانات اليومية عن المبيعات وتقييم المبيعات وتقييم المبيعات عن كل منتج وكل موظف مبيعات وفي كل مكان . مما يمنح الشركة صورة دقيقة عما يجري في وظائفها وانشطتها المختلفة .
التطبيق ونظم المعلومات الادارية :
يعتبر اتخاذ الادارة لقراراتها الخاصة بأعداد نظم المعلومات من الزم القرارات للتطبيق الاستراتيجي . الا ان اعداد نظم المعلومات الادارية والاستراتيجية بالذات يحظى ببالغ اهتمام وعناية الادارة الحديثة في معظم منشآت الاعمال في الوقت الحاضر .
وتتلخص مهمة وظيفة نظم المعلومات الادارية في تحليل وتصميم وادارة تدفق المعلومات في المنشأة بهدف مساندة القيام بكافة المهام الادارية بما في ذلك اتخاذ القرارات ورفع كفاءة اداء المنشأة وتحقيق فاعليتها . ولقد تزايدت اهمية هذه الوظيفة لعدة اسباب :
1. تزايد المعرفة المتاحة للمديرين التي استخدامها في اتخاذ القرار .
2. نمو المنشآت في الحجم وتعقد اعمالها مما يضطر المديرين الى الاعتماد بشكل متزايد على المعلومات المكتوبة .
3. ازدياد درجة تخصص بعض المنشآت واتجاه اغلب المنشآت لتنويع اعمالها .
4. ازدياد التعقيد التكنولوجي للمجتمع بصفة عامة .
5. ازدياد ندرة بعض الموارد الطبيعية .
6. ازدياد درجة التغير البيئي والتكنولوجي .
7. انتشار انشطة المنشآت ولا مركزيتها مما زاد من حاجتها الى اساليب متقدمة في الرقابة لتأمين قيام المديرين بواجباتهم طبقا لما هو متفق عليه في الخطة .
8. انتشار استخدام الحاسبات الالية وانخفاض تكلفتها بما يجعل منها وسيلة مثالية لمعالجة البيانات .
ويمكن ان يخدم نظام المعلومات الادارية الاغراض الاتية :
• توفير اساس لتحليل اشارات التحذير من داخل المنشأة او خارجها .
• تحقيق اوتوماتيكية العمل .
• مساعدة المديرين في اتخاذ القرارات المقننة .
• توفير المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات الاستراتيجية غير المقننة ، بتحليل كميات كبيرة من المعلومات لحساب النواتج المتوقعة المختلفة للاستراتيجيات البديلة .
لذا فأنه من الاهمية بمكان ان يتم ادخال تطور نظام المعلومات الادارية في الحسبات عند تقويم نواحي قوة المنشأة وضعفها . ( السيد غراب 1995: 284 )
انظمة المعلومات الاستراتيجية :
تقوم انظمة المعلومات الاستراتيجية بدور مهم في عمليات الادارة الاستراتيجية الخاصة بصياغة وتطبيق استراتيجية الاعمال من خلال ثلاثة مجالات اساسية هي :
1. تعزيز الابداع التكنولوجي في ميدان الاعمال وبالتالي توفير القدرة على تصنيع منتجات وخدمات جديدة واستخدام اساليب وتقنيات حديثة في الانتاج .
2. تحسين الكفاءة التشغيلية التي توفرها تكنولوجيا انظمة المعلومات وبالتحديد تأثير هذه التكنولوجيا في قطع التكاليف ، تحسين نوعية المنتجات والخدمات وبناء علاقات قريبة مع المجهزين والمستهلكين .
3. بناء مصادر للمعلومات الاستراتيجية لأنظمة متقدمة للمعلومات تساهم في تحسين فعالية وكفاءة العمليات والانشطة الداخلية للمنظمة ، وهذا يعني ايضا امتلاك برامجيات واجهزة تطوير اتصالات الكترونية بين وحدات النظام والمستفيدين .
ان اكبر فائدة يقدمها نظام المعلومات الاستراتيجية هو في بناء قاعدة معلومات استراتيجية تمكن النظام من تزويد الادارة بالمعلومات الضرورية لعمليات التخطيط والسيطرة واتخاذ القرارات وكل الانشطة المساندة لعملية تصميم وتطبيق استراتيجية المنظمة ، كما يوفر فرصة لادارة المعلومات بطريقة كفوءة وفعالة .
