الاهتمام بالمدراء الدوليين يعود إلى عدة أسباب ترتبط بتحديات وفرص الأعمال الدولية. هذه الأسباب تتضمن:

1- اتساع الرقعة الجغرافية والحاجة لقوة بشرية على مستوى عال: مع توسع المنشآت الدولية في النطاق الجغرافي، تزداد تعقيدات إدارة الفروع والوحدات المنتشرة في مختلف البلدان. هذا يتطلب وجود إدارة مؤهلة تستطيع تحمل الضغوط والتحديات المرتبطة بالتوسع. يصبح من الضروري وجود قوة بشرية تتمتع بالمعرفة والمهارات للتعامل مع تلك البيئات المتنوعة. يجب أن تتمتع هذه الفرق الإدارية بالقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية وتنفيذية مستقلة للحفاظ على استمرارية الأعمال وتحقيق النجاح في مجموعة متنوعة من البيئات.

2- اختلاف الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية وضرورة التكيف: البيئات التي تعمل فيها المنشآت الدولية تتفاوت بشكل كبير في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمات القانونية. تحديد سياسات المنظمة وتنفيذها يصبح أكثر تعقيدًا نتيجة هذه الاختلافات. لذا، يجب أن تكون إدارة المنظمة مرنة وقادرة على التكيف مع تلك الاختلافات. يمكن أن يشمل ذلك تعديل الإجراءات والسياسات لتناسب البيئة المحلية والتقليل من التناقضات مع النظم المحلية والاقتصادية. هذا التكيف يعزز من فعالية الأعمال ويساهم في تقليل المخاطر المحتملة.

3- التنبؤ بالاتجاهات السياسية والاقتصادية: تعني هذه المهارة القدرة على تحليل وتقدير التغيرات والتطورات في البيئة السياسية والاقتصادية في المناطق التي تعمل فيها المنشأة. يشمل ذلك فهم السياسات الحكومية والقوانين القانونية والتطورات الاقتصادية مثل التضخم ومعدلات النمو الاقتصادي وتقلبات سوق العملات. يمكن أن تتأثر أعمال المنشأة بشكل كبير بتلك التغيرات، وبالتالي يجب أن تكون الإدارة قادرة على تحديد التحديات المحتملة والفرص المستقبلية واتخاذ قرارات استراتيجية تعكس فهمًا دقيقًا للبيئة السياسية والاقتصادية.

4- إدارة المخاطر: استثمار المنشآت الدولية في مناطق مختلفة يحمل معه مخاطر متنوعة، تتراوح من المخاطر السياسية والاقتصادية إلى المخاطر التنظيمية والمخاطر البيئية والاجتماعية. القدرة على تحليل وتقدير هذه المخاطر وإدارتها تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح المستدام. يتضمن ذلك تطوير استراتيجيات للتعامل مع المخاطر المحتملة، سواءً عن طريق تحسين إجراءات الأمان، أو تنويع مصادر التمويل، أو تكوين شراكات استراتيجية تقلل من تأثير تلك المخاطر.

يعتبر اهتمام المنشآت الدولية بالعناصر البشرية مهمًا لتحقيق النجاح والاستدامة في الأعمال الدولية. توفير القوى العاملة الملائمة، وتطوير المهارات اللازمة، وإدارة المخاطر بفعالية يساهم في تحقيق الأهداف والتفوق في البيئة الدولية المتنوعة والتحديات المتعددة.