يجب أن نفهم أن محددات السلوك التنظيمي تعني العوامل والمتغيرات التي تؤثر على سلوك الأفراد والجماعات داخل المنظمة، هذه المحددات تشمل العوامل التي تؤثر على كيفية تصرف الأفراد وتفاعلهم مع البيئة التنظيمية ومع بعضهم البعض.
1- محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالفرد:
<!--دوافع العمل: دوافع العمل تشير إلى العوامل التي تحفز الأفراد على القيام بالأنشطة والمهام في المنظمة، هذه الدوافع يمكن أن تكون مختلفة من شخص لآخر وتتضمن الحاجة لتحقيق النجاح، الشعور بالانتماء، الرغبة في التطوير الشخصي، وحتى الحصول على مكافآت مادية. مستوى الدوافع يؤثر بشكل كبير على كيفية تحفيز الأفراد لتحقيق أهداف المنظمة وأداء مهامهم بكفاءة.
<!--هيكل القيم الشخصية: قيم الفرد تمثل مبادئه واعتقاداته الشخصية التي توجه سلوكه وتفاعله مع المحيط. إذا كانت قيم الفرد تتوافق مع قيم المنظمة، فمن الممكن أن يكون لديه الدافع الأكبر للعمل بجد والمشاركة بشكل فعّال. على سبيل المثال إذا كانت القيم تشجع على النزاهة والتعاون، فقد يساهم ذلك في بناء ثقافة تنظيمية إيجابية.
<!--ضغوط العمل: ضغوط العمل تشمل الضغوط الزمنية، وحجم المهام، وتوقعات الأداء، إذا كانت هذه الضغوط مرتفعة بشكل غير مستدام، قد تؤثر سلبًا على الأفراد من خلال زيادة مستويات التوتر والإجهاد. ومع ذلك إذا تم إدارة ضغوط العمل بشكل جيد، يمكن أن تكون حافزًا للتحسين وتطوير القدرات.
2- محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالجماعة:
<!--عملية الإدراك: عملية الإدراك تعني كيفية تصوّر وتفسير الأفراد للمعلومات والأحداث التي تحدث في البيئة التنظيمية، فإذا تم توجيه الأفراد بمعلومات دقيقة وواضحة حول أهداف المنظمة والتحديات التي تواجهها، يمكنهم فهم السياق والأهداف بشكل أفضل، هذا يساهم في تحفيزهم للمساهمة بشكل فعّال في تحقيق هذه الأهداف والعمل بإنتاجية أكبر.
<!--أنماط القيادة: أنماط القيادة التي يتّبعها القادة في المنظمة تلعب دورًا مهمًا في توجيه سلوك الجماعة، إذا كان لديهم نهج توجيهي وتحفيزي يشجع على العمل الجماعي ويبني روح التعاون، فإن ذلك يمكن أن يعزز من تفاعل الأفراد وتحفيزهم لتحقيق الأهداف المشتركة.
<!--طبيعة عملية صنع القرارات في المنظمة: عملية اتخاذ القرارات تلعب دورًا في تشكيل بيئة التنظيم وتوجيه سلوك الجماعة، إذا تم تطبيق هياكل صنع قرارات فعّالة وشفافة، يمكن للأفراد أن يشعروا بالانخراط في عملية اتخاذ القرارات. هذا يمكن أن يزيد من شعورهم بالمشاركة والمسؤولية، مما يحفزهم على تحقيق الأهداف المحددة بشكل أفضل.
بالتالي، يظهر أن محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالجماعة تلعب دورًا مهمًا في توجيه سلوك الأفراد وتحفيزهم للعمل بجد وبناء ثقافة تنظيمية إيجابية، حيث أن توفير بيئة تنظيمية تدعم عملية الإدراك وتوجيه القيادة وتفعيل عملية صنع القرارات بشكل شفاف يمكن أن يساعد في تحقيق تفاعل إيجابي للجماعة وتحقيق أهداف المنظمة بشكل أكثر فعالية.
3- محددات السلوك التنظيمي المرتبطة بالبيئة:
<!--إدارة التكنولوجيا وطبيعة الهيكل التنظيمي في المنظمة: كيفية استخدام التكنولوجيا وتنظيم هيكل المنظمة تلعب دورًا في توجيه سلوك الأفراد، فهناك منظمات تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وتحسن هياكلها التنظيمية لتشجيع التعاون وتيسير التواصل بين الأقسام والفرق، قد تساعد في تحسين الأداء والإنتاجية، كما أن توفير وسائل التواصل الفعالة وتسهيل التنسيق بين الأقسام يمكن أن يحدث تغييرًا إيجابيًا في سلوك الأفراد وتعزيز تحقيق الأهداف المشتركة.
إدارة عملية التطوير التنظيمي في المنظمة: عمليات التطوير والتحسين المستمر تسهم في تغيير السلوك التنظيمي، فمن خلال توفير برامج تدريبية وتطويرية مخصصة للعاملين، يمكن تحسين مهاراتهم وقدراتهم، ذلك يؤثر بشكل إيجابي على سلوكهم في مكان العمل، فعندما يشعرون بأن المنظمة تهتم بتطويرهم وتوفير الفرص لتعلم وتطوير مهاراتهم، قد يكون لديهم دافع أكبر لتحسين أدائهم وتحقيق النجاح