يتكون نظام المعلومات الاستراتيجية او التنفيذية كما يسمى ايضا ، من حزمة من اجهزة وبرامج تطبيقات المستفيد النهائي ، ونظم برامج اخرى وقواعد معلومات ونظام اتصالات داخلي وخارجي تعمل كلها في اطار نظام متكامل يهدف الى اسناد ودعم عمليات اتخاذ القرارات بالاضافة الى عمليات التخطيط والرقابة الاستراتيجية .
والادارة الكفوءة لانظمة المعلومات الاستراتيجية هي التي تكون قادرة على توفير ميزتين اساسيتين هما تعظيم الجدوى العملية والاقتصادية للنظام وتوفير مرونة عالية لتطوير النظام تقنيا والاستفادة منه كنظام مساند للقرارات الاستراتيجية .
كذلك فأن انظمة مساندة القرارات وبخاصة مساندة القرارات الجماعية وانظمة المعلومات الاستراتيجية هي ثمرة لتطور انظمة المعلومات التي تتوجه لخدمة الادارة العليا ودعم عمليات اتخاذ القرارات ليس فقط من اجل تزويد الادارة العيا بالمعلومات وانما بالمساهمة مباشرة في صنع القرار واستفادة من القدرات التقنية للنظام سواء في سرعة المعالجة او المرونة العالية والتحديث المستمر والتنبؤ العلمي بمتغيرات واتجاهات المستقبل ، وتلبية احتياجات المـســـــــــتفيد . (سعد غالب ،1998 : 163-166 )
وتوفر انظمة المعلومات الاستراتيجية قاعدة للانذارات المبكرة النابعة من الخارج او الداخل ، وهي تنبع من حاجة المنشأة الى التأكد من ان البرامج والاجراءات تنفذ بأسلوب يحقق كلا من اهداف المنشأة والقطاع . ويجب ا يوجه نظام المعلومات انتباه الادارة الى عوامل النجاح المهمة في اعمالهم ، وتتكون عوامل النجاح من عدد قليل من الامور التي يجب ان تكون على ما يرام لضمان نجاح المنشأة ، وتمثل هذه الامور المجالات التي يجب ان تحظى بأهتمام خاص ومستمر لكي تؤدي الى رفع الاداء ، وتمثل عوامل النجاح هذه نقطة التركيز لوضع نظام للمعلومات بأستخدام الحاسب الالي . ويؤدي هذا المدخل الى وضع نظام للمعلومات ذي فائدة للمديرين الاستراتيجيين حيث انه يشير الى المجالات الرئيسية التي تتطلب اهتمام المدير .
ويبغي استخدام نظم المعلومات على مستوى القطاع او وحدة الاعمال الاستراتيجية داخل المنشأة لدعم او دفع او توسيع الاستراتيجية على هذا المستوى . وتتمكن وحدة الاعمال الاستراتيجية التي تتبع استراتيجية القيادة في خفض النفقات من استخدام نظام المعلومات لخفض التكاليف اما عن طريق تحسين انتاجية العمال او تحسين استخدام الموارد الاخرى مثل المخزون او المعدات ، وقد ترغب وحدة اعمال استراتيجية اخرى في اتباع استراتيجية تمييز المنتجات ، يمكنها في هذه الحالة استخدام نظام المعلومات لتمييز منتجاتها او خدماتها والمساهمة في الجودة او الخدمة او السمعة من خلال القطاعات الوظيفية . وقد اتخذت شركة اميركان هوسبتال سبلاي وكل من شركتي يونيتد وامريكان يارلاين هذا المدخل لزيادة الحصص السوقية عن طريق توفير خدمات ممتازة للمعلومات لعملائها .
هيلين وهينجر ، 1990: 201
لاقرار بدون معلومات :
لعل الاهتمام الاول والمبكر بالمعلومات ظهر في مجال القرارات بوصفها جوهر عمل المدير ، وكان التأكيد المبكر على ذلك في الخمسينات بأن لاقرار بدون معلومات . واصبح الحديث يتزايد عن قيمة المعلومات التي تلعب دورا اساسيا في التحول من القرار في حالة عدم التأكد الى القرار في حالة المخاطرة ، وصولا الى القرار في حالة التأكد ( حالة المعلومات الكاملة ) .
وكان التطور الأهم في تغير النظرة الى اهمية المعلومات يتمثل في استخدام الحواسيب الذي كشف عن امكانات عظيمة في جمع ومعالجة وخزن واسترجاع المعلومات بكميات عظيمة وبســـــــــرعة مثيرة للاعجاب في ذلك الوقت ، وقد تم الانتقال من معالجة البيانات والصفقات ( الجيل الاول لانظمة المعلومات ) الى انظمة المعلومات الادارية في الستينات والسبعينات ومن ثم انظمة دعم القرار DSS في السبعينات والثمانينات وانظمة المعلومات التنفيذيةُEIS والاستراتيجية SIS وانظمة الذكاء الصناعي AI وانظمة ادارة المعرفة في الثمانينات والتسعينات ، واخيرا الانظمة الشبكية ، والتجارة والاعمال الالكترونية في التسعينات ومازالت تتطور بسرعة كبيرة في العقد الحالي من القرن الواحد والعشرين ، استجابة للحاجات المتزايدة الى المعلومات في الادارة والاعمال . ولابد من التأكيد على ان هذا التطور في انظمة وتكنولوجيا المعلومات قد ترافق مع تعاظم دور المعلومات والمعرفة والانتقال من الدور الفني الوظيفي المتخصص الى الدور الاستراتيجي الذي يمكن لهذه الانظمة ان تساهم في انشاء القيمة في اعمال الشركة وتحقق الميزة التنافسية في السوق . وهذا ما يتم تحقيقه من خلال تكامل استراتيجية انظمةالمعلومات مع استراتيجية الاعمال في الشركة .
نجم عبود، 2005: 337
انظمة المعلومات والتحول الافتراضي :
كانت الشركات تمثل وحدات تنظيمية –آلية – وظيفية وبشرية كما كانت في الوقت نفسه وحدات معلوماتية . وان نظام المفات والوثائق والتقارير والاتصالات المباشرة او غير المباشرة كانت تمثل ادوات من نظام المعلومات . ومع دخول واستخدام الحاسوب كانت انظمة المعلومات هي المجال الاكثر استفادة منه حيث تحولت انظمة المعلومات التقليدية القائمة على القلم والورقة الى انظمة معلومات قائمة على الحاسوب . ومع الاستخدام الواسع للانترنت كانت انظمة المعلومات القائمة على الحاسوب هي الاكثر استفادة من هذا التحول . حيث لم يعد نظام المعلومات مجرد اجهزة محملة بالمعلومات وانما تحولت الى شبكات داخلية ، وبالترابط مع الزبائن والموردين تحولت الى شبكة خارجية ، وبالترابط مع مجموعة شركات ذات اهتمامات مشتركة تحولت الى شبكة اعمال بضمنها شبكات القيمة المضافة ، وشبكات المناطق كما هو الحال في شبكات المناطق المحلية المحدودة والواسعة . ومع تدافع الشركات نحو الاعمال الالكترونية E-Business وتحولها الى شركات دوت كوم .com فان الشعارالذي طرحته فورتشن Fortune تعبيرا عن هذا الاتجاه : كن الكترونيا او تؤكل Be E or Be Eaten فأما ان توصل اعمالك الى الوبWeb.net او قل لأعمالك مع السلامة . في ضوء ذلك فان الانترنت نفسها ( العالم الرقمي الافتراضي ) اصبحت بمثابة نظام المعلومات الذي يتسم بأنه :
• الأرقى تكنولوجيا
• الأوسع عالميا
• الأسرع في نقل المعلومات .
• الأكثر دواما في العمل واستمرارية .
ويمكن تعريف نظام المعلومات بأنه آلية توافقية منظمة من المصادر و الافراد ، الاجهزة Hardware البرامجيات software و شبكات الاتصال والبيانات التي يتم جمعها ومعالجتها وتوزيعها في الشركة .
وتختلف نوعية المعلومات اللازمة لاتخاذ كل من قرارات التخطيطي الاستراتيجي والرقابة الادارية ، والرقابة التشغيلية . فتعتمد قرارات التخطيط الاستراتيجي على المعلومات التنبؤية المفاجئة التي تحصل عليها المنشأة من مصادر خارجية وتعرضها على القيادات العليا في شكل مقتضب على فترات متباعدة وبصورة مفككة وغالبا ما تكون متدنية الدقة لما في التخطيط الاستراتيجي من تقريب وحكم شخصي يتناول آجالا طويلة في معظم الاحوال . اما قرارات الرقابة التشغيلة ، فتعتمد على المعلومات التاريخية المرتقبة التي تحصل عليها المنشأة من مصادر داخلية فيها وتعرضها على الادارة في شكل تفصيلي فوري بصورة محكمة التنظيم وعالية الدقة . ( سيد غراب 1997:37)
استراتيجيات الشركات الافتراضية :
• الاسهام بتكوين البنية التحتية ، وتحمل المخاطرة .
• اقامة الصلات لتحقيق الكفايات الجوهرية .
• كسب الاسواق الجديدة وثقة الزبون .
• مغادرة بيع المنتجات نحو بيع الحلول . O`Brien2003:59
انظمة دعم القرار :
تعبر انظمة دعم القرار DSS Support Decision systems من النتائج الاساسية للتحسينات المهمة في التكنولوجيا المرتبطة بأنظمة المعلومات التي تميزت بالتكلفة الاقل والقوةالاكبر مقارنة بالانظمة التي سبقته من جهة ، والحاجة المتزايدة في توجيه انظمة المعلومات الادارية نحو احتياجات الادارة في دعم صنع القرار وتحقيق الفاعلية في هذه العملية من جهة اخرى . فاذا كانت انظمة المعلومات الادارية موجهة نحو الكفاءة أي انها تساعد الشركة على قيام الشركة بالاشياء بشكل صحيح ، فان انظمة دعم القرار موجهة نحو الفاعلية أي انها تساعد الادارة على القيام بالاشياء الصحيحة .
ويعرف جوبتا نظام دعم القرار بانه مجموعة من البرامجيات التفاعلية التي تزود المديرين بالبيانات والادوات والنماذج من اجل صنع القرار .
والواقع فان DSS تقوم بما هو اعمق من مجرد تزويد المديرين بالبيانات لأنها تقوم بتحليل هذه البيانات وفق نماذج معينة من جهة والربط الفعال بين البيانات من ملفات مختلفة من جهة ثانية . لذلك يمكن تعريفها بأنها انظمة المعلومات على مستوى ادارة الشركة التي تربط البيانات والنماذج التحليلية المتطورة او تحليل اتجاهات البيانات لدعم القرارات غير الروتينية . لهذا يمكن تمييز نوعين من نماذج صنع القرار :
• انظمة دعم القرار الموجهة للنموذج : وهي الانظمة التي تستخدم في اتخاذ القرارات على اساس النماذج التي يتم تطبيقها .
• انظمة دعم القرار الموجهة للبيانات : وهي الانظمة التي تحلل مجموعات كبيرة من البيانات التي توجد في انظمة المعلومات المختلفة في الشركة بما يسمح للمستفيدين استخراج المعلومات واستخدامها في دعم القرار .
ولأنظمة دعم القرار اهداف اساسية تتمثل في مساعدة المديرين في صنع القرار في المشكلات غير المحددة او المهيكلة او شبه المهيكلة ، دعم الاحكام والتقديرات الذاتية ، وتحسين فاعلية صنع القرار .
ويشتمل نظام دعم القرار على المكونات الأساسية :
• قاعدة البيانات : وهي مجموعة منظمة من الوقائع والحقائق المتعلقة بالشركة بشكل عام . والبيانات يمكن ان تكون حرفية او رقمية او صورية او سمعية او حركية . وتتضمن عادة كل الوثائق المرتبطة بانشطة ووظائف الشركة وسياساتها وعلاقاتها.
• ادارة النموذج : وهو تجريد ممثل للنظام الحقيقي .مثل النماذج الاحصائية والمالية والمحاسبية والانتاجية والتسويقية ، ونماذج الموارد البشرية . وفي سياق تطويرها هنالك نماذج المحاكاة ، والامثلية ، والمعالجة التحليلية ، والانظمة الخبيرة ، والشبكات العصبية ، والمنطق الضبابي Fuggy Logic ، والوكلاء الاذكياء .
• ادوات الدعم : وهي كثيرة ومتنوعة ويمكن استخدامها حسب حاجات صانع القرار . ويمكن ان تتمثل ، بتحليل ( ماذا – اذا ) ، ومقدرة البحث عن الهدف ، وتحليل المخاطرة . وتحليل الامثلية لإيجاد القيمة المثلى لاحد المتغيرات او الاهداف في ظل قيود معينة .
وقد اوضحت استخدامات وتطبيقات نظام DSS الى انه يحقق مزايا عديدة منها تحسين صنع القرار والثقة به ، وتحقيق الوصول الافضل الى المعلومات والوصول الافضل الى النماذج التي تسمح باختيار البدائل ، وزيادة عدد البدائل التي يتم اختبارها وتقييمها ، وسرعة القرار .
انظمة دعم القرار الجماعي :
وتدعى ايضا انظمة العمل التشاركي المحوسب ، وهي توسيع وتطوير لانظمة دعم القرار لاغراض صنع القرار الجماعي . فمع تزايد اهتمام الشركات بالانترنت والشبكات الداخلية والخارجية وتعقد الاعمال في الشركات ادى ذلك الى زيادة اللجوء الى الفرق متعددة الاختصاصات والوظائف ، لهذا اصبحت انظمة دعم القرار الجماعي واسعة الاستخدام في الشركات لان هذه الانظمة تدعم هذه التوجهات بوصفها برامجية خاصة يتم تحميلها الى الحواسيب المتعددة المرتبطة شبكيا . وهذا الارتباط الشبكي هو الذي يسمح لمجموعة الافراد ان يتفاعلوا مع بعض . ويمكن استخدامها لاغراض :
• التشارك في مناقشة المشكلات والتوصل الى بدائل .
• القيام بعصف الافكار الالكتروني E-Brainstorming من اجل توليد الافكار .
• الحصول على الاستشارات من أي فرد في الشركة .
• القيام بالتصويت على القرارات .
• تقاسم المعرفة حول القرارات مع امكانات متابعة التحديثات على هذه المعرفة .
انظمة المعلومات ودورها الاستراتيجي :
ـــــــــــــــــــــ
انظمة DSS & MIS & TPS كلها تقدم خدمات للمديرين بشكل عام . ولكن هذه الانظمة تتسم بانها ليست موجهة بشكل مركز الى الادارة العليا كما انها في الغالب تتضمن معلومات كثيرة تتطلب الدراسة والتحليل ، وهذا ما ليس لدى الادارة العليا الوقت الكافي او الاهتمام التفصيلي لها . لهذا فان الحاجة كانت ماسة لأنظمة معلومات تكون موجهة للادارة العليا التي تحتاج الى معلومات مركزة ملخصة ، سهلة الوصول والاستخدام وقابلة للفهم والاستخدام بسرعة .
ويعرف نظام المعلومات التنفيذية بانه نظام المعرفة في الشركة والمصمم على المستوى الاستراتيجي والموجه لصنع القرارات غير المهيكلة من خلال بيانات واتصالات متقدمة .
وهذا التعريف يركز بالدرجة الاساس على المضمون الذي تتعامل معه هذه الانظمة في كونها تخدم في القضايا والقرارات الاستراتيجية . وبالتالي فان هذا النظام هو عبارة عن نظام المعلومات الذي يشتمل على مجموعة الادوات والاساليب مثل العروض البيانية الملونة ، الطلبات المنفذة صوتيا ـ تداخلات اللغة الطبيعية التي تساعد المديرين على الاسترجاع ، التحليل ، الابحار Navigation ، والتلخيص لكميات كبيرة من البيانات بسرعة وكفاءة .
لذا فان انظمة المعلومات التنفيذية تركز على ابعاد اساسية مثل :
1. انها تتعامل مع معلومات الادارة العليا بطريقة سلسة وودية وسريعة .
2. انها تركز على القضايا ذات الابعاد الاستراتيجية .
أي انها :
• قضايا الاعمال الاستراتيجية التي هي وظيفة الادارة العليا .
• عوامل النجاح الحرجة التي تؤثر بشكل حاسم بتنفيذ الاستراتيجية .
• تقديم المعلومات والعروض المتعلقة بالقضايا والقرارات غير المهيكلة وليس عقد الصفقات كما في انظمة TPS او المتعلقة بالمعلومات والقرارات الروتينية داخل الشركة كما في MIS او تحليل المشكلات وحلها كما في انظمة DSS .
3 - قدرات وخصائص انظمة المعلومات التنفيذية والتي يمكن تحديدها بالاتي :
• انها الانظمة التي تمزج قدرات MIS & DSS ولكن بشكل اكثر تركيزا واسهل في الوصول . انها مفصلة بشكل فعال حسب تفضيلات المديرين ، ومع الانترنت فانها اصبحت تستخدم تصفح الوبت والبريد الالكتروني وادوات التشارك الجماعي ، في خدمة اغراضها ، واخيرا امكانية استخدامها من المستويات الادارية الاخرى ومهنيي الاعمال .
• ان انظمة المعلومات الاستراتيجية تركز على تحسين التنافسية واستخدام تكنولوجيا المعلومات IT لتحقيق امكانات اعادة التصميم الجديد والخلاق في الشركة .
• ان كاليبرز و ســــــــوموجي Galliers & Somogye في كتابهما ( نحو انظمة المعلومات الاستراتيجية ) يشيران الى انبثاق عصر المعلومات الاستراتيجية ويميزان في ذلك عددا من الاتجاهات في تطور انظمة المعلومات الاخرى الى انظمة المعلومات الاستراتيجية .
( نجم عبود 2005 : 4 36)
و قد ذكر بلوش Bloch ان الشبكة المعلوماتية يمكن ان تستخدم لتحسين وتحويل واعادة تعريف قيمة العمل . واقترح عشر مكونات لهذه القيمة وهي :
1. تطوير المنتج .
2. اقامة قناة بيع مباشر جديدة . اذ ان الشبكة هي وسط اعلاني غير عادي .
3. ادخار مباشر من خلال تقليص حلقات البيع والعاملين الفائضين .
4. اختصار الوقت نحو السوق . فالمنتجات الجديدة توضع قيد التعامل حال انتاجها .
5. خدمات الزبون .
6. تكوين صورة ناصعة تعكس وجه الشركة ووضعها المميز من خلال شبكة الانترنيت .
7. اقامة التعليم التقني والتنظيمي من خلال تقنيات المعلومات والكومبيوتر واساليبه التفاعلية ِ.
8. العلاقات مع الزبون بشكل فوري وتعامل مباشر on-line
9. قدرات انتاجية جديدة من خلال الإفادة من التغذية العكسية التي يقدمها الزبائن .
10. نماذج اعمال جديدة غير محددة بقيود الزمان والجغرافية .
لذلك فهي تقدم الفرص لتطوير نماذج الاعمال الجديدة والهياكل من خلال الانترنيت .
Whiteley2000:39
الاستراتيجية المعرفية والجدارات الجوهرية :
ان الاستراتيجية هي النشاط الاكثر وعيا بالجدارات الجوهرية core competency داخل الشركة وبالمنافسة والسوق خارج الشركة ، لهذا فان الشركات التي تكتسب رؤية استراتيجية حول مستقبلها وتبحث في مطالب معرفة هذا المستقبل ستكون على الارجح من الشركات الناجحة . واذا كان هذا ينطبق على الشركات التقليدية فانه بدرجة اكبر ينطبق على الشركات القائمة على المعرفة ، وهذا يعود ليس لان الاستراتيجية نفسها ومشروعاتها الاساسية للاستقرار او النمو هي عمل معرفي وحسب وانما ايضا لان عمل هذه الشركات في بيئة تنافسية متغيرة وسريعة التغير بشكل غير مسبوق يجعلها غير قادرة على البقاء والنمو بدون تميزها في المعرفة أي قدرتها على ان تأتي بالجديد في الرؤى والاساليب والمنتجات والخدمات والعمليات . وهذا يعني ان المعرفة نفسها اصبحت هي السلاح الاستراتيجي وذلك بمعنيين على الاقل . الاول هو ان وضع وتطوير الاستراتيجية عموما هو عمل معرفي راق من الدرحة الاولى من حيث انها تمثل رؤية شمولية استشرافية طويلة الامد . . والثانية هو ان المعرفة كموضوع بات يأتي بالاساليب والمنتجات والخدمات والعمليات الجديدة التي تحقق ميزة متجددة مستدامة في السوق .
لقد كانت المعرفة ذات دور اساسي سواء كتفكير استراتيجي او كميزة تنافسية ، ومع ذلك فان التطور الكبير في الاستراتيجيات القائمة على المعرفة اخذت تتطور في عقد التسعينات من القرن الماضي حيث اصبحت المعرفة المصدر للميزة التنافسية والسلاح التنافسي الذي يعول عليه في انشاء المعرفة الجديدة وتطبيقاتها في منتجات وخدمات وعمليات جديدة او في التعلم أي نشر ميزة المعرفة الجديدة في كل انحاء الشركة .
سلسلة القيمة وتبادل المعلومات :
ان انتاج السلع والخدمات هو نتيجة لجهود مختلف المنظمات من خلال شبكة موحدة من المقاولات والتعاون تعرف بأنها المجهز للسلسلة او القيمة للنظام . و ان هيكل النظام يختلف بشكل كبير بين مختلف قطاعات الاعمال ، واحيانا بين المنظمات في القطاع الواحد . وكل مرحلة في هذه السلسلة المجهزة تضيف قيمة . وان التداخل بين مختلف المراحل يحتاج الى تبادل المعلومات والى تكنيك e-Commerce الذي يغني هذه المراحل .
والشركات التجارية تحيا فقط خلال المنافسة و تزدهر اذا ما وصلت الى القيمة التنافسية .
Whiteley2000:39
المنظومات المعلوماتية الاستراتيجية :
ويعرفها اوبراين بأنها المنظومات التي تجهز المنشأة بمنتجات وخدمات تنافسية وتمنحها ميزة استراتجية على المنافين في السوق . كذلك فهي تطور الابداع التنظيمي ، وتحسن العمليات التشغيلية وتبني موارد المعلومات الاستراتجية للمنشأة .
و تستخدم IT لتنفيذ الميزات التنافسية الخمسة ..اذ ان عدة شركات تستخدم الانترنيت كقاعدة لهذه الاستراتيجيات ، اذ ان الاستراتيجيات الاساسية للاعمال بأستخدام IT هي :
1. الكلف الادنى :
• استخدام IT لتقليص كلفة عمليات الاعمال .
• استخدام IT لتخفيض كلف المجهزين .
2 . التميز :
• تطوير ملامح IT بشكل جديد بهدف تميز المنتجات والخدمات .
• تطوير ملامح IT للتقليل من الميزة التنافسية للمنافسين .
• تطوير ملامح IT للتركيز على المنتجات والاعمال في سوق مختارة .
3 . الابداع :
• ابداع منتجات وخدمات جديدة متفردة بمساعدة IT
• تطوير اسواق جديدة متفردة بمساعدة IT
• صنع تغيرات جذرية للاعمال بمساعدة IT والتي تخفض الكلف بشكل قطعي ، وتحسن النوعية والكفاءة ، وخدمات ما بعد البيع ، وتقلل من وقت التجهيز للسوق .
4 . تطوير النمو :
• استخدام IT لإدارة توسعات محلية وعالمية في مجال الاعمال .
• استخدام IT للتنوع والتكامل مع منتجات وخدمات اخرى .
5 . تطوير التحالفات :
• استخدام IT لايجاد منظمات افتراضية مع الشركاء .
• تطوير المنظومات المعلوماتية للشركة التي تتشابك من خلال الانترنيت والاكسترانيت وتدعم الاعمال الاستراتيجية وعلاقاتها مع المستهلك ، والمجهز ، والمقاولين ، والاخرين . O`Brien2003:43
العلاقة بين ادارة المعرفة والاستراتيجية :
ان الاستراتيجية هي الموجه او المرشد طويل الامد لكل اعمال وادارات ووظائف الشركة ، فمن اجل ضمان وحدة عمل الشركة وراء غرضها الاساسي فان الشركات كما يقول فيليب كوتلر لابد ان تعمل على استراتيجية واحدة ، مما يعني ، ما يعني انه لايمكن لشركة واحدة ان تعمل على مزيج من استراتيجيات غير متجانسة . لذا فان ادارة المعرفة شأنها شأن الادارات الوظيفية تتبع الاستراتيجية وتخضع لها وتتحدد بها . الا ان مارك ماكيلروي يرى ان العكس هو الصحيح معتمدا في ذلك على ما يأتي :
• من الاخطاء القاتلة للجيل الاول لادارة المعرفة ، ما يتمثل في الاساس الهرمي في التنظيم ولان الاستراتيجية هي مهمة الادارة العليا فان ادارة المعرفة تكون خاضعة لها
• لكن الاهم هو ان الاستراتيجية نفسها هي منتج معرفي وشأن من شؤون انتاج المعرفة ، وهذا ما يرتكز عليه الجيل الثاني لادارة المعرفة – الجيل الذي يركز على انشاء المعرفة بما يربط ادارة المعرفة بأدارة الابتكار ، وهذا يعني ان ادارة المعرفة تأتي بالمعرفة الجديدة التي تكون مصدرا فعالا للميزة التنافسية التي ترتكز عليها الاستراتيجية ، ومع ذلك فان الاستراتيجية رغم ارتكازها على المعرفة الخلاقة الا انها تظل تعمل كموجه اساسي لادارة المعرفة بين دورتي الابتكار الجذري او انشاء المعرفة الجديدة . أي ان الاستراتيجية تخضع لمراجعة عميقة في فترة انشاء المعرفة الجديدة وبالتالي تخضع لادارة المعرفة في يصياغة الاستراتيجية الجديدة ، في حين تكون الاستراتيجية هي المرشد والموجه لادارة المعرفة في الفترة التالية حيث ادارة المعرفة تقوم بادوار التقاسم والتعلم وعملية التحسينات .
نجم عبود 2005 :147
و في الشركات التي تتبنى هذه الرؤية فانها تتسم بالخصائص الآتية :
• ان بيئة اعمال الشركات التي تتبنى هذه الرؤية تتسم بالتغير الواسع والسريع مما يتطلب ان تكون المعرفة هي الجدارة او الكفاية الجوهرية Core competency التي يعتمد عليها في المنافسة .
• العمل على تحقيق الميزة التنافسية المستدامة من خلال العمل المتواصل على جلب المعرفة الجديدة .
• التحول الى شركات خلاقة للمعرفة تعمل على التنافس على اساس انشاء المعرفة وليس على تقاسم المعرفة او المعلومات .
• ثقافة الشركة التي تحفز الابتكار – المعرفة الجديدة والمبادرة والاستجابة السريعة للمتغيرات ، والعمل على اساس فرقي .
المعرفة والجدارة الجوهرية :
ان الجدارة الجوهرية هي نشاط الاعمال الذي تتفوق فيه الشركة على منافسيها فيه . وهو يرتبط بالبحث والتطوير وبالبراعة التقنية وبخدمة الزبون . وقد تحدث بارهلاد وهامل عنها محددا خصائصها الاساسية :
1. الجدارة الجوهرية تتجسد في التعلم الجماعي في الشركة .
2. وتتجسد في مهارات التنسيق لمختلف العمليات والتقنيات والعلاقات مع الزبون .
3. وتتجسد في الفهم المتقاسم لحاجات الزبون .
4. وتتجسد في الفهم العميق لإمكانات المنتج والسوق وتكون متلازمة مع قاعدة المعرفة التكنولوجية .
5. وانها تجسد الثقافة والافكار التي تخدم عملية مزج مختلف اعمال الشركة سوية .
ومن الواضح ان من هذه الخصائص ان المعرفة تقف في صلب كل واحدة منها . ومع الاهتمام العميق والواسع بأدارة المعرفة فأن الجدارة المعرفية يمكن ان تستخلص من المعرفة واساليبها الفريدة في ايجاد التميز على المنافسين .
تقنيات المعلومات الالكترونية :
ويعد التطور المتسارع في تقنيات الالكترونيات الدقيقة وتطبيقاتها ثورة تقنية حضارية جديدة توازي في نظر الكثير الثورة الصناعية ، ان لم تفقها اهمية ، اذ ان لثورة الالكترونيات تأثيرات جذرية مباشرة في مختلف قطاعات الاقتصاد والانتاج ولاسيما في تقنيات المعلومات وفي الخدمات والصناعة ، وقد افرزت بذلك تأثيرات في مختلف القطاعات ، منها :
• ابداع منتجات و طرائق انتاج جديدة وغير معروفة وزوال اخرى .
• تغيير متسارع في نوعيات واسعار المنتجات الصناعية ادى الى خلق منافسة كبيرة في السوق العالمية ، افقد صناعات الدول النامية الكثير من امتيازاتها وقدراتها على المنافسة .
• التوسع في الاتمتة والاعتماد على الحاسبات والروبوتات والتداخل المتزايد بين المصممين والمنفذين وتداخل عملية التصميم بالإنتاج من خلال حاسبات التحكم الكبيرة ، مما افرز تغييرا جذريا في هيكلية المؤسسات الصناعية والانتاجية ، وفي نوعية المهن والاختصاصات المطلوبة .
• تزايد في دور المعلومات والاتصالات والحاسبات عموما في العمليات الاقتصادية والتجارية ، وتشابك هذه العمليات عبر الحدود الدولية ، مع اتساع دور الشركات الكبرى المتعددة الجنسية على المستوى العالمي.
طرق اضافية تستخدمها IT لتنفيذ الاستراتيجيات التنافسية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تطوير المنظومات المعلوماتية للشركة التي تتلاءم وتخلق الكفاءة في التعامل مع كلف الزبون او المجهز
• اقامة استثمارات في مجال IT المتقدمة والتي تشكل حواجز ازاء دخول الصناعة المنافسة .
• تضمين مكونات IT في المنتجات والخدمات لصنع بدائل لمنتجات او خدمات بديلة تنافسية اكثر صعوبة .
• تشكيل رافعة استثمارية من خلال الموارد البشرية ، وصناعات الكومبيوتر الهاردوير ، والبرامجيات السوفتوير ، وقواعد البيا
المصدر: أكرم سالم
نشرت فى 18 سبتمبر 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,759,675